2885 – 2946 إعانة المجيب في الحكم على أحاديث الترغيب والترهيب
تعليق سيف بن دورة الكعبي
وطبعه مصطفى الموريتاني
مراجعة محمد الرحيمي وابوعيسى محمد ديرية وأحمد بن علي وموسى الصومالي ومحمد الفاتح … وعبدالله البلوشي وعدنان البلوشي وإسلام ومصطفى الموريتاني وادريس الصومالي ومحمد أشرف وعبدالله كديم وجمعه النعيمي وسلطان الحمادي ومحمد سيفي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
21 ـ (الترهيب من الحسد وفضل سلامة الصدر)
2885 (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
التقوى ههنا التقوى ههنا التقوى ههنا
وأشار إلى صدره بحسب امراء من الشر أن يحقر أخاه المسلم
كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
رواه مالك والبخاري ومسلم واللفظ له وهو أتم الروايات وأبو داود والترمذي
————
بين الألباني في حاشية صحيح الترغيب أن قول المنذري أتم الروايات وهم وأنه ملفق سندا ومتنا من ثلاث روايات وذكر أوجه التلفيق وعزى كل لفظ لمن أخرجه ذكره الناجي وراجع الارواء 2516
2886 (حسن) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد
رواه ابن حبان في صحيحه ومن طريقه البيهقي
———-
في كتاب الطيوريات: الشح بدل الحسد، وقال المحقق: الحديث صحيح لغيره، وأطال في تخريجه وذكر رواية موقوفة، وقال مثله لا يقال من قبيل الرأي.
2887 (حسن) وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا
رواه الطبراني ورواته ثقات
——-
الصحيحة 3386
2888 (حسن لغيره) وعن أبن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة أما إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين
رواه البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما (مضى هنا /5)
———-
سبق
2889 (صحيح) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله أي الناس أفضل قال كل مخموم القلب صدوق اللسان
قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والبيهقي وغيره أطول منه (يأتي هنا /24)
————
على شرط الذيل على الصحيح المسند فإسناد ابن ماجه جيد إلا هشام بن عمار كبر فكان يتلقن، لكن هذا من صحيح حديثه حيث توبع عليه، قال ابو حاتم (1873) هذا حديث صحيح حسن، وزيد محله الصدق، وكان يرى القدر. (انتهى من أرشيف مجموعتنا للتخريج)
22 ـ (الترغيب في التواضع والترهيب من الكبر والعجب والافتخار)
2890 (صحيح لغيره) عن عياض بن حماد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
2891 (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
رواه مسلم والترمذي (مضى 8 – الصدقات /9)
2892 (صحيح) وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدين دخل الجنة
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه
وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وقد ضبطه بعض الحفاظ
الكنز بالنون والزاي وليس بمشهور وتقدم الكلام عليه في الدين (مضى 16 – البيوع /15)
——–
الصحيح المسند 192
2893 (صحيح موقوف) وعن طارق قال خرج عمر رضي الله عنه إلى الشام ومعنا أبو عبيدة فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال أوه ولو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد
إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
———-
على شرط الذيل وإن كان موقوفا فإنه من دلائل النبوة، حيث العزة مرتبطة بالتمسك بالدين، وجعله الألباني شاهد لحديث “ربما أهل بيت من العرب والعجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام ثم تقع الفتن كأنها الظلل” الصحيحة رقم (51).
2894 (صحيح) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أعلمه إلا رفعه قال يقول الله تبارك وتعالى من تواضع لي هكذا وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها رفعته هكذا وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء
رواه أحمد والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح
———
صحيح راجع المطالب العالية (2679) وأحاديث معلة (142). (تحقيقنا لنضرة النعيم)
2895 (حسن لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من آدمي إلا في
رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته
رواه الطبراني
———-
قال الدارقطني: حديث ابن عباس ليس بثابت. انتهى
وحديث أبي هريرة اختلف فيه على علي بن زيد بن جدعان فمرة رواه مرفوعا ومرة رواه من قول ابن المسيب. قال العقيلي لا يتابع عليه إلا من طريق تقاربه وإنما يروى هذا مرسلا راجع ترجمة منهال بن خليفة.
