146 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(146) – قال الإمام أحمد (ج (5) ص (346)): حدثنا روح حدثنا علي بن سويد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: اجتمع عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس وعلقمة بن علاثة فذكروا الجدود فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن شئتم أخبرتكم جد بني عامر جمل أحمر أو آدم يأكل من أطراف الشجر -قال وأحسبه قال في روضة- وغطفان أكمة خشاء تنفي الناس عنها» قال فقال الأقرع بن حابس فأين جد بني تميم قال «لو سكت».
هذا حديث صحيحٌ.
———–
أورده الشيخ مقبل في الجامع الصحيح في عدة أبواب:
أسماء القبائل والشعوب
{ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}
قوله تعالى: {ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}
لا دلالة لأصحاب نظرية التطور في هذا الحديث:
هذا بحث لبعض الباحثين قال:
أصحاب «نظرية التطور»: الإنسان لم يكن حيواناً ثم تطور فقط! بل كان جماداً أيضاً ثم تطور!!!
هذا الحديث الذي يستدلون به عمدة عند الملحدين لإثبات هذه النظرية على تطور الإنسان بعد أن كان حيواناً!
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في «مسنده» (38/ 18) (22935).
وابن أبي خيثمة في «تاريخه» (1/ 127) (374) عن أبيه.
كلاهما (أحمد، وأبو خيثمة) عن رَوْح بن عُبادة، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِاللهِ بنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ، وَالْأَقْرَعُ بنُ حَابِسٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ فَذَكَرُوا الْجُدُودَ ….
وقد صححه الشيخ مقبل الوادعي كما سبق
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط ورفاقه في تعليقهم على «مسند أحمد» (38/ 19) قالوا: “إسناده صحيح على شرط البخاري، علي بن سويد – وهو ابن مَنْجُوف، أبو الفضل السدوسي البصري- من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين”. انتهى
وشكك الباحث في سماع ابن بريدة من أبيه. لكن يحتاج هذا التشكيك لدليل
قال الباحث أيضا:
وهذا الحديث له أصل مرسل
رواه مُسَدَّدٌ في «مسنده» [كما في «إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» للبوصيري (7/ 82) (6434)] عن بِشْرِ بن المُفضّل البصري.
وابن أبي خيثمة في «تاريخه» (1/ 126) (372) عن مُوسَى بن إِسْمَاعِيْلَ، عن حَمَّاد بن سَلَمَةَ.
كلاهما (بشر، وحماد) عن سعيد بن إياس الجَرِيرِيّ البصري، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يزيد بن عبدالله بنِ الشِّخِّيرِ البصريّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أُرِيْتُ جُدودَ الْعَرَب، فَإِذَا جَدُّ بَنِي عَامِر بْنِ صَعْصَعَة جَمَلٌ آدَمُ مُقَيَّدٌ بِعُصْمٍ يَاكُلُ مِنْ فُروعِ الشَّجَر».
فقد ذكر العقيلي في «الضعفاء» (4/ 84) ترجمة «مُحَمَّد بن شُجَاعٍ النَّبْهَانِيّ المَرْوَزِيّ»، ونقل قول ابن المُبَارَكِ فيه: “لَيْسَ بِشَيْءٍ، ولَا يَعْرِفُ الحَدِيثَ”، وقول البُخَارِيّ: “سَكَتُوا عَنْهُ”، ثم ساق له حديثه المنكر عن مَنْصُور بن زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، فَإِمَّا شُغِلُوا عَنْهُ وَإِمَّا شُغِلَ عَنْهُمْ، قَالَ: ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: «جَمَلٌ أَزْهَرُ يَاكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ»، قَالَ: ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: «رَهْوَةٌ تَتْبَعُ مَاءً»، ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: «هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ لَا يَضُرُّهَا مَنْ عَادَاهَا». فَكَأَنَّ بَعْضَ مَنْ عِنْدَهُ تَنَاوَلَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبَى اللَّهُ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِ، ثُبْتُ الْأَقْدَامِ، رُجْحُ الْأَحْلَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا لِلدجَالِ، وَأَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخَرِ الزَّمَانِ».
ثم قال العقيلي: “الرِّوَايَةُ فِي هَذَا البَابِ فِيهَا لِينٌ وَضَعفٌ، وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ صَحِيحٌ”.
