998 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة رامي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———————-
الصحيح المسند
998 – قال ابن خزيمة رحمه الله (ج1 ص52):
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عن نافع بن جبير، عن عبد الله بن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب حدثنا من شأن ساعة العسرة، فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع حتى إن الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا، فقال: «أتحب ذلك؟» قال: نعم، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلمت، ثم سكبت فملأوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر.
قال الشيخ مقبل رحمه الله
هذا حديث صحيح
وقد ذكره الدارقطني في ” العلل ” و ذكر له علة غير قادحة.
و الحديث أخرجه ابن جرير في ” التفسير ” (ج14 ص 541)، و البزار (ج1 ص331)
————-”————”
– الحديث شرح ألفاظه الزرقاني في المواهب اللدنية في المنح المحمدية
وأغلب ألفاظه واضحه.
غزوة تبوك وساعة العسرة:
قال الطبري رحمه الله تعالى
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ” {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} … الآية، الذين اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قبل الشام في لهبان الحر … تفسير الطبري
قال ابن حجر رحمه الله
قول أبي موسى في جيش العسرة بمهملتين الأولى مضمومة وبعدها سكون مأخوذ من قوله تعالى الذين اتبعوه في ساعة العسرة وهي غزوة تبوك وفي حديث بن عباس قيل لعمر حدثنا عن شأن ساعة العسرة قال خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فأصابنا عطش الحديث أخرجه بن خزيمة وفي تفسير عبد الرزاق عن معمر عن بن عقيل قال خرجوا في قلة من الظهر وفي حر شديد حتى كانوا ينحرون البعير فيشربون ما في كرشه من الماء فكان ذلك عسرة من الماء وفي الظهر وفي النفقة فسميت غزوة العسرة وتبوك المشهور فيها عدم الصرف للتأنيث والعلمية ومن صرفها أراد الموضع ووقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة منها حديث مسلم إنكم ستأتون غدا عين تبوك وكذا أخرجه أحمد والبزار من حديث حذيفة وقيل سميت بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين سبقاه إلى العين مازلتما تبوكانها منذ اليوم قال بن قتيبة فبذلك سميت عين تبوك والبوك كالحفر انتهى. فتح الباري
وفي صحيح مسلم
عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد – شك الأعمش – قال: لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة، قالوا: يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا، فأكلنا وادهنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افعلوا»، قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول الله، إن فعلت قل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم»، قال: فدعا بنطع، فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، قال: ويجيء الآخر بكف تمر، قال: ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة، ثم قال: «خذوا في أوعيتكم»، قال: فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملئوه، قال: فأكلوا حتى شبعوا، وفضلت فضلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك، فيحجب عن الجنة»
والحديث فيه من الفوائد:
– أن فرث ما يؤكل لحمه طاهر.
والقائلون بأن فرث ما يأكل لحمه نجس حملوا هذا الحديث على الضرورة
وابن خزيمة أخرجه في صحيحه وبوب عليه: باب ذكر الدليل على أن الماء إذا خالطه فرث ما يؤكل لحمه لم ينجس.
:قال أبو بكر يعني ابن خزيمة: فلو كان ماء الفرث إذا عصر صار نجساً لم يجز للمرء أن يجعله على كبده فينجس بعض بدنه وهو غير واجد لماء طاهر يغسل موضع النجس منه، فأما شرب الماء النجس عند خوف التلف إن لم يشرب ذلك الماء فجائز إحياء النفس بشرب ماء نجس، إذ الله عز وجل قد أباح عند الاضطرار إحياء النفس بأكل الميتة والدم ولحم الخنزير إذا خيف التلف إن لم يأكل ذلك)].
بل هو واجب في هذه الحالة، ولا يستسلم للموت، فيجب عليه أن يأكل الميتة، وأكلها في هذه الحالة عزيمة لا رخصة، فهو واجب عند الضرورة.
ويدل على هذا قصة العرنيين، فإن النبي أمرهم أن يلحقوا بإبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها، إذاً: فروث ما يؤكل لحمه وبوله طاهر.
قال الحاكم رحمه الله في المستدرك
«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد ضمنه سنة غريبة، وهو أن الماء إذا خالطه فرث ما يؤكل لحمه لم ينجسه، فإنه لو كان ينجس الماء لما أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسلم أن يجعله على كبده حتى ينجس يديه».
