1330؛ 1321 تخريج سنن أبي داود
قام به سيف بن دوره الكعبي وصاحبه
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
1321 – حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]، قَالَ: «كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ»، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: قِيَامُ اللَّيْلِ
__________
قال الألباني: صحيح
وهو في الصحيح المسند (65)
قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ
عون المعبود شرح سنن أبي داود: (1/ 507)
وبوب عليه البيهقي باب من خشي أن لا يقوم بعد العشاء.
وأرسله: بشر بن معاذ العقدي [وهو: بصري، صالح الحديث، صدوق]، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، قال: كانوا يتنفلون ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء.
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (10/ 239 / 28228)
ويزيد بن زريع: ثقة ثبت، سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه، وهو من أثبت الناس فيه
وراجع تخريج الألباني حيث ذكر سبب نزول الآية في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة. وفيه ضعف وجعله الألباني شاهد لحديثنا وأورد كذلك حديث حذيفة وراجعه في عون المعبود.
1322 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ [ص:36] سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17]، قَالَ: «كَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ»، زَادَ فِي حَدِيثِ يَحْيَى: وَكَذَلِكَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ
__________
[حكم الألباني]:صحيح
إسناده صحيح.
وانظر ما قبله.
بَابُ افْتِتَاحِ صَلَاةِ اللَّيْلِ بِرَكْعَتَيْنِ
1323 – حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»،
__________
[حكم الألباني]:ضعيف والصحيح وقفه
• وانظر الرواية التالية عند أبي داود (1324) حيث ذكره موقوفا.
قال الألباني في التخريج الممول لسنن أبي داود وعزاه لمسلم: شاذ من قوله صلى الله عليه وسلم والصواب من فعله
وراجع الصحيحة (3199) حيث ذكر أنه تراجع عن تصحيحه
• أَخرجه ابن أبي شيبة (6683) قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا هشام، عن ابن سِيرين، قال: قال أَبو هريرة: إذا قام أحدكم من الليل، فليفتتح بركعتين خفيفتين. «موقوف».
أخرجه مسلم في “صحيحه” (2/ 184) برقم: (768) وعزاه إليه ابن رجب في الفتح 6/ 256
قال الدارقطني: والمحفوظ عن ابن عون الموقوف
العلل الواردة في الأحاديث النبوية: (8/ 107)
وله شاهد من حديث عائشة بنت أبي بكر الصديق،، أخرجه مسلم في “صحيحه” (2/ 184) برقم: (767)
قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
1324 – حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِذَا بِمَعْنَاهُ زَادَ، ثُمَّ لِيُطَوِّلْ بَعْدُ مَا شَاءَ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَجَمَاعَة، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَوْقَفُوهُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ، وَابْنُ عَوْنٍ، أَوْقَفُوهُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فِيهِمَا تَجَوُّزٌ
__________
[قال الألباني]:صحيح موقوف
يعني موقوف على أبي هريرة، وانظر ما قبله.
وسُئِل الدارقطني عَن حَدِيثِ مُحَمدِ بنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيرة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم: ” إِذا استَيقَظ أَحَدُكُم مِن مَنامِهِ يُرِيد الصَّلاَة، فَليُصَلِّ رَكعَتَينِ “.
فَقال: يَرفَعُهُ خالِدٌ الحَذّاءُ، وهِشامُ بن حَسّان، عَنِ ابنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيرة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم، ووَقَفَهُ ابن عَونٍ عَلَى أَبِي هُرَيرةَ.
وَرَوَى عَن أَبِي خالِدٍ الأَحمَرِ، عَنِ ابنِ عَونٍ مَرفُوعًا، والمَحفُوظُ عَنِ ابنِ عَونٍ المَوقُوفُ.
العلل الواردة في الأحاديث النبوية: (8/ 107)
فلم يتعرض لرواية أيوب، والاختلاف عليه فيها، ولا للاختلاف على هشام
1325 – حَدَّثَنَا ابْنُ حَنْبَلٍ يَعْنِي أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِيٍّ الْخَثْعَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «طُولُ الْقِيَامِ»
__________
[حكم الألباني]:
صحيح بلفظ أي الصلاة
– صوابه: عن عبيد بن عمير مرسلًا
أعاده أبو داود بنفس إسناده، وساق الحديث بتمامه لكن باختصار مخل في أوله، في أبواب الوتر، باب: طول القيام، الحديث رقم (1449)
– قال البخاري: قال زهير بن حرب: حدثنا حجاج، عن ابن جُريج، قال:
أخبرني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حُبْشي، قال: سئل النبي صَلى الله عَليه وسَلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شك فيه.
