140 لطائف التفسير
شارك محمد بن سعد
عبدالله البلوشي ابوصالح
وأبو صالح حازم وأحمد بن علي وعبدالله المشجري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
لطيفة: تأثير القرآن على القلوب:
هناك آيات في القرآن تأثر بها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين
فيها تخويف أو رجاء
مثل:
قال الإمام البخاري
4628 حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَعُوذُ بِوَجْهِكَ “. قَالَ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}. قَالَ: ” أَعُوذُ بِوَجْهِكَ “. {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَاسَ بَعْضٍ}. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” هَذَا أَهْوَنُ “. أَوْ: ” هَذَا أَيْسَرُ ”
صحيح البخاري
قال الإمام البخاري:
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثُونِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَأَمَّا أَنَا فَإِنَّمَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ زَادَ الَّذِي قَالُوا لِي.
قال الإمام البخاري
4583 – حدثنا صدقة، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، – قال يحيى: بعض الحديث، عن عمرو بن مرة – قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي» قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «فإني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة النساء، حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 41] قال: «أمسك» فإذا عيناه تذرفان
يقول بن بطال: كان بكاء النبي لهذه الآية لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه والإيمان به، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن
قال البخاري في صحيحه:
حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد، قال: ثنا أبو العباس السراج، قال: ثنا أبو بكر الوراق، قال: سمعت مردويه، يذكر عن فضيل بن عياض، قال: ” قيل لسليمان التيمي: أنت أنت ومن مثلك، قال: لا تقولوا هـكذا، لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل، سمعت الله عز وجل يقول {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47] ”
قال ابونعيم في الحلية (30) / (3) حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهـيم بن كثير، ثنا يحيى بن الفضل الأنيسي، قال: سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر: أنه بينما هـو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فزع أهـله، وسألوه ما الذي أبكاه فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبروه بأمره، فجاء أبو حازم إليه، فإذا هـو يبكي، قال: يا أخي، ما الذي أبكاك؟ قد رعت أهـلك، أفمن علة؟ أم ما بك؟ قال: فقال: إنه مرت بي آية في كتاب الله عز وجل، قال: وما هـي؟ قال: قول الله تعالى: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
[الزمر: 47]
قال: فبكى أبو حازم أيضا معه واشتد بكاؤهـما، قال: فقال بعض أهـله لأبي حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزدته، قال: فأخبرهـم ما الذي أبكاهـما ”
حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي قال: ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار، ثنا عتيق بن سالم، عن عكرمة، عن محمد بن المنكدر: ” أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ فقال: أخشى آية من كتاب الله عز وجل، قال الله تعالى: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47]
وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب ”
وفي الحلية أيضا 227 وحدثنا زهـير بن حرب، حدثنا يعقوب بن إبراهـيم، حدثنا أبي، عن صالح، قال: ابن شهاب، ولكن عروة، يحدث عن حمران أنه قال: فلما توضأ عثمان قال: والله لأحدثنكم حديثا والله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها» قال عروة الآية: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} [البقرة: 159]- إلى قوله – {اللاعنون}
[البقرة: 159]
1627 – قال الإمام ابن حبان كما في الإحسان: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا عن إبراهـيم بن سويد النخعي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا و عبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبا تزدد حبا قال: فقالت: دعونا من رطانتكم هـذه قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: (يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي) قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدا شكورا *لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأهـا ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض} الآية كلها.
هـذا حديث حسن.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين
قال الإمام أحمد في مسنده
21328 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنِي فُلَيْتٌ الْعَامِرِيُّ، عَنْ جَسْرَةَ الْعَامِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، فَقَرَأَ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، يَرْكَعُ بِهَا وَيَسْجُدُ بِهَا: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. فَلَمَّا أَصْبَحَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا زِلْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى أَصْبَحْتَ، تَرْكَعُ بِهَا وَتَسْجُدُ بِهَا. قَالَ: ” إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِيهَا، وَهِيَ نَائِلَةٌ – إِنْ شَاءَ اللَّهُ – لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا “.
وروى النسائي وابن ماجه:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح بآية والآية إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
وصححه الألباني كما في المشكاة (1205)
قال الإمام مسلم:
202 (346) حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}. الْآيَةَ. وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: ” اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي “. وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ، وَلَا نَسُوءُكَ.
