90 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم – رقم 90
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة ، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
استفدت ممن شارك في الفوائد رقم 89
4262 – عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ كَأَنَّ الْأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ. وفي رواية:(أناالفرط على الحوض)
———-
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:
أَنَّ الشرب من الحوض -ورود الحوض- له أسباب في هذه الدنيا ينبغي؛ يجب على كل مسلم أن يحرص عليها:
1 – أن يكون غير مُحْدِث في الدين حَدَثَاً؛ يعني كلُّ ما لم يكن على عهده صلى الله عليه وسلم من أنواع الاعتقاد والعلم؛ فإّنه لا يأمَن أن يكون داخلا في قوله «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، حتى إنَّ أهل العلم أدْخَلُوا في ذلك كما سمعت كل من أَحْدَثَ بِدْعَة في الاعتقاد من: المرجئة والخوارج والمعتزلة والكلاّبية والرّافضة والسّبئية إلى غيرها من الفرق الغالية والمتوسطة والخفيفة، كل من أحدث حدثَاً يدخل في ذلك.
2- أن يُخَلِّصَ قلبه من الغش والغل لخيرة هذه الأمة وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم معه من أحب، والصحابة معه يوم القيامة كما ثبت «أنت مع من أحببت»، فلعله أن يرد حوض نبيه صلى الله عليه وسلم معهم.
3- أن يكون بعيداً عن الافتراء في دين الله عزوجل ؛ ففي الحديث «يكون بعدي أمراء فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد عليّ الحوض» الصحيح المسند 245،1092 وهذا الأمر شديد في أنَّ المرء لا يكذب على الله، وأيضاً إذا خالط أحداً فلا يصدقه على كَذِبِهْ، فلا يصدّق من يكذب على دين الله.
ولهذا ذكر السَّفَّاريني رحمه الله في عقيدته المعروفة في منظومته ذكر جملة هذه الصفات بقوله:
عنه يُذادُ المفتري كما ورد***ومن نحا سبل السلامة لم يُرَد
وقال تعالى :
{وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف:33]، فقَرَنَ بين الشرك وبين القول على الله بلا علم.
4- أن يبتعد المرء عن الكبائر والذنوب؛ عن المداومة عليها، وإذا أَذْنَبَ يرجع ويستغفر، ففي الحديث «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، والناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا أذْنَبُوا اسْتَغْفَرُوا ولم يكن بينهم -يعني من الصحابة- ممن هو مداوم على الكبيرة غير تائب منها.
تنبيه : أعلَّ العقيلي حديث( أنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) وحدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن سعيد بن الاصبهاني قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم عرفة فقال في خطبته قد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسئولون عنى فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويكبها إلى الناس اللهم اشهد، وحديث جعفر بن محمد أولى ثم ذكر حديث أبي هريرة وفيه( كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض )
وراجع ترجمة هارون بن سعيد أيضا في الضعفاء
ومن صححه يحمل على :إن عملتم بالقرآن واهتديتم بهدي عترتي العلماء العاملين لن تضلوا ومثلهم العلماء العاملين من غير العترة وإنما خص العترة؛ لأن التمسك بالعلماء منهم أقوى من غيرهم في التأثير بالقلوب( الفتح الرباني 1/186) ومن العترة ازواجه
وقيل المقصود بأهل البيت :العلماء العاملون قال ابوجعفر : العترة هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم على دينه وعلى التمسك بأمره
والحديث صححه الألباني وراجع تعليقه عليه
– كذلك أعلَّ العقيلي حديث( حوضي اشرب منه يوم القيامة ومن اتبعني من الأنبياء ويبعث الله ناقة ثمود لصالح فيحلبها ويشرب منها والذين ءامنوا معه.. )ترجمة عبدالكريم بن كيسان
-ومنبر النبي صلى الله عليه وسلم على حوضه يوم القيامة وشرحه الديني في الصحيح المسند. وصححه العقيلي كما في ترجمة عباس بن عبدالرحمن بعد أن ضعف الحديث من طريقه من حديث جبير بن مطعم قال :وهذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد صالح.
وصححه مرة كذلك من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي )وهو في مسلم1391 باب فضل ما بين قبره صلى الله عليه وسلم وفضل موضع منبره
و البخاري 1196 من حديث أبي هريرة مرفوعا «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» وسوف ننقل إن شاء الله شرح صاحبنا الديني على الصحيح المسند إذا بلغنا هذا الحديث.
ومما لم ينقله : سؤال وجه للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ :
عن حديث : ” ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة” .
جـ ـ ليس فيه دليل على أنه يدفن فيه .
