95 فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة أبي عيسى عبدالله البلوشي وعبدالله المشجري وعبدالحميد البلوشي و أبي علي راشد الحوسني وأبي عبدالله علي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
٩٥ – قال الإمام الترمذي (ج ٨ ص ٤٨٥): حَدَّثَنا بُنْدارٌ أخبرَنا عَفّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وعَبْدُ الصَّمَدِ قالا أخبرَنا حَمّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سِماكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ بِبَراءَةَ مَعَ أبِي بَكْرٍ ثُمَّ دَعاهُ فَقالَ «لا يَنْبَغِي لِأحَدٍ أنْ يُبَلِّغَ هَذا إلّا رَجُلٌ مِن أهْلِي» فَدَعا عَلِيًّا فَأعْطاهُ إيّاها.
[ص ٨٨] هَذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِن حَدِيثِ أنَسِ بْنِ مالِكٍ.
قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ على شرط مسلم.
الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج ٣ ص ٢١٢) فقال ﵀: ثنا عبد الصمد وعفان، قالا: حدثنا حماد به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ج ١٢ ص ٨٤) فقال ﵀: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة به.
وأخرجه النسائي في «الخصائص» (ج ٩٢) فقال ﵀: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عفان وعبد الصمد، قالا: حدثنا حماد بن سلمة به.
=======
الحديث
أولا/ الحكم على الحديث : قال الإلباني في سنن الترمذي حسن الإسناد.
وحسنه صاحب أنيس الساري
وسيأتي النقل عن ابن حجر في شرح الحديث أن يصححه بمجموع الطرق .
بينما قال محققو مسند أحمد 13214 : “إسناده ضعيف لنكارة متنه، سماك -وهو ابن حرب بن أوس- ليس بذاك القوي، وقد استنكر الحديث الخطابيُّ وابنُ تيمية كما نقلناه عنهما عند الحديث السالف في مسند أبي بكر برقم ، والجورقانيُ في “الأباطيل” 1/131، وابنُ كثير في “تفسيره” 4/48.”.
و الدارقطني تكلم على طريق بعض طرقه :
٦٧- وسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ أبِي بَكْرٍ: أنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ مَعَهُ بِبَراءَةَ.
فَقالَ: رَواهُ أبُو إسْحاقَ واخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَواهُ إسْرائِيلُ، عَنْ أبِي إسْحاقَ، فَقالَ: خَلَفُ بْنُ الوَلِيدِ، عَنْ إسْرائِيلَ، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ مُرْسَلًا أنّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ بَراءَةَ مَعَ أبِي بَكْرٍ.
وقالَ وكِيعٌ: عَنْ إسْرائِيلَ، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ أبِي بَكْرٍ: أنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ مَعَهُ بَراءَةَ.
وقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ أبِي بَكْرٍ: أنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ مَعَهُ بَراءَةَ.
وقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، قالَ: سَألْنا عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ بِأيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ؟ فَقالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ ﷺ بِأرْبَعٍ.
وقَوْلُ ابْنِ عُيَيْنَةَ أشْبَهُ بِالصَّوابِ، واللَّهُ أعْلَمُ.
وكَذَلِكَ قالَ أبُو بَكْرِ بْنُ عَيّاشٍ، وأبُو شَيْبَةَ إبْراهِيمُ بْنُ عُثْمانَ، عَنْ أبِي إسْحاقَ. انتهى
ولفظ حديث زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ قَالَ سَأَلْنَا عَلِيًّا بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ فِي الْحَجَّةِ قَالَ بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ أَنْ لَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ فَهُوَ إِلَى مُدَّتِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فَأَجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ وَلَا يَجْتَمِعُ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا
ثانيا/ المعنى الإجمالي للحديث:
قوله (بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة) يجوز فيه التنوين بالرفع على الحكاية وبالجر، ويجوز أن يكون علامة الجر فتحة وهو الثابت في الروايات ( مع أبي بكر ) وكان بعثه قبل حجة الوداع بسنة، وكانت حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة ( ثم دعاه ) أي ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبابكر فقال ( لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا ) قال العلماء: إن الحكمة في إرسال علي بعد أبي بكر إن عادة العرب جرت بأن لا ينقض العهد إلا من عقده أو من هو منه بيسبيل من أهل بيته فأجراهم في ذلك على عادتهم ولهذا قال ( لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي ( فأعطاه اياه ) أي فأعطى عليا براءة
