96 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——
صحيح ابن حبان
208 اخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا ابن موهب حدثني سعيد بن ابي ايوب عن ابي هانئ عن ابي علي الجنبي عن فضالة بن عبيد- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «اللهمّ من آمن بك، وشهد أنّي رسولك فحبّب إليه لقاءك، وسهّل عليه قضاءك، وأقلل له من الدّنيا، ومن لم يؤمن بك، ولم يشهد أنّي رسولك فلا تحبّب إليه لقاءك، ولا تسهّل عليه قضاءك، وأكثر له من الدّنيا»)
المنذري في الترغيب (4/ 335) وقال: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في صحيحه.
وهو في السلسلة الصحيحة برقم 1338 وصحيح الترغيب برقم 3209
ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن غيلان الثّقفيّ، وهو ممّن اختلف في صحبته، ولفظه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ من آمن بي وصدّقني، وعلم أنّ ما جئت به الحقّ من عندك فأقلل ماله وولده، وحبّب إليه لقائك، وعجّل له القضاء، ومن لم يؤمن بي، ولم يصدّقني، ولم يعلم أنّ ما جئت به الحقّ من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره»)
ابن ماجة (4133)، وفي الزوائد: رجال الإسناد ثقات. وهو مرسل. صحيح الجامع (1311) وصححه الألباني
قال سيف وصاحبه: حديث فضالة بن عبيد على شرط المتمم على الذيل
وإنما ذكرناه في المتمم لأنه ورد بنفس سعيد بن أبي أيوب خالفة حيوة فرواه عن أبي هانئ عن أبي علي الجنبي أنه سمع فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به
بل روي عن سعيد بن أبي أيوب في مسلم باللفظ المشهور
(1753) -[1057] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ وَهُوَ ابْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ”
لكن لما لم نجد إمام علله لم نستطع أن نضعفه مع أن محقق ابن ماجه طبعة الرسالة قال أنه مخالف لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بكثرة المال والولد.
لكن كون النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأحد أصحابه بذلك لا يعني أنه دعا له بالفتنة وإنما من باب (نعم المال الصالح للرجل الصالح).
فلعله محفوظ من باللفظين.
أما حديث عمرو بن غيلان فذكر ابن عبدالبر انه لم تثبت صحبته قال الدارقطني مجهول وقال ابن عبدالبر حديثه عند أهل الشام ليس بالقوي.
تنبيه: ذكر البيهقي أنه ذكر كذلك بإسقاط مسلم بن مشكم (الشعب للبيهقي)
——–
: (اللهم من آمن بك) صدق بأنك لا إله إلا أنت وحدك (وشهد أني رسولك) إلى الثقلين فحبب إليه لقاءك) أي الموت ليلقاك (وسهل عليه قضاءك) فيتلقاه بقلب سليم وصدر منشرح (وأقلل له من الدنيا) أي من زهرتها وزينتها ليتجافى عن دار الغرور ويميل إلى دار الخلود (ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وكثر له من الدنيا) وذلك هو غاية الشقاء (طب عن فضالة بن عبيد) ورجاله ثقات
التيسير شرح جامع الصغير (ج (1) / (217))
وكذلك الإيمان إذا أطلق دخل فيه السمع والطاعة لله وللرسول، وكذلك قوله: {آمنوا بالله ورسوله}، وإذا أطلق الإيمان بالله في حق أمة محمد دخل فيه الإيمان بالرسول، وكذلك قوله: {كل آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله}، وإذا أطلق الإيمان بالله دخل فيه الإيمان بهذه التوابع، وكذلك قوله: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} [البقرة: (4)]، وقوله: {قولوا آمنا بالله ومآ أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم} الآية [البقرة: (136)].
وإذا قيل: {فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي} [الأعراف: (185)]، دخل في الإيمان برسوله الإيمان بجميع الكتب والرسل والنبيين، وكذلك إذا قيل: {وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: (28)]، وإذا قيل: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: (7)]، دخل في الإيمان بالله ورسوله الإيمان بذلك كله، والإنفاق يدخل في قوله في الآية الأخرى: {آمنوا بالله ورسوله} كما يدخل القول السديد في مثل قوله: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب} [النساء: (131)].
المجموع الفتاوى لابن تيمية [ج (1) / (132) – (133)]
” تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته فتنة الدنيا ”
عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين، كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع على المنبر، فقال: «إني بين أيديكم فرط، وأنا شهيد عليكم، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا؛ ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها» قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [رواه البخاري: (4402)].
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض» (أي ضعفائهم، فتجعلون بعضهم أمراء على بعض) [رواه مسلم: (2962)].
وعن أبي الدرداء قال: «خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر ونتخوفه، فقال: «آلفقر تخافون؟ والذي نفسي بيده لتصبَّن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه، وأيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء» قال أبو الدرداء: صدق والله، رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا والله على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء» حسن [رواه ابن ماجه: السلسلة الصحيحة].