: 241 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
وناصر الكعبي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
70 – قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء من صحيحه:
بابُ البُزاقِ والمُخاطِ ونَحْوِهِ فِي الثَّوْبِ
قالَ عُرْوَةُ، عَنِ المِسْوَرِ، ومَرْوانَ خَرَجَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – زَمَنَ حُدَيْبِيَةَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ: «وما تَنَخَّمَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – نُخامَةً، إلّا وقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنهُمْ، فَدَلَكَ بِها وجْهَهُ وجِلْدَهُ».
241 – حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: «بَزَقَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فِي ثَوْبِهِ» قالَ أبُو عَبْدِ الله: طَوَّلَهُ ابْنُ أبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخْبَرَنا يَحْيى بْنُ أيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، قالَ: سَمِعْتُ أنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -.
فوائد الباب:
1 – قوله (باب البزاق والمخاط ونحوه في الثوب) وترجم عليه أبو داود والنسائي بقوله: ” باب البزاق يصيب الثوب” أي تصح الصلاة مع ذلك فالثوب طاهر.
2 – قوله (والمخاط) يشير إلى ما رواه مسلم 549 من حديث عائشة -رضي الله عنها: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى بصاقا في جدار القبلة، أو مخاطا أو نخامة فحكه».
3 – قوله (ونحوه) كالنخامة.
4 – قوله (قال عروة عن المسور ومروان خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- زمن حديبية -فذكر الحديث- وما تنخم النبي -صلى الله عليه وسلم- نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده) وصله البخاري 2732 في أثناء حديث طويل، وفيه: تسابق الصحابة على أن لا يسقط فضل وضوء رسول الله ‘صلى الله عليه وسلم- إلا في أيديهم.
5 – كأن البخاري يرد على ما نسب لسلمان -رضي الله عنه- قال: إذا أحك أحدكم جلده، فلا يمسحه ببزاقه، فإن البزاق ليس بطاهر. أخرجه ابن أبي شيبة من طريق حماد، عن ربعي بن حراش، قال: قال سلمان به: إسناده حسن؛ إن كان ربعي سمعه من سلمان. وكذلك ورد هذا القول عن إبراهيم النخعي.
6 – عن أبي العلاء، قال: كنا عند قتادة فتذاكروا عنده قول إبراهيم وقول الكوفيين في البزاق: يغسل، قال: فحك قتادة ساقه، ثم أخذ من ريقه شيئا، ثم أمره عليه ليرينا أنه ليس بشيء. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1501 وإسناده حسن. أبو العلاء أيوب بن أبي مسكين. قال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام.
7 – إيراد الآثار في الباب كما ساقها ابن أبي شيبة في مصنفه؛ قال:
170 – الرجل يمسح جلده بالبزاق.
1497 – حدثنا ابن علية، عن هـشام، عن حماد، عن ربعي بن حراش، قال: قال سلمان: إذا حك أحدكم جلده فلا يمسحه ببزاقه، فإن البزاق ليس بطاهـر.
1498 – حدثنا حفص، عن الأعمش، قال: قيل له: هـل كان إبراهـيم يكره البزاق؟ قال: إنما كان يكره أن يحك الرجل جلده، ثم يتبعه بريقه، فإن ذلك ليس بطهور.
1499 – حدثنا ابن فضيل، عن حصين، عن إبراهـيم؛ أنه يكره أن يجعل البزاق على القرحة تكون به.
1500 – حدثنا زاجر بن الصلت، عن الحارث بن مالك، قال: انطلقت إلى منزل الحسن وجاءه رجل فسأله، فقال: يا أبا سعيد: الرجل يحك إما جسده وإما ذراعيه. ثم يقول بريقه عليه فيمسحه عليه، يتوضأ منه؟ قال: لا. (1/ 140).
1501 – حدثنا سعيد بن يحيى الحميري، قال: حدثنا أبو العلاء، قال: كنا عند قتادة فتذاكروا عنده قول إبراهـيم، وقول الكوفيين في البزاق: يغسل، قال: فحك قتادة ساقه ثم أخذ من ريقه شيئا، ثم أمره عليه ليرينا أنه ليس بشيء.
انتهى من مصنف ابن أبي شيبة ..
8 – قوله (بزق النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثوبه) زاد البيهقي في السنن الكبرى 1245 من طريق الفريابي شيخ البخاري في هذا الحديث ” يعني وهو في الصلاة”. وللحديث مناسبة فقد أخرج البخاري 405 من طريق إسماعيل بن جعفر وعند البخاري 417 من طريق زهير: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه؛ فقام فحكه بيده فقال: إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه -أو إن ربه بينه وبين القبلة- فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدميه. ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال أو يفعل هكذا).
9 – عن القاسم بن مهران، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد، فأقبل على الناس، فقال: «ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه، أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه؟ فإذا تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره، تحت قدمه، فإن لم يجد فليقل هكذا». ووصف القاسم فتفل في ثوبه، ثم مسح بعضه على بعض.
