40 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه:
(30) باب الصلاة من الإيمان وقول الله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم} يعني صلاتكم عند البيت
40 – حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك قال زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم}
————‘———–‘———-‘
فوائد الباب:
1 – حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
2 – روي للبراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة حديث وخمسة أحاديث ذكر البخاري منها سبعة وثلاثين. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
3 – قال الإمام مالك كما في الموطأ: «أهل الذنوب مؤمنون مذنبون وقد سمى الله تعالى العمل إيمانا، وقال: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} يريد صلاتكم إلى بيت المقدس».
4 – قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَأَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّ صَلَاتَهُمْ إِيمَانٌ، فَقَالَ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] قاله البيهقي في معرفة السنن والآثار 2877
5 – وقال القاسم بن سلام في كتاب الإيمان له: ” وَالشَّهِيدُ – أي والشاهد- عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ مِنَ الْإِيمَانِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} وَإِنَّمَا نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ تُوُفُّوا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَأَيُّ شَاهِدٍ يُلْتَمَسُ عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ مِنَ الْإِيمَانِ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ؟ ”
6 – قوله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143] إلى آخر الآية قال عبيد الله – هو ابن موسى- وهو من شيوخ البخاري:” هذا بيّن الصلاة من الإيمان”. أخرجه البزار في مسنده 4771 وعند الحاكم ولفظه ” قال عبيد الله بن موسى: «هذا الحديث يخبرك أن الصلاة من الإيمان».
7 – قَالَ إِسْحَاقُ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: الْوضُوءُ نِصْفُ الْإِيمَانِ يَعْنِي نِصْفَ الصَّلَاةِ، لِأَنَّ اللَّهَ سَمَّى الصَّلَاةَ إِيمَانًا، فَقَالَ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] يَعْنِي صَلَاتَكُمْ. قاله محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 439
8 – قال الإمام أحمد بن حنبل «فجعل صلاتهم إيمانا، فالصلاة من الإيمان» استدلالا بالآية أخرجه الخلال في السنة
9 – أخرج اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من طريق أحمد بن سنان القطان أبو جعفر الواسطي، قال: ثنا خالي موسى بن عمران وكان قد كتب عن شريك قال: استأذن شريك على المهدي وعنده أبو يوسف القاضي وامتريا فقال المهدي: الصلاة من الإيمان، وقال أبو يوسف: الصلاة (ليست) من الإيمان، واستأذن شريك فقال المهدي: قد جاء من يفصل بيننا، قال: فلما دخل سلم قال: فرد عليه، فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في رجلين امتريا فقال أحدهما: الصلاة من الإيمان، وقال الآخر: الصلاة من العمل قال: أصاب الذي قال: الصلاة من الإيمان، وأخطأ الذي قال: الصلاة من العمل، قال: فقال أبو يوسف: من أين قلت ذي؟ فقال: حدثني أبو إسحاق عن البراء بن عازب في قوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143]
قال: «صلاتكم نحو بيت المقدس» قال: فألقمه حجرا
10 – فيه “ذكر تسمية الله جل وعلا صلاة من صلى إلى بيت المقدس في تلك المدة إيمانا” قاله ابن حبان في صحيحه في حديث ابن عباس بنحو ما جاء في آخر حديث الباب.
11 – قال البيهقي كما في كتاب الاعتقاد له “وَفِي هَذَا دلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ سَمَّى صَلَاتَهُمْ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِيمَانًا، وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي سَائِرِ الطَّاعَات”، وقال أيضا في شعب الإيمان له
” وأجمع المفسرون على أنه أراد به صلاتكم إلى بيت المقدس، فثبت أن الصلاة إيمان، وإذا ثبت ذلك فكل طاعة إيمان إذ لا فارق يفرق بينهما “.
12 – قال أبو عبد الله الحليمي في المنهاج في شعب الإيمان 2/ 288 ونقله البيهقي في شعب الإيمان ” وليس في العبادات بعد الإيمان الدافع (أو الرافع) للكفر عبادة، سماها الله عز وجل، إيمانًا، وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تركها كفرًا إلا الصلاة”
13 – قَوْله تَعَالَى: {وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ} أَي: صَلَاتكُمْ فَجعل الصَّلَاة إِيمَانًا، وَهَذَا دَلِيل على المرجئة؛ حَيْثُ لم يجْعَلُوا الصَّلَاة من الْإِيمَان. وَإِنَّمَا سموا مرجئة لأَنهم أخروا الْعمل عَن الْإِيمَان. قاله أبو المظفر السمعاني في تفسيره.
