141 فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(141) – قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة (ج (3) ص (380)): حدَّثَنا أبُو مُعاوِيَةَ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنِ المِنهالِ، عَنْ زاذانَ، عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ، قالَ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فِي جِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ، فانْتَهَيْنا إلى القَبْرِ ولَمّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجَلَسْنا حَوْلَهُ كَأنَّما عَلى رُءُوسِنا الطَّيْرُ، وفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ، فَرَفَعَ رَاسَهُ فَقالَ: «اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِن عَذابِ القَبْرِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ أوْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قالَ: «إنّ العَبْدَ المُؤْمِنَ إذا كانَ فِي انْقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا وإقْبالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نَزَلَ إلَيْهِ مِنَ السَّماءِ مَلائِكَةٌ بِيضُ الوُجُوهِ، كَأنَّ وُجُوهَهُمَ الشَّمْسُ، حَتّى يَجْلِسُونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِن أكْفانِ الجَنَّةِ، وحَنُوطٌ مِن حَنُوطِ الجَنَّةِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ فَيَقْعُدُ عِنْدَ رَاسِهِ فَيَقُولُ: أيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ ورِضْوانٍ، فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَما تَسِيلُ القَطْرَةُ مِن فِي السِّقاءِ، فَإذا أخَذُوها لَمْ يَدَعُوها فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتّى يَاخُذُوها فَيَجْعَلُوها فِي ذَلِكَ الكَفَنِ، وذَلِكَ الحَنُوطِ، فَيَخْرُجُ مِنها كَأطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلى وجْهِ الأرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِها، فَلا يَمُرُّونَ بِها عَلى مَلَكٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلّا قالُوا: ما هَذا [ص (122)] الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: هَذا فُلانُ بْنُ فُلانٍ. بِأحْسَنِ أسْمائِهِ الَّتِي كانَ يُسَمّى بِها فِي الدُّنْيا، حَتّى يَنْتَهُوا بِها إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فَيَسْتَفْتِحُ
فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيَسْتَقْبِلُهُ مِن كُلِّ سَماءٍ مُقَرَّبُوها إلى السَّماءِ الَّتِي تَلِيها، حَتّى يَنْتَهى بِهِ إلى السَّماءِ السّابِعَةِ، قالَ: فَيَقُولُ اللهُ: اكْتُبُوا كِتابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ فِي السَّماءِ الرّابِعَةِ، وأعِيدُوهُ إلى الأرْضِ، فَإنِّي مِنها خَلَقْتُهُمْ، وفِيها أُعِيدُهُمْ، ومِنها أُخْرِجُهُمْ تارَةً أُخْرى. فَتُعادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، ويَاتِيهِ مَلَكانِ فَيُجْلِسانِهِ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَن رَبُّك؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ. فَيَقُولانِ لَهُ: ما دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الإسْلامُ. فَيَقُولانِ لَهُ: ما هَذا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فَيَقُولانِ: ما عَمَلُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَاتُ كِتابَ اللهِ وآمَنتُ بِهِ وصَدَّقْتُ بِهِ. فَيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: أنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأفْرِشُوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وألْبِسُوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وافْتَحُوا لَهُ بابًا إلى الجَنَّةِ. فَيَاتِيهِ مِن طِيبِها ورَوْحِها، ويُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، ويَاتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أبْشِرْ بالَّذِي يَسُرُّك، هَذا يَوْمُك الَّذِي كُنْت تُوعَدُ. فَيَقُولُ: ومَن أنْتَ؟ فَوَجْهُك الوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالخَيْرِ. فَيَقُولُ: أنا عَمَلُك الصّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أقِمَ السّاعَةَ، أقِمَ السّاعَةَ؛ حَتّى أرْجِعَ إلى أهْلِي ومالِي.
وإنَّ العَبْدَ الكافِرَ إذا كانَ فِي انْقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا وإقْبالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نَزَلَ إلَيْهِ مِنَ السَّماءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الوُجُوهِ، مَعَهُمَ المُسُوحُ، حَتّى يَجْلِسُونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ قالَ: ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حَتّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَاسِهِ، فَيَقُولُ: يا أيَّتُها النَّفْسُ الخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إلى سَخَطِ اللهِ وغَضَبِهِ. قالَ: فَتَفْرَّقُ فِي جَسَدِهِ،
قالَ: فَتَخْرُجُ، فَيَنْقَطِعُ مَعَها العُرُوقُ والعَصَبُ، كَما تَنْزِعُ السَّفُّودَ مِنَ الصُّوفِ المَبْلُولِ، فَيَاخُذُوها، فَإذا أخَذُوها [ص (123)] لَمْ يَدَعُوها فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، حَتّى يَاخُذُوها فَيَجْعَلُوها فِي تِلْكَ المُسُوحِ، فَيَخْرُجُ مِنها كَأنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلى ظَهْرِ الأرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِها، فَلا يَمُرُّونَ بِها عَلى مَلَإٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلّا قالُوا: ما هَذا الرُّوحُ الخَبِيثُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلانُ بْنُ فُلانٍ. بِأقْبَحِ أسْمائِهِ الَّتِي كانَ يُسَمّى بِها فِي الدُّنْيا، حَتّى يُنْتَهِي بِهِ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فَيَسْتَفْتِحُونَ فَلا يُفْتَحُ لَهُ»، ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوابُ السَّماءِ ولا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِياطِ} ((1)) قالَ: «فَيَقُولُ اللهُ: اكْتُبُوا كِتابَ عَبْدِي فِي سِجِّينٍ فِي الأرْضِ السُّفْلى، وأعِيدُوهُ إلى الأرْضِ، فَإنِّي مِنها خَلَقْتُهُمْ، وفِيها أُعِيدُهُمْ، ومِنها أُخْرِجُهُمْ تارَةً أُخْرى، قالَ: فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، قالَ: ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {ومَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكان سَحِيقٍ} ((2)) قالَ: فَتُعادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، ويَاتِيهِ المَلَكانِ فَيُجْلِسانِهِ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَن رَبُّك؟ فَيَقُولُ: ها ها لا أدْرِي! فَيَقُولانِ لَهُ: وما دِينُك؟ فَيَقُولُ: ها ها لا أدْرِي! قالَ: فَيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: افْرِشُوا لَهُ مِنَ النّارِ، وألْبِسُوهُ مِنَ النّارِ، وافْتَحُوا لَهُ بابًا إلى النّارِ.
