997 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة إبراهيم البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————
الصحيح المسند
997_قال الإمام البزار رحمه الله ج1ص326: حدثنا إبراهيم بن سعيد وأحمد بن أبان قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان كلما صلى صلاة جلس للناس فمن كانت له حاجة كلمه وإلا قام فحضرت الباب يوما فقلت يا يرفأ فخرج وإذا عثمان بالباب فخرج يرفأ فقال قم يا بن عفان قم يا بن عباس فدخلنا على عمر وعنده صبر من مال فقال إني نظرت في أهل المدينة فرأيتكما من أكثر أهلها عشيرة فخذا هذا المال فاقسماه فإن كان فيه فضل فردا قلت وإن كان نقصانا زدتنا فقال نشنشة من أخشن قد علمت أن محمدا وأهله كانوا يأكلون القد قلت بلى والله لو فتح الله هذا على محمد لصنع فيه غير ما صنعت فغضب وانتشج حتى اختلفت أضلاعه وقال إذا أصنع فيه ماذا فقلت إذا أكل وأطعمنا فسرى عنه.
قال أبو بكر وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ غير عمر ولا نعلم له طريقا عن عمر إلا هذا الطريق.
————–
أخرجه الحميدي (1/ 18، رقم 30). والبزار (1/ 326، رقم 209). والشاشي
والبيهقي في الكبرى 13038 –
وابن سعد (3/ 288) عن سعيد بن منصور. وابن أبي عمر العَدَني في «مسنده»، كما في «المطالب العالية» (2/ 347 رقم 2068) -ومن طريقه: ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1/ 290 رقم 387) والفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (1/ 521) -. والبزَّار (1/ 326 رقم 209) عن إبراهيم بن سعيد وأحمد بن أبان. جميعهم (ابن المديني، والحميدي، وسعيد بن منصور، وابن أبي عمر، وإبراهيم بن سعد، وأحمد بن أبان) عن ابن عيينة، به.
ورواه يعقوب بن شيبة في مسند عمر من طريق ابن المديني عن سفيان به وقال عقبه: قَالَ عَلِيٌّ:
هَكَذَا قَالَ سُفْيَانُ: نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ , فَسَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ صَاحِبَ الْغَرِيبِ، فَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ شِنْشِنَةٌ مِنْ أَخْزَمَ، يَقُولُ: قِطْعَةٌ مِنْ حَبْلٍ.
وراجع «غريب الحديث» (4/ 140) لأبي عبيد
وقال يعقوب بن شيبة: حديث صالح الإسناد وَسَط.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 421): وإسناده جيد.
اختلفوا في المثل السائر: ” شِنْشِنة أَعْرِفُها من أخزَم “؛ فقال ابن الكلبي: أَخْزَم بن أبي أخْزَم جدُّ حاتم طيِّاء، وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج بن أخْزَم. وكان أخزم جواداً فلما نشأ حاتم وعرف جوده قال: الناس شِنْشِنَة من أخْزَم، أي قطرة من نطفةْ أخزَم. وقال قوم: الشِّنْشِنَة: الغريزة والطبيعة. وقال آخرون: بل هو ما شَنْشَنَه أخْزمُ من نُطفته، أي أنك من ولد أخزم، يشبِّهه به.
قال ابن الكلبي: إن الشعر لأبي أخزم الطائي، وهو جد أبي حاتم أو جد جده، وكان له ابن يقال له أخزم، وقيل كان عاقاً، فمات وترك بنين فوثبوا يوماً على جدهم أي أخزم فأدموه فقال:
أن بني ضرجوني بالدم *** شنشنة أعرفها من أخزم
ويروى: زملوني، وهو مثل ضرجوني في المعنى، أي لطخوني، يعني أن هؤلاء أشبهوا أباهم في العقوق. والشنشنة، الطبيعة والعادة. قال شمر: وهو مثل قولهم: العصا من العصية. ويروى: نشنشة، وكأنه مقلوب شنشنة. وفي الحديث أن عمر قال لابن عباس رضي الله عنهم، حين شاوره فأعجبه: إشارة شنشنة أعرفها من أخزم. وذلك أنه لم يكن القرشي مثل رأي العباس رضي الله عنه. فشبهه بأبيه في جودة الرأي. وقال الليث: الأخزم، الذكر. وكمرة خزماء، قصر وترها. وذكر أخزم. قال: كأن لأعرابي بني يعجبه فقال يوماً: شنشنة من أخزم. أي قطران الماء من ذكر أخزم. يضرب في قرب الشبه. إهـ.
