149 لطائف التفسير والمعاني
جمع سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
لطائف التفسير:
الادعية الصريحة في القرآن كثيرة تزيد على المائة
لكن هناك آيات تستوقفك ليس فيها دعاء مباشر لكن لا تتمالك نفسك إلا باقتباس دعاء منها
فالسلف كانوا يتفاعلون مع القرآن وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم:
قال البخاري رحمه الله:
: 4628 حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَعُوذُ بِوَجْهِكَ “. قَالَ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}. قَالَ: ” أَعُوذُ بِوَجْهِكَ “. {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَاسَ بَعْضٍ}. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” هَذَا أَهْوَنُ “. أَوْ: ” هَذَا أَيْسَرُ ”
صحيح البخاري
وفي الجامع الصحيح للشيخ مقبل:
(3938) – قال الإمام أبو داود (ج (3) ص (125)): حدثنا أحمد بن صالح أخبرنا ابن وهب أخبرنا معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس عن عاصم بن حميد عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قمت
مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ قال ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة» ثم سجد بقدر قيامه ثم قال في سجوده مثل ذلك ثم قام فقرأ بآل عمران ثم قرأ سورة سورة.
هذا حديث حسنٌ.
والحديث أخرجه النسائي (ج (2) ص (191) و (223)).
* وقال الإمام أحمد (ج (6) ص (24)): حدثنا الحسن بن سوار قال حدثنا ليث عن معاوية عن عمرو بن قيس الكندي أنه سمع عاصم بن حميد يقول سمعت عوف بن مالك يقول: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلي وقمت معه فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ ثم ركع فمكث راكعًا بقدر قيامه يقول في ركوعه «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة» ثم قرأ آل عمران ثم سورة مثل ذلك.
هذا حديث حسنٌ.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتأول اذا جاء نصر الله والفتح
وروى الإمام مسلم:
202 (346) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}. الْآيَةَ. وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: ” اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي “. وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ، وَلَا نَسُوءُكَ.
وروى النسائي وابن ماجه:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح بآية والآية إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
وصححه الألباني كما في المشكاة (1205)
وهذا من الادعية الصريحة في القرآن التي جمعناها في بحث بيان الوسيلة في آيات القرآن الكريمة. لكن ذكرناه لأني ظننته ليس بصريح ثم كذلك لأن النبي صلى الله عليه تأثر به.
قال الإمام البخاري
(4583) – حَدَّثَنا صَدَقَةُ، أخْبَرَنا يَحْيى، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ سُلَيْمانَ، عَنْ إبْراهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، – قالَ يَحْيى: بَعْضُ الحَدِيثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ – قالَ: قالَ لِي النَّبِيُّ لا: «اقْرَا عَلَيَّ» قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: «فَإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيْرِي» فَقَرَاتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّساءِ، حَتّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنا بِكَ عَلى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} [النساء (41)] قالَ: «أمْسِكْ» فَإذا عَيْناهُ تَذْرِفانِ
قال الطبراني في المعجم الكبير
1236 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: هَذَا مَقَامُ أَخِيكَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ قَامَ لَيْلَةً، حَتَّى أَصْبَحَ، أَوْ كَرِبَ، أَنْ يُصْبِحَ يَقْرَأُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَرْكَعُ، وَيَسْجُدُ، وَيَبْكِي * {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءٌ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} *
وسئل الشيخ ابن عثيمين هل يجوز في عموم الصلاه فريضة ونافلة ان افعل مثل النبي صلى الله عليه وسلم لا يمر بآية الرحمة إلا سأل ولا بآية وعيد إلا تعوذ … ام هذا يختص بالنافلة فأجاب رحمه الله:
الذي ورد عن النبي لا في هذا ما رواه مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه صلى مع النبي لا ذات ليلة فكان لا يمر بآية الرحمة إلا سأل ولا بآية وعيد إلا تعوذ ومثل هذا سن في النافلة ولا سيما في قيام الليل إذا مررت بآية رحمة أن تسأل الله تعالى من فضله وإذا مررت بآية وعيد أن تتعوذ بالله تعالى من ذلك مثاله لو قرأت قول الله تعالى (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أهْلِ الكِتابِ والمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ البَرِيَّةِ) فقلت أعوذ بالله من ذلك ثم (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ ((7)) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ خالِدِينَ فِيها أبَدًا ورَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَن خَشِيَ رَبَّهُ) فتقول اسأل الله من فضله أن يجعلني منهم وما أشبه ذلك فإن هذا في النفل ولا سيما في قيام الليل سنة لفعل النبي لا لها أما في الفرض فإنه مباح إن فعله الإنسان فلا إثم عليه وإن تركه فلا إثم عليه.
