93 – رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم من صحيحه:
باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث
93 – حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي فقال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا فسكت
———–
فوائد الحديث:
1 – قوله (باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث) أي تواضعا للعالم أو المحدث ولو كان العالم واقفا يحدثهم.
2 – حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه أصحاب السنن الأربعة مختصرا جدا وليس فيه موضع الشاهد عندهم.
3 – فيه الظهر عند الزوال قاله البخاري وفيه أول وقت الظهر قاله النسائي في سننه.
4 – فيه ذكر الأمر بقلة الضحك، وكثرة البكاء قاله ابن حبان في صحيحه.
5 – في بروك عمر عند النبي، (صلى الله عليه وسلم)، الاستجداء للعالم، والتواضع له. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري له.
6 – قال ابن بطال في «شرح صحيح البخارى» (1/ 171):
وفيه: فهم عمر وفضل علمه، لأنه خشي أن يكون كثرة سؤالهم له كالتعنيت له، والشَّك فى أمره (صلى الله عليه وسلم) ألا ترى قول عمر: رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا، فخاف أن تحل بهم العقوبة، لتعنيتهم له (صلى الله عليه وسلم) ولقول الله تعالى: (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [المائدة: 101].اهـ
7 – فيه باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه وقوله تعالى {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} قاله البخاري في صحيحه
8 – قال النووي: قالَ القاضِي وظاهِرُ الحَدِيثِ أنَّ قَوْلَهُ سَلُونِي إنَّما كانَ غَضَبًا كَما قالَ فِي الرِّوايَةِ الأُخْرى سُئِلَ النَّبِيُّ عَنِ أشْياءَ كَرِهَها فَلَمّا أكْثَرَ عَلَيْهِ غَضِبَ ثُمَّ قالَ لِلنّاسِ سَلُونِي وكانَ اخْتِيارُهُ تَرْكُ تِلْكَ المَسائِلِ لَكِنْ وافَقَهُمْ فِي جَوابِها لِأنَّهُ لا يُمْكِنُ رَدُّ السُّؤالِ ولِما رَأَىهُ مِن حِرْصِهِمْ عَلَيْها واللَّهُ أعْلَمُ (شرح مسلم للنووي)
9 – فيه توقيره صلى الله عليه وسلم، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه، أو لا يتعلق به تكليف وما لا يقع، ونحو ذلك. كما في صحيح مسلم بشرح النووي.
10 – وبوب البخاري: (12) -[باب] قَوْلِهِ: {لا تَسْألُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} الآية [المائدة (101)] وذكر (4621) – حديث أنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ خُطْبَةً ما سَمِعْتُ مِثْلَها قَطُّ، قالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»، قالَ: فَغَطّى أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ، فَقالَ رَجُلٌ: مَن أبِي؟ قالَ: فُلاَنٌ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لاَ تَسْألُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة (101)] رَواهُ النَّضْرُ، ورَوْحُ بْنُ عُبادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ
وذكر أيضا:
(4622) – عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ قَوْمٌ يَسْألُونَ رَسُولَ اللَّهِ اسْتِهْزاءً، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: مَن أبِي؟ ويَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ ناقَتُهُ: أيْنَ ناقَتِي؟ «فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةَ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْألُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة (101)] حَتّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ كُلِّها»
وراجع الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (2) / (84) — الكرماني،
وكذلك راجع الاستيعاب في بيان الأسباب حيث نقلوا أسباب أخرى.
12 – قال الكرماني في «الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (2/ 83):
قال بعض العلماء هذا القول منه صلى الله عليه وسلم محمول على أنه أوحى إليه به إذ لا يعلم كل ما يسأل عنه من المغيبات إلا بإعلام الله تعالى.
13 – قال الإتيوبي في «البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج» (38/ 49):
وقال في “الفتح” أيضاً في “كتاب الاعتصام”: وزاد في رواية الزهريّ: “فقام إليه رجل، فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: النار”، قال الحافظ:
ولم أقف على اسم هذا الرجل في شيء من الطرق، كأنهم أبهموه عمداً للستر عليه، وللطبرانيّ من حديث أبي فِراس الأسلمي نحوه، وزاد: “وسأله رجل: في الجنة أنا؟ قال: في الجنة”، قال: ولم أقف على اسم هذا الآخر، ونقل ابن عبد البرّ عن رواية مسلم أن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – قال في خطبته: “لا يسألني أحد عن شيء إلا أخبرته، ولو سألني عن أبيه”، فقام عبد الله بن حُذافة، وذكر فيه عتاب أمه له، وجوابه، وذكر فيه: “فقام رجل، فسأل عن الحجّ”، فذكره، وفيه: “فقام سعد مولى شيبة، فقال: من أنا يا رسول الله؟ قال: أنت سعد بن سالم مولى شيبة”، وفيه: “فقام رجل من بني أسد، فقال: أين أنا؟ قال: في النار”، فذكر قصة عمر، قال: “فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101]، ونَهَى النبيّ – صلى الله عليه وسلم – عن قيل وقال، وكثرة السؤال”.
