122 لطائف التفسير والمعاني
عبدالله البلوشي أبو عيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
لطيفة
*تقوى الله – سبحانه وتعالى – وطاعته من أسباب الرزق والغنى* وعلى وجه الخصوص الاستغفار، وأمر الأهل بالصلاة والاصطبار عليها، والزواج بنية غض البصر وحفظ الفرج، وحتى الطلاق إن سدت سبل الاتفاق بين الزوجين.
*قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان ((5) / (530) – (532)):*
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله فيه وعد من الله للمتزوج الفقير من الأحرار، والعبيد بأن الله يغنيه، والله لا يخلف الميعاد، وقد وعد الله أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الفقراء باليسر بعد ذلك العسر، وأنجز لهم ذلك، وذلكم في قوله تعالى: ومن قدر عليه رزقه [65\ 7]، أي: ضيق عليه رزقه إلى قوله تعالى: سيجعل الله بعد عسر يسرًا [65\ 7]، وهذا الوعد منه – جل وعلا – وعد به من *اتقاه* في قوله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب الآية [65\ 2 – 3]، ووعد بالرزق أيضًا *من يأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها*، وذلك في قوله: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى [20\ 132]، وقد وعد *المستغفرين بالرزق الكثير* على لسان نبيه نوح في قوله تعالى عنه: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا [71\ 10 – 12]، وعلى لسان نبيه هود في قوله تعالى عنه: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوةً إلى قوتكم الآية [11\ 52]، وعلى لسان نبينا – صلى الله عليه وعليهما جميعًا وسلم -: وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعًا حسنًا إلى أجل مسمًى [11\ 3].
ومن الآيات الدالة على أن طاعة الله تعالى سبب للرزق، قوله تعالى: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض الآية [7\ 96]، ومن بركات السماء المطر، ومن بركات الأرض النبات مما يأكل الناس والأنعام، وقوله تعالى: ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم الآية [5\ 66]، وقوله تعالى: من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً [16\ 97]، أي: في الدنيا ; كما قدمنا إيضاحه في سورة «النحل»، وكما يدل عليه قوله بعده في جزائه في الآخرة: ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [16\ 97]، وقد قدمنا أنه – جل وعلا – وعد بالغنى عند التزويج وعند الطلاق.
أما *التزويج*، ففي قوله هنا: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله.
وأما *الطلاق* ففي قوله تعالى: وإن يتفرقا يغن الله كلًا من سعته الآية [4\ 130]، والظاهر أن المتزوج الذي وعده الله بالغنى، هو الذي يريد بتزويجه الإعانة على طاعة الله بغض البصر، وحفظ الفرج ; كما بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح «: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج» الحديث، وإذا كان قصده بالتزويج طاعة الله بغض البصر وحفظ الفرج، فالوعد بالغنى إنما هو على طاعة الله بذلك.
وَقَدْ رَأَيْتَ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى وَعْدِ اللَّهِ بِالرِّزْقِ مَنْ أَطَاعَهُ سُبْحَانَهُ – جَلَّ وَعَلَا – مَا أَكْرَمَهُ، فَإِنَّهُ يَجْزِي بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.