21 ، 22 ، 23 … رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان من صحيحه:
بَابٌ: مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ مِنَ الإِيمَانِ
21 – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ، مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ ”
فوائد الباب:
1 – سبق شرح الحديث في باب حلاوة الإيمان قبل بضعة أبواب.
وأيضا في 181 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
2 – موضع الشاهد كون المسلم يجد حلاوة الإيمان إذا وجد في قلبه أنه يكره الكفر والوقوع فيه كما يكره أن يلقى في النار وهذه الكراهية عمل قلبي.
——-‘——-‘——‘
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان من صحيحه:
بَابٌ: تَفَاضُلِ أَهْلِ الإِيمَانِ فِي الأَعْمَالِ
22 – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى المَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ»، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: «أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الحَيَا، أَوِ الحَيَاةِ – شَكَّ مَالِكٌ – فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً» قَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو: الحَيَاةِ، وَقَالَ: خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ
——-
فوائد الحديث:
1 – حديث أبي سعيد في الباب أخرجه البخاري ومسلم، ورجال البخاري في هذا الحديث كلهم مدنيون. أفاده الكرماني في الكواكب الدراري.
2 – قوله (يدخل أهل الجنة الجنة) وعند مسلم من طريق عبد الله بن وهب عن مالك”يدْخِلُ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ … بِرَحْمَتِهِ”.
3 – قوله (وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ) أي ويدخل أهل النار النار.
4 – قوله (أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ) الضمير يعود إلى الشفعاء.
5 – قوله (أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ). فيه أن الإيمان في القلب يتفاوت وهذا هو موضع الشاهد في الباب. قال التابعي بكر بن عبد الله المزني رحمه الله تعالى: ” إن أبا بكر – أي الصديق رضي الله عنه – لم يفضل الناس بأنه كان أكثرهم صلاة وصوما إنما فضلهم بشيء كان في قلبه “. رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/ 173 وإسناده صحيح إلى بكر بن عبد الله
قال ابن رجب في الفتح 1/ 94:
هذا الحديث نص في أن الإيمان في القلوب يتفاضل، فإن أريد به مجرد التصديق ففي تفاضله خلاف سبق ذكره، إن أريد به ما في القلوب من أعمال الإيمان كالخشية والرجاء والحب والتوكل، ونحو ذلك فهو متفاضل بغير نزاع.
وقد بوب البخاري على هذا الحديث: ” باب تفاوت أهل الإيمان في الأعمال ” فقد يكون مراده الأعمال القائمة بالقلب كما بوب على أن المعرفة فعل القلب. وقد يكون مراده أن أعمال الجوارح تتفاوت بحسب تفاوت إيمان القلوب فإنهما متلازمان …
وقد خرجه البخاري في موضع آخر وفيه زيادة: ” من قال لا إله إلا الله “.
وهذا يستدل به على أن الإيمان يفوق معنى كلمة التوحيد والإيمان القلبي وهو التصديق لا تقتسمه الغرماء بمظالمهم؛ بل يبقى على صاحبه؛ لأن الغرماء لو اقتسموا ذلك لخلد بعض أهل التوحيد وصار مسلوبا ما في قلبه من التصديق وما قاله بلسانه من الشهادة، وإنما يخرج عصاة الموحدين من النار بهذين الشيئين، فدل على بقائهما على جميع من دخل النار منهم وأن الغرماء إنما يقتسمون الإيمان العملي بالجوارح، وقد قال ابن عيينه وغيره: إن الصوم خاصة من أعمال الجوارح لا تقتسمه الغرماء – أيضا. اهـ
6 – وقوله (حبة من خردل) “والخردل نبات معروف يشبه الشئ القليل البليغ في القلة بذلك يعني يدخل الجنة من كان في قلبه أقل قدر من الإيمان” قاله الكرماني.
وَقَالَ أبو المعالي في “المنتهى”: الحبة بالكسر: بذور الصحراء مما ليس بِقُوت.
النكت على صحيح البخاري
7 – قوله (فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا) أي من شدة العذاب، وعند البخاري من طريق وهيب ” فَيَخْرُجُونَ قَدْ امْتُحِشُوا وَعَادُوا حُمَمًا”
8 – فيه إثبات الشفاعة يوم القيامة.