قال ابن حجر :
قالَ الطَّحاوِيُّ فِي مُشْكِلِ الآثارِ هَذا مُشْكِلٌ لِأنَّ الأخْبارَ فِي هَذِهِ القِصَّةِ تَدُلُّ عَلى أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ بَعَثَ أبا بَكْرٍ بِذَلِكَ ثُمَّ أتْبَعَهُ عَلِيًّا فَأمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ فَكَيْفَ يَبْعَثُ أبُو بَكْرٍ أبا هُرَيْرَةَ ومَن مَعَه بِالتَّأْذِينِ مَعَ صَرْفِ الأمْرِ عَنْهُ فِي ذَلِكَ إلى على ثُمَّ أجابَ بِما حاصِلُهُ أنَّ أبا بَكْرٍ كانَ الأمِيرَ عَلى النّاسِ فِي تِلْكَ الحَجَّةِ بِلا خِلافٍ وكانَ عَلِيٌّ هُوَ المَأْمُورُ بِالتَّأْذِينِ بِذَلِكَ وكَأنَّ عَلِيًّا لَمْ يُطِقِ التَّأْذِينَ بِذَلِكَ وحْدَهُ واحْتاجَ إلى مَن يُعِينُهُ عَلى ذَلِكَ فَأرْسَلَ مَعَهُ أبُو بَكْرٍ أبا هُرَيْرَةَ وغَيْرَهُ لِيُساعِدُوهُ عَلى ذَلِكَ …. قَوْلُهُ قالَ حميد هُوَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ثُمَّ أرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِعَلِيٍّ وأمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ بِبَراءَةٍ هَذا القَدرُ مِنَ الحَدِيثِ مُرْسَلٌ لِأنَّ حُمَيْدًا لَمْ يُدْرِكْ ذَلِكَ ولا صَرَّحَ بِسَماعِهِ لَهُ مِن أبِي هُرَيْرَةَ لَكِنْ قَدْ ثَبَتَ إرْسالُ عَلِيٍّ مِن عِدَّةِ طُرُقٍ فَرَوى الطَّبَرِيُّ مِن طَرِيقِ أبِي صالِحٍ عَنْ عَلِيٍّ قالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أبا بَكْرٍ بِبَراءَةٍ إلى أهْلِ مَكَّةَ وبَعَثَهُ عَلى المَوْسِمِ ثُمَّ بَعَثَنِي فِي أثَرِهِ فَأدْرَكْتُهُ فَأخَذْتُها مِنهُ فَقالَ أبُو بَكْرٍ ما لِي قالَ خَيْرٌ أنْتَ صاحِبِي فِي الغارِ وصاحِبِي عَلى الحَوْضِ غَيْرَ أنَّهُ لا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أوْ رَجُلٌ مِنِّي ومِن طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أبِيهِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ مِثْلَهُ ومِن طَرِيقِ العُمَرِيِّ عَنْ نافِع عَن بن عُمَرَ كَذَلِكَ ورَوى التِّرْمِذِيُّ مِن حَدِيثِ مِقْسَمٍ عَن بن عَبّاسٍ مِثْلَهُ مُطَوَّلًا وعِنْدَ الطَّبَرانِيِّ مِن حَدِيثِ أبِي رافِعٍ نَحْوَهُ لَكِنْ قالَ فَأتاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ إنَّهُ لَنْ يُؤَدِّيَها عَنْكَ إلّا أنْتَ أوْ رَجُلٌ مِنكَ ورَوى التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ وأحْمَدُ مِن حَدِيثِ أنَسٍ قالَ بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ بَراءَةً مَعَ أبِي بَكْرٍ ثُمَّ دَعا عَلِيًّا فَأعْطاها إيّاهُ وقالَ لا يَنْبَغِي لِأحَدٍ أنْ يُبَلِّغَ هَذا إلّا رَجُلٌ مِن أهْلِي وهَذا يُوَضِّحُ قَوْلَهُ فِي الحَدِيثِ الآخر لا
يُبَلِّغُ عَنِّي ويُعْرَفُ مِنهُ أنَّ المُرادَ خُصُوصُ القِصَّةِ المَذْكُورَةِ لا مُطْلَقُ التَّبْلِيغِ
ووقع في حديث يعلى عند أحمد: “لما نزلت عشر آيات من براءة، بعث بها النبيّ – صلى اللَّه عليه وسلم – مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني، فقال: أدرك أبا بكر، فحيثما لقيته، فخذ منه الكتاب، فرجع أبو بكر، فقال: يا رسول اللَّه، نزل فيّ شيء؟، فقال: لا، إلا أنه لن يؤدّي، أو لكن جبريل قال: لا يؤدّي عنك إلا أنت، أو رجل منك”.
قال العماد ابن كثير: ليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره، بل المراد رجع من حجته. قال الحافظ: ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة
قال الحافظ ابن حجر : (قال الكرماني فيه إشكال لأن عليا كان مأمورا بأن يؤذن ببراءة فكيف يؤذن بأن لا يحج بعد العام مشرك ثم أجاب بأنه أذن ببراءة ومن جملة ما اشتملت عليه أن لا يحج بعد العام مشرك من قوله تعالى فيها إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ويحتمل أن يكون أمر أن يؤذن ببراءة وبما أمر أبو بكر أن يؤذن به أيضا )
وهذا الحديث ليس فيه شبهة ان عليا افضل من أبي بكر الصديق إنما كما ذكروا ان من عادتهم ان لا يبلغ عن الرجل في ابرام العهود او انهائها الا رجل من أهل بيته وإليك هذه النقول من بحوثنا في مشكل الحديث رقم 31
جاء في كتاب السنة لأبي عاصم قوله ﷺ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (إلا أنك لست نبيا بعدي إلا أنك خليفتي على كل مؤمن بعدي )
مع حديث (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )
وجه الإشكال :
استدلوا بهذه النصوص أن علي بن أبي طالب هو الخليفة بعده صلى الله عليه وسلم.