رواه مسلم 550 وزاد في حديث هشيم قال: أبو هريرة كأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرد ثوبه بعضه على بعض. رواه مسلم 550.
10 – حديث الباب أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي.
11 – هو دال على ما ترجم له من طهارة البزاق والمخاط وهو أمر مجمع عليه لا أعلم فيه اختلافا إلا ما روي عن سلمان الفارسي. قاله ابن الملقن في التوضيح. ونقل الإجماع أيضًا ابن بطال.
12 – وقد أمر النبى المصلي أن يبزق عن يساره أو تحت قدمه، ويبزق -صلى الله عليه وسلم- في طرف ردائه، ثم رد بعضه على بعض؛ وقال: أو تفعل هكذا -. قال الطحاوى: وهذا حجة فى طهارته، لأنه لا يجوز أن يقوم المصلي على نجاسة، ولا أن يصلي وفي ثوبه نجاسة.
شرح صحيح البخارى لابن بطال (1/ 359).
13 – ولكون طهارة البزاق معروفه عندهم؛ استدل به ابن عباس على طهارة المني.
فورد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس موقوفًا.
قال ابن حجر:
– حَدِيثٌ (طح قط ش): فِي المَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، قالَ: إنَّما هُوَ بِمَنزِلَةِ النُّخامِ والبُزاقِ، أمِطْهِ عَنْكَ بِإذْخِرَةٍ. طح فِي الطَّهارَةِ: ثنا سُلَيْمانُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، هُوَ ابْنُ زِيادٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عَنْهُ، نَحْوَهُ. قط فِيهِ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الحَسّانِيُّ، ثنا وكِيعٌ، ثنا ابْنُ أبِي لَيْلى، عَنْهُ، بِهَذا مَوْقُوفٌ. وعَنِ ابْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ إبْراهِيمَ الحَرْبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيى بْنِ الأزْهَرِ، عَنْ إسْحاقَ بْنِ يُوسُفَ الأزْرَقِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هُوَ ابْنُ أبِي لَيْلى، بِهِ مَرْفُوعًا، وقالَ: لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُ إسْحاقَ الأزْرَقِ، عَنْ شَرِيكٍ. ورَواهُ الشّافِعِيُّ: عَنْ سُفْيانَ، عَنْ عَمْرٍو وابْنِ جُرَيْجٍ، كِلاهُما عَنْهُ، بِهِ. مَوْقُوفًا.
[إتحاف المهرة لابن حجر ((7) / (404))].
14 – وما ثبت عن الشارع من خلافهم هو المتبع، والحجة البالغة، فلا معنى لقول من خالف، وقد أمر الشارع المصلي أن يبزق عن يساره أو تحت قدمه، وبزق الشارع في طرف ردائه، ثم رد بعضه على بعض، وقال: “أو تفعل هكذا”، وهذا ظاهر في طهارته؛ لأنه لا يجوز أن يقوم المصلي على نجاسة، ولا أن يصلي وفي ثوبه نجاسة. قاله ابن الملقن في التوضيح.
15 – وعند الحميدي في مسنده 1253 عن سفيان- هو ابن عيينة-: ” فإن عجلت به بادرة، فليجعلها في ثوبه، وليقل بها هكذا»، وأشار الحميدي إلى طرف ثوبه فدلكه.
16 – فيه التبرك ببزاق الشارع -صلى الله عليه وسلم- ونخامته، ودلك وجوههم بها تبركا وتوقيرا له وتعظيما. قاله ابن الملقن في التوضيح.
17 – قوله (حدثنا سفيان) هو الثوري تابعه يحيى بن أيوب كما هنا، تابعه إسماعيل بن جعفر كما عند البخاري 405 والنسائي 308، تابعه زهير كما عند البخاري 417، تابعه حماد – هو ابن سلمة- كما عند أبي داود في سننه 390، تابعه ابن التيمي كما عند عبد الرزاق في مصنفه 1692، تابعه محمد بن عبد الله بن المثنى كما عند الإمام أحمد في مسنده 12959، تابعه سفيان – هو ابن عيينة- كما عند الحميدي في مسنده 1253، تابعه يزيد بن هارون كما عند لإمام أحمد 13066 والدارمي في سننه 1436 وابن الجارود في المنتقى 59.
18 – قوله (طوله ابن أبي مريم) هو سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم المصري شيخ البخاري. فالحديث صورته صورة التعليق وحكمه حكم الاتصال.
19 – ورد عند أبي نعيم في مستخرجه (وهو في الصلاة) يعني زيادة على حديث الباب: (بزق النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثوبه).
وهذه من فوائد المستخرجات … والمستخرجات لها فوائد كثيرة، منها الزيادات في المتون والأسانيد، وتعيين المبهمات، وتصريح بعض المدلسين بالتحديث وهكذا … -فوائد عدوها إلى عشر فوائد.