2896 (حسن لغيره) والبزار بنحوه من حديث أبي هريرة وإسنادهما حسن
الحكمة بفتح الحاء المهملة والكاف هي ما تجعل في رأس الدابة كاللجام ونحوه
——-
انظر الحديث السابق
2897 (صحيح لغيره) وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون
قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون قال المتكبرون
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ورواه أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث أبي ثعلبة وتقدم (هنا /2)
الثرثار بثاءين مثلثتين مفتوحتين وتكرير الراء هو الكثير الكلام تكلفا
والمتشدق هو المتكلم بملء شدقيه تفاصحا وتعاظما واستعلاء على غيره وهو معنى المتفيهق أيضا
——-
سبق
2898 (صحيح) وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته
رواه مسلم ورواه البرقاني في مستخرجه من الطريق الذي أخرجه مسلم ولفظه
يقول الله عز وجل العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني شيئا منهما عذبته
ورواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة وحده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(صحيح لغيره) قال الله تبارك وتعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار
———
الرواية التي أخرجها البرقاني في مستخرجه على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
2899 (صحيح لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عطاء بن السائب
2900 (صحيح) وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يسأل عنهم رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبر وإزاره العز ورجل في شك من أمر الله والقنوط من رحمته
ورواه الطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه أطول منه
———-
الصحيح المسند 1059
2901 (صحيح) وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر
رواه البخاري ومسلم
العتل بضم العين والتاء وتشديد اللام هو الغليظ الجافي
والجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة هو الجموع المنوع وقيل الضخم المختال في مشيته وقيل القصير البطين
2902 (صحيح) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري
قال والجواظ الغليظ الفظ
رواه أبو داود 4803
———
على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين) فقد أخرجه البخاري ومسلم وهنا زيادة (الجعظري)
2903 (صحيح لغيره) عن سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار قلت بلى يا رسول الله قال أما أهل
النار فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
——-
الصحيح المسند 808
2904 (صحيح لغيره) وعن حذيفة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة قال ألا أخبركم بشر عباد الله الفظ المستكبر ألا أخبركم بخير عباد الله الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا محمد بن جابر
—————
قال أحمد و ابن معين وسئلا هل سمع أبو البختري من حذيفة؟ قالا: لا.
راجع لكلام أحمد المنتخب من العلل للخلال،
قال الدارقطني في أطراف الغرائب تفرد به محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة.
ورد في العلل لابن أبي حاتم من حديث معاذ “ألا أخبركم بملوك أهل الجنة كل ضعيف متضعف ذو طمرين. …. قال أبو حاتم هذا خطأ إنما روي عن أبي إدريس كلامه فقط
وذكر العقيلي من حديث أبي هريرة وقال: وفي هذا رواية من وجه آخر نحو هذا في اللين، ترجمة أبي يحيى القتات.
2905 (صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتجت الجنة والنار فقالت النار في الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة في ضعفاء المسلمين ومساكينهم فقضى الله بينهما إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء ولكليكما علي ملؤها
رواه مسلم
2906 (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر
رواه مسلم والنسائي
العائل بالمد هو الفقير
2907 (حسن) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يبغضهم الله البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
2908 (صحيح) وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو
رواه البزار بإسناد جيد
المزهو هو المعجب بنفسه المتكبر
2909 (حسن) وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن قال هذا يعني عبد الله بن عمرو زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر كبه الله لوجهه في النار
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
وفي أخرى له أيضا رواتهما رواة الصحيح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(صحيح لغيره) لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر
2910 (حسن) وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه مر في السوق وعليه حزمة من حطب فقيل له ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عن هذا قال أردت أن أدفع الكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة من كبر
(حسن) رواه الطبراني بإسناد حسن والأصبهاني إلا أنه قال
(صحيح) ثقال ذرة من كبر
قال الشيخ الألباني في الحاشية: قلت وكذا رواه عبد الله بن أحمد في الزهد فهو بالعزو أولى لاسيما ومن طريقه أخرجه الطبراني في الرواية وهو مخرج في الصحيحة (3257) كما في المختارة، لكن عند الطبراني قال وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وابراهيم بن نائله الأصبهاني قالا حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا اسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري قالا حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا محمد بن القاسم قال زعم عبد الله بن حنظلة الراهب أن عبد الله بن سلام مر في السوق، وقد أخرجه الحاكم وذكر له الشيخ الألباني شواهد وقال إنما ذكر قصة عبد الله بن سلام لأن فيها حملها الحطب ولعل الشيخ اعتمد في تحسينها على رواية من رواه عن عكرمة عن القاسم بن محمد والراجح مع من رواه عن عكرمة عن محمد بن القاسم قال ابن أبي حاتم قال أبي روى عن عبد الله بن حنظلة روى عنه عكرمة وابن عمار.