قالَ: فَيَاتِيهِ مِن حَرِّها وسَمُومِها، ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتّى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أضْلاعُهُ، ويَاتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الوَجْهِ، وقَبِيحُ الثِّيابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ،
هَذا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ: مَن أنْتَ؟ فَوَجْهُك الوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: أنا عَمَلُك الخَبِيثُ. فَيَقُولُ: رَبِّ لا تُقِمِ السّاعَةَ، رَبِّ لا تُقِمِ السّاعَةَ».
هذا حديث حسنٌ.
[ص (124)] * وقال أبو داود (ج (13) ص (89)): حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ أخبرَنا جَرِيرٌ ح وأخبرَنا هَنّادُ بْنُ السَّرِيِّ أخبرنا أبُو مُعاوِيَةَ وهَذا لَفْظُ هَنّادٍ عَنْ الأعْمَشِ عَنْ المِنهالِ عَنْ زاذانَ عَنْ البَراءِ بْنِ عازِبٍ قالَ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ فِي جَنازَةِ رَجُلٍ مِن الأنْصارِ فانْتَهَيْنا إلى القَبْرِ ولَمّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ وجَلَسْنا حَوْلَهُ كَأنَّما عَلى رُءُوسِنا الطَّيْرُ وفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الأرْضِ فَرَفَعَ رَاسَهُ فَقالَ «اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِن عَذابِ القَبْرِ» مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثًا -زادَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ هاهُنا- وقالَ «وإنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالِهِمْ إذا ولَّوْا مُدْبِرِينَ حِينَ يُقالُ لَهُ يا هَذا مَن رَبُّكَ وما دِينُكَ ومَن نَبِيُّكَ -قالَ هَنّادٌ- قالَ ويَاتِيهِ مَلَكانِ فَيُجْلِسانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ مَن رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللهُ فَيَقُولانِ لَهُ ما دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الإسْلامُ فَيَقُولانِ لَهُ ما هَذا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ قالَ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ فَيَقُولانِ وما يُدْرِيكَ فَيَقُولُ قَرَاتُ كِتابَ اللهِ فَآمَنتُ بِهِ وصَدَّقْتُ -زادَ فِي حَدِيثِ
جَرِيرٍ- فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ ? {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ} ((3)) الآيَةُ -ثُمَّ اتَّفَقا- قالَ فَيُنادِي مُنادٍ مِن السَّماءِ أنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي فَأفْرِشُوهُ مِن الجَنَّةِ وألْبِسُوهُ مِن الجَنَّةِ وافْتَحُوا لَهُ بابًا إلى الجَنَّةِ قالَ فَيَاتِيهِ مِن رَوْحِها وطِيبِها قالَ ويُفْتَحُ لَهُ فِيها مَدَّ بَصَرِهِ قالَ وإنَّ الكافِرَ … -فَذَكَرَ مَوْتَهُ- قالَ وتُعادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ويَاتِيهِ مَلَكانِ فَيُجْلِسانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ مَن رَبُّكَ فَيَقُولُ هاهْ هاهْ لا أدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ ما دِينُكَ فَيَقُولُ هاهْ هاهْ لا أدْرِي فَيَقُولانِ ما هَذا الرَّجُلُ الَّذِي [ص (125)] بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هاهْ هاهْ لا أدْرِي فَيُنادِي مُنادٍ مِن السَّماءِ أنْ كَذَبَ فَأفْرِشُوهُ مِن النّارِ وألْبِسُوهُ مِن النّارِ وافْتَحُوا لَهُ بابًا إلى النّارِ قالَ فَيَاتِيهِ مِن حَرِّها وسَمُومِها قالَ ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أضْلاعُهُ -زادَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ- قالَ ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أعْمى أبْكَمُ مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِن حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِها جَبَلٌ لَصارَ تُرابًا قالَ فَيَضْرِبُهُ بِها ضَرْبَةً يَسْمَعُها ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ إلّا الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تُرابًا قالَ ثُمَّ تُعادُ فِيهِ الرُّوحُ».