ورواه الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ في «مسنده»، قَالَ: حدثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حدثَنَا سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ زَيْدٍ العَمِّيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، نحوه.
قال أبو نُعيم في «الحلية» (3/ 60): “غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سَلَّامٍ”.
قلت: سلام بن سلم، ويقال: ابن سليم التميمي السعدي الخراساني، ثم المدائني الطويل، منكر الحديث، متروك.
قال ابن معين: “ليس بشيء”.
وقال أحمد: “منكر الحديث”.
وقال النسائي: “متروك”.
وقال البخاري: “سلام بن سلم السعدي الطويل عن زيد العمي: تركوه”.
وزيد العمي البصري ضعيف جداً، تركه بعض أهل العلم.
ورواه البزار في «مسنده» [كما في «كشف الأستار عن زوائد البزار» للهيثمي (3/ 311) (2823) عن إِبْرَاهِيم بن سَعِيدٍ الجَوْهَرِيّ.
والرامهرمزي في «أمثال الحديث» (ص: 150) من طريق مُحَمَّد بن عَبْدِاللَّهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيّ.
والطبراني في «المعجم الأوسط» (8/ 138) (8206) من طريق إِسْحَاق بن رَاهَوَيْهِ.
والخطيب في «تاريخ بغداد» (10/ 270) من طريق أَبي الأَحْوَصِ مُحَمَّد بن حَيَّانَ.
أربعتهم عن أَبي مُعَاوِيَةَ الضرير، عَنْ سَلَّامِ بنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَتِ الْقَبَائِلُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: «جَمَلٌ أَزْهَرُ يَاكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ». وَسَأَلُوهُ عَنْ هَوَازِنَ، فَقَالَ: «زَهْرٌ يَتْبَعُ مَاءَهُ». وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: «ثُبَّتُ الْأَقْدَامِ، رُجَّحُ الْأَحْلَامِ، عِظَامُ الْهَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى الدَّجَّالِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ لَا يَضُرُّهَا مَنْ نَاوَأَهَا».
قال الطبراني: “لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ إِلَّا مَنْصُورٌ، وَلَا عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا سَلَّامُ بْنُ صُبَيْحٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو مُعَاوِيَةَ”.
وقال العراقي في «محجة القرب إلى محبة العرب» (ص: 317): “هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ”.
قلت: سلام بن صُبيح ترجم له ابن حبان بحسب هذا الحديث، فقال في «الثقات» (8/ 295) (13531): “سَلام بن صبيح: شيخ يروي عَن مَنْصُور بن زَاذَان. روى عَنهُ: أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير، عَن مَنْصُور بن زَاذَان، عَن ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذكرت الْقَبَائِل عِنْد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحَدِيث”.
وكذا ترجم له الخطيب في «تاريخه» (10/ 270) (4726) فقال: “سلام بن صبيح المدائني: حدّث عن منصور بن زاذان. روى عنه أبو معاوية الضرير”.
ثم ساق له هذا الحديث، وفي آخره: “قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: قُلْتُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ: مَنْ سَلامٌ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ الْمَدَائِنَ”.
وجاء اسمه في رواية البزار مهملاً، ولهذا قال بعد أن رواه: “سَلامٌ هَذَا، أَحْسِبُهُ سَلامٌ المَدَائِنِيُّ، وَهُوَ لَيِّنُ الحَدِيثِ”.
وهذا ما مال إليه الذهبي، فإنه ذكره في «الميزان» (2/ 179) (3349) فقال: “سلام بن صبيح: شيخ مدائني. تفرد عنه أبو معاوية الضرير بإسناد قوى إليه”، ثم ساق حديثه، ثم أشار إلى راوية الخطيب، ثم قال: “وأنا أحسبه سلاماً الطويل المدائني”. [في المطبوع: الواثقي وهو تحريف، والصواب: المدائني، ولم يتنبه لها بشار معروف في تحقيقه لتاريخ الخطيب فنقلها كما هي محرّفة!].
والذي أميل إليه أن سلام بن صبيح هو نفسه ابن سلم الطويل المدائني كما قال البزار والذهبي. فالحديث حديثه، وهو مدائني، فيستبعد أن يكون الحديث عند اثنين بالاسم نفسه، والبلد نفسها، ولا يرويه غيرهما عن منصور!