9 – فيه” أن أهل المعاصي من المسلمين لا يخلدون في النار” قاله الخطابي في أعلام الحديث، خلافا للمعتزلة والخوارج.
10 – قوله (فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الحَيَا، أَوِ الحَيَاةِ – شَكَّ مَالِكٌ -) وفيه شدة ضبط الرواة الثقات كمالك حيث شك في خروج لفظة من فم يحيى بن عمرو هل هي الحيا أم الحياة فلم يستجز لنفسه غض الطرف بل صرح بشكه والراجح ” الحياة حيث جاء الحديث من طريق وهيب كما عند البخاري ومسلم ومن طريق خالد بن عبد الله عند مسلم فقالا ” الحياة” فلم يشكا
11 – قوله (نهر الحياة) ” معناه الماء الذي يحيا به من انغمس فيه” قاله الكرماني قلت ويتطهر جسمه ويزول عنه أثر العذاب.
12 – قوله (فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً) والرؤية ههنا هي القلبية العلمية.
13 – قوله (فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي جَانِبِ السَّيْلِ) فيه تقريب الأفهام للسامعين بضرب المثل.
14 – قال ابن خزيمة كما في كتاب التوحيد له ” هَذَا الْخَبَرُ مُخْتَصَرٌ، حُذِفَ مِنْهُ أَوَّلُ الْقِصَّةِ فِي الشَّفَاعَةِ، لِمَنْ أُدْخِلَ النَّارَ، مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ، وَذَكَرَ آخِرَ الْقِصَّةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْتُ أَنَّ الْخَبَرَ مُخْتَصَرٌ، خَبَرُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” فَيَقُولُ اللَّهُ: انْظُرُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ زِنَةُ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَخْرِجُوهُ ” ثُمَّ ذَكَرَ زِنَةَ قِيرَاطٍ، ثُمَّ ذَكَرَ زِنَةَ مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ”. قلت الحديث الذي أشار إليه رواه البخاري 7439 ومسلم 183 والنسائي 5010 وابن ماجة 60، وفيه:
15 – قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]، كما رواه الشيخان وابن ماجة وعند النسائي قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: ” فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَلْيَقْرَا هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} إِلَى {عَظِيمًا} [النساء: 48] قلت كأن ذكر الآية عند النسائي شاذ والله أعلم.
16 – عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ «إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ» رواه مسلم 52، ومن حديث النواس بن سمعان ” فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَاخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ” رواه مسلم مفهوم حديث عائشة أن من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان أنه من أهل الإسلام ويؤكده حديث النواس بعده إذ صرح بقبض روح كل مؤمن وكل مسلم.
17 – وورد في حديث أنس الطويل عند البخاري 7510 ومسلم 193 ” فَيُقَالُ لِي: انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ” ثم فيه ” فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ – أَوْ قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ إِلَيْكَ – وَلَكِنْ وَعِزَّتِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي وَجِبْرِيَائِي، لَأُخْرِجَنَّ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، “.
18 – ويوضحه قوله صلى الله عليه وسلم ” يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مِنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزِنُ ذَرَّةً من خير “.أخرجه البخاري ومسلم وفي لفظ ” من إيمان”. وهذا هو الفرق بين المنافق والمؤمن حيث قال كل منهما “لا إله إلا الله” فلم تنفع المنافق لأنه لم يأت بشروطها.
19 – قوله (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) هو ابن أبي أويس، تابعه ابن وهب كما عند مسلم، تابعه معن بن عيسى كما عند ابن حبان في صحيحه 182
20 – قوله (حَدَّثَنِي مَالِكٌ) هو إمام دار الهجرة مالك بن أنس تابعه وهيب كما عند البخاري 6560 ومسلم تابعه خالد بن عبد الله كما عند مسلم.
21 – قوله (عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى المَازِنِيِّ) ومن طريق وهيب كما عند البخاري (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى).
22 – قوله (عَنْ أَبِيهِ) وعند مسلم في رواية ” حدثني أبي”.
