262 – 293 إعانة المجيب في الحكم على أحاديث الترغيب والترهيب
تعليق سيف بن دورة الكعبي
وطبعه مصطفى الموريتاني
مراجعة محمد الرحيمي وابوعيسى محمد ديرية وأحمد بن علي وموسى الصومالي ومحمد الفاتح … وعبدالله البلوشي وعدنان البلوشي وإسلام ومصطفى الموريتاني وادريس الصومالي ومحمد أشرف وعبدالله كديم وجمعه النعيمي وسلطان الحمادي ومحمد سيفي ومحمد بن سعد
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
تخريج الترغيب والترهيب
262 (2) (حسن صحيح) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق
رواه الطبراني في الأوسط ورواته محتج بهم في الصحيح
—–
هذا في الصحيحة (2518) وذكره أبو داود في المراسيل، قال الألباني: ولا يعله لأن من وصله ثقات، وعلى فرض أن الراجح رواية الإرسال فله طريق أخرى عن أبي هريرة عند الطيالسي وأحمد في مسنديهما، أخرجه الطيالسي برقم (2711) انتهى
ورجح الدارقطني رواية الإرسال في العلل (3/ 82).
و ما روى أبو الشعثاء قال: كنا مع أبي
هريرة في المسجد فخرج رجل حين أذن المؤذن للعصر، فقال أبو هريرة: «أما هذا
فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه مسلم وغيره، وهو مخرج في «
الإرواء» ((1) / (263) / (245)) و «صحيح أبي داود» ((547)).
، فلفظة (إلا منافق) لا شاهد لها، إنما الوارد فقد عصى
263 (3) (صحيح لغيره) وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أدركه الأذان في المسجد ثم خرج لم يخرج لحاجة وهو لا يريد الرجعة فهو منافق
رواه ابن ماجه
—-
وهذا الحديث قال عنه الأرناؤوط في سنن ابن ماجه إسناده ضعيف جدا، عبد الجبار بن عمر ضعيف وابن أبي فروة متروك الحديث، وأخرجه ابن عدي في ترجمة عبد الجبار في الكامل، ويغني عنه حديث أبي هريرة الذي قلنا فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، قال الأرناؤوط فيه ابراهيم بن المهاجر وتابعه أشعث بن أبي الشعثاء عند مسلم وغيره، أخرجه مسلم برقم (655) وأبو داود برقم (536).
وسبق بيان أن لفظة المنافق لا شاهد لها.
264 (4) (صحيح لغيره) وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يخرج من المسجد أحد بعد النداء إلا منافق إلا أحد أخرجته حاجة وهو يريد الرجوع
رواه أبو داود في مراسيله
—–
سبق بيان أن هذه الرواية المرسلة هي الراجحة
5 الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة
265 (1) (صحيح لغيره) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد
رواه أبو داود 521 والترمذي واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وزاد:
فادعوا
——
صحيح من طريق بريد بن أبي مريم عن أنس
راجع تخريجنا على سنن أبي داود
266 (2) (صحيح لغيره) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما تُرَدُّ على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله
وفي لفظ قال:
ثنتان لا تردان – أو قلما يردان – الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعض بعضا
رواه أبو داود 2540 وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنه قال في هذه:
عند حضور الصلاة
ورواه الحاكم وصححه ورواه مالك موقوفا
قوله يُلحم هو بالحاء المهملة أي حين ينشب بعضهم ببعض في الحرب
———-
سبق الكلام عليه ص223
267 (3) (صحيح) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وقالا تُعط بغير هاء
(مضى في 2 – الترغيب في إجابة المؤذن … )
—–
سبق
6 – الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها
268 (1) (صحيح) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم أكثرتم علي وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا – (قال بُكير: حسبت أنه قال:) يبتغي به وجه الله – بنى الله له بيتا في الجنة
وفي رواية بنى الله له مثله في الجنة
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
269 (2) (صحيح) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة
رواه البزار واللفظ له والطبراني في الصغير وابن حبان في صحيحه.