ويؤيد ذلك أن الحديث الأول يرويه عن سلام بن سلم: أبو النضر هاشم بن القاسم الخراساني (134 – 207هـ)، والحديث الآخر يرويه عن سلام بن صبيح: أبو معاوية الضرير (113 – 195هـ) وكلاهما من الطبقة نفسها تقريباً، وإن كان الضرير أكبر من أبي النضر قليلاً، فقد اشتركا في بعض الشيوخ، وروى عنهما بعض التلاميذ المشتركين.
وكأن سلام بن سلم كان يُحدث به أحياناً عن زيد العمي عن منصور، وأحياناً عن منصور مباشرة، وهو متروك، وقد اتّهمه بعضهم.
ويُحتمل أن أحد جدوده اسمه “صبيح” فدلّسه أبو معاوية الضرير ونسبه إلى جده؛ لأن العلماء أصلاً اختلفوا في نسبه.
فقالوا: سلام بن سلم، ويُقال: ابن سليم، ويُقال: ابن سُلَيْمان، التميمي السعدي، أَبُو سُلَيْمان، ويُقال: أَبُو أيوب، المدائني. خراساني الأصل. وهو سلام الطويل، وكَانَ الحوضي يكنيه: أبا عَبداللَّهِ.
ورواه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2/ 431) (1224) عن عَبْدالوَهَّابِ بنِ الضَّحَّاكِ العرضي، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بن يسار الحمصيّ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْمَان العَوْفِيِّ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجُدُودُ، فَرَأَيْتُ جَدَّ بَنِي عَامِرٍ جَمَلًا أَحْمَرَ يَاكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ، وَرَأَيْتُ جَدَّ غَطَفَانَ صَخْرَةً خَضْرَاءَ تَتَفَجَّرُ مِنْهَا الْيَنَابِيعُ، وَرَأَيْتُ جَدَّ بَنِي تَمِيمٍ هَضْبَةً حَمْرَاءَ لَا يَضُرُّهَا مَنْ وَانَاهَا»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّهُمْ، إِنَّهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْ، مَهْ عَنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ عِظَامُ الْهَامِ، ثَبَتُ الْأَقْدَامِ، أَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ»، فَأَوَّلْتُ قَوْلَهُ فِي بَنِي عَامِرٍ: «جَمَلًا أَحْمَرَ يَتَنَاوَلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ»، فِيهِمْ تَنَاوَلٌ لِمَعَالِي الْأُمُورِ، وَقَوْلُهُ فِي غَطَفَانَ: «صَخْرَةً خَضْرَاءَ تَتَفَجَّرُ مِنْهَا الْيَنَابِيعُ»، إِنَّ فِيهِمْ شِدَّةً وَسَخَاءً؛ لِشِدَّةِ الصَّخْرِ وَفَيْضِ المَاءِ.
قلت: هذا إسناد منكر! وعمرو بن سليمان هذا لا يُعرف في الصحابة! وقيل: هو تابعي!
قال أبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (4/ 2045): “عَمْرُو بنُ سُفْيَانَ العَوْفِيُّ وَقِيلَ: عَمْرُو بنُ سُلَيْمَانَ، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي الْآحَادِ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ تَابِعِيُّ رَوَى عَنْهُ بِشْرُ بْنُ عَبْدِاللهِ، لَا يُعْرَفُ لَهُ صُحْبَةٌ”.
وقال ابن حجر في «الإصابة» (4/ 532) (5873): “عمرو بن سليم العوفيّ: ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» من الصحابة، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش … الحديث. هكذا استدركه ابن الأثير، وساق الحديث بسنده إلى ابن أبي عاصم. وقد أخرجه ابن منده، لكن قال: «عمرو بن سفيان العوفيّ»، أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان. وذكره البخاري في التابعين، لا يعرف له صحبة ولا رؤية”.
قلت: لم أجد ما نسبوه للبخاري هنا!
والحديث تفرد به عبدالوهاب بن الضحاك الحمصي، وهو متروك متّهم!
قال البخاري، والنسائي: “عنده عجائب”.
