: 120 لطائف التفسير:
سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
قال تعالى:
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَا ىئِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِين فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍِ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَة تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيم وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَاهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ اذْهَب بِّكِتَابِي هَاذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَؤُا إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ قَالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّة وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَالِكَ يَفْعَلُونَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّة فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)
(فَلَمَّا جَا ءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَال فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّة وَهُمْ صَاغِرُونَ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيت مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِين قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْم مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَأَىهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَاذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّ كَرِيم قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ فَلَمَّا جَا ءَتْ قِيلَ أَهَاكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْح مُّمَرَّد مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
[سورة النمل 1 – 44]
——–‘——-‘——-‘
لطيفة:
القرآن لا يذكر إلا المهمات التي لها تعلق بوحدانية الله أو صفة من صفاته أو ما يدل على ذلك من قصص الانبياء أو المخلوقات أو ذكر الجنة والنار أو تشريعات محكمة من الحكيم العليم
فهنا لما أمر سليمان عليه الصلاة والسلام الهدد بالذهاب بالكتاب لم يذكر رب العزة طريقة ذهابه ومدته لانها من الأمور العادية. لكن مع ضعف الهدهد ذكر رب العزة أنه أتى سليمان بخبر القوم الذين عبدوا الشمس.
ولما جاء بيان ما أعطى الله عزوجل من الجند وقوتهم بين رب العزة المدة التي يمكن إحضار العرش فيها.
—–
وسورة الفاتحة على إيجازها, قد احتوت على أهم المهمات:
فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:
توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: رَبّ الْعَالَمِينَ
وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة,
يؤخذ من لفظ: اللَّهِ ومن قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى,
التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله
من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه,
وقد دل على ذلك لفظ الْحَمْدُ كما تقدم.
وتضمنت إثبات النبوة في قوله: اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: مَالِكِ يَوْمِ الدّينِ
وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية.
بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله:
اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ لأنه معرفة الحق والعمل به.
وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
وراجع تفسير الإمام السعدي
—-
وهكذا القرآن كله يتكلم عن دلائل التوحيد. وقد جمعت بحوث حول براهين التوحيد في القرآن:
قال ابن تيمية في ذكر مقارنة بين القرآن والتوراة، وذكر مهمات القرآن:
لم تكون شريعة التوراة في الكمال مثل شريعة القرآن، فإن القرآن فيه ذكر المعاد وإقامة الحجج عليه و تفصيله ووصف الجنة والنار ما لم يذكر مثله في التوراة وفيه من ذكر قصة هود وصالح وشعيب وغيرهم من الأنبياء ما لم يذكر في التوراة، وفيه من ذكر أسماء الله الحسنى وصفاته ووصف ملائكته واصنافهم، وخلق الإنس والجن، ما لم يفصل مثله في التوراة، وفيه من تقرير التوحيد بانواع الأدلة ما لم يذكر مثله في التوراة، وفيه من ذكر اديان أهل الأرض ما لم يذكر مثله في التوراة، وفيه من مناظرة المخالفين وإقامة البراهين على أصول الدين ما لم يذكر مثله في التوراة مع انه لم ينزل كتاب من السماء اهدى من القرآن والتوراة.
وفي شريعة القرآن تحليل الطيبات وتحريم الخبائث، وشريعة التوراة فيها تحريم كثير من الطيبات عليهم، حرمت عليهم عقوبة لهم وفي شريعته القرآن من قبول الدية في الدماء ما لم يشرع في التوراة، وفيها من وضع الآصار والأغلال التي في التوراة ما لم يظهر به أن نعمة الله على أهل القرآن اكمل، وأما الإنجيل فليس فيه شريعة مستقلة، ولا فيه الكلام على التوحيد، وخلق العالم، وقصص الأنبياء وأممهم، بل حالهم على التوراة في أكثر الأمر، ولكن أحل المسيح بعض ما حرم عليهم وأمرهم بالإحسان والعفو عن الظالم واحتمال الأذى والزهد في الدنيا وضرب الامثال لذلك فعامة ما امتاز به الإنجيل عن التوراة بمكارم الاخلاق المستحسنة والزهد المستحب وتحليل بعض المحرمات وهذا كله في القرآن، وهو في القرآن اكمل فليس في التوراة والإنجيل والنبوات ما هو من العلوم النافعة والأعمال الصالحة الا وهو في القرآن أو ما هو أفضل منه.
وفي القرآن من العلوم النافعة والأعمال الصالحة من الهدى ودين الحق ما ليس في الكتابين لكن النصارى لم يتبعوا لا التوراة ولا الإنجيل بل أحدثوا شريعة لم يبعث بها نبي من الأنبياء كما وضعوا لقسطنطين الأمانة ووضعوا له أربعين كتابا فيها القوانين فيها بعض ما جاءت به الأنبياء وفيها شي كثير مخالف لشرع الأنبياء وصاروا إلى كثير من دين المشركين الذين عبدوا مع الله آلهة أخرى وكذبوا رسله، فصار في دينهم من الشرك وتغيير دين الرسل ما غيروا به شريعة الإنجيل ولهذا التبست عند عامتهم شريعة الإنجيل بغيرها، فلا يعرفون ما نسخه المسيح من شريعة التوراة، مما أقره، ولا ما شرعه مما أحدث بعد، فالمسيح لم يأمرهم بتصوير الصور وتعظيمها، ولا دعاء من صورت تلك التماثيل على صورته ولا أمر بهذا أحد من الأنبياء لا يوجد قط عن نبي أنه أمر بدعاء الملائكة والاستشفاء بهم ولا بدعاء الموتى من الأنبياء والصالحين