تنبيه : حديث: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
صحيح البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب…) فتح الباري 7/71،ح3706، وصحيح مسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب…) 4/1870،ح2404، والمسند للإمام أحمد 6/438، 6/369
—-
قال ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة (المجلد الخامس) :
فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي، كما اعتمر عمرة الحديبية وعلي معه وخليفته غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وغزا حنينًا والطائف وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، [وحج حجة الوداع وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره] ، وغزا غزوة بدر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره.
وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث، وكان علي معه في غالب الغزوات وإن لم يكن فيها قتال.
فإن قيل: استخلافه يدل على أنه لا يستخلف إلا الأفضل، لزم أن يكون علي مفضولًا في عامة الغزوات، وفي عمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف على رجال مؤمنين، وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان ومن عذر الله، وعلى الثلاثة الذين خلفوا أو متهم بالنفاق، وكانت المدينة آمنةً لا يخاف على أهلها، ولا يحتاج المستخلف إلى جهاد كما يحتاج في أكثر الاستخلافات.
وكذلك قوله: ” «وسد الأبواب كلها إلا باب علي» ” فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة ، فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال في مرضه الذي مات فيه: ” «إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلًا ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر» ” ورواه ابن عباس أيضًا في الصحيحين ، ومثل قوله: ” «أنت وليي في كل مؤمن بعدي» ” فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث ، والذي فيه من الصحيح ليس هو من خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص علي، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون علي مولى من النبي – صلى الله عليه وسلم – مولاه فإن كل مؤمن موال لله ورسوله، ومثل كون (براءة) لا يبلغها إلا رجل من بني هاشم ; فإن هذا يشترك فيه جميع الهاشميين، لما روي أن العادة كانت جاريةً بأن لا ينقض العهود ويحلها إلا رجل من قبيلة المطاع.
*وقال بعدها بصفحات:*
فإن قوله «وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» . ليس من خصائصه ; فإنه استخلف على المدينة غير واحد، ولم يكن هذا الاستخلاف أكمل من غيره. ولهذا قال له علي: أتخلفني مع النساء والصبيان؟ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان في كل غزاة يترك بالمدينة رجالًا من المهاجرين والأنصار إلا في غزوة تبوك فإنه أمر المسلمين جميعهم بالنفير ، فلم يتخلف بالمدينة إلا عاص أو معذور غير النساء والصبيان. ولهذا كره علي الاستخلاف، وقال: أتخلفني مع النساء والصبيان؟ يقول تتركني مخلفًا لا تستصحبني معك؟ فبين له النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الاستخلاف ليس نقصًا ولا غضاضةً ; فإن موسى استخلف هارون على قومه لأمانته عنده، وكذلك أنت استخلفتك لأمانتك عندي، لكن موسى استخلف نبيًا وأنا لا نبي بعدي. وهذا تشبيه في أصل الاستخلاف فإن موسى استخلف هارون على جميع بني إسرائيل، والنبي – صلى الله عليه وسلم – استخلف عليًا على قليل من المسلمين، وجمهورهم استصحبهم في الغزاة. وتشبيهه بهارون ليس بأعظم من تشبيه أبي بكر وعمر: هذا بإبراهيم وعيسى، وهذا بنوح وموسى ; فإن هؤلاء الأربعة أفضل من هارون، وكل من أبي بكر وعمر شبه باثنين لا بواحد، فكان هذا التشبيه أعظم من تشبيه علي، مع أن استخلاف علي له فيه أشباه وأمثال من الصحابه.
وهذا التشبيه ليس لهذين فيه شبيه، فلم يكن الاستخلاف من الخصائص، ولا التشبيه بنبي في بعض أحواله من الخصائص. انتهى
وأما ما ادعاه الرافضة من الدلالة على اختصاص علي بالوزارة
والوصاية والخلافة فغير صحيح، حيث لم يبق بالمدينة إلا النساءوالصبيان وأصحاب الأعذار، فشق ذلك على علي، فجاء للنبي وقال له: أتخلفني في النساءوالصبيان. فقال له النبي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.
وقيل: إن بعض المنافقين قال: إنما خلفه لأنه يبغضه فقال له النبي ذلك انظر: تاريخ الطبري 3/103-104، والبداية والنهاية لابن كثير 5/7.
قال النووي: «وهذا الحديث لا حجة فيه لأحد منهم، بل فيه إثبات فضيلة لعلي ولا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله، وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده، لأن النبي إنما قال هذا لعلي حين استخلفه في المدينة فيغزوة تبوك ويؤيد هذا أن هارون المشبه به لم يكن خليفة بعد موسى، بل توفي في حياةموسى، وقبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص،قالوا وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة
شرح صحيح مسلم 13/174.
وقال ابن حزم بعد أن ذكر احتجاج الرافضة بالحديث: «وهذا
لايوجب له فضلاً على من سواه، ولا استحقاق الإمامة بعده
– لأن هارون لم يل أمر بني إسرائيل بعد موسى عليهما السلام، وإنما ولي الأمر بعد موسى — يوشع بن نون فتى موسىوصاحبه الذي سافر معه في طلب الخضر عليهما السلام، كما ولي الأمر بعد رسول الله صاحبه في الغار الذي سافر معه إلى المدينة، وإذا لم يكن علي نبياً كما كان هارون نبياً، ولا كان هارون خليفة بعد موت موسى على بني إسرائيل فصح أن كونه — من رسولالله بمنزلة هارون من موسى إنما هو في القرابة فقط، وأيضا فإنما قال له رسول اللههذا القول إذ استخلفه على المدينة في غزوة تبوك… ثم قد استخلف — قبل تبوك، وبعدتبوك في أسفاره رجالاً سوى علي ، فصح أن هذا الاستخلاف لا يوجب لعلي فضلاً على غيره،ولا ولاية الأمر بعده، كما لم يوجب ذلك لغيره من الفصل 4/159-160.
