دراسة حديث عائشة: «أن النبي عليه السلام بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام» الذي ذكره العقيلي
قام به أبوصالح حازم
بإشراف: د. سيف بن دورة الكعبي
________
قال العقيلي في كتاب الضعفاء:
(283) الحسن بن علي الشروي عن عطاء لا يتابع على حديثه وهو مجهول بالنقل
369 – حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، وعثمان بن محمد الحراني، قالا: حدثنا أحمد بن سليمان أبو الحسين الرهاوي قال: حدثنا قتادة بن الفضل، عن الحسن بن علي الشروي، عن عطاء، عن عائشة: «أن النبي عليه السلام بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام» وفى هذا المتن أحاديث متقاربة في اللين والضعف
1 – ترجمة الحسن بن علي الشروي: قال العقيلي كما هنا عن عطاء هو مجهول بالنقل، وقال الذهبي في المغني لا يكاد يعرف.
2 – تخريج حديث الباب: عن عطاء، عن عائشة: «أن النبي عليه السلام بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام» أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير كما هنا والطبراني في المعجم الأوسط من طريق أحمد بن سليمان أبي الحسين الرهاوي قال: حدثنا قتادة بن الفضل، عن الحسن بن علي الشروي، عن عطاء به، قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن عطاء، عن عائشة إلا الحسن، تفرد به: قتادة “، وقال أبو الفضل المقدسي كما في أطراف الغرائب والأفراد غريب من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَنْهَا، تفرد بِهِ قَتَادَة بن الفضيل الرهاوي عَن الْحسن بن عَليّ عَنهُ.
3 – قال جمال الدين الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف:” روي من حديث بريدة بن الحصيب ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد الساعدي ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث زيد بن حارثة ومن حديث أبي موسى الأشعري ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عائشة ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنهم أجمعين”
قلت وقال صاحب المداوي لعلل الجامع الصغير تواتر حديث: “بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة”، كما قال المصنف. قلت يقصد السيوطي، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة روي من حديث عشرة من الصحابة أجودها حديث بريدة وأبي الدرداء.
4 – تخريج شواهد للحديث: أخرج أبو داود في سننه 561 من طريق أبي عبيدة الحداد، وأخرج الترمذي في سننه 223 والبزار في مسنده 4448 من طريق أبي غسان العنبري، واخرج البيهقي في شعب الإيمان 2643 من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى قالوا حدثنا إسمعيل أبو سليمان الكحال عن عبد الله بن أوس عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة. قال الترمذي “حديث غريب”.
قال في أطراف الغرائب والأفراد: ” “تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بن سُلَيْمَان الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ الكحال عَن عبد الله بن أَوْس.”
فيه إسمعيل أبو سليمان الكحال قال البخاري في التاريخ الكبير 1133: سَمِعَ منه النضر بْن شميل، ومُحَمد بْن عَبد اللهِ الأَنصاريّ. يُعَدُّ فِي الْبَصْرِيّين.
هو الضَّبِّيّ، ويُقال: اليشكري. انتهى قال أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل 594 لابنه: “صالح الحديث”.
أورده ابن حبان في الثقات وقال “كان يخطئ”. ونقل عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى عن ابن معين أنه قال: ‘ لا بأس به ‘
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام حسن الحديث
وقال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ.
وعبد الله بن أوس بن الخزاعي ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا
وأورده ابن حبان في الثقات، وقال أبو الحسن ابن القطان في بيان الوهم والإيهام: هو رجل مجهول لا يعرف روى عنه غير أبي سليمان الكحال، ولا تعرف له رواية عن غير بريدة لهذا الحديث خاصة.
وقال الذهبي في الكاشف وثق
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: فيه مجاهيل
قال الذهبي في ميزان الاعتدال: عبد الله بن أوس [د، ت].
عن بريدة بحديث: بشر المشائين فقط.
تفرد عنه أبو سليمان الكحال وحده، قاله ابن القطان، وقال: هو مجهول. قلت: صدوق، واسم أبي سليمان إسماعيل.
وقال الحافظ في التقريب لين الحديث
فالحديث إسناده فيه عبد الله بن أوس، وضعف إسناده الألباني لكنه صححه لغيره.