وقال العلاء العطار: حدثنا سويد أَبو حاتم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: بينا أنا عند النبي، عليه الصلاة والسلام، سئل ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة.
قال عَمرو بن خالد: عن بكر بن خنيس، عن أبي بدر الحلبي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جَدِّه؛ قلت للنبي، عليه الصلاة والسلام: ما الإيمان؟ قال: السماحة والصبر.
وقال زهير بن حرب: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، قال: حدثنا ابن شهاب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن النبي، عليه الصلاة والسلام، مثله. «التاريخ الكبير» 5/ 25.
– وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث؛ رواه إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزُّهْري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، سئل النبي صَلى الله عَليه وسَلم: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام وإطعام الطعام، قيل: فما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة … ، وذكر الحديث.
ورواه سويد أَبو حاتم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم … هذا الحديث.
ورواه عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حُبْشي، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم بنحوه.
ورواه عمران بن حدير، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، ولم يسمعه منه، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم بنحوه، هكذا مدرج في الحديث.
ورواه جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم فقط، لا يقول فيه: أَبوه، ولا جده.
قال أبي: قد صح الحديث عن عبيد بن عمير، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم مرسلا، واختلفوا فيمن فوق عبيد بن عمير، وقصر قوم مثل جرير بن حازم، وغيره، فقالوا: عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم لا يقولون: عبيد، وحديث عمران بن حدير أشبه، لأنه بين عورته.
قلت: فحديث الزُّهْري هذا.
قال: أخاف أن لا يكون محفوظا، أخاف أن يكون صالح بن كيسان، عن عبد الله بن عبيد نفسه، بلا زهري. «علل الحديث» (1941).
– قلنا: وقوله: «قد صح»، لا يعني صحة الإسناد، كما هو معلوم عند المشتغلين بعلل الحديث، ولكنه يعني أن أصح الطرق فيه هو المرسل.
– وأخرجه ابن عَدي، في «الكامل» 6/ 307، في مناكير علي بن عبد الله، وقال: اختلفوا على عبيد بن عمير في هذا الحديث على ألوان.
وقال الدارقطني في الإلزامات (173) فيما ألزم به الشيخين إخراج حديثه: “عبد الله بن حبشي الخثعمي: روى حديثَه ابنُ جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير عنه، وكلهم من رسمهما”.
وقوى إسناده ابن حجر في الإصابة (4/ 52)
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري،
أخرجه مسلم في “صحيحه” (2/ 175) برقم: (756) قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ.
بَابُ صَلَاةِ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى
1326 – حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةُ اللَّيْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً، تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى»
__________
هذا الحديث متفق على صحته أخرجه البخاري (990)، ومسلم (749/ 145)، وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (1295)
بَابٌ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ
1327 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَدْرِ مَا يَسْمَعُهُ مَنْ فِي الْحُجْرَةِ، وَهُوَ فِي الْبَيْتِ»
__________
[حكم الألباني]:حسن صحيح
إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: عَمرو بن أبي عَمرو صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عن عكرمة. «علل التِّرمِذي الكبير» (428).
– وعبد الرَّحمَن بن أَبي الزناد، وهو عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن ذَكوان، المدني، مختلف فيه
– وقال عَمرو بن علي الفلاس: كان يحيى، يعني ابن سعيد القطان، وعبد الرَّحمَن، يعني ابن مَهدي، لا يُحدثان عن عبد الرَّحمَن بن أَبي الزناد.
وقال عبد الملك بن عبد الحَميد المَيموني: سأَلتُ أَحمد بن حنبل عن ابن أَبي الزِّناد، فقال: هو ضَعيف الحديث. «الضعفاء» للعُقيلي (943).
– وقال عثمان بن سعيد الدَّارمي: قلتُ ليَحيى بن مَعين: عبد الرَّحمَن بن أَبي الزِّناد؟ فقال: ضَعيف. «تاريخه» (529).
– وقال عبد الرَّحمَن بن أَبي حاتم الرازي: سُئل أَبي عن عبد الرَّحمَن بن أَبي الزناد، فقال: يُكتب حديثه ولا يُحتج به. «الجرح والتعديل» 5/ 252.
– وقال النسائي: عبد الرَّحمَن بن أَبي الزناد، ضعيف. «الضعفاء والمتروكين» (387).