وانظر منهاج السنة 7/330-332، وانظر: أيضاً 5/34 من الكتاب نفسه، ومجموع الفتاوى 4/416 وقد سبق نقل كلامه في مشاركة صاحبنا عبدالله البلوشي
———‘———
تنبيه :
وهنا أيضا تعليق بسيط ، فالمعلوم أن أولي العزم من الأنبياء هم أفضل الأنبياء وهذا بإجماع الأمة إذا فإبراهيم وموسى ونوح وعيسى ، أفضل من هارون عليهم السلام جميعا
فما قول الإثني عشرية بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال : ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) * وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال : * ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) * وإن مثلك يا عمر مثل موسى قال : * ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم ) * وإن مثلك يا عمر مثل نوح قال : * ( رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا )
كتاب المغازي – مصنف ابن أبي شيبة 38 ، والبيهقي في كتاب قسم الفيء والغنيمة 12623 ، مسند الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود
و حكم عليه الألباني بالانقطاع فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه كما في الارواء 1218
قال ابن حجر كما في فتح الباري:
ﻭﻻﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ( ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺣﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻴﻢ ﺃﻭ ﺗﻘﻴﻢ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻓﺴﻤﻊ ﻧﺎﺳﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻟﺸﻲء ﻛﺮﻫﻪ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﺗﺒﻌﻪ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ) ….اﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﻮﻱ ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﺴﻌﺪ ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺐ ﺃﺑﺎ ﺗﺮاﺏ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺛﻼﺛﺎ ﻗﺎﻟﻬﻦ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻠﻦ ﺃﺳﺒﻪ ﻓﺬﻛﺮ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭاﺳﺘﺪﻝ ﺑﺤﺪﻳﺚ اﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻋﻠﻲ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺈﻥ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻣﻮﺳﻰ ؛ ﻭﺃﺟﻴﺐ ﺑﺄﻥ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻄﻴﺒﻲ : ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺼﻞ ﺑﻲ ﻧﺎﺯﻝ ﻣﻨﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ….وذكر أن المقصود الاستخلاف في فترة غيابه.
ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻋﻼﻣﺎﺕ اﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ ﻭﺃﻭﻋﺐ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ ﻣﻦ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺠﻴﺎﺩ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ( ﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﻻﻩ ﻓﻌﻠﻲ ﻣﻮﻻﻩ) ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻄﺮﻕ ﺟﺪا ﻭﻗﺪ اﺳﺘﻮﻋﺒﻬﺎ ﺑﻦ ﻋﻘﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻔﺮﺩ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﺻﺤﺎﺡ ﻭﺣﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ
…………………………………….
قال ابن حجر في فتح الباري :
(ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻓﺘﻴﻦ)
ﺃﻱ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ ﻭﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮاﺩ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻙ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻓﺘﻴﻦ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺛﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺫﻫﺐ ﻟﺬﻫﺎﺏ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺷﻲء اﺧﺘﻠﻘﻪ اﻟﺮﻭاﻓﺾ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺩﻋﻮاﻫﻢ ﺃﻥ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﻭاﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻥ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺘﻤﻮﻩ ﻭﻫﻲ ﺩﻋﻮﻯ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻮا ﻣﺜﻞ( ﺃﻧﺖ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﻣﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ) ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻮا ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻳﺨﺼﺺ ﻋﻤﻮﻣﻪ ﺃﻭ ﻳﻘﻴﺪ ﻣﻄﻠﻘﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻠﻄﻒ اﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﺑﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺋﻤﺘﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺑﻴﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﺣﻖ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻦ ﻋﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻪ ﻟﺰﻭﻣﺎ ﻭاﻃﻼﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ
[ 5019] ﻗﻮﻟﻪ : ﻗﻮﻟﻪ (ﺃﺗﺮﻙ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء) ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ (ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ اﻟﻘﺮﺁﻥ ) ﻗﻮﻟﻪ( ﺇﻻ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻓﺘﻴﻦ) ﺑﺎﻟﻔﺎء ﺗﺜﻨﻴﺔ ﺩﻓﺔ ﺑﻔﺘﺢ ﺃﻭﻟﻪ ﻭﻫﻮ اﻟﻠﻮﺡ ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ (ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻮﺣﻴﻦ )
ﻗﻮﻟﻪ (ﻗﺎﻝ ﻭﺩﺧﻠﻨﺎ) اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻭﻗﻊ ﻋﻨﺪ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ( ﻟﻢ ﻳﺪﻉ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺼﺤﻒ) ﺃﻱ ﻟﻢ ﻳﺪﻉ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻰ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺩاﺧﻞ اﻟﻤﺼﺤﻒ اﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ( ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ) ﻷﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺃﺭاﺩ اﻷﺣﻜﺎﻡ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﺃﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺷﻴﺎء ﺃﺧﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎﻡ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺟﻮاﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺑﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺃﺭاﺩا ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻰ ﺃﻭ ﺃﺭاﺩا ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ﺃﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ اﻹﻣﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺄﻳﺪﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺃﺷﻴﺎء ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻨﺴﺨﺖ ﺗﻼﻭﺗﻬﺎ ﻭﺑﻘﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﺜﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﻭاﻟﺸﻴﺨﺔ ﺇﺫا ﺯﻧﻴﺎ ﻓﺎﺭﺟﻤﻮﻫﻤﺎ اﻟﺒﺘﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﻘﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻣﻌﻮﻧﺔ ﻗﺎﻝ (ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﺑﻠﻐﻮا ﻋﻨﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ) ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺣﺰاﺏ ﻗﺪﺭ اﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺭﺑﻌﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺮاءﺓ ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺑﻦ اﻟﻀﺮﻳﺲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺮﺃﺕ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺒﺎﺏ ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻧﺴﺨﺖ ﺗﻼﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
……………………………………….