حَدَّثَنا هَنّادُ بْنُ السَّرِيِّ أخبرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ أخبرَنا الأعْمَشُ حَدَّثَنا المِنهالُ عَنْ أبِي عُمَرَ زاذانَ قالَ سَمِعْتُ البَراءَ عَنْ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ … فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
هذا حديث حسنٌ.
——–
قال الذهبي في ترجمة المنهال:
حديثه في شأن القبر بطوله فيه نكارة وغرابة، يرويه عن: زاذان، عن البراء
السير للذهبي (5/ 184)
حديث البراء:
قال البيهقي في “الشعب”: هذا حديث صحيح الإسناد، وقال ابن منده:
هذا إسناد متصل مشهور، رواه جماعة عن البراء، وكذلك رواه عدة عن الأعمش، وعن المنهال ابن عمرو، والمنهال بن عمرو: هو الأسدي، مولاهم، الكوفي، أخرج عنه البخاري ما تفرد به، وزاذان أخرج عنه مسلم، وهو ثابت على رسم الجماعة
مسند أحمد (30/ 503 ط الرسالة)
وأورده المنذري في “الترغيب والترهيب” (5221) وقال: حديث حسن، رواته محتج بهم في الصحيح
مسند أحمد (30/ 504 ط الرسالة)
وأورده الهيثمي في “المجمع” 3/ 49 – 50 وقال: هو في الصحيح باختصار، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح
مسند أحمد (30/ 504 ط الرسالة)
قال الأتيوبي في ذخيرة العقبى عن حديث المنهال
:” هذا الحديث من أفراد المصنف، لم يخرجه من أصحاب الأصول غيره، أخرجه هنا-9/ 1833 و”الكبرى” 9/ 1959، وأخرجه ابن حبّان في صحيحه 3014 والحاكم في “مستدركه” 1/ 352 – 353، وصححه، ووافقه الذهبيّ. واللَّه تعالى أعلم.
وبعض الباحثين يقول: الأصح أن يقال وسكت عليه الذهبي. لأن هذه تلخيصات للذهبي. يعلق فيها على ما تذكر من حفظه
في صحيح البخاري:
1303 – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}).
حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة/ بهذا، وزاد: {يثبت الله الذين آمنوا} نزلت في عذاب القبر.
صحيح البخاري (1/ 461 ت البغا)
حديث البراء:
صححه الألباني 1676 في صحيح الجامع
وقال محققو المسند:
إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح
مسند أحمد (30/ 503 ط الرسالة)
وسيأتي ما يشهد لبعضه قي الصحيح المسند:
1315 – قال الإمام النسائي رحمه الله: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن قسامة بن زهير عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح المسك حتى أنه ليناوله بعضهم بعضا حتى يأتون به باب السماء فيقولون ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألونه ماذا فعل فلان ماذا فعل فلان فيقولون دعوه فإنه كان في غم الدنيا فإذا قال أما أتاكم قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله عز وجل فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به باب الأرض فيقولون ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار)).
بقي البحث عن الألفاظ التي في حديث البراء التي قصدها بقوله: أن فيها نكارة.
تبويبات في الجامع الصحيح على الحديث:
بوب الشيخ مقبل في الجامع الصحيح:
الإيمان بنعيم القبر وعذابه
عذاب القبر ونعيمه
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}
وذكره في كتاب الجنائز
قال الطيبي:
وقوله: ((كأن علي رءوسنا الطير)) كناية علي إطراقهم رءوسهم، وسكونهم، وعدم التفاتهم يمينا وشمالا.
((وينكت به)) أي يؤثر بطرف العود الأرض فعل المفكر المهموم.
و ((الحنوط)) ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة.
وقوله: ((فإذا أخذها لم يدعوها)) إشارة إلى أن ملك الموت إذا قبض روح العبد، يسلمها إلى أعوانه الذين معهم كفن من أكفان الجنة، ولذلك أفرد الضمير ثم جمعه.
و ((كأطيب)) صفة موصوف محذوف هو فاعل ((يخرج)) أي يخرج منه رائحة كأطيب نفسحة مسك.
قوله: ((فوجهك الوجه)) مثل قوله: أنا أبو النجم وشعري شعري. والجملة الفعلية بعده استئنافية، لما سره بتلك البشارة، قال له: إني لأعرفك من أنت، حتى أجازيك بالثناء والمدح، فوجهك هو الكامل في الحسن والجمال، ونهاية في الكمال، وحق لمثل هذا الوجه أن يجيء بالخير، ويبشر بمثل هذه البشارة. فعلي هذا ((من أنت)) مضمن معنى المدح مجملا. والفاء لتعقيب البيان بالمجمل وعلي عكس هذا قول الشقي للملك: ((من أنت فوجهك الوجه)).
وقوله: ((أقم الساعة)) لعله عبارة عن طلب إحيائه لكي يرجع إلي الدنيا ويزيد في العمل الصالح والإنفاق في سبيل الله، حتى يزيد ثوابا ويرفع درجاته.