وقال الألباني في ابن أبي الزناد كما في تخريج سنن أبي داود: إلا أن مسلمًا إنما أخرج لابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- في (المقدمة)، وقد تكلم بعضهم في حفظه، ولكن ذلك لا يجعل حديثه ينزل عن رتبة الحسن.
والحديث أخرجه البيهقي ((3) / (10) – (11)) من طريق المصنف.
ثم أخرجه هو – يعني أبوداود -، وابن خزيمة ((1157))، وعنه ابن حبان ((2572)) من طريق سعيد بن أبي هلال عن مَخْرَمَةَ بن سليمان أن كُرَيبًا أخبره قال:
سألت ابن عباس، فقلت: كيف كانت صلاة رسول الله لا بالليل؟ فقال … فذكره نحوه.
ورجاله ثقات. فالحديث صحيح بمجموع الطريقين. وإعلال المنذري -ثم المناوي- بـ (ابن أبي الزناد)! خطأ يُعْرَفُ مما سبق انتهى كلام الألباني
لكن حديث ابن عباس في قصة مبيته في بيت خالته ميمونة وسيأتي في سنن أبي داود وليس فيه ذكر إلا كون ابن عباس سمعه يقرأ
(1364) – حَدَّثَنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ خالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي هِلالٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمانَ -[(47)]-، أنَّ كُرَيْبًا، مَوْلى ابْنِ عَبّاسٍ أخْبَرَهُ، أنَّهُ قالَ: سَألْتُ ابْنَ عَبّاسٍ، كَيْفَ كانَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللَّهِ لا بِاللَّيْلِ؟ قالَ: «بِتُّ عِنْدَهُ لَيْلَةً وهُوَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ … وفيه: فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَدْ قَرَأ فِيهِما بِأُمِّ القُرْآنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ….
فربما يقصد الشيخ أن ابن عباس سمعه
1328 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ يَرْفَعُ طَوْرًا، وَيَخْفِضُ طَوْرًا»، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ اسْمُهُ هُرْمُزُ»
__________
[حكم الألباني]:حسن
نقول: حسن أو حسن لغيره
– قال المِزِّي: رواه حفص بن غياث، عن عمران بن زائدة بن نشيط، عن جَدِّه، عن أبي خالد الوالبي به، عن أبي هريرة.
ورواه وكيع، عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد، مرسلا، ليس فيه: عن أبي هريرة. «تحفة الأشراف» (14882).
قال البزار: “وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة – رضي الله عنه – إلا بهذا الإسناد، ورواه غير واحد عن عمران”.
وقال أبو نعيم: “غريب من حديث زائدة، لم يروه عنه إلا ابنه”.
* خالفهم: أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]، فرواه عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن خالد، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – مثله، ولم يذكر أبا هريرة.
أخرجه الطحاوي (1/ 344).
قلنا: القول قول من وصله، وذكر فيه أبا هريرة، وهم ستة من الثقات، لا سيما وفيهم الثقة الحجة الثبت: عبد الله بن المبارك؛ فالوصل زيادة من جماعة من الحفاظ، فكيف لا يقبل قولهم؟
قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (4/ 179/ 1649): “وزائدة بن نشيط والد عمران: لا تُعرَف حاله، ولا يعلم إلا برواية ابنه عنه”، وصرح بضعفه في موضع آخر (5/ 701).
وتعقبه العراقي في ذيل الميزان (383)، فقال: “قد روى عنه فطر بن خليفة كما ذكره ابن أبي حاتم وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: روى عنه ابنه عمران وأهل العراق، وأخرج له في صحيحه محتجًا به” [الثقات (6/ 339)]
أبو خالد الوالبي واسمه هرمز ويقال: هرِم الكوفي قال أبو حاتم: صالح الحديث. وروى له هؤلاء أيضًا، ونسبته إلى والبة بن الحارث، بطن من بني أسد.