14 – وفيه أن تمني تغيير بعض الأحكام جائز إذا ظهرت المصلحة في ذلك. قاله الحافظ في الفتح، قلت يقصد زمن التشريع كما في الحديث
15 – فيه بيان شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وكرامته على ربه لإعطائه له ما أحب من غير تصريح بالسؤال. قاله الحافظ في الفتح
16 – فيه ما كان في الصحابة من الحرص على دينهم والشفقة على إخوانهم. قاله الحافظ في الفتح.
17 – فائدة زائدة أخرج الإمام مالك في الموطأ 7 والبيهقي في معرفة السنن والآثار من مرسل سعيد بن المسيب أَنَّهُ: قَالَ: “صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سِتَّةَ عَشْرَ شَهْرًا نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ” مرسل صحيح الإسناد وروي موصولا من حديث سعد ولا يصح أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2194 وقال هكذا رواه العطاردي، عن ابن فضيل، ورواه مالك، والثوري وحماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب مرسلا دون ذكر سعد. قال الدارقطني في العلل 631 المرسل أصح.
18 – فيه تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة.
19 – فيه الرجل يصلي بعض صلاته لغير القبلة من قال: يعتد بها قاله ابن أبي شيبة في مصنفه
20 – فيه إجازة خبر الواحد الصدوق قاله البخاري في صحيحه مستدلا بمعنى الحديث وقد رواه هناك من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
21 – وفي هذا الحديث جواز نسخ الأحكام خلافًا لليهود وبخبر الواحد
22 – قال ابن بطال في شرح البخاري 1/ 97:
هذه الآية أقطع الحجج للجهمية والمرجئة فى قولهم: إن الفرائض والأعمال لا تسمى إيمانا.
وقولهم خلاف نص التنزيل؛ لأن الله سمى صلاتهم إلى بيت المقدس إيمانا، ولا خلاف بين أهل التفسير أن هذه الآية نزلت فى صلاتهم إلى بيت المقدس، ومثل هذه الآية قوله: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) [الأنفال: 2، 3]، حتى الزكاة، وفى تسميته لهم مؤمنين فإن كانوا للصلاة عاملين وللزكاة مؤدين فما وجب به أن تكون الصلاة والزكاة إيمانا؛ لأن المسمى مؤمنا بعمله لشاء يوجب أن يسمى ذلك الشاء إيمانا. ومثله أيضا قوله: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله) [النور: 62]، فسماهم مؤمنين بإيمانهم بالله ورسوله، وأن لا يذهبوا إذا كانوا مع نبيهم حتى يستأذنوه، واستئذانهم له عمل مفترض عليهم سموا به مؤمنين كما سموا بإيمانهم بالله ورسوله. اهـ
23 – قال الكرماني في الكواكب الدراري 1/ 163:
قال النووي: هذا الحديث مشكل لأن المراد صلاتهم إلى بيت المقدس وكان ينبغي أن يقول أي صلاتكم إلى بيت المقدس وهذا هو مراده فيؤول كلامه عليه ولعل مراد البخاري بقوله: عند البيت مكة أي صلاتكم بمكة وكانت إلى بيت المقدس والمراد بالبيت الكعبة زادها الله شرفاً. اهـ
وهذا الأخير هو الذي قرره ابن حجر قال مقاصد البخاري في هذه الأمور دقيقة وبيان ذلك أن العلماء اختلفوا في الجهة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوجه اليها للصلاة وهو بمكة. فقال ابن عباس وغيره: كان يصلي إلى بيت المقدس، لكنه لا يستدبر الكعبة بل يجعلها بينه وبين بيت المقدس.
قلت سيف بن دورة: حديث ابن عباس وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس ويستقبله هو من طريق الأعمش عن مجاهد ونص الأئمة أنه لم يسمع منه فكان يدلس.
قال النووي:
24 – من الفوائد استحباب إكرام القادم أقاربه بالنزول عليهم.
25 – ومنها أن محبة الإنسان الانتقال من حال من الطاعة إلى أكمل منه ليس قادحاً في الرضا بل هو محبوب.
26 – ومنها جواز النسخ وأنه لا يثبت في حق المكلف حتى يبلغه لأن أهل المسجد صلوا إلى بيت المقدس بعض صلاتهم بعد النسخ لكن قبل بلوغه إليهم.