قال الإمام البخاري
(4583) – حَدَّثَنا صَدَقَةُ، أخْبَرَنا يَحْيى، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ سُلَيْمانَ، عَنْ إبْراهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، – قالَ يَحْيى: بَعْضُ الحَدِيثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ – قالَ: قالَ لِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَا عَلَيَّ» قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: «فَإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيْرِي» فَقَرَاتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّساءِ، حَتّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنا بِكَ عَلى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} [النساء (41)] قالَ: «أمْسِكْ» فَإذا عَيْناهُ تَذْرِفانِ
قال الطبراني في المعجم الكبير
1236 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: هَذَا مَقَامُ أَخِيكَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ قَامَ لَيْلَةً، حَتَّى أَصْبَحَ، أَوْ كَرِبَ، أَنْ يُصْبِحَ يَقْرَأُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَرْكَعُ، وَيَسْجُدُ، وَيَبْكِي * {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءٌ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} *
وروى ابن حبان
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي، فقلت: والله إني أحب قُربك، وأحب ما يسرك، فقام فتطهر، ثم قام يصلي، فبكى بكاء شديداً حتى بل حِجرهُ ولحيته، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: “أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} .. [آل عمران الآيات 190: 192] .. (رواه ابن حبان 2/ 386) وغيره، وصححه الشيخ الألباني في “صحيح الترغيب” (1468).
عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع، فجعل يقول: (سبحان ربي العظيم) فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد، فقال: (سبحان ربي الأعلى) فكان سجوده قريبا من قيامه
وكذلك قصة الفضيل بن عياض حين تاب عند سماعه لقوله تعالى:
(* أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِير مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)
[سورة الحديد 16]
وكنت شرعت في جمع قصص تأثر السلف بالقرآن فوجدت كتابا لابن أبي الدنيا بعنوان كتاب الرقة والبكاء وكتاب الرقة والبكاء لابن قدامة وكذلك وجدت كتابا للدكتور بدر بن ناصر البدر بعنوان حال السلف مع القرآن وفيه مباحث
ذكر الإيمان بالقرآن وصفاته، وهداية القرآن، وفضل القرآن وأهله، وجلالة القرآن وهيبته، وحفظ القرآن ومعاهدته، وتنافس السلف في تلاوة القرآن وعنايتهم بتحقيقها، والتحذير من هجر القرآن، وعناية السلف باقراء القرآن وتعليمه، ونهيهم عن التقعر، والتكلف حال القراءة، وتدبر القرآن، والعمل بالقرآن والإخلاص فيه، وأخلاق أهل القرآن، وسيماهم والواجب عليهم، وعنايتهم بآداب حملة القرآن، والاستئكال بالقرآن، وتحذير السلف من أتباع الهوى.
ثم شرع في تراجم السلف مع القرآن بدأهم بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وختمها بحال هناد بن السري والبخاري وأبو حاتم السجستاني وكان عدد صفحات الكتاب 519 صفحة.
وهناك بحث بعنوان البكاء في الكتاب والسُّنَّة للأستاذة رقية.