قوله: ((فتفرق)) أي فتفرق الروح في جسده كراهة الخروج إلي ما يسخن عينه من العذاب الأليم، كما أن روح المؤمن تخرج وتسيل كما تسيل القطرة من السقاء، فرحا إلي ما تقر به عينه من الكرامة والنعيم. شبه نزع روح الكافر من أقصى عرقه بحيث تصحبها العروق، كما قال في الرواية الأخرى: ((وينزع نفسه من العروق كنزع السفود)) وهو الحديدة التي يشوى بها اللحم، فيبقى معها بقية من المحروق فيستصحب عند الجذب شيئا من ذلك الصوف مع قوة وشدة
وبعكسه شبه خروج روح المؤمن من جسده بترشح الماء وسيلانه من القربة المملوءة ماء مع سهولة ولطف.
قوله تعالي: {حتى يلج الجمل في سم الخياط} ((سم)) الإبرة، مثل في ضيق المسلك، و ((الجمل)) مثل في عظم الجرم. فقيل: لا يدخلون الجنة حتى يكون ما لا يكون أبدا من ولوج هذا الحيوان الذي لا يلج إلا في باب واسع في ثقب الإبرة.
قوله: {أو تهوي به الريح في مكان سحيق} أي عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة، وهذا استشهاد مجرد لقوله صلى الله عليه وسلم في سجين: ((في الأرض السفلي)) فيطرح روحه طرحا، لا أنه بيان لحال الكافر حينئذ؛ لأنه شبه في الآية من أشرك بالله الساقط من السماء، والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة، والشيطان الذي يطوح به في وادي الضلالة بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة. والله أعلم
شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (4/ 1380)
قال الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى: {حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق (31)}
يقول تعالى ذكره: اجتنبوا أيها الناس عبادة الأوثان، وقول الشرك، مستقيمين لله على إخلاص التوحيد له، وإفراد الطاعة والعبادة له خالصا دون الأوثان والأصنام، غير مشركين به شيئا من دونه، فإنه من يشرك بالله شيئا من دونه، فمثله في بعده من الهدى وإصابة الحق وهلاكه وذهابه عن ربه، مثل من خر من السماء فتخطفه الطير فهلك، أو هوت به الريح في مكان سحيق، يعني من بعيد، من قولهم: أبعده الله وأسحقه، وفيه لغتان: أسحقته الريح وسحقته، ومنه قيل للنخلة الطويلة: نخلة سحوق; ومنه قول الشاعر:
كانت لنا جارة فأزعجها … قاذورة تسحق النوى قدما (1)
ويروى: تسحق: يقول: فهكذا مثل المشرك بالله في بعده من ربه ومن إصابه الحق، كبعد هذا الواقع من السماء إلى الأرض، أو كهلاك من اختطفته الطير منهم في الهواء.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (فكأنما خر من السماء) قال: هذا مثل ضربه الله لمن أشرك بالله في بعده من الهدى وهلاكه (فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق)
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (في مكان سحيق) قال: بعيد.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
وقيل: (فتخطفه الطير) وقد قيل قبله: (فكأنما خر من السماء) وخر فعل ماض، وتخطفه مستقبل، فعطف بالمستقبل على الماضي، كما فعل ذلك في قوله: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله) وقد بينت ذلك هناك
تفسير الطبري = جامع البيان ط دار التربية والتراث (18/ 620)
قال البغوي:
{ومن يشرك بالله فكأنما خر} أي: سقط، {من السماء} إلى الأرض، {فتخطفه الطير} أي: تستلبه الطير وتذهب به، والخطف والاختطاف: تناول الشيء بسرعة. وقرأ أهل المدينة: فتخطفه بفتح الخاء وتشديد الطاء، أي: يتخطفه، {أو تهوي به الريح} أي: تميل وتذهب به، {في مكان سحيق}
أي: بعيد، معناه: بعد من أشرك من الحق كبعد من سقط من السماء فذهبت به الطير، أو هوت به الريح، فلا يصل إليه بحال. وقيل: شبه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلة حتى يقع بحيث تسقطه الريح، فهو هالك لا محالة إما باستلاب الطير لحمه وإما بسقوطه إلى المكان السحيق، وقال الحسن: شبه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل فلا يقدرون على شيء منها
تفسير البغوي – طيبة (5/ 383)
قال ابن كثير: {أو تهوي به الريح في مكان سحيق} أي: بعيد مهلك لمن هوى فيه؛ ولهذا جاء في حديث البراء: “إن الكافر إذا توفته ملائكة الموت، وصعدوا بروحه إلى السماء، فلا تفتح له أبواب السماء، بل تطرح روحه طرحا من هناك”. ثم قرأ هذه الآية، وقد تقدم الحديث في سورة “إبراهيم” (5) بحروفه وألفاظه وطرقه
تفسير ابن كثير – ت السلامة (5/ 420)
عذاب القبر في القرآن والسنة:
سبق التوسع في مسائل عذاب القبر تحت حديث أبي هريرة من الصحيح المسند 1315 ويمكن أن نضيف هنا نقولات أخرى.
