(928) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان/ ومسجد محمد بن رحمة الشامسي.
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات. السلام1،2،3،والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم.
وشارك عبدالله الديني وأحمد بن علي وسيف بن غدير النعيمي وعبدالله المشجري وعبدالرحمن الشيخ.
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
وراجعه عبدالله المشجري
وسيف بن غدير النعيمي
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الصحيح المسند 928 عن عقبة بن عامر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس.
وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق بشئ
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
مشاركة عبدالله الديني
الصدقة:
أولاً: مفهوم صدقة التطوع: لغة واصطلاحاً.
الصدقة لغة: جمع صدقات، وتَصَدَّقتُ: أعطيتُهُ صدقةً، والفاعل مُتصَدِّقٌ، [وهو الذي يُعطي الصدقة]، ومنهم من يخفف بالبدل والإدغام فيقال: مُصَّدِّقٌ، والمتصدِّقُ: المُعطي، وفي التنزيل: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}.
وقد جاء المتصدِّقُ والمصَّدِّقُ في القرآن العظيم: {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ}. و {الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ}.
وأما المُصَدِّق بتخفيف الصاد: فهو الذي يأخذ صدقات النَّعَم)).
والذي يُصدِّقك في حديثك فالصدقة: العطية.
والصدقة اصطلاحاً: العطية التي يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى.
قال العلامة الأصفهاني: ((الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوَّع به، والزكاة للواجب, وقد يُسمَّى الواجب صدقةً إذا تحرَّى صاحبها الصدق في فعله))
مشاركة: أحمد بن علي:
جاء في اللقاء المفتوح للعثيمين، وسأل عن: معنى كلمة (ظل) في حديث: (سبعة يظلهم الله)
فأجاب رحمه الله بقوله:
هذا يحتمل أن يكون ظل العرش، كما جاء في رواية، ولكنها لم تثبت إلى ذلك الحد، ويحتمل في ظله يعني: الظل الذي يخلقه الله عز وجل، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة)، وذلك أنه في ذلك اليوم وفي ذلك الميدان ليس فيه ظل، لا أشجار ولا أبنية ولا غير ذلك، الأرض يذرها الله عز وجل قاعاً صفصفا، ليس هناك إلا ظلٌ يظلك الله به، فإما أن يكون ظل العرش وإما أن يكون ظل الأعمال، كما في الحديث: (كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة). اهـ
قلت (سيف): قول الشيخ لم يثبت ظل العرش إنما يقصد في هذا الحديث، وإلا هي متواترة كما سيأتي.
وقال صاحبنا عبدالله المشجري:
ويراجع في مسألة (الظل) وأن المقصود منه ظل العرش رسالة للشيخ ربيع المدخلي بعنوان ” القول الواضح المبين في المراد بظل الله الذي وعد به المؤمنين العاملين
ختم هذه الرسالة بقوله (وأخيراً:
فإن المتأمل المنصف في النصوص النبوية والقواعد الشرعية لا يخالجه شك في أن المراد من الظل الوارد في النصوص النبوية – التي مر ذكرها في هذا البحث- إنما هو ظل عرش الله عز وجل.
هذا ما يسره الله لي ووفقني له من هذا البحث الذي أرجو الله الرؤوف الرحيم أن ينفعني به وأن يجعلني ممن يظلهم بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
وصلى الله على نبينا محمد وإخوانه من النبيين والمرسلين وآله وصحابته أجمعين.
كتبه:
رَبِيع بن هَادي بن عُمَيْر الْمَدْخلِي
25/ 7/1427هـ
قلت (سيف بن دورة): نقل الشيخ ربيع في كتابه السابق قواعد:
الأولى: قاعدة في أن إضافة الأعيان القائمة بذاتها هي من باب إضافة المخلوق إلى الخالق إما إضافة ملك أو قل إضافة تشريف.
ونقل كلام لابن تيمية يدل على ذلك كما في مجموع الفتاوى [291/ 9]
ثم قال: وذكر شيخ الإسلام هذه القاعدة العظيمة في موضع آخر وجعل المضاف إلى الله في الكتاب والسنة ثلاثة أقسام ومثَّل لإضافة الصفة إلى الموصوف بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}،
وقوله “اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك “.
قال وفي الحديث الآخر ” اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق “.
ومثَّل لإضافة المخلوقات إلى الخالق بقول الله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، وقوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}، وقوله: {رَّسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29] و {عِبَادَ اللَّهِ} [الصافات: 40]،وقوله: {ذُو الْعَرْشِ} [البروج: 15]، وقوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}.
ثم قال -رحمه الله – فهذا القسم لا خلاف بين المسلمين في أنه مخلوق.
كما أن القسم الأول لم يختلف فيه أهل السنة والجماعة في أنه قديم وغير مخلوق “.وراجع القسم الثالث كتاب ابن تيمية.
وقد لخص هذه القاعدة الشيخ عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في (فتح المجيد).