قال ابن حجر في التقريب في أبي خالد الوالبي: مقبول انتهى
و أدرك علي بن أبي طالب؛ فلا يبعد سماعه من أبي هريرة
[التاريخ الكبير (8/ 251)، الجرح والتعديل (9/ 120)، الثقات (5/ 514)، التهذيب (4/ 516)]
وزائدة بن نشيط:: مجهول الحال، وقد أشار إلى ذلك الحافظ بقوله في التقريب: مقبول»
روى عنه اثثان، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له ابن خزيمة (1159)، وابن حبان (657 و 2477 – موارد)، والحاكم (1/ 310) و (2/ 443)، وقال ابن القطان: “لا تعرف حاله” [التاريخ الكبير (3/ 432)، الجرح والتعديل (3/ 612)، الثقات (6/ 339)، بيان الوهم (4/ 642)، التهذيب (1/ 621)، ذيل الميزان (383)، الكاشف (1/ 400) وقال: “ثقة”]
عمران ابن زائدة بن نشيط الكوفي، وثقه يحيى والنسائي،
وهذا الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع طورًا ويخفض طورًا الذي أخرجه أبوداود حسنه الألباني هنا في تخريج سنن أبي داود. وفي تحقيقه لابن خزيمة ضعف الإسناد بجهالة زائدة بن نشيط. فربما التحسين هو الحكم بعد التوسع في دراسته
وقال الارنؤط في تخريج السنن محتمل التحسين انتهى
ويشهد له حديث عائشة الآتي في كلام الشوكاني
*وقال الشوكاني -رحمه الله- في نيل الأوطار:*
952 – (وعن عائشة «أنها سئلت كيف كانت قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالليل فقالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما أسر، وربما جهر» رواه الخمسة وصححه الترمذي). الحديث رجاله رجال الصحيح.
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 1575
ورواه مسلم مختصرا 307 أو 631 طبعة أخرى مقتصرا على قصة الغسل. وذكره ابوعوانه في مستخرجه 2254. وفيه كيف كانت قراءته من الليل أكان يجهر أم يسر؟ قالت: كل ذلك كان يفعل. ربما جهر، وربما أسر. قلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
1329 – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي يَخْفِضُ مِنْ صَوْتِهِ، قَالَ: وَمَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ، قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي تَخْفِضُ صَوْتَكَ»، قَالَ: قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَقَالَ لِعُمَرَ: «مَرَرْتُ بِكَ، وَأَنْتَ تُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَكَ»، قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُوقِظُ الْوَسْنَانَ، وَأَطْرُدُ الشَّيْطَانَ – زَادَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ: – فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا»، وَقَالَ لِعُمَرَ: «اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا».
__________
[حكم الألباني]:صحيح
المرسل هو الصواب. لكن سيأتي في الحديث التالي أن أبا زرعة ذكر مراسيل وقوى أنهم سمعوه من الصحابة.
أخرجه أَبو داود 1329 «مرسل»
قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن ثابت البُنَاني، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم
كما رأيت حيث ساق المرسل والمتصل
وهو في أحاديث معلة ظاهرها الصحة (116):
– قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، وإنما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، مرسلا.
ورجح المرسل أبوحاتم:-
قال ابن أبي حاتم: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث؛ رواه السالحيني، عن حماد، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة؛ أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم صلى العشاء، فقام أَبو بكر، فقرأ، فخفض من صوته، وقام عمر، فقرأ، فرفع من صوته … الحديث.
قال أبي: الصحيح عن عبد الله بن رباح؛ أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم مرسلا، أخطأ فيه السالحيني. «علل الحديث» (327).
وقال الطبراني: “لم يرو هذا الحديث موصولًا عن حماد بن سلمة إلا يحيى بن إسحاق، ولا يروى عن أبي قتادة إلا بهذا الإسناد”.
هكذا أعله هؤلاء الأئمة بالأرسال، بينما جرى الحاكم على ظاهر السند فقال: “هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه”.
وكذلك النووي مشى على ظاهر السند
وقال النووي في المجموع (3/ 346)، وفي الخلاصة (1235): “رواه أبو داود بإسناد صحيح”.انتهى
وورد عن علي لكن زكريا بن أبي زائدة سمع من أبي إسحاق بآخرة أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2105)
1330 – حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنِ بْنُ يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ لَمْ يَذْكُرْ:، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا»، وَلِعُمَرَ: «اخْفِضْ شَيْئًا»، زَادَ: وَقَدْ سَمِعْتُكَ يَا بِلَالُ وَأَنْتَ تَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَمِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، قَالَ: كَلَامٌ طَيِّبٌ يَجْمَعُ اللَّهُ تَعَالَى بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كُلُّكُمْ قَدْ أَصَابَ
__________
[حكم الألباني]:حسن
حديث حسن لغيره وسيأتي أن أبا زرعة ذكر مراسيل وجزم بأنها صحيحة
وهذا السند الراجح أنه عن أبي سلمة مرسلًا
وانظر ما قبله
محمد بن عمرو عن أبي سلمة يضعف أبي سلمة حيث كان يحدث مرة عن أبي سلمه من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قاله ابن معين
لكن أبو زرعة صحح المراسيل
ففي علل ابن أبي حاتم
(270) – وسمعتُ أبا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) أنَّهُ قيلَ لَهُ: إنّ أبا بَكْر كانَ يُخافِتُ قِراءَتَهُ باللَّيلِ، وإنّ عُمَر كانَ يَجْهَرُ … .
