21 – بَابُ اسْتِحْبَابِ الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ وَالنَّمْلَةِ وَالْحُمَةِ وَالنَّظْرَةِ
52 – (2193) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرُّقْيَةِ؟ فَقَالَتْ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ»
53 – (2193) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فِي الرُّقْيَةِ، مِنَ الْحُمَةِ»
—————–
معاني الكلمات:
سبق ذكر معنى الحمة.
أما النملة؛ فهي قروح تخرج في الجنب.
الفوائد:
– قال ابن حجر: المراد آل عمرو بن حزم كما في رواية لمسلم من حديث جابر والمخاطب عمارة بن حزم.
– ما ورد من رقية النبي صلى الله عليه وسلم لأمراض أخرى أو الأذن بالرقية فلا يعارض هذا الحديث ولا حديث (لا رقية إلا من عين أو حمة) فلعل الرخصة بعد المنع؛ خاصة أنه كانت رقيتهم في الجاهلية بألفاظ شركية أو كلمات غير مفهومة، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعدهم عن هذه الرقية؛ ويعلمهم مكانها الرقية التي فيها توحيد ولجوء إلى الله وحده.
أو يحمل قوله صلى الله عليه وسلم (رخص) على أنه إنما سأل عن الرقية لهذه الأمراض.
وسبق توجيه قوله صلى الله عليه وسلم (لا رقية إلا من عين أو حمة) وأن المقصود؛ لا رقية أنفع ولا أولى من رقية العين والحمة. انتهى من الفتح بتصرف وزيادات.
-فيه حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد حتى في الألفاظ، ومنه حديث (لا تحلفوا بآبائكم) وراجع كتاب التوحيد وشروحاته ففيها خير كثير حول هذا الموضوع.
-فيه فضيلة عائشة.
-فيه فضيلة للأنصار.
54 – (2194) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، – وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ – قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا «بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا» قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: «يُشْفَى» وقَالَ زُهَيْرٌ «لِيُشْفَى سَقِيمُنَا»
——————–
– ذهب ابن القيم وآخرون إلى أن الحكمة من الريق والتراب؛ أن فيهما خاصية في تعديل مزاج العضو المصاب؛ وأن الطين والريق بارد، فتعدل برودته حرارة العضو المصاب، حتى نقل بعضهم؛ أن بعض البلدان يتعالجون بتلطيخ الطين على أجسادهم.
وقال آخرون أن العلاج بالتراب والريق والرقية؛ هو علاج شرعي معنوي؛ يقصد أن له تأثيرا على القلب فيجعله متعلق بالله وأنه سبحانه كما أنه خلق الإنسان من تراب؛ قادر على صحة أبداننا من الجروح والقروح ويفرح القلب ويقويه حتى تتقوى الأعضاء لدفع المرض.
قلت: ولا مانع أن تكون الحكمة من اجتماع الأمرين.
– ورد حديث قال الترمذي: منكر؛ بل قال بعض أهل العلم: أنه مكذوب. وهو (إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه فإنه أنجح للحاجة) وراجع الضعيفة 1738، وبعضهم قال فليتربه؛ يعني: يكتبه بتواضع ولين. وما نقل عن بعض السلف من تتريب الكتاب؛ إنما لأجل تجفيف المداد.
– هذا الدعاء لا يقال إلا بهذه الهيئة؛ قال القرطبي: يستحب ذلك عند الرقية.
قلت: فما يفعله بعض الناس من إرسال رسالة بهذه الرقية مخالف للأولى. ولا بأس بإرسال غيره من الأدعية.
– ذكر بعض أهل العلم؛ أن باسم الله إذا لم تكتب تامة فتثبت الألف الموصولة، وإن كتبت تامة فتحذف تخفيفا لكثرة الاستعمال فتكتب (بسم الله الرحمن الرحيم)، وفيه بحث؛ لأن بعض الأحاديث لم تذكر فيها تامة ومع ذلك كتبت (بسم الله)، لكن لعل ذلك أيضا لكثرة الاستعمال.
