22 – بَابُ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ
64 – (2200) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ»
—————-
-قال المناوي: استدل بعمومات نصوص الرقية أناس فأجازوا كل رقية جربت منفعتها وإن لم يعقل معناها.
وتعقبهم الألباني؛ بأن حديث عوف فيه أن ما يؤدي إلى الشرك يمنع وما لا يعرف معناه؛ لا يؤمن أن يؤدي إليه فيمنع احتياطا) وقال كذلك: ويؤيده أن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لم يسمح لآل عمرو بن حزم في بأن يرقي إلا بعد أن أطلع على صفة الرقية ورأى أنه لا بأس بها، وما لا يعقل معناه؛ لا سبيل إلى الحكم عليها بأنه لا بأس بها.
قلت: فيحمل حديث؛ خال جابر؛ على أن رقية العقرب كانت معروفة أو أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنه بلغه توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص الرقية المشروعة والرقية غير المشروعة.
– فيه عدم جواز التداوي بالمحرمات. ومنه السحر. وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية، فقد يكون لضعف اليقين عنده وضعف توكله على الله أو عدم مبالاته. وقد يشفى برقى فيها مخالفات شرعية من باب الفتنة له، مثل من يستجاب دعاءه عند قبور الأولياء فهذا فتنة؛ فلا يستجرينكم الشيطان.
– مما يدفع العين التبريك؛ وكذلك إرجاع الفضل لله فإن رأى شيئا من ماله كبستان أو دار أو مركوب فأعجبه؛ فليقل (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) نقل القرطبي عن الإمام مالك قريب من هذا المعنى، ومنه قوله تعالى (لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) وكذلك قول (سبحان الذي سخر لنا هذا … ) عند الركوب.
– من قال أن الرقية اجتهادية؛ بدليل هذه الأحاديث، جعل لها ضوابط:
* أن لا يعتقد أن الرقية تؤثر بنفسها
* أن لا يكون فيها ما لا يعرف معناه.
* أن لا يجعل كتاب الله تجربة؛ لأنه إذا لم يعتقد الشفاء فيه؛ لا ينتفع به
* لا يستخدم الجن لأنه باب مجهول
*ألا يشابه أهل السحر والشعوذة والكهانة بحركات لا تنفع
* الدعاء بالأحاديث الضعيفة جائز؛ بشرط عدم نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وليس فيها معاني غير صحيحه؛ وإلا صارت منكرة. والأولى الاقتصار على القرآن والسنة الصحيحة.