فوائد الحديث:
– فيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الزهد. فقد كان يأتيه المال الكثير ويقسمه.
– وفيه ما كان عليه عمر من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد. وتزهيد عمر لغيره من الصحابة
– فيه فضيلة لعثمان وابن عباس رضي الله عنهما. وأنهم محل ثقة عمر لأمانتهم.
– طالب العلم يدخل في أبواب الخير. ولو في مجال قسمة الأموال على مستحقيها. ويطلب من الأمناء مساعدته.
– فيه معرفة عمر بأحوال الرعية فيعرف من هم أكثر العشائر.
– وفيه رحمة عمر بن الخطاب ومراعاته لرعيته وتفقده لهم: وكان الفاروق يمر في الطرقات، ويدخل إلى الأسواق ليتعرف على أحوال الرعية، ويختبر أحوالهم ويقضي حوائجهم. وفي البخاري بسنده عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلَكَ زَوْجِي وَتَرَكَ صِبْيَةً صِغَارًا، وَاللَّهِ مَا يُنْضِجُونَ كُرَاعًا وَلا لَهُمْ زَرْعٌ وَلا ضَرْعٌ، وَخَشِيتُ أَنْ تَاكُلَهُمْ الضَّبُعُ، وَأَنَا بِنْتُ خُفَافِ بْنِ إِيْمَاءَ الْغِفَارِيِّ، وَقَدْ شَهِدَ أَبِي الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَوَقَفَ مَعَهَا عُمَرُ وَلَمْ يَمْضِ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِنَسَبٍ قَرِيبٍ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ كَانَ مَرْبُوطًا فِي الدَّارِ فَحَمَلَ عَلَيْهِ غِرَارَتَيْنِ مَلأَهُمَا طَعَامًا، وَحَمَلَ بَيْنَهُمَا نَفَقَةً وَثِيَابًا، ثُمَّ نَاوَلَهَا بِخِطَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: اقْتَادِيهِ فَلَنْ يَفْنَى حَتَّى يَاتِيَكُمُ اللَّهُ بِخَيْرٍ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَكْثَرْتَ لَهَا. قَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى أَبَا هَذِهِ وَأَخَاهَا قَدْ حَاصَرَا حِصْنًا زَمَانًا فَافْتَتَحَاهُ ثُمَّ أَصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَهُمَا فِيهِ.
– التوكيل في قسمة المال.
– طعام النبي صلى الله عليه وسلم ومنه القديد.
– فيه غضب عمر على من يتهمه بأنه خالف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. لأنه حريص على متابعته.
– فيه كرم عمر بن الخطاب. فكان ينفق النفقات الكثيرة على الرعية. بل كان يخاف عليهم. وكان يخاف عليهم أن يتولى عليهم من لا يقوم بهم. فلما طعن وجاء ابن عباس وأثنى عليه قال عمر بن الخطاب (وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذلك منّ من اللّه منّ به عليّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك ومن أجل أصحابك فواللّه لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب اللّه عزوجل قبل أن أراه)
وفي رواية احببت أن ألقاه كفافا
لكن وفق الله عمر رضي الله عنه لاختيار ستة من أفاضل الصحابة للخلافة ثم اختار الصحابة عثمان رضي الله عنه.
– كان عمر لا يبقي شيئا إلا قسمه. وهو مقتديا بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبوب البيهقي في السنن الكبرى 6/ 583 على هذا القصة باب الاختيار في التعجيل بقسمة الفئ.