2911 (حسن) وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال يحشر المتكبرون
يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال
رواه النسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن
بولس بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح اللام بعدها سين مهملة
والخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة
———-
قال ابن رجب في التخويف من النار إنما يروى عن عبد الله بن عمرو قوله، قال أبو حاتم وذكر له حديث في قصر الجنة يقال له عدن وقصر النار يقال له بولس، قال: والكلام الأخير لا أعلمه في شيء من الحديث وراجع علل ابن أبي حاتم حاشية الجريسي، وذكروه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لكن الموقوف يعله عندي، وعن أبي هريرة وأنكره أحمد.
2912 (صحيح) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس
رواه مسلم والترمذي
بطر الحق بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة جميعا هو دفعه ورده
وغمط الناس بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء المهملة هو احتقارهم وازدراؤهم وكذلك غمصهم بالصاد المهملة
وقد رواه الحاكم فقال
(صحيح لغيره) ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس وقال احتجا برواته
2913 (صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل ممن كان قبلكم يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة
رواه البخاري و النسائي وغيرهما
الخيلاء بضم الخاء المعجمة وتكسر وبفتح الياء ممدودا هو الكبر والعجب
ويتجلجل بجيمين أي يغوص وينزل فيها
2914 (صحيح لغيره) وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا رجل ممن كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما أمر الله عز وجل الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
رواه أحمد والبزار بأسانيد رواة أحدها محتج بهم في الصحيح
——
قال الألباني في حاشيتة صحيح الترغيب أخرجه البزار وليس فيه بردين أخضرين. والسياق لأحمد 3/ 40 وفيه عطية العوفي. وهو ضعيف يتقوى بما قبله دون (البردين الأخضرين)
2915 (صحيح لغيره) وعن جابر رضي الله عنه أحسبه رفعه أن رجلا كان في حلة حمراء فتبختر واختال فيها فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
————
اخرجه البزار حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج حدثني أبو الزبير عن جابر أحسبه رفعه ….. فهو على شرط المتمم
2916 (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم
مرجل أي ممشط
2917 (صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست ممن يفعله خيلاء
رواه مالك والبخاري واللفظ له وهو أتم ومسلم والترمذي والنسائي وتقدم في اللباس أحاديث منها هذا
2918 (صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم
——-
الصحيح المسند 718
2919 (صحيح لغيره) وعن خولة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مشت أمتي
المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض
رواه ابن حبان في صحيحه
——–
ذكره في كتاب الدراية فيما زيد على أحاديث معلة، وقال رجح الترمذي والبزار الموقوف وقال الدارقطني لا يصح العلل (2814) وقال العقيلي لا يتابع عليه إلا من طريق فيها ضعف ترجمة موسى بن عبيدة.
2920 (صحيح لغيره) ورواه الترمذي وابن حبان أيضا من حديث ابن عمر
المطيطاء بضم الميم وفتح الطاءين المهملتين بينهما ياء مثناة تحت ممدودا ويقصر هو التبختر ومد اليدين في المشي
——–
أنظر ما سبق حيث ضعف العقيلي كل الطرق
2921 (حسن لغيره) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه العجب
رواه البزار بإسناد جيد
——–
قال العقيلي لا يتابع عليه عن ثابت وقد روي بغير هذا الإسناد بإسناد صالح ـ وكأنه يقصد جديث أبي أيوب “لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم” أخرجه مسلم (2748) وحديث أبي هريرة والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاءكم بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم. أخرجه مسلم (2749)
2922 (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله عز وجل من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء
إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب
رواه أبو داود 4269 والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وستأتي أحاديث من هذا النوع في الترهيب من احتقار المسلم إن شاء الله
الجعل بضم الجيم وفتح العين المهملة هو دويبة أرضية
يدهده أي يدحرج وزنه ومعناه
والعبية بضم العين المهملة وكسرها وتشديد الباء الموحدة وكسرها وبعدها ياء مثناة تحت مشددة أيضا هي الكبر والفخر والنخوة
——–
ورد بمعناه في الصحيح المسند (677) ولفظه “لما يدهده الجعل بمنخريه خير من آبائكم “.