– فيه فضيلة البسملة.
– اشتهر حديث (ريق المؤمن شفاء)، ولا أصل له.
– الرقية تشرع لكل الأمراض.
– عيادة المرضى وآداب الزيارة.
– تعليم التوحيد ومنه قوله تعالى (وأن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو)
– الأفضل في الرقية أن تكون من رجل صالح عالم بأحكام الرقية. وجوز الشافعي أن يرقى أهل الكتاب المسلمين بشرط أن لا يأتوا بألفاظ شركية. وفيه أثر عن أمرأة ابن مسعود وأنها كانت تختلف لفلان من اليهود ليرقيها؛ وأنكر ابن مسعود عليها تعليق التمائم؛ وفيه ضعف. وورد أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبوبكر: أرقيها بكتاب الله. وورد مرفوعا أن أمرأة ترقى عائشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم … ورجح الدارقطني الموقوف.
والموقوف أعله الألباني بالانقطاع (راجع الصحيحة 2972)
– مبادرته صلى الله عليه وسلم برقية المريض
– حتى في الرقى ما مست يد النبي صلى الله عليه وسلم؛ جسد امرأة أجنبية.
– الرقى تنقسم إلى:
– رقية خاصة بالجسد ومكان الألم فمنها:
– توضع اليد مكان الشكوى وتقول (باسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا) ثم ترفع اليد، ثم يُعاد ذلك وترًا. أخرجه الترمذي من حديث أنس وقال: حسن غريب.
قلت: فيه محمد بن سالم ضعفه الدارقطني، وتفرد به عن ثابت.
2 ـ توضع اليد على مكان الألم ثم يقال:
باسم الله ” ثلاثًا “، ثم يقال سبع مرات: ” أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر “. أخرجه مسلم؛ كتاب الطب؛ من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي
3 ـ توضع اليمين على مكان الشكوى، ويمسح بها سبع مرات مع قول:
” أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ” في كل مسحة.
أخرجه أبوداود 3885 وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
4 ـ يأخذ الراقي من ريق نفسه على أصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب حتى يعلق به شيءٌ منه، ثم يمسح به موضع الألم، قائلاً في حالة المسح:
” باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا، بإذن ربنا “.
أخرجه البخاري 5745 ومسلم
5 ـ يقرأ الراقي الفاتحة، ثم يجمع بزاقه ويتفل. أخرجه البخاري 2276 ومسلم؛ من حديث أبي سعيد
وفي رواية عند ابن ماجه؛ فقرأت عليه (الحمد) سبع مرات، وإسنادها صحيح.
وفي رواية في سنن أبي داود (ثلاثة أيام غدوةً وعشية).وفيه خارجه لم يوثقه معتبر.
6 ـ توضع اليد على المريض، ثم يمسح باليد على الوجه والبطن، ويقال:
” اللهم اشف فلانًا “.
فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما مرض سعد؛ قال (ثم وضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني ثم قال: اللهم اشف سعدا وأتمم له هجرته) أخرجه البخاري 5659.
يقال ذلك ثلاث مرات. أخرجه مسلم برقم1628 لكن أغلب الطرق تذكر؛ ثلاث مرات بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم (الثلث والثلث كثير) فإن كانت رواية مسلم محفوظة؛ فيكرر هذا الدعاء ثلاث مرات. وتحتاج لبحث موسع؛ وهل أعلها أحد من أهل العلم.
7 ـ يمسح باليد اليمنى مع قول:
” اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا “.أخرجه مسلم؛ كتاب الطب، والبخاري 5743.