ذكر الإجماع في عذاب القبر:
قال ابن تيمية:
فصل:
مذهب سائر المسلمين بل وسائر أهل الملل إثبات ” القيامة الكبرى ” وقيام الناس من قبورهم والثواب والعقاب: هناك وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ
– ما بين الموت إلى يوم القيامة – هذا قول السلف قاطبة وأهل السنة والجماعة؛ وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع. لكن من أهل الكلام من يقول: هذا إنما يكون على البدن فقط كأنه ليس عنده نفس تفارق البدن؛ كقول من يقول ذلك من المعتزلة والأشعرية. ومنهم من يقول: بل هو على النفس فقط. بناء على أنه ليس في البرزخ عذاب على البدن ولا نعيم كما يقول ذلك ابن ميسرة وابن حزم
ومنهم من يقول: بل البدن ينعم ويعذب بلا حياة فيه كما قاله طائفة من أهل الحديث وابن الزاغوني يميل إلى هذا في مصنفه في حياة الأنبياء في قبورهم وقد بسط الكلام على هذا في مواضع
مجموع الفتاوى (4/ 262)
قال ابن القيم:
وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف
الروح – ابن القيم (1/ 120 ط عطاءات العلم)
قال صاحب الأربعون العقدية:
وقال أبو الحسن الأشعري وهو يذكر ما خالف فيه المعتزلة وأهل القدر نهج أهل السنة:
وجحدوا عذاب القبر، وأن الكفار في قبورهم يعذبون، وقد أجمع على ذلك الصحابة والتابعون رضي الله عنهم أجمعين.
وممن نقل هذا الإجماع:
ابن بطة العكبري والأصبهاني الملقب بقوام السنة والطحاوى والبربهاري وغيرهم خلق كثير
وراجع الإبانة عن أصول الديانة (ص/14)
والإبانة (ص/197) والحجة في بيان المحجة (2/ 281) وشرح العقيدة الطحاوية (ص/396)
والأربعون العقدية (2/ 886)
عذاب الهون:
85 – باب: ما جاء في عذاب القبر.
وقوله تعالى: {إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون} /الأنعام: 93/: هو الهوان، والهون الرفق.
وقوله جل ذكره: {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} /التوبة: 101/.
وقوله تعالى: {وحاق بآل فرعون سوء العذاب. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} /غافر (المؤمن): 45، 46/
صحيح البخاري (1/ 461 ت البغا)
قال ابن القيم:
فصل:
وقوله تعالى فإن له معيشة ضنكا فسرها غير واحد من السلف بعذاب القبر
وجعلوا هذه الاية احد الادلة الدالة على عذاب القبر ولهذا قال ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى أي تترك في العذاب كماتركت العمل بآياتنا فذكر عذاب البرزخ وعذاب دار البوارونظيره قوله تعالى في حق آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا فهذا في البرزخ ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون اشد العذاب فهذا في القيامة الكبرى ونظيره قوله تعالى ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون فقول الملائكة اليوم تجزون عذاب الهون المراد به عذاب البرزخ الذي أوله يوم القبض والموت ونظيره قوله تعالى ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق فهذه الاذاقة هي في البرزخ واولها حين الوفاة فإنه معطوف على قوله يضربون وجوههم وأدبارهم وهو من القول المحذوف مقوله لدلالة الكلام عليه كنظائره وكلاهما واقع وقت الوفاة وفي الصحيح عن البراء بن عازب رضى الله عنه في قوله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة قال نزلت في عذاب القبر والاحاديث في عذاب القبر تكاد تبلغ حد التواتر والمقصود ان الله سبحانه اخبر ان من اعرض عن ذكره وهو الهدى الذي من اتبعه لا يضل ولا يشقى فإن له معيشة ضنكا وتكفل لمن حفظ عهده ان يحييه حياة طيبة ويجزيه اجره في الاخرة فقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فاخبر سبحانه عن فلاح ما تمسك بعهده علماوعملا في العاجلة بالحياة الطيبة وفي الاخرة باحسن الجزاء وهذا بعكس من له المعيشة الضنك في الدنيا والبرزخ ونسيانه في العذاب بالاخرة
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 43 ط العلمية)
قال ابن رجب:
وقد دل القرآن على عذاب القبر في مواضع أخر كقوله تعالى:
(ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون (93).
وخرج الترمذي بإسناده، عن علي قال: مازلنا في شك من عذاب
القبر حتى نزلت: (ألهاكم التكاثر (1) حتى زرتم المقابر (2)
وخرج ابن حبان في “صحيحه “، من حديث حماد بن سلمة، عن
محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، في قوله سبحانه وتعالى: (فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124).
قال: “عذاب القبر”.
وقد روي موقوفا، وروي من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا.
وروي من وجه آخر من حديث أبي سعيد الخدري، مرفوعا وموقوفا.
وسيأتي ذلك كله إن شاء الله تعالى.
وقال آدم بن أبي إياس، حدثنا المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن
أبيه، عن ابن مسعود – رضي الله عنه -، قال: إذا مات الكافر أجلس في قبره، فيقال له: من ربك؟ وما دينك؟
فيقول: لا أدري، فيضيق عليه قبره، ثم قرأ ابن مسعود: (فإن له معيشة ضنكا)، قال: المعيشة الضنك: عذاب القبر.