ومن معناه أن هذه هي الروضة النبوية ، وأن بها بدأ العلم ، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم الشرع : بيان الكتاب والسنة ، وأخذ الصحابة عنه ذلك . ثم كونه لا يزال كذلك موجودة ، فإن العلم ولا سيما علم الشرع والعمل به روضة من رياض الجنة في الدنيا بالمعنى ، ثم يحصل بحفظه حصول روضة من رياض الجنة حسية
وقد بين الوالد الجد الشيخ عبد اللطيف هذا المعنى في رده على ابن منصور ، أو في أحد ردوده ، وأظن معناه مأخوذ من كلام شيخ الإسلام . قريب منه في المعنى ما جاء ” ومنبري على حوضي” (تقرير)
وذكر الشيخ ابن عثيمين أنه يحتمل أن معنى :ومنبري على حوضي أنه على الحقيقة لكن؛ لأنه يتعلق بأمر غيبي لا نراه.
وقيل : المقصود الملازمة له، فيحمل على ملازمة العلم فيكون من السابقين في الورود.
تنبيه : أعل الألباني رواية ما بين منبري( وقبري ) روضة من رياض الجنة.
-من لوازم الإيمان بالحوض الإيمان بالكوثر وتسمية الحوض بالكوثر أحياناً؛ لأنه هو أصله فمن الكوثر يصب ميزابان في الحوض :
مشاركة احمد بن علي:
وروى مسلم في”صحيحه” عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: “أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسما، فقال: إنه أنزلت عليّ آنفا سورة، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، حتى ختمها؛ قال: هل تدرون ما الكوثر؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هو نهر أعطانيه ربي في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيتة عدد الكواكب؛ يختلج العبد منهم، فأقول: يارب! إنه من أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك”، ومعنى “يختلج”: يطرد عن ورود الحوض.
قال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول إلى علم الأصول:
فصل: فيما جاء في الحوض والكوثر
وحوض خير الخلق حق وبه … يشرب في الأخرى جميع حزبه.
وذكر الشيخ حافظ في معارج القبول شرح سلم الوصول شرح مطول لهذا البيت عن الحوض والإيمان به وصفاته :
قلت( سيف )وانتقيت بعض الأحاديث وحكمت على ما هو خارج الصحيحين بحسب الإستطاعة :
وروى البخاري بسنده إلى أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله إياه, قال أبو بشر قلت لسعيد بن جبير فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه اهـ
وقد ورد في ذكر الحوض وتفسير الكوثر به وإثباته وصفته من طرق جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم واشتهر، واستفاض بل تواتر في كتب السنة من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن
فأخرج البخاري :عن أنس رضي الله عنه قال لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: “أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال: هذا الكوثر”
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بينما أنا أسير في الجنة إذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت ما هذا يا جبريل قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك, فإذا طينه -أو طيبه- مسك أذفر”
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قال الراوي :سألتها عن قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] قالت نهر أعطيه نبيكم -صلى الله عليه وسلم- شاطئاه عليه در مجوف, آنيته كعدد النجوم
وورد( ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم )
قلت( سيف ):ففيه شفقة النبي صلى الله عليه وسلم.
وورد “لأذودن عن حوضي رجالا كما تذاد الغريبة من الإبل” وليس بخلا منه صلى الله عليه وسلم وإنما إرشاد لهم لأحواض انبيائهم فتحصل هذه الفضيلة للأنبياء كذلك.
وورد( إني فرطكم على الحوض, وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا, فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم” قال عقبة: وكانت آخر ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر)
ففيه الحذر من الاغترار بالدنيا، وأن هذا من آخر حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
وانظر ما يأتي أيضا.
وفي رواية “إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم, وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض -أو مفاتيح الأرض- وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي, ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها” , ورواه مسلم بهذا اللفظ وبلفظ.
( صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم: على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات…. )
ففيه إكرام الله لنبيه وأن مُلْكَ أمته سيطول كنز كسرى وقيصر، وذهب بعض أهل العلم أن الصلاة المقصود بها هنا الدعاء ،وفيه شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة
-وفي لفظ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) يدل على عدم علم النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب
-ورد في رواية( إن حوضي أبعد من أيلة من عدن, لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن, ولآنيته أكثر من عدد النجوم… ) وتدل على جواز التشبيه لتقريب المعاني للأذهان .
-ورد وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه” قالوا: يا رسول الله أتعرفنا يومئذ قال: “نعم لكم سيما ليست لأحد من الأمم, تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء” تدل على فضيلة الوضوء وليس صده صلى الله عليه وسلم بخلاً إنما لكي لا يزحموا أمته ثم هو إكرام لأنبيائهم فهم يتكاثرون أيهم أكثر واردا وسبق التنبيه. وفيه فضيلة لهذه الأمة حيث أن لهم سيما ليست لأحد.
-ورد عن ابن عباس وهو ما تقدم في أول الباب, وروى ابن جرير عن سعيد بن جبير عنه رضي الله عنه قال: “الكوثر نهر في الجنة, حافتاه من ذهب وفضة, يجري على الياقوت والدر, ماؤه أبيض من الثلج وأحلى من العسل” .