وقال ابن أبي حاتم: “سمع منه أبي بالسلمية، وترك حديثه والرواية عنه، وقال: كان يكذب”.
وقال: سمعت أبي يقول: “سألت أبا اليمان عنه، فقال: لا يُكتب عنه هذا قاص. ثم أتيناه فأخرج إلينا شيئاً من الحديث، فقال: هذا جميع ما عندي، ثم بلغني أنه أخرج بعدنا حديثاً كثيراً”.
وقال: سمعت أبي يقول: قال محمد بن عوف، قيل لي إنه أخذ فوائد أبي اليمان، فكان يُحدّث بها عن إسماعيل بن عياش، وحدّث بأحاديث كثيرة موضوعة، فخرجت إليه، فقلت: ألا تخاف الله، فضمن لي أن لا يُحدث بها، فحدّث بها بعد ذلك.
وقال أبو داود: “غير ثقة ولا مأمون، كان يضع الحديث، قد رأيته”.
وقال العقيلي: “شَامِيٌّ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ”.
وقال صالح جزرة: “منكر الحديث، عامة حديثه كذب”.
وقال الدارقُطني: “متروك”.
وقال أبو عبدالله الحاكم، والنقاش: “يروي عن إسماعيل أحاديث موضوعة”.
فالحديث بكلّ طرقه لا يصح، وهو كما قال العقيلي لا يثبت في هذا الباب شيء!
وعلى فرض ثبوت الحديث وصحته فليس معناه كما توهم أنصار “نظرية التطور”!! وإنما هو مثل ضربه صلى الله عليه وسلم لهؤلاء، وهذا معروف في سيرته، ولهذا أورده الرامهرمزي في كتاب «الأمثال»، وذكره بعض من خرّجه في كتب «الفضائل» كما رواه أحمد في «فضائل الصحابة».
فهل يُعقل لو كان الحديث يدلّ على أن أصل جدود العرب حيوانات يذكره أهل العلم في «الفضائل»؟
ومع أن هذا الحديث لا يصح إلا أنه جاء مُفسراً في بعض طرقه كما عند الخطيب البغدادي في «تاريخه» (13/ 268): “ويَعْنِي بِالجَدِّ: بَخْتَهُمْ وَحَظَّهُمْ”.
وأورده أهل العلم في كتب «غريب الحديث» لبيان معناه – وكأنهم استشرفوا أن هناك أغبياء سيأتون في آخر الزمان يقولون بنظرية التطور ويستدلون بهذا الحديث على صحة هذه النظرية!!!
فقوله: «فإذا جَدُّ بني عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقَيَّدٌ بعُصُم»، العُصُم: جمع عِصَام، وهو رِباطُ كلّ شيء، أرادَ أن خِصْبَ بلادِه قد حَبَسه بفِنائِه، فهو لا يُبْعِد في طَلَب المرْعَى، فصار بمنْزلةِ المقيَّد الذي لا يبرَحُ مكانَه. ومثلُه قول قَيْلَةَ في الدَّهْنَاء: إنها مُقَيَّدُ الجَمل: أي يكونُ فيها كالمُقَيَّد لا يَنْزِعُ إلى غيرها من البِلادِ.
والسؤال لأصحاب «نظرية التطور»: في الحديث ذكر أن جدّ بني عامر كان جملاً، فهذا أصله، ثم تطور، وذكر غطفان: «أَكَمَة خشناء تَنْفِي – تتقي – النَّاسَ عَنْهَا»، فهل معنى ذلك أن جد غطفان كان أصله أكمة ثم تطور؟!
يعني أن الإنسان لم يكن حيواناً فقط ثم تطور! بل كان جماداً أيضاً ثم تطور!!!
سبحان الله! فهذه أيضاً تُضاف لنظريتكم!
فالأكمَة: هي التَّلُّ العَظيمُ المُرتفِع من الأرض.
قال ابن قتيبة في «غريب الحديث»: ” «أكمة خشناء وَيَتَّقِي النَّاس عَنْهَا» يُرِيد أَن فيهم توعراً وخشونة، وَهَذِه أَمْثَال ضربهَا لَهُم فِي أَحْوَالهم”.
فماذا يقول أصحاب هذه النظرية؟!
إلا الحماقة أعيت من يداويها!