5 – عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مشى في ظلمة الليل الى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة أخرجه أبو يعلى في مسنده كما عزاه إليه السيوطي – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 2810 – ، وابن حبان في صحيحه 2046 والطبراني في المعجم الأوسط 4697 – ومن طريقه أبو نعيم في الحلية 2 12 /، والقضاعي في مسند الشهاب 438 والبيهقي في شعب الإيمان 2645 وابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي أمية عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء به
ثم قال ابن حبان هكذا حدثنا أبو عروبة فقال جنادة بن أبي أمية وإنما هو جنادة بن أبي خالد وجنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين وهما شاميان ثقتان. قلت وأورده الطبراني على الصواب لكنه أسقط زيدا من الإسناد،
تابعه زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَة به أخرجه الدارمي في سننه 1462
تابعه عمرو بن قسط، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة به أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 6644 ثم قال
وقال لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا جنادة، تفرد به زيد بن أبي أنيسة ”
تابعه أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، [عَنْ] زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَة به نحوه أخرجه الطبراني في مسند الشاميين 3513
تابعه منصور بن سقير: حدثنا عبيدالله، عن زيد بن أبي أنيسة به أخرجه أبو طاهر المخلص كما في المخلصيات 2351 وفيه (جنادة بن أبي أمية).والقضاعي في مسند الشهاب 439 وعنده منصور بن سفيان” وكأنه تصحيف لكن عنده جنادة على الصواب.
وقال الهيثمي وَفِيهِ جُنَادَةُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. قلت قال ابن حبان في صحيحه شامي ثقة كما ترى
ونقل ابن عساكر في تاريخه عن أبي عروبة الحراني قوله “في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الجزيرة جنادة بن أبي خالد كان ينزل الرها”.
وقال ابن الجوزي قال أحمد” زيد بن أبي أنيسة في حديثه بعض النكارة”.
تابعه (أبو) أُسَامَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ به مرفوعا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف والطبراني في مسند الشاميين 3488 ولم يذكر راويا بين مكحول وأبي الدرداء. كما سقطت لفظة (أبو) من مسند الشاميين وأظنها سقط من الناسخ. وقال الحافظ ابن حجر كما في المطالب العالية رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين مكحول وأبي الدرداء.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب رواه الطبراني في “الكبير” بإسناد حسن قلت لم أقف عليه في معجم الطبراني الكبير
6 – حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
أخرج ابن ماجه 781 عن مجزأة بن سفيان، وأخرج العقيلي في الضعفاء الكبير – في أثناء ترجمة سليمان بن مسلم – والحاكم في المستدرك 769 من طريق داود بن سليمان بن مسلم كلاهما عن سليمان بن مسلم عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»
قال العقيلي في سليمان بن مسلم ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به ثم قال وقد روي في هذا الباب أحاديث متقاربة لينة، قلت وأيد العلامة الألباني كما في صحيح أبي داود أنه علة الحديث.
وكان الحاكم بعد أن أخرج حديث سهل بن سعد الآتي قد قال:” وله شاهد في رواية مجهولة عن ثابت عن أنس”
7 – عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “ليبشر الْمَشَّاؤونَ فِي الظُّلَمِ إلى المساجد بِنُورٍ تَامٍّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” أخرجه ابن ماجه 780 وابن خزيمة في صحيحه 1498 – ومن طريقه الحاكم في المستدرك 768 – من طريق يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الشِّيرَازِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيّ به
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية “قال البخاري زهير حديثه منكر”
قال ابن خزيمة خبر غريب غريب
تابعه أبو غسان المدني، عن أبي حازم به نحوه أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1499 – ومن طريقه الحاكم في المستدرك 768 – ، والطبراني في المعجم الكبير 5800
وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال البوصيري إسناده حسن
قلت فيه يحيى بن الحارث قال فيه ابن خزيمة ” وكان ثقة، وكان عبد الله بن داود – يثني عليه –” وقال الحافظ في التقريب مقبول ولم يخرجه الألباني عن حيز الجهالة
(8) – الخلاصة أن الحديث صحيح بمجموع طرقه وقد ذكرنا بعضها بل عده الحافظ السيوطي من الحديث المتواتر