قال السيوطي في شرحه على مسلم :
ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻣﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻱ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﻼﻓﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻐﺰﻭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﺳﺘﺨﻼﻑ ﻣﻮﺳﻰ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻴﻘﺎﺕ ﻭﺑﻬﺬا ﺗﺒﻄﻞ ﺷﺒﻬﺔ اﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭاﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﺃﻥ ﻫﺎﺭﻭﻥ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻞ ﺗﻮﻓﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﻤﺪﺓ ﻓﺎﺳﺘﻜﺘﺎ ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ اﻟﻜﺎﻑ ﺃﻱ ﺻﻤﺘﺎ
……………………………………….
ونقل صاحب المغتذي على جامع الترمذي
كلام النووي والطيبي وسبق
…………………………………..
قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين :
ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺣﻴﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﺗﺪﻋﻨﻲ ﻣﻊ اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻟﺼﺒﻴﺎﻥ، ﻓﺎﻕ ﻟﻠﻪ: ” ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻲ ﺑﻣﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻱ” ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﻠﻔﻚ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻲ، ﻛﻤﺎ ﺧﻠﻒ ﻣﻮﺳﻰ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻘﺎﺕ ﺭﺑﻪ.
…………………………………
قال العباد قي شرح سنن ابي داود :
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻣﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ)).
ﺃﻱ: ﺇﻧﻲ ﺧﻠﻔﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﺟﻊ ﻛﻤﺎ ﺧﻠﻒ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﺧﺎﻩ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ، ﻭﻫﺬا ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﻠﻒ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻟﻪ, ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻒ ﺃﺧﺎﻩ ﻭاﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﻭاﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﺃﻥ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﻧﺒﻲ ﺧﻠﻒ ﻧﺒﻴﺎ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﻓﻨﺒﻲ ﺧﻠﻒ ﻗﺮﻳﺒﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻠﻪ، ﺛﻢ ﺇﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ اﺑﺘﺪاء، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﺗﻄﻴﻴﺒﺎ ﻟﺨﺎﻃﺮﻩ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺨﻠﻔﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻟﺼﺒﻴﺎﻥ.
ﻗﺎﻝ: (ﻭﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻗﺪ اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻹﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﺃﻭ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻷﺭﺽ).
…………………………………..
قال الفوزان : هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم في قضية خاصة أي استخلافه لعلي لما ذهب الى تبوك ، شبهه بأستخلاف موسى لهارون لما ذهب موسى الى موعد ربه وقال لأخيه هارون اخلفني في قومي ،هذه استخلاف خاص ما هو بعام ، هل خفي على الصحابة رضي الله عنهم هذا ، أنهم يختارون أبابكر ، خفي عليهم حديث الرسول ؛لكن هذا في قضية خاصة ماهي بعامه .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية:
قوله: “هو ولي كل مؤمن بعدي” كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل مؤمن، وكل مؤمن وليه في المحيا والممات، فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان، وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها: والي كل مؤمن بعدي .. فقول القائل: علي ولي كل مؤمن بعدي. كلام يمتنع نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول: بعدي. وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول: وال على كل مؤمن. انتهـى.