أما مسألة إلقاء سلا جزور على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد وفيها الفرث والدم
فبوب البخاري:
باب إذا ألقى على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته
وذكر أثر ابن عمر رضي الله عنهما أنه إذا رأى في ثوبه دماً وهو يصلي وضعه ومضى في صلاته.
وقال ابن المسيب والشعبي: إذا صلى وفي ثوبه دم أو جنابة أو لغير القبلة أو تيمم فصلى ثم أدرك الماء في وقته لا يعيد.
قال ابن حجر: (لم تفسد) محله ما إذا لم يعلم بذلك وتمادي. ويحتمل الصحة مطلقاً على قول من ذهب إلى أن اجتناب النجاسة في الصلاة ليس بفرض، وعلى قول من ذهب إلى منع ذلك في الإبتداء دون ما يطرأ، وإليه ميل المصنف – يعني البخاري … ثم ذكر مذاهب الأئمة. هل عليه الإعادة
ثم ذكر البخاري حديث طرح فاطمة سلى الجزور
وذكر ابن حجر أن الفرث كان معه دم، ثم هي ذبيحة وثني فهي ميتة، وأجيب أن ذلك كان قبل التعبد بتحريم ذبائحهم وتعقب بأنه يحتاج إلى تاريخ ولا يكفي فيه الإحتمال. وقال النووي الجواب المرضى أنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم ما وضع على ظهره فاستمر في سجوده استصحاباً للأصل. وتعقب بأنه يشكل على قولنا بوجوب الإعادة في مثل هذه الصورة، ولعلها لم تكن فريضة، أو لعله أعاد، لكن لو أعاد لنقل … انتهى بمعناه من الفتح. انتهى من كتابنا مختلف (سيف)
– بوب البخاري {باب من اكتفى بصلاة الجمعة في الإستسقاء}.
يقصد البخاري تأييد قول من قال أنه لا بد في دعاء الإستسقاء من صلاة
لكن يحتاج دليل أن النبي?َ تقصد أن يكون دعاءه بعد صلاة الجمعة، وإنما صادف أن الأعرابي سأل في هذا الوقت وإلا ثبت في ابن حبان أنه ?َ استسقى بغير صلاة، وهو في الصحيح المسند:
(998) عن عبد الله بن عباس [أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن ساعة العسرة فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش ….
حتى ابن حجر قال في هذا التبويب: تقدم ما فيه أيضا. انتهى يعني أنه لم ينو النبي ?َ الاستسقاء في صلاة الجمعة – انتهى.
لكن لعل البخاري ما غاب عنه استسقاؤه ?َ للعسكر، لكن أراد أنه لم يثبت الدعاء مع الجماعة إلا بصلاة.
– فيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم
– فيها مكانة الصديق عند النبي صلى الله عليه وسلم.
– لله عوائد مع نبيه في إجابة دعائه. وورد في الحديث – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة))؛ متفق عليه.
وليس قوله: ((لكل نبي دعوة مستجابة)) مما يدل على أنه لا يستجاب للأنبياء غير دعوة واحدة، وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه أجيبت دعوته فى المشركين حين دعا عليهم بسبع كسبع يوسف، ودعا على صناديد قريش المعاندين له، فقتلوا يوم بدر، وغير ذلك مما يكثر إحصاؤه مما أجيب من دعائه، وإنما سأل مرة أن لا يجعل الله بأس أمته بينهم خاصة؛ فلم يجب لذلك لما سبق فى أم الكتاب من كون ذلك، قال – تعالى -: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253]، ومعنى قوله: ((لكل نبي دعوة مستجابة))؛ يريد: إن لكل نبي عند الله من رفيع الدرجة وكرامة المنزلة أن جعل له أن يدعوه فيما أحب من الأمور ويبلغه أمنيته، فيدعو فى ذلك وهـو عالم بإجابة الله
– غزوة تبوك تعتبر من الغزوات التي ظهر فيها أهل النفاق. فكانت في قيظ شديد ولم يتخلف إلا المنافقون والثلاثة الذين خلفوا. وعلي بن أبي طالب حيث استنابه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة.
– فيه الرد على الأشاعرة الذين اشترطوا التحدي في الآيات.