ثانياً – ومن القواعد التي يجب مراعاتها عند تفسير كلام الله وعند شرح كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: حمل المبهم على المبين والمطلق على المقيد.
فإذا لم يراع هذه القواعد وقع في الزلل وفي القول على الله بغير علم.
ومن القواعد التي يجب مراعاتها في باب التوحيد وإثبات صفات الله: أن يثبت لله ما أثبت لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.
وسوف أسوق في هذا البحث بعض الأحاديث التي نصّ فيها رسول الله_صلى الله عليه وسلم_على إكرام الله بعض عباده المؤمنين العاملين بأن يظلهم الله في ظل عرشه منها:
1 – حديث أبي هريرة
قال الإمام الترمذي في الجامع (2/ 575) حديث 1306):
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أنظر معسراً أو وضع له, أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه, يوم لا ظل إلا ظله).
2 – 3 حديث معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت.
أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 236 – 237) (المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش … ) وهو في الصحيح المسند.
4 – حديث العرباض بمعنى حديث معاذ أخرجه أحمد [4/ 12].
5 – حديث أبي قتادة مرفوعاً.
قال الإمام أحمد في المسند (5/ 300 و 308) (من نفس عن غريمه أو وضع عنه … )
6 – – حديث أبي اليسر مرفوعاً.
قال أبو بكر بن أبي شيبة (7/ 552)
(من أنظر معسرا أو وضع عنه … )
7 – أثر سلمان وأن التاجر الصدوق في ظل العرش.
وممن قال أن المقصود (ظل العرش): ابن حبان وابن منده والطحاوي وابن عبدالبر، وأشار البيهقي أنه قول عدد من العلماء مع أنه نقل تأويلا للحديث، وابن القيم في طريق الهجرتين والوابل الصيب وروضة المحبين، وابن قتيبة والقرطبي في التذكرة، وابن رجب حيث قال: وهذا يدل على أن المراد بظل الله: ظل عرشه. انظر فتح الباري لابن رجب (6/ 51)، وابن حجر قال: وقيل المراد: ظل عرشه، ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن سبعة يظلهم الله في ظل عرشه فذكر الحديث، وإذا كان المراد ظل العرش استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس فهو أرجح، وبه جزم القرطبي، ويؤيده أيضاً تقييد ذلك بيوم القيامة كما صرح به ابن المبارك في روايته …
والسيوطي والمباركفوري والألباني؛ قال في (مختصر العلو ص105): وقد ورد في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر. وراجع الإرواء (3/ 395) انتهى من كتاب الشيخ ربيع باختصار.
وهناك كتاب واسع للسخاوي بعنوان الخصال الموجبة للظلال. ذكر قرابة اثنين وتسعين خصلة، صح منها ثلاثة عشر خصلة، منها السبع المذكورون في حديث واحد، والثامن رجل أنظر معسراً، والتاسع أو خفف عنه، والعاشر رجل أعان الغارم، والحادي عشر المؤمنون أو أهل لا إله إلا الله، والثاني عشر ورجل تصدق على المعسر، والثالث عشر أرواح شهداء أحد (أن أرواحهم في أجواف طير خضر تأوي إلى قناديل معلقة في ظل العرش)
وثانياً: ذكر 64 خصلة أحاديثها لم تثبت أولها حامي الغزاة حين توليهم، ومنها التاجر الصدوق، وآخرها أن النبي صلى الله عليه وسلم يكون تحت ظل … .
وثالثاً: ذكر 12 خصلة من الإسرائليات أولها: تارك الحسد وآخرها من يذكرهم الله يذكرونه.
ثم رابعا: ذكر خصالاً تمنع من الظل، إسبال الإزار، والغيبة، ونفق سلعة وزينتها بما ليس فيها.
قلت (سيف): المهم أن العصاة يكون العرق على قدر معاصيهم.
———-
قال السيوطي في تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش:
فقد ورد في الإظلال من حديث: أبي أمامة، وسيأتي.
وأما خصلة الصدقة، فمن شواهده: عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس.
تنبيه: وروى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني رأيت البارحة عجبا، الحديث.
