لطائف التفسير والمعاني
جمعه عبدالله البلوشي أبو عيسى ويعقوب وسيف بن دورة
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
لطيفة
نستطيع التعميم أنه مع كل آية يزهد رب العزة فيها عن الدنيا. يكون قبلها أو بعدها آيات تدل على غناه سبحانه
مثال
(وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَ ا لَهُمْ وَأَرْض ا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِير ا يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَ ا جِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاح ا جَمِيل ا)
[سورة الأحزاب 27 – 28]
فهنا رب العزة زهد أمهات المؤمنين من الحياة وزينتها الدنيا
وقبلها ذكر سبحانه في الآيات أنه عزوجل ملَّك المؤمنين أراضي اليهود
إشارة أن تزهيده سبحانه في الدنيا لا عن قلة.
————–
وإليك الآيات في التزهيد عن الدنيا وبيان اللطيفة:
قال تعالى
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَد ا وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَة يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْر ثَوَاب ا وَخَيْرٌ عُقْب ا وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا كَمَا ءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَا ءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيم ا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء مُّقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاب ا وَخَيْرٌ أَمَل ا)
[سورة الكهف 42 – 46]
ذكر رب العزة قبل آية التزهيد قصة صاحبيِّ الجنتين وكيف انتقم رب العزة ممن افتخر بكثرة ماله وولده ونسي أن كل ذلك من فضل الله. ثم ذكر رب العزة في الآية الأخيرة أن أن الثواب على الأعمال الصالحة أعظم مما يتنزين به الناس
—–
قال تعالى
(فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَا ى الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَ ا ج ا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْر وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْئَلُكَ رِزْق ا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)
[سورة طه 130 – 132]
فبين سبحانه في الآية التي قبل آية التزهيد أنه سيرضِّي نبيه. ثم ذكر قي الآية الأخيرة أن الرزق منه وحده.
—-
قال تعالى:
(وَقَالُو ا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِن ا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَ ا تُ كُلِّ شَيْء رِّزْق ا مِّن لَّدُنَّا وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةِ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيل ا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَ ا رِثِينَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُول ا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْء فَمَتَاعُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْر وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَن ا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)
[سورة القصص 57 – 61]
فأخبر سبحانه قبل آية التزهيد أنه هو الذي جعل مكة آمنة وتأتيها الثمرات من كل مكان وأن من بطر نعمة الله أنه سبحانه الحكيم العليم يزيلها عنه ويورثها من يشاء من عباده. ثم أخبر سبحانه أن ما عنده خير من متاع الدنيا الفاني
——
قال تعالى:
(وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَا ءِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّة شَهِيد ا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُو ا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ * إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُو أُ بِالْعُصْبَةِ أُو لِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّة وَأَكْثَرُ جَمْع ا وَلَا يُسْئَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْر لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِح ا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَة يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَا ءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)
[سورة القصص 73 – 82]
فأخبر رب العزة قبل آية التزهيد أنه هو خالق الليل والنهار ليطلبوا المعاش في النهار ثم أخبر ما حلَّ بمن افتخر بكثرة ماله وأنه جمعه بذكائه فخسف به سبحانه لأنه لا يحب المتكبرين الكافرين.
——
قال تعالى
(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَا ءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)
[سورة الشورى 19 – 20]
فأخبر سبحانه قبل آية التزهيد أن الرزق بيده
——
قال تعالى
(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُو ا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ إِنَّمَا الْحَيَواةُ الدُّنْيَا لَعِب وَلَهْو وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْئَلْكُمْ أَمْوَ ا لَكُمْ إِن يَسْئَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ هَا أَنتُمْ هَا ؤُلَا ءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَا ءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُو ا أَمْثَالَكُم)
[سورة محمد 35 – 38]
فبين قبل آية التزهيد علو أهل الإيمان ثم الآية التي تليها ذكر سبحانه غناه وفقرهم
—-
قال تعالى:
(اعْلَمُو ا أَنَّمَا الْحَيَواةُ الدُّنْيَا لَعِب وَلَهْو وَزِينَة وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُر فِي الْأَمْوَ ا لِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّ ا ثُمَّ يَكُونُ حُطَام ا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَاب شَدِيد وَمَغْفِرَة مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَ ا ن وَمَا الْحَيَواةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ سَابِقُو ا إِلَى مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَا ءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَ ا لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَا ءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَة فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ ا لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَال فَخُورٍ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
[سورة الحديد 20 – 24]
فأخبر رب العزة بعد آية التزهيد عظم الجنة التي أعدها ثم أخبر رب العزة في الآية الأخيرة أنه هو الغني الحميد.
—-
قال تعالى:
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَا ى نُ السَّمَاوَ ا تِ وَالْأَرْضِ وَلَاكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَى ن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَاكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَ ا لُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَ ا لِكَ فَأُو لَا ى كَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
[سورة المنافقون 7 – 9]
فأخبر سبحانه قبل آية التزهيد أن خزائن السماوات والأرض له وحده