وهو في سنن أبي داود (4269)
23 ـ (الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع يا سيدي أو نحوها من الكلمات الدالة على التعظيم)
2923 (صحيح) عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل
(صحيح لغيره) رواه أبو داود 4979 والنسائي بإسناد صحيح والحاكم ولفظه قال إذا قال الرجل للمنافق يا سيد فقد أغضب ربه وقال صحيح الإسناد كذا قال
————
وهو في سنن أبي داود (4979) قلنا في تخريجنا لأبي داود هو في أحاديث معلة ونقل عن الترمذي قال بعض أهل العلم لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة وقتادة مدلس ويرسل وكذلك البخاري كما في تهذيب التهذيب قال ولا نعرف لقتادة سماع من ابن بريدة
قلت (سيف) ولا يقويه ما ورد من متابعة لقتادة من رجل ضعيف لاحتمال أن يكون هو الساقط.
24 ـ (الترغيب في الصدق والترهيب من الكذب)
2924 (صحيح) عن عبد الله بن كعب بن مالك رضي الله عنه قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنه إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة
حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفاوز واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم وأخبرهم بوجههم الذي يريد المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد بذلك الديوان
قال كعب فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا وأقول في نفسي أنا قادر على ذلك إذا أردت ولم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم فيا ليتني فعلت ثم لم يقدر لي ذلك وطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموضا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئسما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو على ذلك فرأى رجلا مبيضا يزول به السراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون
قال كعب فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي فطفقت أتذكر الكذب وأقول بما أخرج من سخطه غدا وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظل قادما راح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا فأجمعت صدقه وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة
وثمانين رجلا فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله عز وجل حتى جئت فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك قلت يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل
وفي رواية عفو الله والله ما كان لي من عذر ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا والله ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك قال فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي قال ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد قالوا نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما ما قيل لك قال قلت من هما قالوا مرارة بن ربيعة العامري وهلال بن أمية الواقفي
قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة قال فمضيت حتى ذكروهما لي قال ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه
قال فاجتنبنا الناس أو قال تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق فلا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمن أني أحب الله ورسوله قال فسكت فعدت فناشدته فسكت فعدت فناشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من أنباط
أهل الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فقرأته فإذا فيه أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فألحق بنا نواسك
قال فقلت حين قرأتها وهذه أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرتها حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي وإذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك
قال فقلت أطلقها أم ماذا أفعل قال لا
بل اعتزلها فلا تقربها وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك قال فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر
قال فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن لا يقربنك
قالت إنه والله ما به حركة إلى شيء ووالله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا
قال فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه
قال فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب قال فلبثت بذلك عشر ليال فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا
قال ثم صليت صلاة الصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحالة التي ذكر الله عز وجل منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعلمت أن قد جاء فرج قال وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم من قبلي وأوفى على الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة ويقولون وليهنك توبة الله عليك حتى دخلنا المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره
قال فكان كعب لا ينساها لطلحة
قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من
السرور قال أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك
قال فقلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال بل من عند الله