23 – قوله (قَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو: الحَيَاةِ، وَقَالَ: خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ) قلت وصله البخاري 6560 عن موسى بن إسماعيل عن وهيب به لكن ورد فيه ” من إيمان ” وأخرجه البيهقي – كما في استدراكات البعث والنشور – من طريق موسى بن إسماعيل به بلفظ ” حبة خردل من خير” وبهذا اللفظ أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم 462 من طريق خالد بن عبد الله. وأورده مسلم في صحيحه 184 من طريق عفان عن وهيب ومن طريق خالد بن عبد الله عن عمرو بن يحيى لكنه لم يسق لفظه. وأخرجه ابن مندة في الإيمان بأسانيد مجتمعة أحدها من طريق موسى بن إسماعيل بلفظ ” من خير”
(24) – فيه صفة الجنة والنار قاله البخاري
(25) – فيه إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى ومن أجل ذلك أورده البخاري أيضا في كتاب التوحيد من صحيحه
تبويبات الأئمة على الأحاديث:
26 – بَابٌ فِي ذِكْرِ مَنْ يُخْرِجُ اللَّهُ بِتَفَضُّلِهِ مِنَ النَّارِ.
كتاب السنة لابن أبي عاصم.
27 – باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار. شرح النووي لصحيح مسلم.
28 – ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم: «إلا حجبتاه عن النار» أراد به: إلا أن يرتكب شيئا يستوجب من أجله دخول النار ولم يتفضل المولى جل وعلا عليه بعفوه.
ابن حبان في صحيحه.
29 – باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه، وتفاضل أهل الإيمان في إيمانهم ” وهذا يتفرع على قولنا في الطاعات إنها إيمان، وهو أنها إذا كانت إيمانا كان تكاملها تكامل الإيمان، وتناقصها تناقص الإيمان، وكان المؤمنون متفاضلين في إيمانهم كما هم يتفاضلون في أعمالهم، وحرم أن يقول قائل: إيماني وإيمان الملائكة والنبيين صلوات الله عليهم أجمعين واحد قال الله عز وجل: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} [الفتح: 4]، وقال: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} [الأنفال: 2]، وقال: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون} [التوبة: 124]، وقال: {ويزداد الذين آمنوا إيمانا} [المدثر: 31] فثبت بهذه الآيات أن الإيمان قابل للزيادة، وإذا كان قابلا للزيادة فعدمت الزيادة كان عدمها نقصانا على ما مضى بيانه، ودلت السنة على مثل ما دل عليه الكتاب ”
قاله البيهقي في شعب الإيمان.
30 – باب ذكر الأخبار المصرحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما يخرج من النار من كان في قلبه في الدنيا إيمان» دون من لم يكن في قلبه في الدنيا إيمان ممن كان يقر بلسانه بالتوحيد، خاليا قلبه من الإيمان مع البيان الواضح أن الناس يتفاضلون في إيمان القلب، ضد قول من زعم من غالية المرجئة أن الإيمان لا يكون في القلب، وخلاف قول من زعم من غير المرجئة أن الناس إنما يتفاضلون في إيمان الجوارح، الذي هو كسب الأبدان، فإنهم زعموا أنهم متساوون في إيمان القلب الذي هو التصديق، وإيمان اللسان الذي هو الإقرار مع البيان أن للنبي صلى الله عليه وسلم شفاعات يوم القيامة، على ما قد بينت قبل، لا أن له شفاعة واحدة فقط
كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة.
31 – والأحاديث في إخراج الموحدين من النار بعد دخولهم فيها متواترة كما صرح بذلك جمع من العلم إكمال المعلم (1/ 565)، فتح الباري (11/ 426)، الشفاعة للوادعي: 130.
32 – فيه إبطالُ ما ذَهَبَ إليه الخوارج والمعتزلة من أن من دَخَل يُخلَّد فيها وما ذَهَب إليه المرجئة من أن الذنوب لا تضرّ مع الإيمان.
====
====
أخرج البخاري في صحيحه:
23 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ». قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينَ»
فوائد الحديث:
1 – قول البخاري (تفاضل أهل الإيمان في الأعمال) وسيأتي بعد بضعة عشر بابا ” باب زيادة الإيمان ونقصانه” وبينهما تغاير حيث تجنب بعض الناس التصريح بنقصان الإيمان واكتفى بقوله ” تفاضل الإيمان” فأثبت البخاري الأمرين والله أعلم.