——–
في بعض تحقيقاتنا: قلنا رجح الدارقطني الموقوف راجع العلل (1135)، كذلك رجح الموقوف أبو زرعة وأبو حاتم كما في العلل (261) لكن المتن ثابت من حديث جابر وهو في الصحيح المسند وانظر الصفحة التالية
270 (3) (صحيح لغيره) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من بنى لله مسجدا يذكر فيه بنى الله له بيتا في الجنة
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
——-
قال الألباني أخرجه ابن ماجه وأحمد من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر وإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح انتهى كلام الألباني. لكن أعله المزي بالإنقطاع بين عثمان هذا وعمر، ورده ابن حجر بأنه مبني على قول الواقدي يعني الإنقطاع، وهو وهم منه لأن عثمان صرح بسماعه من عمر في رواية ابن جرير الطبري كما في تهذيب الآثار، قال الألباني ويشهد له حديث عمرو بن عبسه، ولفظه ليذكر الله وصرح بقية بالتحديث، وأثبت الأرناؤوط سماع عثمان من عمر في تحقيقه لأبن ماجه، لكن ابن المديني صرح بعدم سماعه، وهناك خلاف في أسانيده ذكرها الدارقطني في العلل (215) ورجح رواية من رواه عن عثمان بن عبد الله عن سراقة عن عمر، فتبقى علة الإنقطاع، ووردت رواية عن عثمان عن أبيه، قال ابن حجر يقصد بأبيه عمر وهو جده لأنه ابن أبنة عمر بن الخطاب فأطلق على عمر أب وهو جده تجوزا، يعني يقصد التوفيق بين الإختلاف في الأسانيد لكن تبقى علة الإنقطاع وأن ابن المديني يرجح عدم سماع عثمان من عمر.
271 (4) (صحيح) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة ومن بنى لله مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه وروى ابن ماجه منه ذكر المسجد فقط بإسناد صحيح
—–
الحديث في الصحيح المسند (224)،
272 (5) (صحيح) ورواه أحمد والبزار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهما قالا كمفحص قطاة لبيضها
مفحص القطاة بفتح الميم والحاء المهملة وهو مجثمها
—-‘
فيه جابر الجعفي، قال الألباني هو ضعيف ثم ساق شواهده إلا لفظة (لبيضها) قال منكرة لعدم الشاهد. انتهى
لكن هو معنى مفحص قطاة وهو محل فحصها لتبيض، يعني الكشف والبحث لتبيض.
273 (6) (حسن لغيره) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا أوسع منه
—–‘
رواه أحمد بإسناد لين
الصحيحة (3445) قال الألباني فيه الحجاج بن أرطأة عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده، والحجاج ضعيف وعنعن، وخالفه جرير بن حازم فرواه عن عمرو بن شعيب به إلا أنه لم يذكر لفظة (أوسع منه) فعلى هذا تكون لفظة (أوسع منه) منكرة، ومثل ذلك قاله محقق المسند (7056) يعني تفرد الحجاج بلفظة (أوسع منه).
274 (7) (حسن لغيره) وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط
—–
في الصحيحة (3399) فيه المثنى بن الصباح وهو ضعيف، قال ابن رجب بعد أن ذكر الحديث ابن الصباح ضعيف فتح الباري (2/ 504) وتابعه كثير بن عبد الرحمن كما في الأوسط للطبراني عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة، وكثير بن عبد الرحمن كذلك ضعيف، واختلف عليه، وكيع يرويه عنه موقوفا، كما رواه ابن أبي شيبة.
المهم يغني عنه حديث عثمان من بنى مسجدا يُبْتَغَى به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة، أخرجه البخاري برقم (450) ومسلم (533).
275 عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته.
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وإسناد ابن ماجه حسن ——
سبق راجع حديث 77 و112 … وقلنا راجع التعليق على حديث 73
(7) – (الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها، وما جاء في تجميرها).
(276) – ((1)) [صحيح] عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أنّ امرأةً سوداء ((1)) كانت تَقُمُّ المسْجد، ففقدها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأل عنها بعد أيام، فقيل له: إنّها ماتت. فقال:
«فهلا آذنتُمُوني؟» ((2)).
فأتى قبرها، فصلّى عليها.
[حسن] رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بإسناد صحيح، واللفظ له.
وابن خزيمة في «صحيحه»؛ إلا أنه قال:
إنّ امرأةً كانت تَلْتَقِط الخِرَقَ والعِيدانَ مِن المسجد.
(277) – ((2)) [صحيح لغيره] ورواه ابن ماجه أيضًا وابن خزيمة عن أبي سعيد قال:
كانت سَوداءُ تَقُمُّ المسجدَ، فتُوفِّيتْ ليلًا، فلما أصبحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أُخبِرَ بها. فقال:
«ألا آذنتموني؟».
