20 – بَابُ رُقْيَةِ الْمَرِيضِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَالنَّفْثِ
50 – (2192) حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي» وَفِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ: بِمُعَوِّذَاتٍ
51 – (2192) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا»
51 – (2192) وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ح وَحَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ كِلَاهُمَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ كُلُّهُمْ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِإِسْنَادِ مَالِكٍ، نَحْوَ حَدِيثِهِ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَحَدٍ مِنْهُمْ: رَجَاءَ بَرَكَتِهَا، إِلَّا فِي حَدِيثِ مَالِكٍ، وَفِي حَدِيثِ يُونُسَ، وَزِيَادٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ
——————
الفوائد:
-سبق أن ذكرنا معنى الرقية، وأن الرقية المنهي عنها هي التي فيها ألفاظ شركية أو بكلمات لا يعرف معناها. وأن هناك شروط للرقية: وهو أن تكون بأسماء الله الحسنى وصفاته وأن لا يعتقد أنها تؤثر بنفسها وأن تكون باللغة العربية.
-الرقية تنقسم إلى رقية علاجية ورقية وقائية فأذكار الصباح والمساء وأذكار قبل النوم تعتبر وقائية. وإذا مرض العبد تعتبر أيضا علاجية، ويضيف إليها الرقية بالقرآن والأدعية.
– القرآن شفاء قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) الاسراء82، فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، من الأمراض الحسية والمعنوية، فهو شفاء من الأمراض النفسية وشفاء لمرض الحسد والشهوة وغيرها من أمراض القلوب.
قال ابن القيم: أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء والتضرع إلى الله والتوبة والتداوي بالقرآن الكريم وتأثيره أعظم من الأدوية، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها.
وقال مرة: أن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من العلاجات يعتبر يقيني. انتهى بمعناه
-قدرة رب العالمين على خلق الأمراض والمشافاة منها.
-الابتلاءات بالأمراض؛ وهي للمؤمن خير؛ يدعو ربه ويتضرع إليه، وهي تمحيص وكفارات ورفع لدرجات.
-الثقة بالله والتوكل عليه.
-نفع الآخرين.
-تعلم أحكام عيادة المريض، وفضلها.
-إثبات اسم الله عز وجل الشافي والرفيق.
– لا يعتقد أن الرقية تنفع بذاتها؛ إنما هي سبب.
– قال القرطبي: فيه دليل على جواز الرقية من كل الآلام وأنه كان أمرا فاشيا معلوم؛ قال أنس ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-لا تستكثر الدعاء على الله؛ فاطلب منه سبحانه؛ شفاء لا يغادر سقما.
– زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا.
– عيادة المرضى.
-ورد كذلك من حديث أنس وأبي سعيد الخدري؛ قال الترمذي: سألت أبا زرعة؛ أيهما أصح حديث أنس أو حديث أبي سعيد فقال: كلاهما صحيح، وسألت البخاري فقال: مثله (العلل الكبير).
وورد في حديث أبي سعيد ذكر البسملة وكذلك في حديث عائشة؛ وسبق أول كتاب الطب، ففيه فضل البسملة.
-مشروعية مسح العليل باليمين.
– مشروعية الرقية بغير كتاب الله من الأدعية والأذكار النبوية؛ ومنه حديث (اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا).
-لما نزع النبي صلى الله عليه وسلم يدها بيَّن هذا أنه مرض الموت؛ فلا يطلب فيه الشفاء؛ ولكن يطلب فيه المغفرة. (قاله السندي) قلت: ويحتمل الخصوصية؛ لأن الأنبياء يخيرون.
-دليل على وحدانية الله عز وجل؛ وأنه هو الممرض المداوي الشافي؛ قال تعالى (وإذا مرضت فهو يشفين).
-أدب الخطاب مع الله عزوجل ومنه قوله تعالى (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) وقال صلى الله عليه وسلم ( … والشر ليس إليك).
-نقل النسائي في عمل اليوم والليلة اختلاف ألفاظ الحديث حيث ذكره عن عدة من الصحابة فالتراجع.
– بوب بعض الأئمة باب أين يضع يده؛ وذكر فيه أن عائشة كانت تضع يدها على صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
وورد كذلك رواية عند الطيالسي قال حدثنا شعبة به وفيه؛ (كان إذا عاد مريضا مسح وجهه وصدره أو قال: مسح على صدره … قالت عائشة فذهبت لأضع يدي على صدره … ) ففيه تعيين المكان الذي مسح.
– أن التعالج سنة خلافا لمن قال أنه ينافي التوكل. وما استدلوا فيه أما حديث ضعيف أو صحيح لكن ليس بصريح كما في هذا الحديث فهو في مرض الموت؛ والأنبياء يخيرون. بل ذهب بعض العلماء إلى وجوب التداوي؛ إذا كان ترك التداوي يفضي إلى تلف النفس أو أحد الأعضاء أو العجز؛ وكم ورد في النصوص الشرعية الأمر بالتداوي ووصف العلاجات.
-إباحة التعالج خلافا لمن قال: أنه يعارض حديث؛ أن المرض كفارات، فكلا الحديثين صحيح ولا تعارض؛ فيكفر عنه بنزول المرض، ويشرع له طلب العلاج.
-المعالجة والرقية من حكمها تطيب نفس العليل؛ ومعلوم مدى فائدة الحالة النفسية للمريض، ورجاء أن تكون كذلك سببا للشفاء؛ كالتسبب لطلب الرزق الذي قد فرغ منه.
-ضعف المخلوقين.
-بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وأنه يمرض، ويموت.
– الإيمان بالقدر، فالمخلوق لا يستطيع أن يعجل شفاء قبل أن ينزل وقته وكم من مرضى علتهما واحدة فيموت هذا ويفيق الآخر. كذا ذكره ابن عبدالبر. ونقول: بل قد يكون مرضى علت أحدهما أشد من الآخر ويفيق الذي علته أشد ويموت الذي علته أخف، بل قد يموت أناس من غير علة ظاهرة.
– الرغبة إلى الله في رفع المرض أفضل من سؤال الله البلاء، بل أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل خفت فصار مثل الفرخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو بشيء قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؛ قال: فدعا الله له فشفاه. أخرجه مسلم 2688
-مشروعية التوسل بأسماء الله وصفاته.
– الرد على من زعم أن الطب المنقول في الشرعيات ليس من الوحي.
– لا تمنع من جاء ليرقيك، فالمكروه أن تطلب أنت الرقية من أجل أن تكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
– نفع الآخرين بالرقية؛ أما لفظة (لا يرقون) فشاذة.
– الأولى عدم تعيين سور معينه أو أذكار معينة بعدد معين لأمراض معينة. ونلتزم بما ورد في الشرع.