وروى شريك، عن ابن إسحاق، عن البراء، في قوله عز وجل: (عذابا
دون ذلك). قال: عذاب القبر.
وكذا روي عن ابن عباس، في قوله سبحانه وتعالى: (لنذيقنهم من العذاب
الأدنى دون العذاب الأكبر)، أنه عذاب القبر.
وكذا قال قتادة، والربيع بن أنس، في قوله عز وجل: (سنعذبهم مرتين)
إحداهما في الدنيا، والأخرى هي عذاب القبر.
وقد تواترت الأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في عذاب القبر والتعوذ منه
تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 355)
قال ابن عثيمين:
بماذا ثبت عذاب القبر؟
الجواب: ثبت بصريح السنة، وظاهر القرآن، وإجماع المسلمين.
أما صريح السنة: فحديث البراء بن عازب وأمثاله، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من عذاب القبر»
وأما إجماع المسلمين: فلأن جميع المسلمين يقولون في صلاتهم: «أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر»، حتى العامة الذين ليسوا من أهل الإجماع، ولا من العلماء.
وأما ظاهر القرآن: فمثل قوله تعالى في آل فرعون: {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب *} [غافر] ….. وذكر خمسة مسائل في عذاب القبر
الشرح الممتع على زاد المستقنع (3/ 177)
ويراجع لهذه المسائل أيضا شرحنا لحديث رقم 1315 من الصحيح المسند
قال الراجحي:
وقد دلت النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات عذاب القبر ونعيمه، وإثبات إقعاد الميت وسؤاله عن ربه ودينه ونبيه، وعرض مقعده من الجنة والنار عليه …… ثم ذكر الأدلة من القرآن والسنة وسبق ذكرها
توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (8/ 218)
قال الإتيوبي:
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسألة الثالثة: في فوائده:
منها: ما ترجم له المصنف -رحمه الله تعالى-، وهو بيان ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند موته.
ومنها: بيان كرامة المؤمن على الله تعالى حيث يكرمه عند موته بهذه الكرامة العظيمة.
ومنها: حضور ملائكة الرحمة عند المؤمن في حالة احتضاره، مبشرة بهذه البشائر العظيمة، تشريفا له وتكريما، وهو معنى ما أشارت إليه الآية الكريمة: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (30) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون (31) نزلا من غفور رحيم} [فصلت: 30 – 32].
ومنها: أن روح المؤمن تجتمع بأرواح المؤمنين، فيستبشرون بقدومه، ويسألونه عمن تركوه في الدنيا.
ومنها: بيان ما يلقاه الكافر من الذل، والهوان عند خروج روحه، أعاذنا الله تعالى من حال أهل النار، وأكرمنا بالفوز العظيم في دار القرار، إنه الرؤوف الرحيم العزيز الغفار آمين. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
“إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب”
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (18/ 249)
قال الإتيوبي أيضا:
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 – (منها): إثبات عذاب القبر، ووجه ذلك أن الحديث كما تقدم فيه
اختصار، وقد تقدم من طريق زاذان، عن البراء مطولا، وفيه تعذيب الكافر عند
عدم إجابته عن سؤال الملكين، ففيه إثبات عذاب القبر، أو من إطلاق السبب
على، المسبب، فإن في رواية النسائي إثبات سؤال الملكين، وهو سبب لثبوت
العذاب، لكن في بعض المسؤولين دون بعض، والله تعالى أعلم.
2 – (ومنها): بيان سبب نزول هذه الآية الكريمة.
3 – (ومنها): إثبات سؤال الملكين لكل مقبور.
4 – (ومنها): رأفة الله تعالى بعباده المؤمنين، حيث يثبتهم عند سؤال
الملكين، مع أن جنسهم غير جنس بني آدم، ومع انفراد كل مسؤول عمن
يستأنس به في مثل ذلك الموقف، وهذا فضل عظيم، ولطف جسيم من الله
تعالى لعباده المؤمنين.
5 – (ومنها): أنه يستفاد منه أهمية التوحيد، حيث إنه هو المسؤول عنه
في أول منزل من منازل الآخرة، فينبغي للعبد أن يخلص في توحيده، ولا
يدنسه بالمعاصي، ولا سيما المعاصي التي تؤدي إلى الشرك، وإن كان خفيا.
نسأل الله تعالى أن يحيينا على التوحيد، وأن يميتنا عليه، ويبعثنا عليه، إنه
بعباده لرؤوف رحيم آمين.
(المسألة الرابعة): في أقوال أهل العلم في عذاب القبر:
قال الحافظ ولي الدين -رحمه الله- ما حاصله: إثبات عذاب القبر مذهب أهل
السنة، وقد تظاهرت عليه أدلة الكتاب والسنة، ولا يمتنع في العقل أن يعيد الله
تعالى الحياة في جزء من الجسد، ويعذبه، وإذا لم يمنعه العقل، وورد به
الشرع وجب قبوله، وقد خالف في ذلك الخوارج، ومعظم المعتزلة، وبعض
المرجئة، ونفوا ذلك.