اول حديث لابن أبي الدنيا:
(1) – حَدَّثَنا أبُو الحَسَنِ أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أبانَ الَأصْبَهانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيانَ القُرَشِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرانَ، قالَ: أخْبَرَنا المَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيسى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: «لا يَلِجُ النّارَ مَن بَكى مِن خَشْيَةِ اللَّهِ حَتّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، ولا يَجْتَمِعُ غُبارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ودُخانُ جَهَنَّمَ فِي مَنخَرَيْ عَبْدٍ أبَدًا»
آخر أثر لابن أبي الدنيا:
(428) – حَدَّثَنا أبُو حَفْصٍ الصَّفّارُ، قالَ: حَدَّثَنا جَعْفَرٌ، قالَ: حَدَّثَنا عَنْبَسَةُ الخَوّاصُ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ مُحَمَّدَ بْنَ واسِعٍ، «كانَ يَجْعَلُ هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَةِ وِرْدًا يُرَدِّدُها ويَبْكِي
أما ابن قدامة فافتتح كتابه ب:
عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أنَّهُ قالَ: «إنَّ المُؤْمِنَ لَدى الحَقِّ أسِيرٌ، يَعْلَمُ أنَّ عَلَيْهِ رَقِيبًا، عَلى سَمْعِهِ، وبَصَرِهِ، ولِسانِهِ، ويَدِهِ، ورِجْلِهِ، وبَطْنِهِ، وفَرْجِهِ، حَتّى اللَّمْحَةِ بِبَصَرِهِ، وفُتاتِ الطِّينِ بِأُصْبُعِهِ، وكُحْلِ عَيْنَيْهِ، وجَمِيعِ سَعْيِهِ، إنَّ المُؤْمِنَ لا يَامَنُ قَلْبُهُ، ولا يَسْكُنُ رَوْعَتُهُ، ولا يَامَنُ اضْطِرابُهُ، أنَّهُ يَتَوَقَّعُ المَوْتَ صَباحًا ومَساءً، فالتَّقْوى رَقِيبُهُ، والقُرْآنُ دَلِيلُهُ، والخَوْفُ مَحَجَّتُهُ، والشَّرَفُ مَطِيَّتُهُ، والحَذَرُ رَقِيبُهُ، والوَجَلُ شِعارُهُ، والصَّلاةُ كَهْفُهُ، والصِّيامُ جُنَّتُهُ، والصَّدَقَةُ فِكاكُهُ، والصِّدْقُ وزِيرُهُ، والحَياءُ أمِيرُهُ، ورَبُّهُ عز وجل مِن وراءِ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالمِرْصادِ، يا مُعاذُ، إنَّ المُؤْمِنَ قَيَّدَهَ القُرْآنُ عَنْ كَثِيرٍ مِن هَوى نَفْسِهِ وشَهَواتِهِ، وحالَ بَيْنَهُ وبَيْنَ أنْ يَهْلَكَ فِيما يَهْوى بِإذْنِ اللَّهِ.
يا مُعاذُ، إنِّي أُحِبُّ لَكَ ما أُحِبُّ لِنَفْسِي، وأنْهَيْتُ إلَيْكَ ما أنْهى إلَيَّ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَلا أعْرِفَنَّكَ تُوافِينِي يَوْمَ القِيامَةِ وأحَدٌ أسْعَدُ بِما آتاكَ اللَّهُ عز وجل مِنكَ»
وآخر حديث في النسخة الإلكترونية:
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ: فَصَبَبْنا عَلَيْهِ مِن سَبْعِ قِرَبٍ، فَوَجَدَ راحَةً، فَصَلّى بِالنّاسِ، فَخَطَبَهُمْ، واسْتَغْفَرَ لِلشُّهَداءِ مِن أصْحابِ أُحُدٍ، وأوْصى بِالأنْصارِ خَيْرًا، قالَ: «أمّا بَعْدُ: يا مَعْشَرَ المُهاجِرِينَ، فَإنَّكُمْ قَدْ أصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وأصْبَحَتِ الأنْصارُ عَلى هَيْئَتِها، لا تَزِيدُ عَلى هَيْئَتِها الَّتِي عَلَيْها اليَوْمَ، والأنْصارُ عَيْبَتِي الَّتِي أوَيْتُ إلَيْها، فَأكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وتَجاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ».
قالَ: «ثُمَّ إنَّ عَبْدًا مِن عِبادِ اللَّهِ قَدْ خُيِّرَ بَيْنَ ما عِنْدَ اللَّهِ وبَيْنَ الدُّنْيا، فاخْتارَ ما عِنْدَ اللَّهِ، فَلَمْ يَفْقَهُها إلا أبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَبَكى، فَظَنَّ أنَّهُ يُرِيدُ نَفْسَهُ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: عَلى رِسْلِكَ يا أبا بَكْرٍ، سُدُّوا هَذِهِ الأبْوابَ الشَّوارِعَ فِي المَسْجِدِ إلا بابَ أبِي بَكْرٍ، فَإنِّي لا أعْلَمُ امْرَءًا أفْضَلَ عِنْدِي يَدًا فِي الصَّحابَةِ مِن أبِي بَكْرٍ» قالَ ابْنُ إسْحاقَ: عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ، أنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ ورَفَعَ صَوْتَهُ حَتّى ……