– مع مسح مكان الألم والتفل أثناء الدعاء. وراجع (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين) / الشيخ مقبل / ج: 2/ 513 في قصة محمد بن حاطب؛ حين احترقت يده فأخذته أمه للنبي صلى الله عليه وسلم
8 ـ يجمع الراقي يديه فيقرأ فيهما بالإخلاص والمعوذتين، مع النفث حال القراءة ثم يمسح بهما:
ورد في الموطأ عن عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أنا أقرأ عليه وأمسح عليه بيمينه رجاء بركتها. وهو في مسلم وفيه (بيده) وفي بعض الروايات (إذا مرض أحد من أهله) وأخرجه البخاري 5735: وفيه (فسألت الزهري: كيف ينفث؟ قال: كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه) وفي رواية له: 5748. (كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه ب (قل هو الله أحد) وبالمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. قال يونس كنت أرى ابن شهاب كان يصنع ذلك إذا أوى إلى فراشه.
9 ـ المسح على رأس المريض والدعاء له بالبركة.
وفيه عن السائب قال ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة … ) أخرجه البخاري 5670.
10 ـ يضع الراقي يده على جبهة المريض أو على يده، ويسأله كيف هو.
مسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر وحمزة أحمد الزين / ج: 16 / حديث رقم: 22137
وفي الصحيحين عن ابن مسعود؛ أنه مس النبي صلى الله عليه وسلم وقال: انك توعك وعكا شديدا …
ثانيًا: رقية ليس لها علاقة بموضع الألم ولا الجسد:
==============================
1 ـ يقال عند رأس المريض سبع مرات:
” أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يَشْفِيَكَ “. ففي الحديث ( … إذا عاد المريض جلس عند رأسه ثم قال: سبع مرات؛ أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك)
الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين 2/ 505
2 ـ يقال: ” اللهمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَا لك عَدوًّا أو يمشِي لك إلى صلاة “.
صحيح أبي داود 3107.
3 ـ (أ) ـ يقال: أعِيذُكما بكلماتِ اللهِ التَّامَّة من كلِّ شيطانٍ وهَامَّة ومن كلِّ عِيْنٍ لامَّة “.
صحيح الترمذي 2060.
(ب) ـ يقال: ” أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عينٍ لامة “.
أخرجه البخاري 3371.
4ـ يقال: ” بِاسم اللهِ أرقيك من كلِّ شيءٍ يُؤذيك من شرِّ كلِّ نفس أو عينِ حاسدٍ الله يَشفيك، باسم الله أرقيك “.الصحيح المسند
5 ـ يقال: ” لا بأس طهور إن شاء الله “.
صحيح البخاري 5656.
6 – عن قطبة بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء». أخرجه الطبراني وهو في الصحيح المسند 1084 للشيخ مقبل وقال:
هذا حديث صحيح.
7 – عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يقول (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم والقسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والبرص والجذام وسيء الأسقام) أخرجه ابن حبان وهو في الصحيح المسند 39 للشيخ مقبل؛ وقال:
هذا حديث صحيح
55 – (2195) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ – قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لَهُمَا: – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ»
65 – (2195) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ
وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ»
———–
الفوائد:
– سبق ذكر أحكام الإصابة بالعين أول كتاب الطب.
– هذا الحديث يحتمل معناه؛ استرقي من احمرار في العين أو من العين الحاسدة كرقية وقائية.
– لا يعارض حديث (لا يسترقون)، لأن المقصود (أسترقي من العين) أطلبي أحدا يعلمك رقية العين ثم أرقى نفسك.
– فيه طلب العلاج بالأسباب الشرعية. لأن بعض الناس قد يستعمل أسباب غير شرعية، وسبق ذكر بعضها؛ ومنه حديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة (العين حق ونهى عن الوشم) فمحتمل؛ لما أثبت تأثير العين؛ نهى عن اعتقاد أن الوشم له تأثير في دفع العين.
57 – (2196) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فِي الرُّقَى قَالَ: «رُخِّصَ فِي الْحُمَةِ وَالنَّمْلَةِ وَالْعَيْنِ»
58 – (2196) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَهُوَ ابْنُ صَالِحٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ» وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ: يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ
—————
– الترخيص في الرقية من هذه الثلاثة ليس فيه المنع من رقية غيرها؛ إنما كان الترخيص وقع بقدر السؤال (قرره النووي)
– أما حديث (قال النبي صلى الله عليه وسلم للشفاء: علمي هذه رقية النملة، كما علمتيها الكتابة).