فخرج بأصحابه فوقف على قبرها، فكبَّر عليها والناسُ خلفهُ، ودعا لها، ثم انصرف.
——
في ابن لهيعة لكن له شواهد فهو صحيح لغيره قاله الأرناؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه
تنبيه: ورد حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبر طري قال متى دفن هذا … الحديث.
تنبيه آخر: قال الشيخ الألباني اسم هذه المرأة السوداء أم محجن قال رواه البيهقي، لكن ابن رجب في فتح الباري له (3/ 351) قال: روى محمد بن حميد الرزاي عن مهران بن أبي عمر بإسناده من حديث بريدة وهو نفس سند البيهقي وقال ابن رجب وفيه ضعف، يعني محمد بن حميد الرازي متكلم فيه، مهران بن أبي عمر سيئ الحفظ،
قال الشيخ الألباني في الحاشية ورواه أبو الشيخ في حديث آخر أن اسمها أم محجن وهو في الكتارب الآخر برقم (194) يعني بالكتاب الآخر ضعيف الترغيب.
قال ابن رجب مرسل غريب، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها بعدما صلى على قبرها يخاطبها في القبر”أي العمل وجدت أفضل؟ قالوا أتسمع! قال ما أنتم بأسمع منها
فلم يصح في اسمها شيء
(278) – ((3)) [صحيح لغيره] وعن سمرة بن جُندب رضي الله عنه قال:
أمرنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ نتَّخِذ المساجد في دِيارنا، وأمَرنا أنْ نُنَظِّفها.
رواه أحمد والترمذي، وقال:
«حديث صحيح» ((1)).
—-
فيه الحسن لم يسمع من سمرة لكن قال محققو المسند: صحيح لغيره
(279) – ((4)) [صحيح] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
أمرنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ببناءِ المساجد في الدُّورِ ((2))، وأن تُنَظَّفَ وتُطَيِّبَ.
رواه أحمد ((3)) وأبو داود 455 وابن ماجه، وابن خزيمة في «صحيحه»، ورواه الترمذي مسندًا ومرسلًا، وقال في المرسل:
«هذا أصحّ».
——
يحتمل التقوية بمرسل عروة وحديث سمرة السابق الذي فيه انقطاع بين الحسن وسمرة
قلنا في تخريجنا لأبي داود:
قلنا: هذا حديث ضعيف علَّتُهُ الإرسال: ” عروة، عن النبي صلى الله عليه وسلم “، دون ذكر عائشة – رضي الله عنها -، قاله: “أبو حاتم الرازي، والدارقطني”:
قال ابن رجب: وخرجه الترمذي من وجه آخر مرسلاً من غير ذكر: عائشة. وقال: هو أصح.
وكذلك أنكر الإمام أحمد وصله، وقال الدارقطني: الصحيح المرسل.
وخرجه الإمام أحمد أيضاً من رواية ابن إسحاق حدثني عمر بن عبد الله بن الزبير عن عروة بن الزبير عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصنع المساجد في دُورنا وأن نصلح صنعتها ونطهرها.
[فتح الباري: 2/ 380]
وحديث عروة بن الزبير عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأرجح انه عن عروة مرسلا. تخريجنا لمسند أحمد 23146
وقال البزار كما في ” نصب الراية ” 1/ 123: ((ولا يعلم أسنده غير هؤلاء وغيرهم يرويه عن هشام، عن أبيه مرسلاً)).
ـ أخرجه العُقيلي، في «الضعفاء» 4/ 376، في ترجمة عامر بن صالح الزبيري، وقال: في حديثه وهم. وقال العقيلي: عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. هذا أولى. انتهى
ـ وأخرجه ابن عَدي، في «الكامل» 6/ 156، في ترجمة عامر بن صالح، وقال: ولعامر بن صالح غير ما ذكرت، وعامة حديثه مسروقات من الثقات، وإفرادات مما ينفرد به، وعامة ما رأيته يروي عن هشام بن عروة.
ـ وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث؛ رواه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن مالك بن سعير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم أمر ببناء المساجد في الدور.
قال أبي: إنما يروى عن عروة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم، مرسلا. «علل الحديث» (481).