فتاوى نور على الدرب للعثيمين (8) / (2) —
فعلى هذا كل الآيات التي فيها ذكر الجنة ونعيمها وأهلها وصفاتهم في الدنيا والآخرة. والرحمة والفضل والعافية والبركة وأي أمر من الخير فللعبد أن يسأل الله أن يعطيه إياه وينزل عليه الرحمة والبركة ويدخله الجنه وان يكون من أهل الإيمان. وكل آية فيها ذكر اهل النار وصفات أهلها او ذكرت الشرور فللعبد ان يستعيذ
وقال تعالى:
(فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوالا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ لا * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةلا مِّنَ اللَّهِ وَفَضْللا وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
[سورة آل عمران 170 – 171]
فتسأل الله أن لمن تحب الجنة وأن يبشرهم الله بكم. وكذلك تسأل الله أن يبشرك بمن تحب اذا توفاك
قال السعدي: {فرحين بما آتاهم الله من فضله} أي: مغتبطين بذلك، قد قرت به عيونهم، وفرحت به نفوسهم، وذلك لحسنه وكثرته، وعظمته، وكمال اللذة في الوصول إليه، وعدم المنغص، فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله: فتم لهم النعيم والسرور، وجعلوا {يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم} أي: يبشر بعضهم بعضا، بوصول إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم، وأنهم سينالون ما نالوا، {ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} أي: يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور
وقَوْلُهُ تَعالى: {إنَّما أشْكُو بَثِّي} قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: البَثُّ: أشَدُّ الحُزْنِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأنَّ صاحِبَهُ لا يَصْبِرُ عَلَيْهِ حَتّى يَبُثَّهُ،
قَوْلُهُ تَعالى: {إلى اللَّهِ} المَعْنى: إنِّي لا أشْكُو إلَيْكم، وذَلِكَ لَمّا عَنَّفُوهُ بِما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. ورَوى الحاكِمُ أبُو عَبْدِ اللَّهِ في ” صَحِيحِهِ ” مِن حَدِيثِ أنَس ِبْنِ مالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
زاد المسير — ابن الجوزي ((597) هـ
قال تعالى
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبلاا وَلَمْ أَكُن بِدُعَا ئكَ رَبِّ شَقِيّلاا)
[سورة مريم 4]
قال ابن تيمية:
وأمّا قَوْلُ زَكَرِيّا {ولَمْ أكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} فَقَدْ قِيلَ: إنّهُ دُعاءُ المَسْألَةِ والمَعْنى: أنَّك عَوَّدْتَنِي إجابَتَك ولَمْ تُشْقِنِي بِالرَّدِّ والحِرْمانِ؛ فَهُوَ تَوَسُّلٌ إلَيْهِ بِما سَلَفَ مِن إجابَتِهِ وإحْسانِهِ وهَذا ظاهِرٌ هاهُنا. وأمّا قَوْله تَعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} الآيَةُ: فَهَذا الدُّعاءُ: المَشْهُورُ أنَّهُ دُعاءُ المَسْألَةِ وهُوَ سَبَبُ النُّزُولِ. قالُوا: كانَ النَّبِيُّ لا يَدْعُو رَبَّهُ فَيَقُولُ مَرَّةً: «يا اللَّهُ» ومَرَّةً «يا رَحْمَنُ» فَظَنَّ المُشْرِكُونَ أنَّهُ يَدْعُو إلَهَيْنِ فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وأمّا قَوْلُهُ {إنّا كُنّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إنّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحِيمُ} فَهَذا دُعاءُ العِبادَةِ المُتَضَمِّنُ لِلسُّلُوكِ رَغْبَةً ورَهْبَةً والمَعْنى: إنّا كُنّا نُخْلِصُ لَهُ العِبادَةَ؛ وبِهَذا اسْتَحَقُّوا أنْ وقاهُمْ اللَّهُ عَذابَ السُّمُومِ لا بِمُجَرَّدِ السُّؤالِ المُشْتَرَكِ بَيْنَ النّاجِي وغَيْرِهِ؛ فَإنَّهُ سُبْحانَهُ يَسْألُهُ مَن فِي السَّمَواتِ
مجموع الفتاوى (15) / (14). وتفسير ابن تيمية المجموع
—-
قال تعالى
(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
[سورة القصص 10]
فيستطيع العبد أن يتأول دعاء من هذه الآية
ويسأل الله إن يربط على قلبك
قال السعدي:
{إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} أي: بما في قلبها {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} فثبتناها، فصبرت، ولم تبد به. {لِتَكُونَ} بذلك الصبر والثبات {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فإن العبد إذا أصابته مصيبة فصبر وثبت، ازداد بذلك إيمانه، ودل ذلك، على أن استمرار الجزع مع العبد، دليل على ضعف إيمانه
وفي سورة المسد قصة امرأة أبي لهب وقالت بلغني أن محمدا يعيبني فجاءت تبحث عنه فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فلم تره ….. راجع توفيق الرحمن
وقال تعالى
(قَالَتْ فَذَ الالِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَ الاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونلاا مِّنَ الصَّاغِرِينَ)
[سورة يوسف 32]
فتسأل الله أن يعصمك من الفواحش
قال السعدي:
فلما تقرر عندهن جمال يوسف الظاهر، وأعجبهن غاية، وظهر منهن من العذر لامرأة العزيز، شيء كثير – أرادت أن تريهن جماله الباطن بالعفة التامة فقالت معلنة لذلك ومبينة لحبه الشديد غير مبالية، ولأن اللوم انقطع عنها من النسوة: {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} أي: امتنع وهي مقيمة على مراودته، لم تزدها مرور الأوقات إلا قلقا ومحبة وشوقا لوصاله وتوقا. ولهذا قالت له بحضرتهن: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} لتلجئه بهذا الوعيد إلى حصول مقصودها منه، فعند ذلك اعتصم يوسف بربه، واستعان به على كيدهن