2 – حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أخرجه البخاري، ومسلم والترمذي، والنسائي.
3 – أورد الحديث الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح وعزاه للشيخين من مسند ابن عمر رضي الله عنهما فكأنه وهم، نعم أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول 500 من مسند ابن عمر ولا يصح إسناده، وعزاه البغوي في مصابيح السنة لأبي سعيد
4 – قوله (بينا) وعند البخاري في رواية من طريق يعقوب بن إبراهيم ” بينما” وهما بمعنى واحد.
5 – قوله (رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ) أي بعض الناس وظاهرها أنهم من أمته صلى الله عليه وسلم. وعند أبي عوانة في مستخرجه 10047من طريق إبراهيم بن سعد ” “رأيت في المنام قومًا يعرضون علي”.
6 – قوله (ومنها ما دون ذلك) وعند الترمذي ” وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ”، قوله: (ما دون ذلك) أي أقصر فيكون فوق الثدي أي لم ينزل إليه ولم يصل به لقلته، قاله الكرماني في الكواكب الدراري، وفي فضائل الصحابة من زيادات عبد الله بن الإمام أحمد 360 من مرسل أبي سلمة ” وَمِنْهَا يَبْلُغُ الرُّكَب”.
7 – فيه أن الأعمال من الإيمان؛ فإن الإيمان والدين بمعنًى. قاله ابن الملقن في التوضيح.
8 – فيه تفاضل الناس في الإيمان كما ترجم به البخاري هنا بنحوه.
9 – فيه تأويل القَمِيصِ فِي المَنَامِ”.
10 – فيه تعبير الرؤى من أهل الإختصاص.
11 – فيه فضيلة جَرِّ القَمِيصِ فِي المَنَامِ رغم أنه منهي عنه في الدنيا فلا يقاس عليها.
12 – فيه ” جواز إشاعة العالم الثناء على الفاضل من أصحابه، إذا لم يُحِسّ به بإعجاب ونحوه، ويكون الغرض التنبيه على فضله؛ لِتُعْلم منزلته، ويعامل بمقتضاها، وُيرغب الاقتداء به، والتخلق بأخلاقه.” قاله الشيخ الأثيوبي في البحر المحيط الثجاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
13 – قوله (قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟) وعند الحكيم الترمذي في نوادره 500 من مسند ابن عمر ” فقال له أبو بكر رضي الله عنه”.
14 – قوله (قال: الدين): وجه تعبير القميص به: أن القميص يستر الصورة في الدُّنيا، والدين يسترها في الآخرة، ويحجبها من كل مكروه، والأصل فيه قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}. قاله السيوطي في التوشيح شرح الجامع الصحيح. وعند أبي عوانة في مستخرجه 10048 من طريق إبراهيم بن سعد قال ” العلم” بدلا من ” الدين” وكذا هي في مرسل أبي سلمة المذكور آنفا. وعند الحكيم الترمذي 50 من مسند ابن عمر ” الإيمان”.
15 – قال أهل التعبير: القميص في النوم: الدين، وجره يدل عَلَى بقاء آثاره الجميلة، وسننه الحسنة في المسلمين بعد وفاته ليُقتَدى به. ….. ولأن العرب تعبِّر عن العفة بنقاء الثوب والمئزر، وجَرُّه عبارة عما فَضُل عنه وانتفع الناس به، بخلاف جَرِّه في الدنيا للخُيلاء فإنه مذموم قاله ابن الملقن في التوضيح.
وقريب من ذلك كلام القاضي عياض في إكمال المعلم 7/ 95:
قال ابن رجب في الفتح 1/ 99:
وإنما فسر القمص في المنام: الدين؛ لأن الدين والإسلام والتقوى كل هذه توصف بأنها لباس، قال تعالى {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، وقال أبو الدرداء: الإيمان كالقميص يلبسه الإنسان تارة وينزعه أخرى، وفي الحديث: ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ينزع منه سربال الإيمان ”
وقال النابغة:
الحمد لله الذي لم يأتني أجلي حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وقال أبو العتاهية:
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا
فهذه كلها كسوة الباطن وهو الروح وهو زينة لها، كما في حديث عمار: ” اللهم زينا بزينة الإيمان “. كما أن الرياش زينة للجسد وكسوة له، قال تعالى {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]. ومن هنا قال مجاهد والشعبي وقتادة والضحاك والنخعي والزهري وغيرهم في قوله تعالى {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] إن المعنى: طهر نفسك من الذنوب.