فَرَواهُ زكريّا بْن أبِي زائدة، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَن هانئ بْن هانئ، عَن عليٍّ؛ قالَ: ذُكِرَ للنبيِّ (صلى الله عليه وسلم) ذَلِكَ.
ورَواهُ إسرائيل، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْع؛ قال: بلغَ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) ذَلِكَ.
فَقِيلَ لأبِي زرعة فِي هذين الحديثَين، وأنّ عمّارً كانَ يأخذُ
مِن هَذِهِ السُّورة، فيقرأُ آياتٍ، ثُمَّ يَصِيرُ إلى سُورةٍ أُخرى، فيقرأ آياتٍ … .
وروى سَعِيد بْن المسيّب، وأبو سَلَمة ابنُ عبد الرحمن، وعُمَرُ مولى غُفْرَة عَمَّن حدَّثه، كلُّهم عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) – مُرسَلً -: أنّ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) مَرَّ بِأبِي بَكْر وهُوَ يُخافِتُ صَوْتَهُ بالقِراءَة، ومَرَّ بعمر وهُوَ يَجْهَرُ، ومَرَّ ببلال وهُوَ يقرأ مِن هَذِهِ السُّورة ومِن هَذِهِ السُّورة؛ بدلا من عمّار.
فَقِيلَ لأبِي زرعة: فما الصَّحيحُ عندك: بلالٌ أو عمّار؟
فَقالَ أبُو زُرْعَةَ: رَواهُ المدنيُّون عَلى أنَّهُ بلال، وهُمْ أعلَمُ، وإنْ كانَ رِوايَتُهُمْ مُرسَلًا،
فلولا أنّهم سمعوه من أصحاب النبيِّ (صلى الله عليه وسلم)،
تنبيه: ذكرنا وجه الجمع في شرحنا على
الصحيح المسند 1655 حيث ذكر الشيخ مقبل رواية ابن ماجه عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عريشي.
– قال العيني -رحمه الله- في كتابه ” نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار”:*
ص: باب: القراءة في صلاة الليل
ش: وذكر الأحاديث السابقة المتعارضة:
ص: فذهب قوم إلى أن القراءة في صلاة الليل هكذا هي، وكرهوا المخافتة فيها.
ش: أراد بالقوم هؤلاء: الحسن البصري وإبراهيم النخعي وعلقمة وعكرمة؛ فإنهم استحبوا جهر القراءة في صلاة الليل وكرهوا المخافتة فيها.
وقال ابن قدامة: ويستحب أن يقرأ جزأه من القرآن في تهجده، وهو مخير بين الجهر بالقراءة والإسرار بها إلا أنه إن كان الجهر أنشط له في القراءة أو بحضرته من يسمع قراءته أو ينتفع بها فالجهر أفضل، وإن كان قريبًا منه مَنْ يتهجد أو من يَسْتَضِرّ برفع صوته فالإسرار أولى، وإن لم يكن لا هذا ولا هذا فليفعل ما شاء.
ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: إن شاء خافت وإن شاء رفع. واحتجوا في ذلك بما حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا ابن المبارك، عن عمران بن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة قال: “كانت قراءة النبي – عليه السلام – بالليل يرفع طورًا ويخفض طورًا”.
فدل ذلك على أن للمصلي في الليل أن يرفع إن أحبَّ ويخفض إنْ أحبّ، وقد يجوز أن يكون ما ذكرت أم هانئ وابن عباس – رضي الله عنه – مِنْ رفع رسول الله – عليه السلام – صوته بالقراءة في صلاته بالليل هو رفعٌ قد كان يفعل بِعَقبِهِ الخفض، فحديث ابن عباس وأم هانئ لا ينفي الخفض، وحديث أبي هريرة يبيِّن أن للمصلي أن يخفض إن أحب ويرفع إن أحبّ، فهو أولى من هذه الأحاديث، وبه يقول أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد رحمهم الله.
ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: جمهور العلماء من الأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أصحابهم؛ فقالوا: هو مخير بين المخافتة ورفع الصوت بها، واحتجوا في ذلك بحديث أبي هريرة، فإن حديثه يخبر بالتخيير.