ـ وقال الدارقُطني: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه؛
فرواه الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وعامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير، ويونس، وحبان بن علي العنزي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
والصحيح عن جميع من ذكرنا وعن غيرهم، عن هشام، عن أبيه، مرسلا، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
وقيل عن: قران بن تمام، عن هشام، عن أبيه، عن الفرافصة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم ولا يصح. «العلل» (3493)
وقد نقلنا في تعليقنا على سنن ابي داود كراهية الصحابة تعدد المساجد في المحلة الواحدة لغير حاجة
====
=====
8 – الترهيب من البصاق في المسجد وإلى القبلة ومن إنشاد الضالة فيه وغير ذلك مما يذكر هنا
280 (1) (صحيح) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوما إذ رأى نخامة في قبلة المسجد فتغيظ على الناس ثم حكها قال وأحسبه قال فدعا بزعفران فلطخه به وقال إن الله عز وجل قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق بين يديه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له
281 (2) (صحيح) وروى ابن ماجه عن القاسم بن مهران – وهو مجهول – عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه إذا بصق أحدكم فليبصق عن شماله أو ليتفل هكذا في ثوبه ثم أراني إسماعيل – يعني ابن علية – يبصق في ثوبه ثم يدلكه
—-
أخرجه مسلم وفيه (فليبصق عن شماله تحت قدمه) وفيه ووصف القاسم بدل ووصف إسماعيل
وورد في رواية (كأني أنظر إلى ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد ثوبه بعضه على بعض).
282 (3) (حسن صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه العراجين أن يمسكها بيده فدخل المسجد ذات يوم وفي يده واحد منها فرأى نخامات في قبلة المسجد فحتهن حتى أنقاهن ثم أقبل على الناس مغضبا فقال:
“أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبصق في وجهه إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة فإنما يستقبل ربه والملك عن يمينه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه” الحديث
رواه ابن خزيمة في صحيحه
وفي رواية له بنحوه إلا أنه قال فيه:
” فإن الله عز وجل بين أيديكم في صلاتكم فلا توجهوا شيئا من الأذى بين أيديكم” الحديث
وبوب عليه ابن خزيمة باب الزجر عن توجيه جميع ما يقع عليه اسم أذى تلقاء القبلة في الصلاة
———-
هذا قلنا على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند. أخرجه أحمد (11185)، قال الألباني فيه فليح هو ابن سليمان الخزاعي قال الحافظ صدوق كثير الخطأ راجع الصحيحة (3036)، وعزاه للطبراني وقال: رجاله كلهم ثقات غير عمر بن قتادة لم يرو عنه سوى ابنه ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، لكنه من أكابر التابعين فمثله يستشهد به وقد توبع، ثم ذكر متابعة لكن فيها إسحاق بن أبي فروة، قال الشيخ الألباني هذا إسناد واه، واه، وللحديث شاهد قوي يرويه فليح، فذكر حديث أبي سعيد من طريق فليح
وقال محققوا المسند: صحيح بالشواهد (18/ 171) وحديث فليح قال ابن رجب هذا إسناد جيد راجع فتح الباري له (3/ 370).
فتقوية ابن رجب ترجح أن فليح حفظ فيمكن أن نعتبره على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند من طريق فليح
283 (4) (صحيح) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا وفي يده عرجون فرأى في قبلة المسجد نخامة فأقبل عليها فحتها بالعرجون ثم قال:
أيكم يحب أن يُعرِض الله عنه إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله
قبل وجهه فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه وليبصقن عن يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليتفل بثوبه هكذا ووضعه على فيه ثم دلكه … الحديث
رواه أبو داود وغيره
—–
أخرجه مسلم وراجع حاشية الألباني على صحيح الترغيب
284 (5) (صحيح) وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه …
رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
تفل بالتاء المثناة فوق أي بصق بوزنه ومعناه
—–
قلنا في بعض تخاريجنا سنده صحيح وله تتمة أشار إليها الألباني في الحاشية “من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ثلاثا) وله شاهد من حديث ابن عمر وهو التالي.
285 (6) (صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه
رواه البزار وابن خزيمة في صحيحه وهذا لفظه وابن حبان في صحيحه
——–
لم تقيد بالصلاة وبعضهم حمل النهي على الصلاة للرواية التي قيدت ذلك بالصلاة
286 (7) (صحيح) وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
287 (8) (حسن صحيح) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
التفل في المسجد سيئة ودفنه حسنة
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
—-‘
هذا قال محققوا المسند صحيح لغيره، ربما بسبب حسين بن واقد [متكلم فيه] يرويه عن أبي غالب عن أبي أمامة، قالوا ورد عن أنس في مسند أحمد (12062) قالوا وذكرنا شواهده هناك، وحديث أنس هو الحديث السابق (286) وكفارتها دفنها.