وقال سعيد بن جبير: وقلبك ونيتك فطهر. وقريب منه: قول من قال: وعملك فأصلح. روى عن مجاهد وأبي روق والضحاك. وعن الحسن والقرظي قالا: خلقك حسنه.
فكنى بالثياب عن الأعمال وهي الدين والتقوى والإيمان والإسلام، وتطهيره: إصلاحه وتخليصه من المفسدات له، وبذلك تحصل طهارة النفس والقلب والنية، وبه يحصل حسن الخلق؛ لأن الدين هو الطاعات التي تصير عادة وديدنا وخلقا، قال تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} [القلم: 4]. وفسره ابن عباس بالدين. اهـ
16 – يلزم من تفاضلهم في الأعمال تفاضلهم في الإيمان، ولكن قد يكون العمل أكثر عند شخص والإيمان أقوى عند آخر، وحينئذ يكون لكل عامل من العاملين مزية عن أخيه من وجه. قاله ابن عثيمين في التعليق على البخاري
17 – فيه بيان عظم فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاله ابن الملقن في التوضيح شرح الجامع الصحيح، و” تَفَرَّدَ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ عُمَرُ، لَمْ يَشْرَكْهُ فِيهَا أَحَدٌ”. قاله أبو حفص ابن شاهين كما في شرح مذاهب أهل السنة له
18 – قال العثيمين في التعليق على البخاري:
فيه دليل على أن من أكرم بخصيصة لا يلزم من ذلك أن ينال الفضل المطلق، فإنه لا شك أن أبا بكر رضي الله عنه أوفى دينا من عمر بن الخطاب وأفضل. اهـ
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى: 37/ 308
[تنبيه]: قد استُشكل هَذَا الْحَدِيث بأنه يلزم منه أن عمر أفضل منْ أبي بكر الصّدّيق رضي الله تعالى عنهما.
[والجواب]: عنه تخصيص أبي بكر منْ عموم قوله: “عُرض عليّ النَّاس”، فلعلّ الذين عُرضوا إذ ذاك لم يكن فيهم أبو بكر -رضي الله عنه-، وأن كون عمر -رضي الله عنه- عليه قميص يجرّه، لا يستلزم أن لا يكون عَلَى أبي بكر قميصٌ أطول منه، وأسبغ، فلعلّه كَانَ كذلك، إلا أن المراد كَانَ حينئذ بيان فضيلة عمر -رضي الله عنه-، فاقتصر عليها. انتهى. “فتح” 7/ 408 – 409.
وَقَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: هؤلاء النَّاس المعروضون عَلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِي النوم هم منْ دون عمر فِي الفضيلة، فلم يدخل فيهم أبو بكر، ولو عُرِض أبو بكر -رضي الله عنه- عليه فِي هذه الرواية لكان قميصه أطول، فإن فضله أعظم، ومقامه أكبر. انتهى. “المفهم” 1/ 252 – 253.
وَقَالَ فِي “الفتح” فِي موضع آخر: ما معناه: ظاهر الْحَدِيث فيه إشكالٌ، وملخصه: أن المراد بالأفضل منْ يكون أكثر ثوابا، والأعمال علامات الثواب، فمن كَانَ عمله أكثر، فدينه أقوى، ومن كَانَ دينه أقوى، فثوابه أكثر، ومن كَانَ ثوابه أكثر، فهو أفضل، فيكون عمر أفضل منْ أبي بكر -رضي الله عنه-.
