35 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري رحمه الله في كتاب الإيمان من صحيحه:
24 – باب قيام ليلة القدر من الإيمان
35 – حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
———-‘——-‘——-‘
فوائد الباب:
1 – قوله (باب قيام ليلة القدر من الإيمان) قال تعالى ” ليلة القدر خير من ألف شهر” فحري أن يتحراها المؤمن وهي ليلة مباركة من ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
2 – قوله (من الإيمان) أي من شعبها.
3 – حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
4 – فيه فضل قيام ليلة القدر.
5 – قوله (غفر له ما تقدم من ذنبه) وعند أبي عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم 3317 والنسائي في السنن الكبرى 3398 من طريق أبي اليمان أيضا (يغفر له ما تقدم من ذنبه).
6 – وزاد بعض الرواة لفظة ” وما تأخر” وحكم عليها العلامة الألباني بالشذوذ كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 5083.
7 – قوله (من يقم ليلة القدر) زاد مسلم من طريق ورقاء وكذا أبو نعيم في مستخرجه ” فيوافقها”، وهي عند أبي عوانة في مستخرجه والطبراني في مسند الشاميين والبيهقي في السنن الكبرى 8524 من طريق أبي اليمان شيخ البخاري فيه، وهي زيادة بيان.
8 – قال ابن بطال في شرح البخاري 1/ 95:
معنى قوله: إيمانا وإحتسابا – يعنى: مصدقا بفرض صيامه، ومصدقا بالثواب على قيامه وصيامه ومحتسبا مريدا بذلك وجه الله، بريئا من الرياء والسمعة، راجيا عليه ثوابه. اهـ
9 – قال القسطلاني في إرشاد الساري 1/ 120:
(من يقم ليلة القدر) للطاعة
(إيمانًا) أي تصديقًا بأنه حق وطاعة
(واحتسابًا) لوجهه تعالى لا للرياء ونحوه ونصبًا على المفعول له، وجوّز أبو البقاء فيما حكاه البرماوي أن يكونا على الحال مصدرًا بمعنى الوصف أي مؤمنًا محتسبًا
10 – فيه مغفرة الذنوب السالفة لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا. قاله ابن حبان في صحيحه بنحوه.
11 – قال الكرماني في الكواكب الدراري:” هو عام اختص بحق الله تعالى بالإجماع ونحوه مما يدل على التخصيص”
12 – وقال ابن الملقن في التوضيح: ظاهر الحديث غفران الصغائر والكبائر، وفضل الله واسع، لكن المشهور من مذاهب العلماء في هذا الحديث وشبهه كحديث غفران الخطايا بالوضوء، وبصوم عرفة ويوم عاشوراء ونحوه، أن المراد غفران الصغائر فقط، كما في حديث الوضوء “مما لم يؤت كبيرة”، “ما اجتنبت الكبائر”، وفي التخصيص نظر، كما قاله النووي. لكن قام الإجماع على أن الكبائر لا تسقط إلا بالتوبة أو بالحد.
13 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
قوله ما تقدم من ذنبه: ظاهره أنه يغفر له حتى الكبائر، ولكن أكثر أهل العلم على أن هذه الإطلاقات الواردة في مثل هذا الحديث مقيدة باجتناب الكبائر.
قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصلوات الخمس والجمعة للجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر.
ومن رجا الإطلاق ففضل الله واسع، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يثيبه على ما احتسبه. اهـ
14 – وأجاب ابن الملقن عن وجه الجمع بين الأحاديث – مثل حديث الباب- التي فيها غفران الذنوب وبين من نقل الإجماع على أن الكبائر لا تسقط إلا بالتوبة أو الحد فقال: “إن المراد أن كل واحد من هذه الخصال صالحة لتكفير الصغائر، فإن صادفتها غفرتها، وإن لم تصادفها فإن كان فاعلها سليما من الصغائر لكونه صغيرا غير مكلف، أو موفقا لم يعمل صغيرة، أو فعلها وتاب، أو فعلها وعقبها بحسنة أذهبتها، كما قال تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} [هود: 114] فهذا يكتب له بها حسنات، ويرفع له بها درجات.