27 – ومنها أن الصلاة الواحدة تجوز إلى جهتين بدليلين فيؤخذ منه أن من صلى بالاجتهاد إلى جهة ثم تغير اجتهاده في أثناء الصلاة فظن القبلة في جهة أخرى ولم يتيقن ذلك يتحول إلى الجهة الثانية ويبنى على ما مضى من صلاته حتى لو صلى الظهر إلى الجهات الأربع كل ركعة إلى جهة بالاجتهاد أجزأه.
28 – قال وقد استدل به جماعة على قبول خبر الواحد ولا نسلم لهم الاستدلال به لأن هذا الواحد احتفت قرائن بخبره فأفاد العلم لأن القوم كانوا متوقعين تحويل القبلة وكان النبي صلى الله عليه وسلم بقربهم وغيره من القرائن، وأقول وبهذا سقط ما يقال هذا نسخ للمقطوع به بالظن الذي هو خبر الواحد.
29 – واختلف العلماء في أن استقبال بيت المقدس كان ثابتاً بالقرآن أم لا ذهب أكثرهم أنه بالسنة ففيه دليل على أن القرآن ناسخ للسنة. قال التيمي تحولوا من بيت المقدس إلى الكعبة بقول الواحد لحلفه بالله تصديقاً منهم له في ذلك.
30 – قال ابن رجب في فتح الباري 1/ 183:
وقد اختلف الناس هل كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل هجرته يصلي إلى بيت المقدس أو إلى الكعبة؟. فروى عن ابن عباس: إنه كان يصلي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه. خرجه الإمام أحمد. وقال ابن جريج: صلى أول ما صلى إلى الكعبة، ثم صرف إلى بيت المقدس وهو بمكة، فصلت الأنصار قبل قدومه صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثلاث حجج وصلى بعد قدومه ستة عشر شهرا، ثم وجهه الله إلى البيت الحرام. وقال قتادة: صلت الأنصار قبل قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة نحو بيت المقدس حولين.
31 – واستدل من قال: إنما صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا فدل على أنه لم يصل إليه غير هذه المدة. لكن يقال: إنه إنما أراد بعد الهجرة. ويدل عليه – أيضا -: أن جبريل صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم أول ما فرضت الصلاة عند باب البيت، والمصلي عند باب البيت لا يستقبل بيت المقدس إلا أن ينحرف عن الكعبة بالكلية ويجعلها عن شماله. ولم ينقل هذا أحد. وهؤلاء منهم من قال: ذلك كان باجتهاد منه لا بوحي – كما تقدم عن ابن زيد. وكذا قال أبو العالية: إنه صلى إلى بيت المقدس يتألف أهل الكتاب. وفي ” صحيح الحاكم ”
عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115] فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق فقال الله تعالى {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} [البقرة: 142] يعنون: بيت المقدس، فنسخها الله وصرفه إلى البيت العتيق. اهـ
قلت سيف بن دورة: قال باحث عطاء هو الخراساني وليس بن أبي رباح كما بينه أبو مسعود الدمشقي … والمزي كما في تحفة الأشراف 5924. و تهذيب الكمال 20/ 115
والخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئا قاله أحمد بن حنبل المراسيل لابن أبي حاتم 575
32 – وقال ابن رجب في الفتح 1/ 189:
وخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه من حديث سماك عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة قالوا: يا رسول الله! كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون على بيت المقدس فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) … …… ولم يذكر أكثر المفسرين في هذا خلافا وأن المراد بالإيمان هاهنا الصلاة؛ فإنها علم الإيمان وأعظم خصاله البدنية. وروى ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة – أو سعيد بن جبير -؛ عن ابن عباس {وما كان الله ليضيع إيمانكم} قال: أي القبلة الأولى، وتصديقكم نبيكم واتباعه إلى الآخرة أي: ليعطينكم أجرهما جميعا، إن الله بالناس لرءوف رحيم.
وعن الحسن في هذه الآية قال: ما كان الله ليضيع محمدا صلى الله عليه وسلم وانصرافكم معه حيث انصرف؛ إن الله بالناس لرءوف رحيم. وهذا القول يدل على أن المراد بالإيمان التصديق مع الانقياد والاتباع المتعلق بالقبلتين معا فيدخل في ذلك الصلاة – أيضا. اهـ
33 – ذكر ابن حجر احتمال شذوذ لفظة (قتلوا) في الرواية: فكيف بإخواننا الذين ماتوا أو قتلوا. قال ابن حجر مات أناس قبل تغيير القبلة التي كانت قبل بدر لكن لا أعلم أحدا قتل قبل ذلك وقد تفرد بهذه اللفظة زهير. ثم وجدت رجلا من الأنصار جاء ولقي النبي صلى الله عليه وسلم قبل لقاء الأنصار بالنبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم بعاث وكانوا يقولون قتل مسلما فلعله هو. انتهى بمعناه
قلت سيف بن دورة: ذكره ابن حجر احتمالا وباب الاحتمالات واسع ويتساهل فيه وإلا هذا لم يثبت على طريقة المحدثين بالإسناد المتصل.
34 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
الحكمة يعني من تحويل القبلة، من أجل أن يتبين فيما بعد أنه رسول الله حقا، وأنه لم يداري ولم يماري.
جواز الحركة التي فيها إصلاح الصلاة، إن كان إصلاحه مستحب فهي مستحبة وإن كان إصلاحها واجب فهي واجبة، فالحركة لتسوية الصف أو لدنو المصلين بعضهم من بعض مستحبة، والحركة لإزالة نجاسة على بدن إنسان أو إزالة ثوب نجس يمكن أن يصلي بدونه هذه واجبة، وكذلك الحركة للإنحراف إلى جهة القبلة الصحيحة واجبة. اهـ
35 – حديث أول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بعد تحويل القبلة:
أخرج النسائي في سننه (732) – مختصرا- وفِي السنن الكبرى مطولا (10937) والبزار في مسنده كما في كشف الأستار (419) والطبراني في المعجم الكبير (770) من حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه وفيه فصلى للناس يومئذ الظهر إلى الكعبة
إسناده ضعيف فيه مروان بن عثمان
وأخرج البزار كما في الكشف (420) وغيره من حديث أنس رضي الله عنه قال انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس وهو يصلي الظهر وانصرف بوجهه إلى الكعبة.
فيه عثمان بن سعد الكاشف وهو ضعيف
قال الهيثمي حديث أنس في الصحيح أن ذلك في صلاة الصبح
قلت بل في صلاة العصر وأما الصبح فمن حديث ابن عمر رضي الله عنهما
وذكر الحافظ ابن رجب في الفتح معلقات من كتاب الطبقات لابن سعد. انتهى قاله ابوصالح حازم.
36 – قوله (حدثنا زهير) أي ابن معاوية تابعه الثوري كما عند البخاري 4492 ومسلم في صحيحه 525 والنسائي في الصغرى 488 تابعه إسرائيل كما عند البخاري في صحيحه 399 والترمذي في سننه 2962 تابعه زكريا بن أبي زائدة كما عند النسائي في الصغرى 489 تابعه أبو الأحوص كما عند مسلم في صحيحه 525 تابعه زكريا بن أبي زائدة كما عند النسائي تابعه أبو بكر بن عياش كما عند ابن ماجه 1010 تابعه شريك كما عند النسائي في السنن الكبرى 10936 والطيالسي في مسنده 758 وحديج كما عند الطيالسي في مسنده 758
37 – قوله (عن البراء) وعند البخاري من طريق سفيان الثوري ” سمعت البراء رضي الله عنه”
38 – قوله (قال زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم}) تابعه إسرائيل أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1506 تابعه شريك كما عند الطيالسي في مسنده 758 وعلي بن الجعد في مسنده 2116 وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 225 والنسائي في السنن الكبرى 10936 والطبري في تفسيره 2220و 2221 تابعه أبو بكر بن عياش أخرجه ابن ماجه 1010 تابعه حديج بن معاوية كما عند الطيالسي في مسنده 758 وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 224 تابعه إسماعيل بن أبي خالد أخرج محمد بن إسحق- نقله الحافظ ابن كثير في تفسيره- وعزاه إليه أيضا السيوطي في الدر المنثور.
39 – “عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال: قيل يا رسول الله أرأيت الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم ” أخرجه أبو داود في سننه 4680 من طريق سفيان الثوري، والترمذي في سننه 2964 والإمام أحمد في مسنده 2691 و 2775 و 2964 والدارمي في سننه 1271 والبزار في مسنده 4771 وابن حبان في صحيحه 1717 والطبراني في المعجم الكبير 11729 وابن مندة في كتاب التوحيد 264 والحاكم في مستدركه 3063 من طريق إسرائيل، تابعه قيس كما عند الطيالسي في مسنده 2795 قال ابن مندة هَذَا الْحَدِيثُ مَشْهُورٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ قال العلامة الألباني صحيح لغيره قلت رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب لكن يشهد له حديث الباب ومن أجل ذلك صححه الألباني لغيره