قوله: “وقد يجوز أن يكون ما ذكرت أم هانئ … ” إلى آخره إشارة إلى بيان وجه التوفيق بين حديث أبي هريرة، وحديثي أم هانئ وابن عباس؛ لأن بينهما مخالفة بحسب الظاهر، ووجه ذلك أن يقال: يجوز أن يكون رفع الصوت بالقراءة المذكور في حديثهما هو الرفع الذي كان – عليه السلام – يَخفِض عُقَيْبَه، فتكون أم هانئ وابن عباس قد حكيا ما كان منه – عليه السلام – من رفع الصوت بالقراءة فقط، وهو لا ينافي الخفض، وحديث أبي هريرة يُخبر بالرفع والخفض؛ ففيه زيادة على ذلك، والأخذ به أولى، فافهم.
ثم إنه أخرج حديث أبي هريرة من أربع طرق. …. فذكرها وسبق ذكرنا له شاهد من حديث عائشة في تخريجنا لسنن أبي داود
وفي الباب عن أبي قتادة عند الترمذي وأبي داود «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لأبي بكر: مررت بك وأنت تقرأ وأنت تخفض من صوتك فقال: إني أسمعت من ناجيت، قال: ارفع قليلًا وقال لعمر: مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك، فقال: إني أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان، قال: اخفض قليلًا».
وسبق النقل عن أبي زرعة أنه يصحح المراسيل
وعن ابن عباس عند أبي داود قال: «كانت قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت» وعن علي نحو حديث أبي قتادة، وعن عمار عند الطبراني بنحو حديث أبي قتادة أيضًا.
وعن أبي هريرة عند أبي داود بنحوه أيضًا، وله حديث آخر عند أبي داود، قال: «كانت قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالليل يرفع طورًا ويخفض طورًا» وله حديث ثالث عند أحمد والبزار «أن عبد الله بن حذافة قام يصلي فجهر بصلاته، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: يا ابن حذافة لا تسمعني وسمع ربك». قال العراقي: وإسناده صحيح
قلت سيف: رجح الدارقطني في العلل 1388 رواية يونس بن يزيد وعقيل بن خالد عن الزهري عن أبي سلمة أن عبدالله بن حذافة
بخلاف من قال عن أبي سلمة عن عبدالله بن حذافة
وعن أبي سعيد عند أبي داود والنسائي قال «اعتكف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة – أو قال -: في الصلاة».
وعن ابن عمر عند أحمد والبزار والطبراني بنحو حديث أبي سعيد. وعن البياضي واسمه فروة بن عمر وعند أحمد، قال العراقي: بإسناد صحيح، «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: إن المصلي يناجي ربه – عز وجل – فلينظر بما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن». وعن عقبة بن عامر عند أبي داود والترمذي والنسائي قالا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة».
وعن أبي أمامة عند الطبراني في الكبير بنحو حديث عقبة، وفي إسناده إسحاق بن مالك الحضرمي، ضعفه الأزدي، ورواه الطبراني من وجه آخر وفيه بسر بن نمير وهو ضعيف جدًا
وفي الباب أحاديث كثيرة، وفيها أن الجهر والإسرار جائزان في قراءة صلاة الليل، وأكثر الأحاديث المذكورة تدل على أن المستحب في القراءة في صلاة الليل التوسط بين الجهر والإسرار. وحديث عقبة وما في معناه يدل على أن السر أفضل لما علم من أن إخفاء الصدقة أفضل من إظهارها.
وثبت في صحيح مسلم أن رجلا كان يقرأ في المسجد فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا
وقال النووي في شرحه لهذا الحديث: جواز رفع الصوت بالقراءة في الليل وفي المسجد ولا كراهة فيه إذا لم يؤذ أحدا، ولا تعرض للرياء والإعجاب ونحو ذلك.
وورد كذلك في مسلم من حديث أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما إذن الله لشيء ما إذن لنبي يتغنى بالقرآن. … وفي رواية لمسلم أيضا ….. حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به.
وكذلك قال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى لو رايتني وأنا استمع لقراءته البارحة. لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.
وغير ذلك من الأحاديث
فالأكثر في صلاة الليل رفع الصوت ويجوز الخفض لمصلحة.
—-
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته لما كان يصلي باصحابه في مكة … فيسمعه الكفار فيشتموا القرآن فأنزل الله عزوجل ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها. ….
ففي البخاري
4722 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ؛ كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}، أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}: عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}.