انتهى النقل للبحث
—–
بيان الشيخ الألباني لضعف رواية:
(يأبى الله لبني تميم الأ خيرًا، ثبت الأقدام، عظام الهام، رجح الأحلام، هضبة حمراء، لايضرها من ناوأها، أشد الناس على الدجال في آخر الزمان).
ضعيف جدًا.
والصحيح حديث
(هم أشد أمتي على الدجال)
قال الشيخ الألباني في الضعيفة: (6796)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في «مسنده» (ق (124) / (1) – بغية الباحث)، وعنه أبو نعيم في «الحلية» ((3) / (60)) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم.
والبزار في «مسنده» ((3) / (1) (1) (3) / (2823))، والطبراني في «المعجم الأوسط» ((9) / (95) – (96) / (2) (0) (82))، والرامهرمزي في «الأ مثال» ((235) – (236) / (154)) والخطيب في «التاريخ» ((9) / (195)) – واللفظ له – من طريق أبي معاوية؛ كلاهما: حدثنا سلام بن صبيح – وقال الحارث: ابن سلم عن زيد العمى – عن منصور بن
زاذان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: ذكرت القبائل عند النبي ?، فقالوا: يا رسول الله! ما تقول في (هوازن)؟
فقال: «زهرة تينع». قالوا: فما تقول في بني عامر؟ قال: «جمل أزهر، يأكل من أطراف الشجر». قالوا: ما تقول في بني تميم؟ قال: فقال: … فذكره
ورجح أن سلام بن صبيح هو المدائني أخطأ ابومعاوية في اسمه:
وأبو النضر ثقة ثبت – كما في «التقريب» -، فروايته مقدمة على رواية أبي معاوية – وهو: محمد بن خازم الضرير -؛ لأنه – وإن كان ثقة؛ فقد – كان يهم في غير حديث الأعمش – كما قال الحافظ -؛ ولذلك فقد أصاب البزار في تعقيبه على الحديث بقوله:
«سلام هذا أحسبه سلام المدائني، وهو ليّن الحديث» …..
لكن الجملة الأخيرة من الحديث لها شاهد قوي بإسناد آخر عن أبي هريرة
قال:
لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله، سمعت رسول الله ويقول:
«هم أشد أمتي على الدجال».
أخرجه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في «الصحيحة» تحت الحديث ((3114)).
وقال الشيخ الألباني:
وروي نحوه بزيادة في أوله، وهو الآتي بعد حديث.
(6797) – (أحبوا بني تميم (وفي رواية: سدوس) أبا القاسم، فوالله! [إن] منحتم بمثله).
ضعيف جدًا.
أخرجه البخاري في «التاريخ» ((1) / (2) / (126))، والبزار في «مسنده» ((3) / (2) (31) / (2824)) من طريق حرمي بن حفص: ثنا عبيدة بن عبد الرحمن السدوسي عن بحربن سعيد عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة قال:
ربما ضرب النبي ? على كتفي وقال: … فذكره. واللفظ للبزار.
وكان في الأصل بعض ألأخطاء فصححتها من «التاريخ»، والرواية الأخرى والزيادة منه، وقال:
«فيه نظر».
وفي السلسلة الضعيفة
(6798) – (لا تقل لبني تميم إلا خيرًا؛ فإنهم أطول الناس رماحًا على الدجال).
ضعيف.
أخرجه أحمد ((4) / (168)) عن عمربن حمزة: ثنا عكرمة بن خالد:
أن رجلًا نال من بني تميم عنده، فأخذ كفًا من حصى؛ ليحصبه، ثم قال عكرمة: حدثني فلان من أصحاب النبي ?: أن تميمًا ذكروا عند رسول الله ?، فقال رجل: أبطأ هذا الحي من تميم عن هذا الأمر! فنظر رسول الله ? إلى مزينة فقال:
«ما أبطأ قوم هؤلاء منهم».
وقال رجل يومًا: أبطأ هؤلاء القوم من تميم بصدقاتهم! قال: فأقبلت نعم حمر وسود لبني تميم، فقال النبي ?:
«هذه نعم قومي».
ونال رجل من بني تميم يومًا، فقال: … فذكره.
