51، 52 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال الإمام البخاري في
كتاب الإيمان من صحيحه:
باب (38)
51 – حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره قال أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له سألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد
—–
فوائد الباب:
1 – حديث أبي سفيان رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود والترمذي مختصرا جدا، والنسائي في السنن الكبرى.
2 – سبق شرح الحديث في كتاب بدء الوحي.
3 – قوله (َذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ) فيه أن الناس تتفاضل في الإيمان.
4 – لم يترجم للباب وكأنه كالفصل للباب قبله
5 – قوله في حديث هرقل: (سألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان)، فسماه مرة بالدين ومرة بالإيمان، فهي أسماء متعاقبة لمعنى واحد بخلاف قول المرجئة قاله ابن بطال في شرح البخاري له.
6 – وكلام هرقل – وإن كان لا يحتج به في مثل هذه المسائل العظيمة من أصول الديانات التي وقع الاضطراب فيها – فإن ابن عباس روى هذا الكلام مقررا له مستحسنا وتلقاه عنه التابعون، وعن التابعين أتباعهم كالزهري. فالاستدلال إنما بتداول الصحابة ومن بعدهم لهذا الكلام وروايته واستحسانه، والله سبحانه وتعالى أعلم قاله الحافظ ابن رجب في الفتح له.
7 – وذكر الكرماني في الكواكب الدراري هذا ليس أمراً شرعياً بل هو محاورة ولا شك أن محاوراتهم كانت على العرف الصحيح المعتبر الجاري على القوانين فجاز الاستدلال بها.
8 – فيه جواز تقطيع الحديث عند البخاري.
———
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه:
باب فضل من استبرأ لدينه ((39))
52 – حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا إن حمى الله في أرضه محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
فوائد الباب:
1 – حديث النعمان بن بشير رواه الستة.
2 – النعمان بن بشير هو وأبوه صحابيان رضي الله عنهما.
3 – النعمان ممن تحمّل عن النبي صلى الله عليه وسلم صبيا وأداه بالغا قاله الكرماني كما في الكواكب الدراري.
قال ابن حجر: وفيه دليل على صحة تحمل الصبي المميز لأن النبي صلى الله عليه وسلم مات وللنعمان ثمان سنين.
4 – قوله (باب فضل من استبرأ لدينه)
كأنه أراد أن يبين أن الورع من مكملات الإيمان فلهذا أورد … حديث الباب في أبواب الإيمان قاله الحافظ ابن حجر في الفتح، قلت وربما قصد بقوله (استبرأ لدينه) أن الدين والإيمان أمر واحد وأنه يتفاوت من شخص لآخر وأن الأعمال الصالحة تزيد في إيمان الشخص نقاوة وصفاءً.
5 – قال ابن رجب في فتح الباري 1/ 229:
والمقصود من إدخاله هذا الحديث في هذا الباب: أن من اتقى الأمور المشتبهة عليه التي لا تتبين له أحلال هي أو حرام؟ فإنه مستبراء لدينه بمعنى: أنه طالب له البراء والنزاهة مما يدنسه ويشينه؛ ويلزم من ذلك أن من لم يتق الشبهات فهو معرض دينه للدنس والشين والقدح، فصار بهذا الاعتبار الدين تارة يكون نقيا نزها بريا، وتارة يكون دنسا متلوثا. والدين يوصف تارة بالقوة والصلابة، وتارة بالرقة والضعف، كما يوصف بالنقص تارة وبالكمال تارة أخرى، ويوصف الإسلام تارة بأنه حسن وتارة بأنه غير حسن، والإيمان يوصف بالقوة تارة وبالضعف أخرى.
هذا كله إذا أخذ الدين والإسلام والإيمان بالنسبة إلى شخص شخص، فأما إذا نظر إليه بالنسبة إلى نفسه من حيث هو هو فإنه يوصف بالنزاهة.
6 – وقد عظم العلماء أمر هذا الحديث فعدّوه رابع أربعة تدور عليها الأحكام كما نقل عن أبي داود وفيه البيتان المشهوران وهما عمدة الدين عندنا كلمات … مسندات من قول خير البرية
اترك المشبهات وازهد ودع ما … ليس يعنيك واعملن بنيه
وأشار بن العربي إلى أنه يمكن أن ينتزع منه وحده جميع الأحكام، قال القرطبي لأنه أشتمل على التفصيل بين الحلال وغيره وعلى تعلق جميع الأعمال بالقلب فمن هنا يمكن أن ترد جميع الأحكام إليه والله المستعان قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
7 – أورد النووي رحمه الله تعالى هذا الحديث في أربعينه المشهورة.
8 – هذا الحديث أصل في القول بحماية الذرائع. قاله ابن بطال في شرحه.