فله طرق؛ رجح الدارقطني في العلل (15/ 308) المرسل، وله طريق آخر فيها كريب بن سليم، وطريق ثالث فيها متروك
59 – (2197) حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِجَارِيَةٍ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَةً، فَقَالَ: «بِهَا نَظْرَةٌ، فَاسْتَرْقُوا لَهَا» يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةً
——————
– هذا من الأحاديث التي تعقب الدارقطني فيها البخاري ومسلم وأعله بالإرسال. (وراجع شرح النووي). ويحتاج بحث، لكن سبق أن ذكرنا علامات معرفة المتضرر بالعين. وأن منها تغير في اللون والشحوب.
– سفعة؛ اصفرار أو سواد أو تغير في اللون وقيل أخذة من الشيطان (وراجع شرح النووي)، قال الحسين بن مسعود (الفراء): (سفعة) أي نظر يعني من الجن. ومنه قوله تعالى (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)
60 – (2198) حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ، وَقَالَ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: «مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ» قَالَتْ: لَا، وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: «ارْقِيهِمْ» قَالَتْ: فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «ارْقِيهِمْ»
61 – (2199) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: أَرْخَصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ لِبَنِي عَمْرٍو قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: وَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ، وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرْقِي؟ قَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ»
61 – وحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَرْقِيهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَمْ يَقُلْ: أَرْقِي
——————-
– فيه رقية الإنسان أهل بيته، ولو كانت أمرأة، وهكذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعمارة بن حزم في الرقية، وفي حديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل.
فجعل الرقية من باب المنفعة أكثر منها أنها تجارة، أما أذنه لأبي سعيد الخدري ومن معه في أكل الجعل الذي تحصلوا عليه؛ فهم كانوا في حال خاص من الحاجة ومنعتهم تلك القبيلة الكافرة من حق الضيف. ولم يثبت أن السلف امتهنوا مهنة الرقية.
– وكم من ناس امتهنوا هذه المهنة وافتتنوا بالمال؛ وتركوا طلب العلم؛ وتوسعوا فيه توسع غير محمود؛ بل بعضهم افتتن بالنساء؛ فلا يتورع من الخلوة بهن ولمس أجسادهن. ثم إنما أخذ الصحابة بعد شفاء الرجل لا على مجرد القراءة.
– فيه رعاية النبي صلى الله عليه وسلم للصغار.
– فيه أن الصغار تسرع إليهم العين خاصة من رزق بجمال أو ذكاء ومنه قوله تعالى (لا تقصص رؤياك على أخوتك) وقوله تعالى (يا بني لا تدخلوا من باب واحد). وكم من الناس يعرضون صور لأولادهم في الهواتف النقالة.
62 – (2199) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى، قَالَ: فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ»
62 – وَحَدَّثَنَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ
63 – (2199) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى، فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ الْعَقْرَبِ، وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا أَرَى بَأْسًا مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ»
——————-
– من محاسن الإسلام أنه يحث على نفع المسلمين.
– ورد في رواية (إنما هي مواثيق) أخرجها أحمد وغيره وفيها ابن لهيعة، وله أسانيد أخرى؛ ضعيفة جدا.
– نص محمد بن الحسن الشيباني؛ على منع الرقى التي لا يعرف معناها.
قلت: ومنه قوله تعالى (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية).
– ونص الخطابي والبيهقي وابن تيمية على منع الرقى التي بغير العربية (وراجع معالم السنن، والسنن الكبرى 9/ 350، واقتضاء الصراط المستقيم) قال ابن تيمية: لا يجوز اتخاذ غير اللغة العربية شعارا.
قلت: إلا لمن لا يجيد العربية فيدعو ربه بلغته؛ وليحذر من الألفاظ المشتبهة.