8 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——‘——‘——-‘
——‘——‘——-
أخرج النسائي عن قيس بن عباد
بَينا أَنا في المسجدِ في الصَّفِّ المقدَّمِ، فجبذَني رجلٌ من خلفي جَبذةً فنحَّاني، وقامَ مقامي فواللَّهِ ما عقَلتُ صلاتي، فلمَّا انصرفَ فإذا هوَ أبيُّ بنُ كعبٍ فقالَ: يا فَتى، لا يسُؤكَ اللَّهُ، إنَّ هذا عَهْدٌ منَ النَّبيِّ إلينا أن نليَهُ. ثمَّ استَقبلَ القبلةَ فقالَ: هلَكَ أَهْلُ العَقدِ وربِّ الكعبةِ – ثلاثًا – ثمَّ قالَ: واللَّهِ ما عليهِم آسى، ولَكِن آسَى علَى مَن أضلُّوا
——-‘——–‘—–
في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
1116 – (وعن قيس بن عباد): بضم العين وتخفيف الباء قاله الطيبي، وفي التقريب: بصري ثقة من الثانية مخضرم مات بعد الثمانين، ووهـم من عده في الصحابة. (قال: بينا أنا في المسجد في الصف المقدم فجبذني): قال الطيبي: مقلوب جذبني (رجل من خلفي جبذة) أي: واحدة أو شديدة (فنحاني): بالتشديد، أي: بعدني وأخرني (وقام مقامي، فوالله ما عقلت صلاتي) أي: ما دريت كيف أصلي وكم صليت لما فعل بي ما فعل، ولما حصل عندي بسبب تأخري عن المكان الفاضل مع سبقي إليه واستحقاقي له، فانتفاء العقل مسبب عما قبله والقسم معترض، (فلما انصرف) أي: ذلك الرجل الذي جبذني (إذا هـو أبي بن كعب): من أكابر الصحابة (فقال) أي: لي إذ فهم مني التغير بسبب ما فعله معي تطييبا لخاطري (يا فتى لا يسوءك الله): قال الطيبي: كان الظاهـر لا يسوءك ما فعل بك، ولما كان ذلك من أمر الله وأمر رسوله أسنده إلى الله مزيدا للتسلية اهـ.
والظاهـر أن معناه لا يحزنك الله بي وبسبب فعلي، ثم ذكر جملة مستأنفة مبينة لعلة ما فعل اعتذارا إليه (إن هـذا) أي: ما فعلت (عهد من النبي صلى الله عليه وسلم) أي: وصية أو أمر منه يريد قوله: ” «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى» ” وفيه: أن قيسا لم يكن منهم ولذلك نحاه. (إلينا أن نليه) أي: ومن يقوم مقامه من الأئمة (ثم استقبل) أي: أبي (القبلة، فقال: هـلك أهـل العقد): قال الطيبي: أي أهـل الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء، ومنه هـلك أهـل العقدة، أي: البيعة المعقودة للولاة (ورب الكعبة، ثلاثا) أي: قال مقوله أو أقسم ثلاثا (ثم قال: والله ما عليهم) أي: على أهـل العقد (آسى) أي: أحزن وهـو بهمزة ممدودة على وزن أفعل صيغة متكلم أبدلت هـمزته الثانية ألفا من الأسى، وهـو الحزن. وقول ابن حجر من الإساءة مقصورا مفتوحا غير صحيح وموهـم صريح، وتحقيقه في قوله تعالى حكاية: فكيف آسى؟ (ولكن آسى على من أضلوا): قال الطيبي: أي لا أحزن على هـؤلاء الجورة، بل أحزن على أتباعهم الذين أضلوهـم، لعله قال ذلك تعريضا بأمراء عهده. (قلت: يا أبا يعقوب): وفي نسخة الهمزة مكتوبة (ما تعني) أي: تريد (بأهـل العقد؟ قال: الأمراء): بالنصب على تقدير أعني: وبالرفع بتقديرهـم، قال ابن حجر: أي الأمراء على الناس، لا سيما أهـل الامصار سموا بذلك لجريان العادة بعقد الألوية لهم عند التولية. (رواه النسائي).
(لا يسؤك الله) قال الطيبي: كان ظاهـر لا يسؤك ما فعلت بك. ولما كان ذلك من أمر الله وأمر رسوله أسنده إلى الله مزيدا للتسلية- انتهى.
والظاهـر: أن معناه لا يحزنك الله بي وبسبب فعلي، من ساء الأمر فلانا، أي أحزنه. ثم ذكر جملة مستأنفة مبينة لعلة ما فعل اعتذار إليه. (إن هـذا) أي ما فعلت. (عهد من النبي – صلى الله عليه وسلم -) أي وصية أو أمر منه يريد قوله: ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى. وفيه أن قيسا لم يكن منهم، ولذلك نحاه. (إلينا أن نلبه) أي ومن يقوم مقامه من الأئمة. (ثم اسقبل) أي أبي.