وفيه: ورأيت رجلا من أمتي، يتقي وهج النار عن وجهه، فجاءته صدقته، فصارت طلاء على رأسه، وسترا عن وجهه. اهـ
قلت (أحمد): الحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع 2086 و في الضعيفة 7129
قال الصنعاني في سبل السلام:
“كل امراء في ظل صدقته” أي يوم القيامة أعم من صدقته الواجبة والنافلة “حتى يفصل بين الناس” رواه ابن حبان والحاكم فيه حث على الصدقة وأما كونه في ظلها فيحتمل الحقيقة وأنها تأتي أعيان الصدقة فتدفع عنه حر الشمس أو المراد في كنفها وحمايتها ومن فوائد صدقة النفل أنها تكون توفية لصدقة الفرض إن وجدت في الآخرة ناقصة كما أخرجه الحاكم في الكنى من حديث ابن عمر وفيه “وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع منها شيئا فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة لتتموا بها ما نقص من الزكاة” فيؤخذ ذلك على فرائض الله وذلك برحمة الله وعدله. اهـ
قال صاحبنا عبدالرحمن الشيخ، قال باحث:
والحديث رواه أحمد أيضا، وإسناده صحيح، وفيه: «كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس» وهذا يدل على فضل الصدقة، وهذا يشمل صدقة الفرض وصدقة التطوع: قلت (سيف بن دورة الكعبي):
قال باحث: أن الصدقة شرعت لغرضين جليلين:
أحدهما: سد خلَّة المسلمين وحاجتهم،
والثاني: معونة الإسلام وتأييده، وللصدقة فضائل من علو شأنها ورفعة منزلة صاحبها، ووقايتها للمتصدق من البلايا والكروب، وعظم أجرها ومضاعفة ثوابها، واطفائها الخطايا وتكفيرها الذنوب، ومباركتها المال وزيادتها الرزق، وأنها وقاية من العذاب وسبيل لدخول الجنة …. وغير ذلك من الفضائل.
ومما ذكره: أن الجزاء من جنس العمل ومنه حديث (أن رجلاً جاء بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)
وحديث (من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله له بكل عضو منها عضواً من من النار حتى فرجه بفرجه)
وحديث (لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة) والستر يشمل ستر المعايب والعورة، وقول أبي سعيد (من كسا مسلماً ثوباً على عري كساه الله من خضر الجنة … ) بل ورد (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامه …. ) ومنه حديث التاجر الذي يداين الناس ويتجاوز عنهم، فتجاوز الله عنه.
وإظلالها لصاحبها في المحشر كما في حديث الباب، وتوفي نقص الزكاة، والصدقة يبقى أجرها ما بقيت، بل ورد في حديث عائشة أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟
قال: نعم وبنحوه عن أبي هريرة وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عمرو وفيه (أما أبوك فلو أقرَّ بالتوحيد فصمت عنه وتصدقت عنه نفعه ذلك) يعني العاص بن وائل، وكذلك حديث واثلة بن الأسقع قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأتاه نفر من بني سليم، فقالوا: يا رسول الله! إن صاحباً لنا قد أوجب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار) والصدقة تستر عيوب العبد وتجلب محبة الناس، بل تجلب محبة الله عزوجل ومنه حديث الأقرع والأبرص والأعمى.، وفيها انتصارا للعبد على شيطانه، ونفعها المتعدي (أحب الناس إلى الله أنفعهم) وتخفف الجريمة.
وما نقل أصحابنا في فضائل الصدقة أوسع كما في الفقرة التالية.
——
قال صاحبنا أحمد بن علي وسيف بن غدير النعيمي:
جمع أحد الباحثين فوائد الصدقة فقال:
فضائل وفوائد الصدقة:
أولا:
أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
{إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى} [صحيح الترغيب].
ثانيا:
أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
{والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار} [صحيح الترغيب].
ثالثا:
أنها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: {فاتقوا النار، ولو بشق تمرة}.
رابعا:
أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله عزوجل في ظله وحديث عقبة بن عامر.
خامسا:
أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: {داووا مرضاكم بالصدقة}
يقول ابن شقيق: (سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ) [صحيح الترغيب].
قال عبدالله المشجري: قال باحث كلها ضعيفة أمثلها مرسل الحسن البصري.
سادسا:
إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه:
{إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم} [رواه أحمد].
قال محققو المسند: ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
سابعا:
أن الله يدفع بالصدقة أنواعا من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: (وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم) صحيح الجامع، والصحيح المسند 285
ثامنا:
أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
[آل عمران:92].
تاسعا:
أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: {ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا} [في الصحيحين].
عاشرا:
أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: {ما نقصت صدقة من مال} [في صحيح مسلم].
الحادي عشر:
أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم) [البقرة:272]
ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقي منها: قالت: ما بقي منها إلا كتفها. قال: {بقي كلها غير كتفها} [في صحيح مسلم].
الثاني عشر:
أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم) [الحديد:18]
وقوله سبحانه: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون)
[البقرة:245].
الثالث عشر:
أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه صاحبا الصحيح.
الرابع عشر:
أنها متى ما اجتمعت مع الصيام وإتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه مسلم.
الخامس عشر:
أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين]
وقد قال تعالى: (من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) الحشر:9].
السادس عشر:
أن المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله صلى الله عليه وسلم: {إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل .. } الحديث وقال عبدالله المشجري: صححه الألباني.
السابع عشر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: {لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل والنهار}
الثامن عشر:
أن العبد موف بالعهد قال تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله .. )
التاسع عشر:
أن الصدقة دليل على صدق العبد وإيمانه كما في قوله: {والصدقة برهان} [رواه مسلم].
العشرون:
أن الصدقة مطهرة للمال، ففي الحديث: {يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة} رواه أحمد والنسائي، وهو في صحيح الجامع، والصحيح المسند 1089.