وأما توجيه هذه اللفظة إن صحت، فيتبين من تبويب ابن حبان ـ رحمه الله ـ فقد بوب عليه: باب: ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ناصر لمن انتصر به من المسلمين بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وإذا سلمنا أن الولاية هنا بمعنى تولي الأمر، فالجواب كما قال العصاميفي سمط النجوم العوالي: فقد كان ذلك؛ إذ قد تولى علي – رضي الله عنه – أمر الأمة بالخلافة، وإن كان بَعدَ من كان بعده؛ فقد صدق عليه – رضي الله تعالى عنه – أنه تولى الأمة بعلي – عليه الصلاة والسلام – حقيقةً. …. وقال أيضا: لا يجوز حمله على أنه المولى عقبَ وفاته صلى الله عليه وسلم في الأحاديث كلها؛ لوجوه: الأول: أن لفظ الحديث لفظ الخبر، ممن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولو كان المراد به كذلك، لوقع لا محالة كما وقع كل ما أخبر عنه؛ فلما لم يقع ذلك دَلَّ على أن المراد به غيره. لا يقال: لم لا يجوز أن يكون المراد بلفظ الخبر الأمر؟ لأنا نقول: يلزم على ذلك محذوران: الأول: صرف اللفظ عن ظاهره، وذلك مرجوح، والظاهر راجح؛ فوجب العمل به. الثاني: أن ذلك – يعني: أمر الخلافة- أمر عظيم مهم في الدين، تتوفر عليه دواعي المسلمين، ومثل ذلك لا يكتفى في بالألفاظ المجملة؛ بل يجب فيه التصريح بنص الظاهر. الوجه الثاني: لزوم مفسدة عظيمة في الحمل على ذلك، هي: نسبةُ الأمة إلى الاجتماع على الضلالة، واعتقادُ خطأ جميع الصحابة باجتماعهم على تولية أبي بكر رضي الله تعالى عنهم – وذلك منفي بقوله صلى الله عليه وسلم: ” لا تجتمع أمتي على ضلالة ” وما تدعيه الرافضة: من أن علياً ومن تابعه في ترك المبادرة إلى بيعة أبي بكر؛ إنما بايعوه بعد ذلك تقية؛ فلا إجماع على بيعة أبي بكر في نفس الأمر – فهذا غايةُ الفساد لما يلزم عليه من نسبة القبائح والرذائل. الوجه الثالث – لم لا يجوز أن يكون الولي هنا بمعنى: المحب الموالي، ضد العدو. والتقدير: وهو متوليكم ومحبكم بعدي، ويكون المراد بالبعدية هنا: البعدية في الرتبة لا بعدية وفاته صلى الله عليه وسلم أي: المتقدم في تولي المسلمين ومحبتهم: أنا، ثم علي في الدرجة الثانية؛ لمكانته مني وقربه ومناسبته؛ فهو أولى بمحبة من أحبه، وتولي من أتولاه، ونصرة من أنصره، وإجارة من أجيره. انتهى.
ومما جاء في القرآن من استعمال البعدية في الرتبة لا الزمان قوله تعالى: إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ {التحريم:44} وقوله تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ {القلم:13}.
ومن المعلوم أن أهل السنة يعتقدون اعتقادا جازما فضل علي رضي الله عنه من جهة عمله في نفسه وبذله لدين الله ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك من جهة نسبه وكونه أفضل أهل بيت النبوة وهو من هذه الجهة جهة النسب أفضل من بقية الخلفاء الراشدين، وله من هذه الحيثية حق زائد على حقهم، ولذلك لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسورة براءة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليقرأها على الناس في الحج، فلما بلغ ذا الحليفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي، فبعث بها مع علي رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن غريب. وقال الألباني: حسن الإسناد.
قال المحب الطبري: عادة العرب لم تزل جارية في نقض العهود أن لا يتولى ذلك إلا من تولى عقدها أو رجل من قبيلته. انتهى.
وإن فسرنا البعدية في الحديث ببعدية الزمان، فلا يخفى ما فيها من البشارة الواضحة لعلي رضي الله عنه بثباته واستقامته على حاله بعد موت رسول صلى الله عليه وسلم، وبقاء حقه على كافة المسلمين، وهذا المعنى يناسب سبب ورود الحديث من عيب بعد الصحابة وشكايتهم من علي رضي الله عنه. وقد فصَّل صاحب (الصواعق المحرقة) الكلام على الحديث فليرجع إليه من أراد المزيد.
والله أعلم.
=========”========
وفي شرح صحيح مسلم من باب فضائل علي بن أبي طالب :
شبهه والرد عليها :
ورد عند النسائي : ( ألا إنك لست نبيا بعدي إلا أنك خليفتي يعني في كل مؤمن بعدي قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي ….. )
قالوا : يدل أنه أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر ؟
قال أحد الباحثين متعقبا على رواية الحديث التي فيها إشكال :
ما نقل عن «السنن الكبرى» 8355 للنسائي تحريف لا شك فيه، والحديث وقع في مصادر عدة هكذا : (إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. قال : وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت وليي في كل مؤمن بعدي).
هكذا جاء في «مسند أحمد» (5/180/رقم 3061)، وفي «فضائل الصحابة» له (2/849/رقم 1168)، ومن طريقه الضياء المقدسي في «المختارة» (13/26/رقم 32)، والآجري في «الشريعة» (4/2021/رقم 1488)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/100).
فالذي يظهر أنه سقط على الناسخ أو المصحح ما وضعتُ تحته خط، فصار الكلام هكذا : (إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي وليي في كل مؤمن بعدي). فأصلح الكاتب اجتهاداً منه لفظة (وليي) إلى (يعني) إن لم تكن الكلمة تحرفت عليه. فصارت النتيجة ما ذكرتَه، والله تعالى أعلم.
قلت سيف : راجعت سنن النسائي الكبرى ومسند أحمد والفضائل والمختارة وهو كما قال الباحث .
لكن راجعت السنة لابن أبي عاصم ثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن حماد عن أبي عوانة به .
ومحمد بن المثنى هو شيخ النسائي في الحديث هذا وفيه ( لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي )
فبرأ الناسخ ونرجع الوهم على أبي بلج وأنه يضطرب فيه
الحديث مدار إسناده على أبي بَلْجٍ الواسطي؛ واسمه يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم، مشهورٌ بكنيته،
وثقه بعض الأئمة
لكن قال البخاري فيه نظر .