قال بعض العلماء: ويرجى أن يخفف عنه بعض الكبيرة أو الكبائر”.
15 – قال ابن بطال: هذا الحديث حجة أيضا أن الأعمال إيمان؛ لأنه (صلى الله عليه وسلم) جعل الصيام والقيام إيمانا.
16 – قوله (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة صرح به الطبراني كما في مسند الشاميين 3343 تابعه ورقاء كما عند مسلم في صحيحه.
17 – قوله (عن الأعرج) تابعه أبو سلمة كما عند البخاري 1802 ومسلم 760 وأبو داود والترمذي والنسائي.
18 – قيل في سنَده: إنَّه أصحُّ أسانيد أبي هُريرة، وهو: أَبو الزِّناد، عن الأَعرَج، عنه. قاله شمس الدين البرماوي كما في اللامع الصبيح
19 – أخرج البيهقي بسنده عن مجاهد، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر قال: فعجب المسلمون من ذلك قال: فأنزل الله عز وجل {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر: 2] التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر وقال وهذا مرسل كما في السنن الكبرى 8522. قلت وفيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف وإنما ذكرته لمناسبة الجمع بين هذا الباب والباب الذي يليه. وأخرجه ابن أبي حاتم والثعلبي في تفسيريهما والواحدي في أسباب النزول كلهم من طريق مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح به – وأسقط الثعلبي مجاهدا من الإسناد- وعزاه السيوطي في الدر لابن المنذر أيضا، فإن صح ففيه رفعة لهذه الأمة على غيرها من الأمم.
20 – وذكر بعض أهل العلم مناسبة أوضح وهي أن كليهما فيه مجاهدة ومشقة. والله أعلم.
21 – وقال ابن بطال في شرح باب الجهاد من الإيمان: وهذا الباب كالأبواب المتقدمة حجة فى أن الأعمال إيمان؛ لأنه لما كان الإيمان بالله هو المخرج له فى سبيله، كان الخروج إيمان بالله لا محالة، كما تسمى العرب الشاء باسم الشاء مما يكون من سببه فتقول للنبات: نوء؛ لأنه عن النوء يكون، وتقول للمطر: سماء؛ لأنه من السماء ينزل
22 – من شعب الإيمان ما هو فرض عين كصيام رمضان ومنه ما هو فرض على الكفاية كالجهاد ومنها ما هو مستحب كالقيام وكقيام ليلة القدر.
23 – فيه سعة فضل الله تعالى ورحمته وعطائه، فيغفر لمن يشاء ويعطي الأجر العظيم مقابل العمل اليسير.
24 – فيه تفضيل بعض الأوقات على بعض.
25 – تنبيه:
وقع تحريف في فتح الباري:
قال ابن حجر في باب قيام ليلة القدر من الإيمان في حديث 35 من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
فذكر أن بعض النحاة جوز استعمال الشرط مضارعا والجواب ماضيا … ومنعه الأكثر. ومن أدلة المجوزين آية وذكرها. وهذا الحديث لكن قرر أن الحديث من تصرف الرواة
وقال: لأن الروايات فيه مشهورة عن أبي هريرة بلفظ المضارع في الشرط والجزاء. وقد رواه النسائي عن محمد بن علي بن ميمون عن أبي اليمان شيخ البخاري فيه فلم يغاير بين الشرط والجزاء بل قال: (من يقم ليلة القدر يغفر له) …..
ففي قوله: لأن الروايات فيه مشهورة عن أبي هريرة بلفظ المضارع في الشرط والجزاء. تحريف
والصواب: (لأن الروايات فيه مشهورة عن أبي هريرة بلفظ الماضي في الشرط والجزاء)
مكرر بعد تصويب كلمة في متن الحديث الذي في البخاري