9 – قال حسان بن أبي سنان ما رأيت شيئا أهون من الورع دع ما يريبك إلى ما لا يريبك علقه البخاري في صحيحه عقب تبويبه الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات أي يفسر المشبهات. وقال الحافظ ابن حجر وصله الإمام أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية بنحوه. وحسان -كان في زمن التابعين- ويتكلم في مقامه وإلا فالأمر شديد وقال الحافظ في التقريب صدوق عابد من السادسة.
10 – ذكر الأمر بمجانبة الشبهات سترة بين المرء وبين الوقوع في الحرام المحض نعوذ بالله منه قاله ابن حبان في صحيحه. وهذا أصل في الورع.
11 – “وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله فقد استكمل الإيمان ومعنى هذا أن كل حركات القلب والجوارح إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان العبد بذلك باطنا وظاهرا” قاله ابن رجب في جامع العلوم والحكم والحديث أورده العلامة الألباني كما في السلسلة الصحيحة 380 وصححه لغيره
12 – في الحديث الحث على “طيب المطعم والملبس واجتناب الحرام واتقاء الشبهات” قاله البيهقي في شعب الإيمان
13 – قوله (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) وعند مسلم من طريق ابن عون عن عامر ” وهو يخطب الناس بحمص ” وعند مسلم من طريق ابن نمير عن زكرياء ” وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه”
14 – قوله (الحلال بين والحرام) وعند مسلم في رواية ” إنّ الحلال بيّن، وإنّ الحرام بيّن”
15 – قوله (وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس) وعند أبي داود ” وبينهما أمور مشتبهات»، وأحيانا يقول: «مشتبهة» ” وزاد الترمذي ” لا يدري كثير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام” فيه أن بعض الناس يعلمها وهم أهل العلم كما قال تعالى “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” النحل43 والأنبياء7.
16 – “وأما الراسخون في العلم فلا يشتبه عليهم ذلك ويعلمون من أي القسمين هي” قاله ابن رجب في جامع العلوم والحكم
17 – قال الكرماني في الكواكب الدراري 1/ 203:
{وبينهما مشبهات} -أي الوسائط التي يجتذبها دليلان من الطرفين بحيث يقع الاشتباه بغير ترجيح دليل أحد الطرفين إلا عند القليل من العلماء.
النووي: معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام حلال واضح لا يخفى حله كالخبز والفواكه والكلام والمشي وغير ذلك وحرام بين كالخمر والميتة والدم والزنا والكذب وأشباه ذلك وأما المشبهات فمعناه أنها ليست بواضحة الحل والحرمة ولهذا لا يعرفها كثير من الناس وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس او استصحاب وغيره فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي فإذا ألحقه به صار حلالا أو حراما وقد يكون دليله غير خال من الاحتمال فيكون الورع تركه وما لم يظهر للمجتهد فيه شيء وهو مشتبه فهل يِؤخذ بالحل أو بالحرمة أم يتوقف فيه ثلاث مذاهب …
18 – وقال الكرماني في الكواكب الدراري 1/ 203 أيضا:
قال الخطابي: ذلك لئلا يعتاد التساهل ويتمرن عليه ويجسر على شبهة ثم على شبهة أغلظ منها ثم أخرى أغلظ وهكذا حتى يقع في الحرام عمدا وهو نحو قول السلف المعاصي بريد الكفر أن تسوق إليه. وقال معنى مشتبهات أي يشتبه على بعض الناس دون بعض لا أنها في نفسها مشتبهة على كل الناس لا بيان لها بل العلماء يعرفونها لأن الله عز وجل جعل عليها دلائل يعرفها بها أهل العلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلمها كثير من الناس ولم يقل لا يعلمها كل الناس أو واحد منهم وقال وكل شيء أشبه الحلال من وجه والحرام من وجه فهو شبهة … اهـ
19 – قال ابن حجر:
وحاصل ما فسر به العلماء الشبهات أربعة أشياء أحدها تعارض الأدلة كما تقدم ثانيها اختلاف العلماء وهي منتزعة من الأولى ثالثها أن المراد بها مسمى المكروه لأنه يجتذبه جانبا الفعل والترك رابعها أن المراد بها المباح ولا يمكن قائل هذا أن يحمله على متساوي الطرفين من كل وجه بل يمكن حمله على ما يكون من قسم خلاف الأولى. انتهى
20 – قال ابن العثيمين: في التعليق على البخاري:
من استبرأ لدينه أي طلب البراءة من الشبهات والزلات.
فالأحكام ثلاثة أقسام: حلال بين، وحرام بين، وهذا لا اشتباه فيه، الحلال يفعل والحرام يجتنب.