وقد أنكروا على أبي بلج هذا الحديث على وجه الخصوص؛ أنكره عليه الإمام أحمد في رواية الأثرم. نقل ذلك ابن الجوزي والذهبي في ديوان الضعفاء والسيوطي في اللآلئ
وذكر عبدالغني بن سعيد المصري الحافظ أن أبا بلج أخطأ في اسم عمرو بن ميمون هذا، وليس هو بعمرو بن ميمون الأودي المشهور، وإنما هو ميمون أبو عبدالله مولى عبدالرحمن بن سمرة، وهو ضعيف.
قال ابن رجب في «شرح علل الترمذي» (2/688) بعد أن نقل كلام عبدالغني بن سعيد المصري :
«وهذا ليس ببعيد»اهـ.
وقبل ذلك قال : أبو بلج يروي عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها حديث طويل في فضل علي .
انكرها الإمام أحمد في رواية الأثرم. وقيل له : عمرو بن ميمون يروي عند ابن عباس ؟ قال: ما أدري ما أعلمه. انتهى من شرح العلل
وفي ضعفاء العقيلي : …. ومن حديثه ما حدثناه علي بن الحسين قال حدثنا النفيلي قال حدثنا مسكين بن بكير قال حدثنا شعبة عن أبي صالح عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالابواب كلها تسد إلا باب علي. ليس بمحفوظ من حديث شعبة ، ورواه أبو عوانة عن ابن بلج ولا يصح عن أبي عوانة.
وفي جامع الترمذي : قال حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه.
وذكر الذهبي هذا الحديث من مناكيره قال : ومن مناكيره عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب علي رضي الله عنه
وضعف الحديث الشيخ مقبل في تعليقه على المستدرك ونقل عن البخاري أنه قال في أبي بلج : فيه نظر.
ونقل محققو المسند بعد تضعيفهم للحديث أن شيخ الإسلام قال في المنهاج 5/34 : وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقصة نوم علي بن ابي طالب في فراش النبي صلى الله عليه وسلم رويت في كتب السير وليس فيها إسناد قائم.
وقصة تأخر هجرة أبي بكر مخالفة لما وقع في الصحيح في أنهما خرجا معا من بيت أبي بكر أخرجه البخاري في صحيحه 3905
قال ابن كثير في السيرة : وقد حكى ابن جرير عن بعضهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق الصديق إلى غار ثور. وأمر عليا أن يدله على مسيره ليلحقه فلحقه أثناء الطريق وهذا غريب جدا وخلاف المشهور أنهما خرجا معا.
ثم ذكروا أنه لا يصح في سد الأبواب إلا باب علي حديث.
ونقل الذهبي في المنتقى من منهاج الاعتدال حديث انت وليي في كل مؤمن بعدي موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث
وباقي الحديث ليس هو من خصائصه مثل كونه يحب الله ورسوله واستخلافه على المدينة وكونه بمنزلة هارون من موسى.
ومثل كون براءة لا يبلغها إلا هاشمي اذ كانت العادة جارية بأنه لا ينقض العهود إلا رجل من قبيلة المطاع. انتهى
—–
حديث سد الأبواب في المسجد إلا باب علي له روايات لا تخلو أسانيدها من مقال، وردها ليس مبنياً على دعوى التعارض فحسب كما يُحاول أن يصوره بعض الناس، وإنما يقوم بالأساس على المطاعن في رواتها لسوء حفظهم أو عدم ضبطهم أو تهمتهم. وقد تصدى الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» وفي «الفتح» للدفاع عن بعض تلك الروايات، لكن كما قال المعلمي رحمه الله تعالى في تعليقه على «الفوائد المجموعة» للشوكاني :
«وفي كلامه تسمح، والحق أنه لا تسلم رواية منها عن وهن !»
وقد أجاد الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الكلام على هذه المسألة، فانظر ذلك مبسوطاً في «الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب» (ص 487 وما بعدها)، فسيفيدك إن شاء الله تعالى
وذكرنا في التعليق على الصحيح المسند 968 عن قيس بن عباد قال : قلت لعلي : أخبرنا عن مسيرك هذا، أعهد عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أم رأي رأيته؟ فقال :ما عهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، ولكنه رأيٌ رأيته.
أن عليا ليس بمعصوم فهو يجتهد فيخطأ ويصيب لكنه بين الأجر والأجرين. وان قتاله لم يكن بوحي. فلو كان بوحي لما تخلف عنه بعض الصحابة ، ولما قاتله الآخرون.
وكذلك ذكرنا تحت حديث 1466 من الصحيح المسند
عن سعيد بن وهب قال نشد عليٌّ الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كنت مولاه فعليُّ مولاه.
الحديث اخرجه أحمد (23107) وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
قال الحافظ فى ” الفتح ” 7 / 74 : هو كثير الطرق جدا ، و قد استوعبها ابن عقدة فى كتاب مفرد ، و كثير من أسانيدها صحاح و حسان.