وورد أن أحد الصحابة أضاء ليلا ورجع للمسجد ودفن نخامة هناك وقال كادت أن تكتب علينا خطيئة يعني أن دفنها كفارتها أما دفنها حسنة فتحتاج بحث عن شواهد نسأل الله ان يبارك في العمر لتتم البحوث على أفضل ما يحبه الله لنا.
——-
288 (9) (صحيح لغيره) وعن أبي سهلة السائب بن خلاد – من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – أن رجلا أمَّ قوما فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حين فرغ لا يصلي لكم هذا فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم وحسبت أنه قال إنك آذيت الله ورسوله
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
—-”
هذا فيه صالح بن خيوان السبأي مجهول، تفرد بالرواية عنه بكر بن سوارة ولم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي، ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو التالي.
تنبيه: الحديث التالي مذكور في الترغيب (بن عمر) وقال الألباني (بن عمرو) ولعله الصواب.
289 (10) (حسن صحيح) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بالناس الظهر فتفل في القبلة وهو يصلي للناس فلما كانت صلاة العصر أرسل إلى آخر فأشفق الرجل الأول فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أأنزل في شيء قال لا ولكنك تفلت بين يديك وأنت قائم تؤم الناس فآذيت الله والملائكة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد
——
فيه حيي بن عبد الله المعافري، قال البخاري: فيه نظر، قال أحمد أحاديثه مناكير، قال ابن عدي في ترجمته: حيي المعافري وذكر له إسناد روى به أحاديث، قال: وبهذا الإسناد خمس وعشرون حديثا عامتها لا يتابع عليها، ونحن قوينا حديث عبد الله بن عمرو بالحديث السابق حديث أبي سهلة سعد بن خلاد والآن لا أدري سبب التقوية لأن حيي بن عبد الله، يقول البخاري: فيه نظر فهو جرح شديد.
==
==
290 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا.
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم
291 (12) (صحيح) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا لا ردها الله عليك
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه بالشطر الأول
——
هذا في الصحيح المسند (1438) قال الأرناؤوط إسانده قوي تخريج شرح السنة، ابن حجر قال حسن.
ورد من حديث ثوبان قال ابن حجر منكر السند وبعض المتن نتاج الأفكار (1/ 296)، قال الألباني ضعيف جدا في إصلاح المساجد، وفيه من سمعتموه ينشد شعرا فقولوا لا فض الله فاك.
292 (13) (صحيح) وعن بريدة رضي الله عنه أن رجلا نشد في المسجد فقال من دعا إلى الجمل الأحمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
293 (14) (صحيح) وعن أبي هريرة خ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في الصلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا وشبك بين أصابعه
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وفيما قاله نظر
التشبيك ورد في حديث أبي موسى المؤمن للمؤن كالبنيان، ترجم البخاري على هذين الحديثين بجواز التشبيك، تشبيك الأصابع، قال ابن بطال: وجه إدخال هذه الترجمة في الفقه، معارضة بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من التشبيك في المسجد وقد وردت فيه مراسيل ومسند من طريق غير ثابتة، فربما يقصد بالمسند حديث كعب بن عجرة التالي.
294 (15) (صحيح لغيره) وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلى الصلاة فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة
رواه أحمد وأبو داود بإسناد جيد والترمذي واللفظ له من رواية سعيد المقبري عن رجل عن كعب بن عجرة وابن ماجه من رواية سعيد المقبري أيضا عن كعب وأسقط الرجل المبهم
وفي رواية لأحمد قال:
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وقد شبكت بين أصابعي فقال لي يا كعب إذا كنت في المسجد فلا تشبكن بين أصابعك فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة
ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو هذه
——-
ذكرناه في مختلف الحديث برقم (55) وذكرنا تعليل الدارقطني لحديث كعب بن عجرة (2113).
295 (16) وروى عنه يعني ابن عمر الطبراني. في الكبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( … ولا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة) وإسناد الطبراني لا بأس به.
296 (17) وعن عبدالله – يعني ابن مسعود – رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم، ليس لله فيهم حاجة) رواه ابن حبان في صحيحه.