هناك أمور مشتبهات، وأسباب الاشتباه كثيرة، تشتبه إما على عامة الناس، وإما على طلبة العلم الذين نقص علمهم، أو فهمهم، أو كان عندهم إرادة غير مطلوبة، لأن أسباب الاشتباه منها:
أولا: نقص العلم، ومعلوم أن من يحفظ مئة حديث ليس كمن يحفظ ألف حديث، أيهم أكثر علما؟. الثاني.
وإما قصور في الفهم، رجل يحفظ كثيرا عنده علم كثير، لكن ليس عنده فهم هذا أيضا يحصل له اشتباه، لأنه لا يفهم النصوص كما هي.
والثالث: سوء إرادة بحيث يحمل النصوص على معتقده، وهذا هو الذي يقول في القرآن برأيه أو بالسنة برأيه، يريد أن يحمل النصوص على معتقده، فتجده إذا جاء النص مخالفا لمعتقده يلوي عنقه , وربما إذا أبى النص أن يلتوي عنقه كسره، نعم أو ذبحه، فهذا أسباب الاشتباه.
أما من أعطاه الله علما، وأعطاه فهما , ونية صادقة، وجعل النصوص متبوعة لا تابعة , وصار بقلبه وقالبه وجوارحه وأقواله يتطلب الدليل، فهذا في الغالب يوفق، يوفق للحق، وييسر له الحق، حتى يصل إليه.
إذا أمكن الإنسان أن يصل إلى العلم فيها فهذا هو الواجب، لكن قد لا يتيسر له ذلك , فهنا نقول تجنب، اسلك طريق السلامة، كان الإمام أحمد رحمه الله لا يعدل بالسلامة شيئا.
قوله: (إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
21 – قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
وَنقل بن الْمُنِيرِ فِي مَنَاقِبِ شَيْخِهِ الْقَبَّارِيِّ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ الْمَكْرُوهُ عَقَبَةٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْحَرَامِ فَمَنِ اسْتَكْثَرَ مِنَ الْمَكْرُوِهِ تَطَرَّقَ إِلَى الْحَرَامِ وَالْمُبَاحُ عَقَبَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَكْرُوهِ فَمَنِ اسْتَكْثَرَ مِنْهُ تَطَرَّقَ إِلَى الْمَكْرُوِهِ وَهُوَ مَنْزَعٌ حَسَنٌ،
وقال أيضا رحمه الله
وَالْمَعْنَى أَنَّ الْحَلَالَ حَيْثُ يُخْشَى أَن يؤل فِعْلُهُ مُطْلَقًا إِلَى مَكْرُوهٍ أَوْ مُحَرَّمٍ يَنْبَغِي اجْتِنَابُهُ كَالْإِكْثَارِ مَثَلًا مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَإِنَّهُ يُحْوِجُ إِلَى كَثْرَةِ الِاكْتِسَابِ الْمُوقِعِ فِي أَخْذِ مَا لَا يُسْتَحَقُّ أَوْ يُفْضِي إِلَى بَطَرِ النَّفْسِ وَأَقَلُّ مَا فِيهِ الِاشْتِغَالُ عَنْ مَوَاقِفِ الْعُبُودِيَّةِ وَهَذَا مَعْلُومٌ بِالْعَادَةِ مُشَاهَدٌ بِالْعِيَانِ. فتح الباري
22 – قوله (فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه) وعند مسلم من طريق ابن نمير عن عامر ” فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه، وعرضه “. وعند ابن حبان في صحيحه 5569 من طريق الحارث بن يزيد العكلي عن عامر ” اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال”.
23 – وعند البخاري من طريق أبي فروة عن الشعبي ” فمن ترك ما شبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك”
24 – اسْتَبْرَأَ لدِينِهِ وعِرْضِهِ: طَلَبَ البراءةَ لدِينِهِ مِنَ النَّقْصِ ولِعِرْضِهِ مِنَ الطَّعْن قاله عبد الغني المقدسي في عمدة الأحكام
25 – قوله (ومن وقع في الشبهات) لم يذكر جواب الشرط هنا وعند الدارمي في سننه 2531 وأبي عوانة في مستخرجه 5462 والطحاوي في شرح مشكل الآثار والطبراني في المعجم الكبير 6 والبيهقي في السنن الكبري10703 كلهم من طريق أبي نعيم شيخ البخاري ذكره فقال ” وقع في الحرام”. وهي رواية عند مسلم، وعند البخاري من طريق أبي فروة عن الشعبي ” أوشك أن يواقع ما استبان” وعند أبي داود من طريق ابن عون ” وإنه من يخالط الريبة يوشك أن يجسر” أي فلن يستبرئ لدينه والحال هذه، وهذا من مواضع الاستشهاد على أن الأعمال تزيد في الإيمان وتنقص منه، بحسب صلاحها وفسادها، وسواء كانت من أعمال القلوب كالورع أو الجوارح كفعل الصلوات المفروضات أو ارتكاب الفواحش والموبقات.