(هـلك أهـل العقد) بضم العين وفتح القاف يعني الأمراء، أي لأن عليهم رعاية أمور المسلمين دنياهـم وأخراهـم حتى رعاية صفوفهم في الصلاة، ورعاية الموقف فيها.
قال الجزري في النهاية يعني أصحاب الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء، وروى العقدة يريد البيعة المعقودة للولاة. (ثلاثا) أي قال مقوله ثلاثا. (ما عليهم آسى) بمد الهمزة آخره ألف، أي ما أحزن من الأسى مفتوحا ومقصورا، وهـو الحزن.
(ولكن آسى على من أضلوا) قال الطيبي: أي لا أحزن على هـؤلاء الجورة، بل أحزن على أتباعهم الذين أضلوهـم. لعله قال ذلك تعريضا بأمراء عهده. (قلت) هـذا مقولة محمد بن عمر بن علي المقدمي شيخ النسائي. (يا با يعقوب) وفي بعض النسخ: يا أبا يعقوب بكتابة الهمزة موافقا لما في النسائي. وهـو كنية يوسف بن يعقوب السدوسي مولاهـم السلعي البصري الضبعي، وثقه أحمد. وقال أبوحاتم: صدوق صالح الحديث.
وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة إحدى ومائتين. (قال الأمراء) بالنصب على تقدير أعنى، وبالرفع بتقدير “هـم”.
قال ابن حجر: أي الأمراء على الناس لا سيما أهـل الأمصار، سموا بذلك لجريان العادة بعقد الألوية لهم عند التولية، وفعل أبيٌّ هـذا مؤيد بما روي عن أنس، قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه، أخرجه أحمد وابن ماجه، وبما روي عن سمرة مرفوعا: ليقم الأعراب خلف المهاجرين والأنصار ليقتدوا بهم في الصلاة، أخرجه الطبراني في الكبير من حديث الحسن عن سمرة.
قال البيهقي: وفيه سعيد بن بشير، وقد اختلف في الاحتجاج به، وبما روي عن ابن عباس مرفوعا: لا يتقدم في الصف الأول أعرابي ولا عجمي ولا غلام لم يحتلم، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهـو ضعيف.
وفي هـذه الأحاديث مشروعية تقدم أهـل العلم والفضل ليأخذوا عن الإمام ويأخذ عنهم غيرهـم؛ لأنهم أمس بضبط صفة الصلاة وحفظها ونقلها وتبليغها وتنبيه الإمام إذا احتيج إليه، والاستخلاف إذا احتيج إليه. (رواه النسائي).
وراجع ذخيرة العقبى شرح سنن النسائي
——
قال السبكى: هـذا إذا كان الغلمان اثنين فصاعدا، فإن كان صبي واحد دخل مع الرجال ولا ينفرد خلف الصف. ويدل على ذلك حديث أنس المتقدم في الفصل الأول، فإن اليتيم لم يقف منفردا بل صف مع أنس.
قال الاثرم سمعت أحمد بن حنبل يكره أن يقوم الناس خلف الإمام إلا من قد احتلم أو انبت أو بلغ خمس عشرة سنة وذكرت له حديث أنس واليتيم فقال ذاك في التطوع.
وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان إذا رأى صبيا في الصف أخرجه، وكذلك عن أبي وائل وزر بن حبيش.
قلت سيف بن دورة: أثر عمر أخرجه ابن أبي شيبة وهو منقطع
وورد عن أبي مالك الأشعري مرفوعا في سنن أبي داود انه صلى الله عليه وسلم أقام الصلاة وصف الرجال وصف خلفهم الغلمان ثم صلى بهم فذكر صلاته. وهو ضعيف
و لا يثبت حديث.
لذا ذهب بعض أهل العلم أن الصبيان لا يؤخرون عن الصف الأول. أما حديث ليليني اولو الأحلام …. فالمقصود المسارعة.
وحمله ابن باز اذا دخلوا جميعا تقدم الكبار أما إذا بكَّر الصبيان فلا يرجعون.
حتى قيل أن قصة أبي بن كعب خاصة بالصحابة. خاصة أنه ورد في رواية لا يقوم في الصف الأول إلا المهاجرون والأنصار.
ثم مقدار من ينوب خلف الإمام رجل أو اثنين أما أن يطرد من كل الصف الأول فليس هناك دليل إلا إذا خشي من لهوه ووشوشته.
حتى قال ابن عثيمين: لو جمعناهم في خلف الصف لشوشوا على المصلين.
بل ورد عن حذيفة انه يفرق بين الصبيان في الصلاة أخرجه ابن أبي شيبة وبوب عليه إخراج الصبيان من الصف. وليس بظاهر في طردهم من الصف الأول.
قال ابن عبد البر وذكر أثر عمر وغيره: وهذا يحتمل انه لم يكن يؤمن لعبه ولهوه أو يكون كره له التقدم في الصف ومنع الشيوخ من موضعه ذلك والأصل ما ذكرناه والله أعلم
قال ابن حجر: لو قام الصبي في وسط الصف ثم جاء رجل فله أن يؤخره ويقوم مقامه فعله أبي بن كعب بقيس بن عباد …….