——
الثناء على بعض القبائل وذم قبائل أخرى ثابت في السنة:
عن مالك بن ربيعة أبي أسيد الساعدي: خَيْرُ الأنْصارِ، أوْ قالَ: خَيْرُ دُورِ الأنْصارِ، بَنُو النَّجّارِ، وبَنُو عبدِ الأشْهَلِ، وبَنُو الحارِثِ، وبَنُو ساعِدَةَ.
أخرجه البخاري ((3790))، ومسلم ((2511)) • شرح رواية أخرى
وروى البخاري عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ مِنْ أَسْلَمَ، وَغِفَارَ، وَمُزَيْنَةَ – وَأَحْسِبُهُ: وَجُهَيْنَةَ. ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ – قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ، وَغِفَارُ، وَمُزَيْنَةُ – وَأَحْسِبُهُ: وَجُهَيْنَةُ – خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَامِرٍ، وَأَسَدٍ، وَغَطَفَانَ خَابُوا وَخَسِرُوا؟ ” قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ “.
وفي الأدب المفرد:
241 – باب من لم يقبل الهدية لما دخل البغض في الناس- 270
465/ 596 (صحيح) عن أبي هريرة، قال: أهدى رجل من بني فزارة للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة، فعوضه، فتسخطه، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: ” يهدي أحدهم، فأعوضه بقدر ما عندي، ثم يسخطه، وايم الله! لا أقبل بعد عامي هذا من العرب هدية إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي، أو دوسي”
صحيح الأدب المفرد (ص222)
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على قبائل أخرى غدرت: قال الإمام البخاري
2801 حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا. فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ، فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ – قَالَ هَمَّامٌ: فَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ – فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، فَكُنَّا نَقْرَأُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا. ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لِحْيَانَ، وَبَنِي عُصَيَّةَ، الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
—-
ترجمة علقمة من الإصابة. وفي ترجمته ذكر حديث الباب
قال ابن حجر في الإصابة:
5691 – علقمة بن علاثة: «3»
بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري.
ثبت ذكره في الصحيح في حديث أبي سعيد، من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عنه، قال: بعث علي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة «4» في تربتها فقسمها بين أربعة نفر:
عيينة بن حصن والأقرع بن حابس، وعلقمة بن علاثة، وزيد الخيل … الحديث.
وقال المفضل العلائي في تاريخه: حدثني رجل من بني عامر، قال: صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني كلاب قدامة، وعلقمة بن علاثة … وسمى جماعة.
وروى ابن عساكر بإسناد له إلى الشافعي: حدثني غير واحد أن عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة تنافرا، فقال علقمة: لا أنافرك على الفروسية، أنت أشد بأسا مني. فقال عامر: لا أنافرك على الكرم، أنت رجل سخي. فقال علقمة: لكني موف وأنت غادر، وعفيف وأنت عاهر، ووالد وأنت عاقر …. فذكر قصة طويلة.
وفيه رد على قول ابن عبد البر إنه لم يكن فيه ذلك الكرم.
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب «الشكر»، وأبو عوانة في صحيحه، من طريق ابن أبي حدرد الأسلمي، قال: قال محمد بن سلمة: كنا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا حسان، أنشدني من شعر الجاهلية». فأنشده قصيدة الأعشى التي هجا بها علقمة بن علاثة، ومدح عامر بن الطفيل، فقال: «يا حسان، لا تعد تنشدني هذه القصيدة». فقال: يا رسول الله، تنهاني عن رجل مشرك مقيم عند قيصر، فقال: «إن قيصر سأل أبا سفيان عني فتناول مني، وسأل علقمة فأحسن القول، فإن أشكر الناس للناس أشكرهم لله تعالى».
ورأيت نحو ذلك مرويا عن ابن عباس بنحو هذا السياق.
وذكر البلاذري أن سبب قدوم علقمة على قيصر أنه بلغه موت أبي عامر الراهب، فقدم هو وكنانة بن عبد ياليل في طلب ميراثه، فأعطاه لكنانة لكونه من أهل المدر، ولم يعطه لعلقمة.
وروى الطبراني من طريق علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة، والأقرع بن حابس، فذكروا الجدود، فقالوا: «جد بني فلان أقوى … » فذكر الحديث ….. وذكر أخبار أخرى في ترجمته
الإصابة في تمييز الصحابة (4/ 455)