ثم المعذب عند أهل السنة الجسد بعينه، أو بعضه، بعد إعادة الروح
إليه، أو إلى جزء منه، وخالف محمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن كرام
وطائفة، فقالوا: لا يشترط إعادة الروح، قال أصحابنا: وهذا فاسد؛ لأن
الألم، والإحساس، إنما يكون في الحي، قال أصحابنا: ولا يمنع من ذلك
كون الميت قد تفرقت أجزاؤه، كما نشاهد في العادة، أو أكلته السباع، أو
حيتان البحر، أو نحو ذلك، فكما أن الله تعالى يعيده للحشر، وهو -عز وجل- قادر
على ذلك، فكذا يعيد الحياة إلى جزء منه، أو أجزاء، وإن أكلته السباع،
والحيتان.
فإن قيل: فنحن نشاهد الميت على حاله في قبره، فكيف يسأل، ويقعد،
ويضرب لي بمطارق من حديد، ويعذب، ولا يظهر له أثر؟.
فالجواب: أن ذلك غير ممتنع، بل له نظير في العادة، وهو النائم، فإنه
يجد لذة، وآلاما، لا نحس نحن شيئا منها، وكذا يجد اليقظان لذة، وألما لما
يسمعه، أو يفكر فيه، ولا يشاهد ذلك جليسه منه، وكذا كان جبريل؛ كان يأتي
النبي – صلى الله عليه وسلم -، فيخبره بالوحي الكريم، ولا يدركه الحاضرون، وكل هذا واضح،
ظاهر، جلي. انتهى كلام ولي الدين -رحمه الله-.
وقال العلامة بدر الدين العيني -رحمه الله-: عذاب القبر حق والإيمان به
واجب، وعلى ذلك أهل السنة والجماعة، خلافا للمعتزلة، ولكن ذكر القاضي
عبد الجبار رئيس المعتزلة في “كتاب الطبقات” تأليفه: إن قيل: إن مذهبكم
أداكم إلى إنكار عذاب القبر، وهذا قد أطبقت عليه الأمة.
قيل: إن هذا الأمر إنما أنكره أولا ضرار بن عمرو، ولما كان من
أصحاب واصل ظنوا أن ذلك مما أنكرته المعتزلة، وليس الأمر كذلك، بل
المعتزلة رجلان: أحدهما يجوز ذلك كما وردت به الأخبار، والثاني يقطع
بذلك وأكثر شيوخنا يقطعون بذلك، وإنما ينكرون قول جماعة من الجهلة: إنهم
يعذبون وهم موتى، ودليل العقل يمنع من ذلك، وبنحوه ذكره أبو عبد الله
المرزباني في “كتاب الطبقات”، تأليفه.
وقال القرطبي -رحمه الله-: إن الملاحدة، ومن يذهب مذهب الفلاسفة أنكروه
أيضا، والإيمان به واجب لازم حسب ما أخبر به الصادق – صلى الله عليه وسلم – أن الله يحيي
العبد، ويرد إليه الحياة والعقل، وهذا نطقت به الأخبار، وهو مذهب أهل
السنة والجماعة وكذلك يكمل العقل للصغار؛ ليعلموا منزلتهم وسعادتهم، وقد
جاء أن القبر ينضم عليه كالكبير.
وصار أبو هذيل، وبشر إلى: أن من خرج عن سمة الإيمان فإنه يعذب
بين النفختين، وإنما المسألة إنما تقع في تلك الأوقات، وأثبت البلخي،
والجبائي وابنه، عذاب القبر، ولكنهم نفوه عن المؤمنين، وأثبتوه للكافرين،
والفاسقين، وقال بعضهم: عذاب القبر جائز، وأنه يجري على الموتى من غير
رد روحهم إلى الجسد، وأن الميت يجوز أن يتألم ويحس، وهذا مذهب
جماعة من الكرامية، وقال بعض المعتزلة: إن الله تعالى يعذب الموتى في
قبورهم، ويحدث الآلام، وهم لا يشعرون، فإذا حشروا وجدوا تلك الآلام
كالسكران، والمغشي عليهم إن ضربوا لم يجدوا ألما، فإذا عاد عقلهم إليهم
وجدوا تلك الآلام، وأما باقي المعتزلة مثل ضرار بن عمرو وبشر المريسي
ويحيى بن كامل، وغيرهم، فإنهم أنكروا عذاب القبر أصلا، وهذه الأقوال
كل فاسدة تردها الأحاديث الثابتة، وإلى الإنكار أيضا ذهب الخوارج، وبعض
المرجئة.
ثم المعذب عند أهل السنة والجماعة الجسد بعينه أو بعضه بعد إعادة
الروح إلى جسده، أو إلى جزئه، وخالف في ذلك محمد بن جرير، وطائفة،
فقالوا: لا يشترط إعادة الروح، وهذا أيضا فاسد. انتهى (1).
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: في قولهم: إن المعذب الجسد بعينه أو
بعضه ليس عليه دليل قاطع، بل الأدلة مطلقة؛ كما أفاده الحافظ في
“الفتح” (2).
وقد جاء في عذاب القبر أحاديت كثيرة:
منها: حديث الباب، ومنها: حديث صاحبي القبرين، وفيه: “إنهما
ليعذبان … “، تقدم في “كتاب الطهارة”.