وبهذه الزيادة يتضح أن هذه القصة سبب نزول {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فإن الْمَسَاءة في حقّ هذا جاءت صريحةً، بخلافها في حقّ عبد الله بن حُذافة، فإنها بطريق التجوّز؛ أي: لو قُدِّر أنه في نفس الأمر لم يكن لأبيه، فبين أباه الحقيقيّ، لافتضحت أمه، كما صَرّحت بذلك أمه حين عاتبته على هذا السؤال، كما تقدم. اهـ
14 – فيه القصد والمداومة على العمل قاله البخاري.
15 – فيه التعوذ من الفتن قاله البخاري. أي من سوء الفتن كما رواه البخاري 7089 من طريق هشام عن قتادة عن أنس.
16 – فيه أشراط الساعة. كما في جامع معمر.
17 – قوله (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج) بينتها الرواية المطولة بنفس السند عند البخاري 540 ” حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا فأكثر الناس في البكاء”.
18 – قوله (فسكت) أي رضي بعد أن سمع كلام عمر، حيث في البخاري 7294 من طريق معمر عن الزهري ” فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك”
19 – وزاد في الرواية المطولة ” ثم قال عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر”.
20 – وزاد البخاري 749 من طريق هلال بن علي عن أنس بن مالك ” ثم رقي المنبر فأشار بيديه قبل قبلة المسجد ثم قال لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبلة هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر ثلاثا”
21 – قوله ” فلم أر كاليوم في الخير والشر ثلاثا” فيه تكرار الكلام ثلاثا ليفهم عنه. وسيأتي هذا التبويب في الباب التالي.
22 – فيه “رفع البصر إلى الإمام في الصلاة” قاله البخاري.
23 – فيه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قاله البخاري.
24 – النهي عن سبق الإمام بركوع أو سجود ونحوهما كما في صحيح مسلم بشرح النووي.
25 – فيه عظم أسئلة القبر الثلاثة ومكانتها في الإسلام.
26 – تنبيه أخرج البخاري في الأدب المفرد 254 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَضْحَكُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»، ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَبْكَى الْقَوْمَ، وَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: «يَا مُحَمَّدُ، لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي؟»، فَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَبْشِرُوا، وَسَدِّدُوا، وَقَارِبُوا» وصححه الألباني
27 – قوله (عن الزهري) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 1184 من طريق إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ قَالَ: “حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ”.
28 – فيه إثبات صحبة أم عبد الله بن حذافة
29 – ينبغي تجنب التعرض لعرض المسلم عند الاختلاف معه لأنه مما يغضبه بل ربما سب أبا الرجل وسب أمه كردة فعل.
30 – لا ينبغي التعيير بأفعال الجاهلية وذلك لأنها تهدم بالإسلام والتوبة.
31 – من أغراض البروك على الركبتين التواضع. وتستعمل لأغراض أخرى فمنه:
2577 (55) صحيح مسلم
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أَنَّهُ قَالَ: ” يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا …. الحديث قَالَ سَعِيدٌ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.
وفي البخاري (3661) – عَنْ أبِي الدَّرْداءِ رضي الله عنه، قالَ: كُنْتُ جالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ، إذْ أقْبَلَ أبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتّى أبْدى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقالَ النَّبِيُّ : «أمّا صاحِبُكُمْ فَقَدْ غامَرَ» فَسَلَّمَ وقالَ: إنِّي كانَ بَيْنِي وبَيْنَ ابْنِ الخَطّابِ شَيْءٌ، فَأسْرَعْتُ إلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَألْتُهُ أنْ يَغْفِرَ لِي فَأبى عَلَيَّ، فَأقْبَلْتُ إلَيْكَ، فَقالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يا أبا بَكْرٍ» ثَلاَثًا، ثُمَّ إنَّ عُمَرَ نَدِمَ، فَأتى مَنزِلَ أبِي بَكْرٍ، فَسَألَ: أثَّمَ أبُو بَكْرٍ؟ فَقالُوا: لاَ، فَأتى إلى النَّبِيِّ فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وجْهُ النَّبِيِّ يَتَمَعَّرُ، حَتّى أشْفَقَ أبُو بَكْرٍ، فَجَثا عَلى رُكْبَتَيْهِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ أنا كُنْتُ أظْلَمَ، مَرَّتَيْنِ، فَقالَ النَّبِيُّ : «إنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وقالَ أبُو بَكْرٍ صَدَقَ، وواسانِي بِنَفْسِهِ ومالِهِ، فَهَلْ أنْتُمْ تارِكُوا لِي صاحِبِي» مَرَّتَيْنِ، فَما أُوذِيَ بَعْدَها
وكذلك يوم القيامة:
«صحيح البخاري» (6/ 98):
4744 – عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ قَيْسٌ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ بَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ عَلِيٌّ، وَحَمْزَةُ، وَعُبَيْدَةُ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ “