19 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——‘——–”
——-‘——‘——–
19 الصحيح المسند
روى النسائي عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله، إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم، إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال: أي يومين؟ قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم.
وعن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسرد الصوم فيقال: لا يفطر ويفطر فيقال: لا يصوم.
——-‘——‘—–
بنفس هذا السند ذكر النسائي قبل هذا الحديث حديث سؤال أسامة. قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان. قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان. وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. وساقهما أحمد سياقا واحدا وشيخه فيه ابن مهدي
شواهد للحديث: ففي صحيح الترغيب والترهيب ورد:
10 – (الترغيب في صوم الاثنين والخميس).
1041 – (1) [صحيح لغيره]
عن أبي هـريرة رضي الله عنه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
“تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم”.
رواه الترمذي وقال: “حديث حسن غريب”.
1042
[صحيح لغيره]
عن أبي هـريرة أيضا؛ أن النبي – صلى الله عليه وسلم -:
كان يصوم الاثنين والخميس. فقيل: يا رسول الله! إنك تصوم الاثنين والخميس؟ فقال:
“إن يوم الاثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم؛ إلا مهتجرين، يقول: دعهما حتى يصطلحا”.
رواه ابن ماجه ورواته ثقات.
ورواه مالك ومسلم وأبو داود والترمذي باختصار ذكر الصوم.
[صحيح]
ولفظ مسلم: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
“تعرض الاعمال في كل
[يوم] اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اركوا هـذين حتى يصطلحا”.
[صحيح]
وفي رواية له:
“تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين و [يوم]
الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا؛ إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء” الحديث.
1044 – (4) [صحيح] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
“كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتحرى صوم الاثنين والخميس”.
رواه النسائي وابن ماجه والترمذي وقال: “حديث حسن غريب”.
قال الأثيوبي حفظه الله في الذخيرة:
عن أبي سعيد المقبريّ -رحمه اللَّه تعالى-، أنه (قَالَ: حدّثني أسامة بن زيد) حِبُّ رسول اللَّه – صلى اللَّه عليه وسلم -، وابن حِبّه – رضي اللَّه عنهما – (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أرَكَ تَصُومُ شَهرًا، مِنَ الشُّهُورِ، مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ) “ما” يحتمل أن تكون مصدرية، والمصدر المؤل مفعول “أر” أي لم أَرَ صومَكَ، ويحتمل أن تكون اسما موصولاً، أي لم أر الذي تصومه من شعبان صائما إياه في سائر المشهور (قَالَ) – صلى اللَّه عليه وسلم – مبيّنا سبب إكثاره الصوم في شعبان (“ذَلِكَ شَهْرٌ، يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ) بضم الفاء، من باب قعد: إذا ترك وسها (بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ) أراد -واللَّه أعلم- أنهم يكثرون العبادة في هذين الشهرين، ويتساهلون بينهما في شعبان (وَهُوَ شَهْرٌ، تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ، إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ) أي فينبغي أن تكون الأعمال فيه صالحة، ولا سيما أفضل الأعمال، وهو الصوم، فلذا قال (فَأُحِبُّ أَنْ يرفَعَ عَمَلِي، وَأَنَا صَائِمٌ) قال الشيخ وليّ الدين -رحمه اللَّه تعالى-: إن قلت: ما معنى هذا مع ما ثبت في “الصحيحين” أن اللَّه تعالى يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل”؟.
قلت: يحتمل أمرين:
(أحدهما): أن أعمال العباد تُعرض على اللَّه تعالى كلّ يوم، ثم تعرض عليه أعمال الجمعة في كلّ اثنين وخميس، ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان، فتعرض عرضًا بعد عرض، ولكلّ عرض حكمة يُطْلِع عليها من يشاء من خلقه، أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية ..
(ثانيهما): أن المراد أنها تُعرض في اليوم تفصيلاً، ثم في الجمعة جملة، أو بالعكس انتهى (1) واللَّه تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قال الجامع – عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث أسامة بن زيد – رضي اللَّه عنهما – هذا حديث حسن، وهو من أفراد المصنّف، أخرجه هنا- 70/ 2357 – وفي “الكبرى” 70/ 2666. وأخرجه (أحمد) في “مسند الأنصار” 21246. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2358 – (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ, أَبُو الْغُصْنِ, شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ, قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّكَ تَصُومُ حَتَّى لاَ تَكَادَ تُفْطِرُ, وَتُفْطِرُ حَتَّى لاَ تَكَادَ أَنْ تَصُومَ, إِلاَّ يَوْمَيْنِ, إِنْ دَخَلاَ فِي صِيَامِكَ, وَإِلاَّ صُمْتَهُمَا, قَالَ: «أَيُّ يَوْمَيْنِ؟» , قُلْتُ: يَوْمَ الاِثْنَيْنِ, وَيَوْمَ الْخَمِيسِ, قَالَ: «ذَانِكَ يَوْمَانِ, تُعْرَضُ فِيهِمَا الأَعْمَالُ, عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ, فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي, وَأَنَا صَائِمٌ»).
قال الجامع – عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث جزء من الحديث السابق، فرّقه المصنّف، ولعله سمعه من شيخه مفرّقًا، فساقه كما سمعه، وقد ساقه الإمام أحمد -رحمه اللَّه تعالى- بسند المصنّف مساقًا واحدًا، في “مسنده”، فقال: 21246 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا ثابت بن قيس، أبو غُصْن، حدثني أبو سعيد المقبريّ، حدثني أسامة بن زيد، قال: كان رسول اللَّه – صلى اللَّه عليه وسلم -، يصوم الأيام يسرد، حتى يقال: لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم، إلا يومين، من الجمعة، إن كانا في صيامه، وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور، ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول اللَّه، إنك تصوم، لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم، إلا يومين، إن دخلا في صيامك، وإلا صمتهما، قال: “أي يومين؟ “، قال: قلت: يوم الاثنين، ويوم الخميس، قال: “ذانك يومان، تعرض فيهما الأعمال، على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي، وأنا صائم”، قال: قلت: ولم أرك تصوم، من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان، قال: ذاك شهر، يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر يُرفَع فيه الأعمال، إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي، وأنا صائم” انتهى.
وقوله: “إن دخلا في صيامك”
المعنى أنه – صلى اللَّه عليه وسلم -لا يترك صوم يومي الاثنين والخميس، سواء وقعتا في جملة الأيام التي يصومها بالتوالي، أم لم تقع.
والحديث حسن، كما سبق بيانه قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
_____________
وقال العباد حفظه الله في شرح السنن:
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صوم الإثنين والخميس.
عن مولى أسامة بن زيد (أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له، فكان يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس فقال له مولاه: لم تصوم يوم الإثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير؟ فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس، وسئل عن ذلك فقال: إن أعمال العباد تعرض يوم الإثنين ويوم الخميس)].
أورد أبو داود صيام الإثنين والخميس، وهذان اليومان قد جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باستحباب صيامهما، وجاء في ذلك أحاديث منها حديث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما والحديث صحيح وقد سبق أن مر.
وأسامة سافر معه مولاه، وكلمة (مولى) تأتي من الأعلى ومن الأسفل، فيقال للسيد أو المعْتِق: مولى، ويقال للعبد أو المعْتَق: مولى، ولهذا يقولون: من أنواع علوم الحديث معرفة الموالي من أعلى ومن أسفل؛ لأنه قد يكون مولىً لأنه سيد، وقد يكون مولىً لأنه عتيق قد يكون منْعِماً وهو السيد، وقد يكون منْعَماً عليه وهو المعتق، فيقال: مولى من أعلى ومولى من أسفل، فيقال: مولى فلان، يعني: أنه مولى من أسفل، وفلان مولى فلان، يعني: مولاه من أعلى، والولاء يكون أيضاً بغير العتق، فيكون بالحلف، ويكون بالدخول في الإسلام، مثل البخاري رحمة الله عليه كان الجعفي مولاهم؛ لأن أحد أجداده أسلم على يد واحد من الجعفيين، فكان جده ينسب ويقال له: الجعفي مولى، والبخاري كذلك يقال له: الجعفي مولى، وكان الولاء ولاء إسلام على يديه، وكان ولاء عتق، وهو من أعلى ومن أسفل.
سافر معه مولاه إلى وادي القرى وكان في طلب مال له أي مال لـ أسامة بن زيد رضي الله عنه، وكان يصوم الإثنين والخميس، فقال له مولاه: لماذا تصوم وأنت شيخ كبير؟ يصوم تطوعاً في السفر وهو شيخ كبير، فقال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس، ويقول: إن هذه الأعمال تعرض فيهما على الله عز وجل)، وجاء في بعض الأحاديث: (وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) والحاصل أن الإثنين والخميس من الأيام المستحب صيامها كما جاءت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________