ومنها: حديث عائشة – رضي الله عنها -: “أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب
القبر”، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، قالت عائشة: فسألت
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن عذاب القبر فقال: “نعم، عذاب القبر حق”، قالت: فما
رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر، رواه الشيخان.
ومنها: حديث ابن مسعود، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن الموتى ليعذبون في
قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم”. رواه الطبراني في “الكبير”، بإسناد
حسن.
ومنها: حديث أنس المتقدم في هذا الباب، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
“لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر”، والله تعالى أعلم.
وقال العلامة ابن أبي العز -رحمه الله- في “شرح العقيدة الطحاوية” بعد إيراده
حديث البراء – رضي الله عنه – الذي أسلفته بطوله ما نصه: وذهب إلى موجب هذا الحديث
جميع أهل السنة والحديث، وله شواهد من الصحيح، ثم أورد أحاديث، ثم
قال:
وقد تواترت الأخبار عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن
كان لذلك أهلا، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك، والإيمان به، ولا
نتكلم في كيفيته؛ إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته؛ لكونه لا عهد له به في هذا
الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول،
فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد الروح
إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا، فالروح لها بالبدن خمسة أنواع من
التعلق، متغايرة الأحكام:
أحدها: تعلقها به في بطن الأم جنينا.
الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض.
الثالث: تعلقها به في حال النوم، فلها به تعلق من وجه، ومفارقة من
وجه.
الرابع: تعلقها به في البرزخ، فإنها وإن فارقته، وتجردت عنه، فإنها لم
تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى لها إليه التفات البتة، فإنه ورد ردها إليه وقت
سلام المسلم، وورد أنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، وهذا الرد إعادة
خاصة، يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة.
الخامس: تعلقها به يوم بعث الأجساد وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن
ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه؛ إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتا ولا
نوما: ولا فسادا، فالنوم أخو الموت، فتأمل هذا يزح عنك إشكالات كثيرة.
وليس السؤال في القبر للروح وحدها كما قال ابن حزم وغيره، وأفسد
منه قول من قال: إنه للبدن بلا روح! والأحاديث الصحيحة ترد القولين،
وكذلك عذاب القبر يكون للنفس والبدن جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة،
تنعم النفس وتعذب مفردة عن البدن ومتصلة به.
(واعلم): أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ فكل من مات، وهو مستحق
للعذاب ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر، أكلته السباع، أو احترق حتى صار
رمادا، ونسف في الهواء، أو صلب، أو غرق في البحر، وصل إلى روحه
وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور، وما ورد من إجلاسه، واختلاف
أضلاعه ونحو ذلك، فيجب أن يفهم عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – مراده من غير غلو، ولا
تقصير، فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله، ولا يقصر به عن مراده، وما قصده من
الهدى والبيان، فكم حصل بإهمال ذلك، والعدول عنه من الضلال والعدول
عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله، بل سوء الفهم عن الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم –
أصل كل بدعة وضلالة، نشأت في الإسلام، وهو أصل كل خطأ في الفروع
والأصول، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد، والله المستعان.
فالحاصل: أن الدور ثلاث: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، وقد
جعل الله لكل دار أحكاما تخصها، وركب هذا الإنسان من بدن ونفس، وجعل
أحكام الدنيا على الأبدان، والأرواح تبع لها، وجعل أحكام البرزخ على
الأرواح، والأبدان تبع لها، فإذا جاء يوم حشر الأجساد، وقيام الناس من
قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد جميعا.
فإذا تأملت هذا المعنى حق التأمل ظهر لك أن كون القبر روضة من
رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار مطابق للعقل، وأنه حق لا مرية فيه،
وبذلك يتميز المؤمنون بالغيب من غيرهم، ويجب أن يعلم أن النار التي في
القبر والنعيم ليس من جنس نار الدنيا، ولا نعيمها، وإن كان الله تعالى يحمي
عليه التراب، والحجارة التي فوقه وتحته، حتى يكون أعظم حرا من جمر
الدنيا، ولو مسها أهل الدنيا لم يحسوا بها، بل أعجب من هذا أن الرجلين
يدفن أحدهما إلى جنب صاحبه، وهذا في حفرة من النار، وهذا في روضة من
رياض الجنة، لا يصل من هذا إلى جاره شيء من حر ناره، ولا من هذا إلى
جاره شيء من نعيمه، وقدرة الله أوسع من ذلك، وأعجب، ولكن النفوس
مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علما، وقد أرانا الله في هذه الدار من عجائب
قدرته ما هو أبلغ من هذا بكثير، وإذا شاء الله أن يطلع على ذلك بعض عباده
أطلعه، وغيبه عن غيره، ولو أطلع الله على ذلك العباد كلهم لزالت حكمة
التكليف، والإيمان بالغيب، ولما تدافن الناس، كما في الصحيح عنه – صلى الله عليه وسلم -:
“لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع”، ولما
كانت هذه الحكمة منتفية في حق البهائم سمعته وأدركته. انتهى كلام ابن أبي
العز-رحمه الله- (1)، وهو تحقيق نفيس جدا، والله تعالى أعلم
البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (44/ 125)