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر قال وكنا نعرف ذلك
قال فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك
قال فقلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر
قال وقلت يا رسول الله إنما أنجاني الله بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت قال فوالله ما علمت أحدا أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي
قال فأنزل الله عز وجل لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة حتى بلغ إنه بهم رؤوف رحيم
وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت حتى بلغ اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة 711 911
قال كعب والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا إن الله عز وجل قال للذين كذبوا حين نزل الوحي شر ما قال لأحد فقال سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين التوبة 59 69 قال كعب كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه بذلك
قال الله عز وجل وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكره ما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه
رواه البخاري ومسلم واللفظ له ورواه أبو داود والنسائي بنحوه مفرقا مختصرا وروى الترمذي قطعة من أوله ثم قال وذكر الحديث
ورى عن الشيء إذا ذكره بلفظ يدل عليه أو على بعضه دلالة خفية عند السامع
المفاز والمفازة هي الفلاة لا ماء بها
يتمادى بي أي يتطاول ويتأخر
وقوله تفارط الغزو أي فات وقته من أراده وبعد عليه إدراكه
المغموض بالغين والضاد المعجمتين هو المعيب المشار إليه بالعيب
ويزول به السراب أي يظهر شخصه خيالا فيه
أوفى على سلع أي طلع عليه وسلع جبل معروف في أرض المدينة
أيمم أي أقصد
أرجأ أمرنا أخره والإرجاء التأخير
وقوله فأنا إليها أصعر بفتح الهمزة والعين المهملة جميعا وسكون الصاد المهملة أي أميل إلى البقاء فيها وأشتهي ذلك والصعر الميل وقال الجوهري في الخد خاصة
——–
راجع حاشية صحيح الترغيب للألباني فقد نبه تنبيهات مهمه
2925 (صحيح لغيره) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم
رواه أحمد 5/ 323 وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي كلهم من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ المطلب لم يسمع من عبادة (مضى 17/- النكاح /1)
2926 (صحيح لغيره) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقبلوا لي ستا أتقبل لكم الجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف وإذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى والحاكم والبيهقي ورواتهم ثقات إلا سعد بن سنان
———–
المطلب لم يسمع من عبادة وله شاهد فيه ضعف وشاهد آخر منقطع بين أبي إسحاق والزبير وراجع تحقيق المسند.
2927 (حسن لغيره) وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا
رواه البيهقي بإسناد حسن
ورواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه في حديث تقدم في حسن الخلق (مضى 23 – الأدب /2)
———-
سبق
2928 (حسن لغيره) وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي قراد السلمي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملكم على ما فعلتم قلنا حب الله ورسوله قال فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم
رواه الطبراني
————
عبيد بن واقد ضعف وتفرد به، لكن ذكر ابن كثير له سند عند أبي نعيم من طريق الحسن بن أبي جعفر عن الحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن رسول الله عليه وسلم، والحسن بن أبي جعفر قال البخاري منكر الحديث، لكن يشهد له حديث عبادة وحديث أنس.
2929 (صحيح لغيره) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة
رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد حسنة (مضى 16 – البيوع /5)
———–
قلنا في تخريج نضرة النعيم ضعفه محققوا المسند فحديث ابن عمرو منقطع وحديث بن عمر مصحف والصواب ابن عمرو وحديث ابن عباس فيه متهم.
2930 (صحيح) وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (مضى 16 – البيوع /6)
———–
الصحيح المسند 308
2931 (صحيح) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قلنا يا نبي الله من خير الناس قال ذو القلب المخموم واللسان الصادق
قال يا نبي الله قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المخموم قال التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد
قال قلنا يا رسول الله فمن على أثره قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة
قلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن على أثره قال مؤمن في خلق حسن
قلنا أما هذه ففينا
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وتقدم لفظه (هنا /21) والبيهقي وهذا لفظه وهو أتم
———
سبق 2889
2932 (صحيح) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صديقا
وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه واللفظ له
2933 (صحيح) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار
رواه ابن حبان في صحيحه
——‘-
له طرق وتكلف صاحب كتاب الأحاديث المعلة في مسند أحمد في تضعيفها وهو في الصحيح المسند برقم (706) لكنه موقوف، قال الشيخ مقبل وجاء مرفوعا عن أبي بكر الصديق.