قال ابن تيمية الفتاوى ( 4 / 414 )
فضائل الصديق – رضي الله عنه – التي تميز بها لم يشركه فيها غيره وفضائل علي مشتركة وذلك أن قوله: ” {لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا} وقوله: ” {لا يبقى في المسجد خوخة إلا سدت؛ إلا خوخة أبي بكر} وقوله: ” {إن أمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر} وهذا فيه ثلاث خصائص لم يشركه فيها أحد: (الأولى: أنه ليس لأحد منهم عليه في صحبته وماله مثل ما لأبي بكر. (الثانية: قوله: ” {لا يبقى في المسجد} . . . إلخ ” وهذا تخصيص له دون سائرهم
وقال ابن تيمية الفتاوى ( 4 / 418 )
وقوله: ” {من كنت مولاه فعلي مولاه} فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخاري وغيره؛ ومنهم من حسنه فإن كان قاله فلم يرد به ولاية مختصا بها؛ بل ولاية مشتركة وهي ولاية الإيمان التي للمؤمنين والموالاة ضد المعاداة ولا ريب أنه يجب موالاة المؤمنين على سواهم ففيه رد على النواصب.
قال ابن تيمية رادا على من يطعن في الصحابة :
وأيضا فهؤلاء الذين نقلوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين نقلوا فضائل علي وغيره. فالقدح فيهم يوجب أن لا يوثق بما نقلوه من الدين، وحينئذ فلا تثبت فضيلة لا لعلي ولا لغيره، والرافضة جهال ليس لهم عقل ولا نقل ولا دين ولا دنيا منصورة، فإنه لو طلب منهم الناصبي الذي يبغض عليا ويعتقد فسقه أو كفره كالخوارج وغيرهم أن يثبتوا إيمان علي وفضله لم يقدروا على ذلك، بل تغلبهم الخوارج فإن فضائل علي إنما نقلها الصحابة الذين تقدح فيهم .
مناسبة حديث ” من كنت مولاه فهذا علي مولاه ”
لقد بعث النبي عليًّا أميرًا على جيشٍ إلى اليمن ، فوقع بينه وبين بعض من معه من الجيش جفوة وخِلاف ، وقد أكثروا من الشكوى منه عند النبي .
قال البيهقي بعد أن شكك في صحته : والمراد به : ولاء الإسلام ومودته ، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا ” إهــ .
( فائدة ) :
قال الفضيل بن مرزوق : سمعت الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي يقول لرجل ممن يغلو فيهم : ويحكم أحبونا لله ، فإن أطعنا الله فأحبونا ، وإن عصينا الله فأبغضونا.
فقال له رجل: إنكم قرابة رسول الله وأهل بيته !
فقال: ويحك ! لو كان الله مانعًا بقرابة من رسول الله أحدًا بغير طاعةِ الله لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أبًا وأمًّا ، والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين ، وإني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين ، ويلكم اتقوا الله وقولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى به منكم .
ثم قال: لقد أساء بنا آباؤنا إن كان هذا الذي تقولون من دين الله ثم لم يُطلِعونا عليه ولم يرغِّبونا فيه ؟!!!
فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله عليه السلام لعلي: ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” ؟!
فقال: أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال لهم : “أيها الناس هذا وليكم من بعدي” ، فإن أنصح الناس كان للناس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ولو كان الأمر كما تقولون: إن الله ورسوله اختارا عليا لهذا الأمر والقيام بعد النبي عليه السلام ، إنْ كان لأعظم الناس في ذلك خطيئةً وجُرْمًا إذْ تَرَك ما أمرَهُ به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس” إهـــ .
أخرجه ابن سعد في ( الطبقات) (5/ 319) واللفظ له ، واللالكائي في (إعتقاد أهل السنة) (2690) وابن عساكر (13/ 67 -68 ، 70) وإسناده حسن
===
وراجع شرحنا على أحاديث الصحيح المسند منها :
الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين
١٥٠ – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج ٥ ص ٣٤٧): حدثنا الفضل بن دكين حدثنا ابن أبي غَنِيَّةَ (١) عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن [ص: ١٣٠] عباس عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكرت عليًّا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتغير فقال «يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قلت بلى يا رسول الله قال «من كنت مولاه فعلي مولاه».
هذا حديث صحيحٌ.
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (ج ١٢ ص ٨٣) فقال رحمه الله: حدثنا الفضل بن دكين، عن ابن أبي غنية، عن الحكم به.
وأخرجه النسائي في “الخصائص” (ص ٩٩) فقال رحمه الله: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي غنية به.
وقال أيضًا: أخبرنا أبو داود، حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي غنية به.
وأخرجه البزار كما في “كشف الأستار” (ج ٣ ص ١٨٨) وقال عَقِبَهُ: لا نعلم أسند ابن عباس عن بريدة إلا هذا.
وفي الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين
٣٤٦ – قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج ١٠ ص ٢١٤): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أخبرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَال سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ أَوْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ -شَكَّ شُعْبَةُ-: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ».
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وَرَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ [ص: ٢٩٤] عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَأَبُو سَرِيحَةَ هُوَ حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
هذا حديث صحيحٌ.
* وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في “فضائل الصحابة” (ج ٢ ص ٥٦٩) فقال: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ أَوْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ -شُعْبَةُ الشَّاكُّ-: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ». فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ: أَظُنُّهُ قَالَ: فَكَتَمَهُ.
وفي الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين
٣٧٥ – قال الإمام النسائي رحمه الله في “الخصائص” (ص ٩٩): أخبرني زكريا بن يحيى، قال حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، أن سعدًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
[ص: ٣٢٣] هذا حديث صحيحٌ. وعبد الله بن داود هو الخُرَيْبِيُّ.