26 – قوله (كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه) وعند البخاري من طريق أبي فروة ” والمعاصي من حمى الله “، وعند أبي داود والنسائي في الصغرى من طريق ابن عون ” وسأضرب لكم في ذلك مثلا”، فيه ضرب المثل لتقريب الأفهام للسامعين. أي اجعل بينك وبين المعاصي وقاية حتى لا تواقعها في غفلة منك أو ضعف، وهي أنواع عديدة منها ترك بعض المباحات خشية الوقوع في المنهيات، و منها لزوم الصحبة الطيبة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
27 – قوله (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) فيه التنبيه إلى موضع أصل الإيمان فإذا صلح اعتقاد القلب وعمله انبعثت الجوارح مطيعة له فازداد إيمانه وكأن البخاري رحمه الله تعالى وهو يوشك أن ينهي كتاب الإيمان يلخص ما ابتدأ به من الكليات فأشار قبل ذلك لحديث جبريل وهنا يجمل أن الإيمان قول وعمل ونية
28 – قال ابن حجر:
وفيه تنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على صلاحه والإشارة إلى أن لطيب الكسب أثرا فيه.
وقوله تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب قال المفسرون أي عقل وعبر عنه بالقلب لأنه محل استقراره.
29 – قال ابن عثيمين:
وهذا يدل دلالة واضحة على أن القلب هو المدبر للجسد، ولا إشكال في ذلك، ثم هذا القلب ما هو؟.
قال الأطباء القلب المخ، القلب المخ، لأن هو المدبر، ولهذا إذا تعطل المخ فسد كل شيء، ولكن هذا تحريف، وهذا من جملة ما قلنا إن الإنسان إذا كان له هوى حاول أن يلوي أعناق النصوص، نقول سبحان الله، كيف يكون القلب هو المخ، وقد قال الله تعالى: ((فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي)) في الرؤوس؟.
((ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)) ((أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)) نفس الآية، ((فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور))، والكلام هذا صادر ممن؟.
من الخالق
30 – قال ابن عثيمين:
وقد شبه أبو هريرة رضي الله عنه القلب بملك مطاع، والملك المطاع يأمر ويعتبر الناس له، لكن قال شيخ الإسلام: إن قول الرسول عليه الصلاة والسلام إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله أبلغ من أن تشبه ذلك بالملك المطاع، لأن الملك المطاع قد يطاع أحيانا وقد يعصى أحيانا، أما القلب مع الجوارح فهو لازم لزوما لا بد منه.
وهذا الحديث فيه رد على طائفة من الناس، تنهاهم عن المنكر الظاهر،، ثم يقول لك التقوى هاهنا حتى يضرب صدري يكاد يخرقه، من شدة الضطرب، التقوى هاهنا، طيب التقوى ها هنا، لو اتقى ما هاهنا لاتقى ما هاهنا
وفي هذا الحديث حسن بيان الرسول عليه الصلاة والسلام وتقسيماته، وأنها تقسيمات حاصرة واضحة جلية. اهـ
31 – قوله (حدثنا أبو نعيم) هو الفضل بن دكين، تابعه عبد الله بن نمير كما عند مسلم في صحيحه 1599تابعه وكيع عند مسلم 1599 والترمذي 1205 تابعه عيسى بن يونس كما عند مسلم 1599 وأبي داود في سننه 3330 تابعه عبد الله بن المبارك كما عند ابن ماجه 3984 تابعه يعلى بن عبيد كما عند أبي عوانة في مستخرجه 5460 تابعه يحيى بن سعيد القطان كما عند الإمام أحمد في مسنده 18374 وأبي عوانة في مستخرجه 5461
32 – قوله (حدثنا زكرياء) تابعه أبو فروة الهمداني عند البخاري ومسلم 1599 تابعه مطرف عند مسلم 1599 تابعه عبد الرحمن بن سعيد عند مسلم 1599 تابعه عبد الله بن عون كما عند مسلم في صحيحه 1599 وأبي داود في سننه 3329 والنسائي في السنن الصغرى 4453 و5710 تابعه مجالد كما عند الترمذي 1205
33 – قوله (عن عامر) هو الشعبي وعند الإمام أحمد في مسنده 18374 وأبي عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم 5461 من طريق يحيى بن سعيد القطان قال “حدثنا زكرياء بن أبي زائدة حدثنا عامر “، قال الترمذي” وقد رواه غير واحد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير”، وهذا حديث ” صحيح ثابت من حديث الشعبي عن النعمان، رواه عنه الجم الغفير” قاله أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 136
34 – تابعه عبد الملك بن عمير أخرجه أبو عوانة في مستخرجه 5474
====