2934 (صحيح لغيره) وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
———-
في المعجم الكبير
(894) – حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا يُحْيِي بْنُ صالِحٍ الوُحاظِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الطّائِيُّ، ثنا ثابِتُ بْنُ سَعْدٍ، قالَ: سَمِعْتُ مُعاوِيَةَ بْنَ أبِي سُفْيانَ، يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ :. …. وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد قال حسين أسد في تحقيقه لمجمع الزوائد: وهذا إسناد جيد، ثابت بن سعد ترجمه البخاري في الكبير (2) / (163) ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2) / (452) وذكره ابن حبان في الثقات (4) / (92) – (93). قال أبو زرعة في تاريخه (1) / (605) برقم ((1716)): «وثابت بن سعد من شيوخ أهل الشام، ويحدث عن معاوية وغيره من الكبراء» تحرف هذا في تهذيب التهذيب إلى «من شيوخ أهل الشام من الكبراء».
ويشهد له حديث أبي بكر عند أبي يعلى برقم ((122)) وإسناده صحيح.
يعني الحديث السابق
2935 (صحيح) وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة رجلين أتياني قالا لي الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة
رواه البخاري هكذا مختصرا في الأدب من صحيحه وتقدم بطوله في ترك الصلاة
——-
البخاري في صحيحه 1386 مطولا
2936 (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث إذا
حدث كذب وإذا وعد أخلف (وإذا ائتمن خان)
رواه البخاري ومسلم
وزاد في مسلم في رواية له وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم
——–
نبه الألباني في حاشية صحيح الترغيب والترهيب أنه وقع في أصل المنذري للترغيب (واذا عاهد غدر) وهو تحريف والصواب (وإذا ائتمن خان)
2937 (صحيح) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
2938 (حسن لغيره) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال إني مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان
رواه أبو يعلى من رواية الرقاشي وقد وثق ولا بأس به في المتابعات
——
يشهد له حديث رقم 2936
2939 (صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا
رواه أحمد والطبراني
——–
قال البخاري منصور بن أذين عن مكحول وهو منقطع التاريخ الكبير (7/ 347) وورد من حديث أبي أمامة عند أبي داود (4802) ولفظه “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا .. “الحديث وحسنه الألباني في الصحيحة راجع تحقيقنا لسنن أبي داود.
2940 (صحيح لغيره) ورواه أبو يعلى من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المراء وإن كان محقا
وفي أسانيدهم من لا يحضرني حاله ولمتنه شواهد كثيرة
2941 (صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ما اطلع على أحد من ذاك بشيء فيخرج من قلبه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة
رواه أحمد والبزار واللفظ له وابن حبان في صحيحه ولفظه قالت ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث فيها توبة
(صحيح لغيره) ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قالت ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جربه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد وإن قل فيخرج له من نفسه حتى يجدد له توبة
——-
أعله البخاري وأبو حاتم والدارقطني بالإرسال ورجحوا رواية من رواه عن أبي أيوب عن إبراهيم عن ميسرة عن عائشة به وذِكْر ابن أبي مليكة خطأ راجع علل ابن أبي حاتم (2198) التاريخ الكبير (1/ 49) وعلل الدارقطني (14/ 359)
ونقل البيهقي تعليل البخاري مقرا له
2942 (حسن لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة
رواه أحمد وابن أبي الدنيا كلاهما عن الزهري عن أبي هريرة ولم يسمع منه
———-
هو في أحاديث معلة وقال ذكر العلائي في جامع التحصيل وكذلك المزي في تهذيب الكمال أن الزهري عن أبي هريرة مرسل.
2943 (حسن لغيره) وعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أردت أن تعطيه قالت أردت أن أعطيه تمرا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة
رواه أبو داود والبيهقي عن مولى عبد الله بن عامر ولم يسمياه عنه ورواه ابن أبي الدنيا فسماه زيادا
———-
حسنه محققوا المسند بحديث أبي هريرة السابق راجع تخريجنا لسنن أبي داود (4991).
2944 (حسن) وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي
———–
ذكر ابن عدي في ترجمة بهز بن حكيم ودافع ابن عدي عن بهز لكن هناك كلام لأبي حاتم يحتمل أنه يقصد تعليل السند ويحتمل أنه يقصد تعليل المتن وهو الأقرب، المهم في معناه حديث “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار”.
2945 (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر
رواه مسلم وغيره
2946 (صحيح) وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو
رواه البزار بإسناد جيد (مضى هناك وهنا في الأدب /22)
العائل هو الفقير
المزهو هو المعجب بنفسه المتكبر