وملخص الجواب: أنه ليس فِي الْحَدِيث تصريح بالمطلوب، فيحتمل أن يكون أبو بكر لم يُعْرَض فِي أولئك النَّاس، إما لأنه كَانَ قد عُرض قبل ذلك، وإما لأنه لا يُعْرَض أصلا، وأنه لَمّا عُرض كَانَ عليه قميص أطول منْ قميص عمر. ويحتمل أن يكون سِرُّ السكوت عن ذكره الاكتفاءَ بما عُلِم منْ أفضليته. ويحتمل أن يكون وقع ذكره، فذَهِل عنه الراوي، وعلى التنزل بأن الأصل عدم جميع هذه الاحتمالات، فهو مُعارَض بالأحاديث الدالة عَلَى أفضلية الصديق، وَقَدْ تواترت تواترا معنويا، فهي المعتمدة.
وأقوى هذه الاحتمالات أن لا يكون أبو بكر عُرِض مع المذكورين، والمراد منْ الخبر التنبيه عَلَى أن عمر ممن حصل له الفضل البالغ فِي الدين، وليس فيه ما يصرح بانحصار ذلك فيه. “فتح” فِي “كتاب تعبير الرؤيا” 14/ 427 …
19 – (ومنها): ما قاله فِي “الفتح” أن هَذَا منْ أمثلة ما يُحمَد فِي المنام، ويُذَمّ فِي اليقظة شرعًا، أعني جر القميص؛ لما ثبت منْ الوعيد فِي تطويله، وعكس هَذَا ما يُذَمّ فِي المنام، ويُحمَد فِي اليقظة. (ذخيرة العقبى)
20 – (ومنها): أن فيه مشروعيةَ تعبير الرؤيا، وسؤال العالم بها عن تعبيرها، ولو كَانَ هو الرائي. (ذخيرة العقبى)
21 – (ومنها): ما قاله ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى: يؤخذ منْ الْحَدِيث أن كل ما يُرى فِي القميص، منْ حسن، أو غيره، فإنه يعبر بدين لابسه قَالَ: والنكتة فِي القميص أنّ لابسه، إذا اختار نزعه، وإذا اختار أبقاه، فلما ألبس الله المومنين لباس الإيمان، واتصفوا به كَانَ الكامل فِي ذلك سابغ الثوب، ومن لا فلا، وَقَدْ يكون نقص الثوب بسبب نقص الإيمان، وَقَدْ يكون بسبب نقص العمل. والله أعلم. اهـ (ذخيرة العقبى)
22 – قوله (حدثنا محمد بن عبيد الله) تابعه مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِم كما عند مسلم 2390 تابعه يعقوب بن إبراهيم كما عند مسلم 2390 والترمذي 2286 والنسائي 5011 و قَالَ يَعْقُوبُ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ – يقصد أباه إبراهيم بن سعد-: حَدَّثَنَا صَالِحٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ”.ذكره الإمام أحمد عقب إخراج الحديث في مسنده 11836 تابعه عبد الله بن صالح كما عند الدارمي في مسنده
23 – قوله (عن صالح) وعند مسلم وغيره ” عن صالح بن كيسان” تابعه عقيل كما عند البخاري 3691
تابعه الزبيدي كما عند (ابن أبي عاصم في السنة (1257)) والطبراني في …. ”
في مسند الشاميين 1705 ومن طريقه أبو نعيم في فضائل الخلفاء الراشدين 52، و ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة117 تابعه معمر كما عند الترمذي 2285 لكن بإبهام الصحابي وقال الترمذي عقب الرواية التي نصت على أبي سعيد “وهذا أصح”.
24 – قال ابن مندة في الإيمان له ” هَذَا حَدِيثٌ مُجْمَعٌ عَلَى صِحَّتِهِ. رَوَاهُ الزُّبَيْدِيُّ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، وَشُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.
25 – قوله (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) وعند الطبراني في مسند الشاميين من طريق الزبيدي ” أخبرني الزهري”.
26 – قوله (عن أبي أمامة بن سهل) وعند النسائي ” حدثني أبو أمامة بن سهل” وعند البخاري من طريق عقيل ” أخبرني أبو أمامة”.
27 – قوله (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ) رضي الله عنه من المكثرين في الرواية من الصحابة وهو أنصاري يروي فضيلة لمهاجري رضي الله عنهم أجمعين.
/
28 – قوله (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) وعند البخاري من طريق عقيل” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم”.