وله عن عطاء بن السائب قال قال لي محارب بن دثار ما قال سعيد بن جبير في الكوثر قلت حدثنا عن ابن عباس أنه الخير الكثير, فقال صدق والله إنه للخير الكثير, ولكن حدثنا ابن عمر قال {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكوثر نهر في الجنة, حافتاه من ذهب, يجري على الدر والياقوت” .
-ورد عند مسلم عن ثوبان -رضي الله عنه- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن, أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم”
ففيه فضيلة لأهل اليمن
واستشكله بعض الأخوة مع ما ورد أن أول من يرد الحوض فقراء المهاجرين؟
قال النووي :وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات ومعنى يرفض عليهم : أي يسيل عليهم( شرح النووي )
ولا إشكال؛ لأنه ليس في حديث أهل اليمن أنهم أول من يرد، لكنهم من السابقين في الورود، أو نقول يشتركون في الأولوية. فإذا ازدحم الناس خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعصاه يقرع الناس لئلا يزحموا أهل اليمن
-روى مسلم بلفظ: “حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء, وماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء, فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا” .يدل على سعة حوضه صلى الله عليه وسلم، ووجدت في استعراضي لأحاديث الحوض في البعث والنشور للبيهقي كذلك أن أباسبرة الهمداني حدث عبيد الله بن زياد بحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما في الحوض وأنه كتبه بيده مع أن ابن زياد سمع حديث الحوض من أبي برزة والبراء وعابد بن عمرو وفيه( وعرضه مثل طوله أبعده ما بين ايلة إلى مكة… ) فقال ابن زياد : أشهد أن الحوض حق، وأخذ الصحيفة التي فيها الكتاب
وأبو سبرة هو عبدالله بن سبرة له ترجمة قال أحمد :صالح، وقال ابن معين : ليس به بأس، قال ابن عبدالبر :حسن الحديث
– حديث أبي إمامة مرفوعا وفيه (… إن الله وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً بغير حساب… وقد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث حثيات قال :فما سعة حوضك يا نبي الله ؟ قال : كما بين عدن إلى أيلة وأوسع وأوسع، يشير بيده. قال : فيه مثعبان من ذهب وفضة…. من شرب منه لم يظمأ بعدها، ولم يسودَّ وجهه أبدا ) قلنا في تخريجنا لمسند أحمد 22156أنه على شرط كتابنا الذيل على الصحيح المسند والصواب ما فعله محققو المسند، وإن التضبيب الذي نقله عبدالله بن الإمام أحمد ليس له علاقة بحديثنا هذا، وإنما للحديث التالي. وقد حسن الحديث ابن كثير وصحح سنده الألباني في الصحيحة 2179،ومقبل في الشفاعة
– ورد في الحديث( يغت فيه ميزابان من الجنة أحدهما ذهب والآخر فضة ) ففيه أن من أنفس المعادن الذهب والفضة .
تنبيه : ما ورد في الكوثر وأنه ليس أحد يدخل إصبعه في أذنية إلا سمع ذلك النهر أخرجه البيهقي في البعث والنشور لا يصح، بل قال السمعاني في تفسيره غريب جداً
هذه الأحاديث تتبعتها بالحكم عليها مما جمعها الحافظ الحكمي في معارج القبول والبيهقي في كتابه البعث والنشور. وبقي بعض الأحاديث وهي مشابهه في المعنى لما ذكرت إلا عند البيهقي بعض الأحاديث في صفة الكوثر ولعل الله ييسر في مكان آخر الحكم عليها
ومما ورد في الحوض مما ذكره مقبل في الصحيح المسند :
ففي الصحيح المسند 507( ألا إني فرطكم على الحوض وإني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلن بعدي )
وفي الصحيح المسند 1475 عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر خطبة الوداع وفيه( ألا إني فرطكم على الحوض أنظركم وأني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي…. إلا وأني مستنقذ رجالا أو إناثا ومستنقذ مني آخرون فأقول يا رب أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )وعزاه لأحمد
-وفي تخريجي للكشف أحاديث ننبه على بعض الألفاظ : لفظ( ومن لم يشرب منه ، لم يرو أبدا ) الكشف 3484 وكتبت أن الإسناد ضعيف وورد في المختارة بإسناد صحيح وفي النفس شئ من ثبوت هذه الزيادة. انتهى كلامي
-وحديث( يا معشر الأنصار موعدكم حوضي ) الكشف 3485 وعلقت انه حسن بالمتابعات
وورد في البخاري 3792 ومسلم 1845 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا قَالَ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ
وحديث عبدالله بن زيد أخرجه البخاري 4330 وهو في مسلم 1061 في غنائم حنين وفيه(… ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل وتذهبون برسول الله إلى رحالكم الأنصار شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )
وورد في البخاري بَاب مَا أَقْطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْبَحْرَيْنِ وَمَا وَعَدَ مِنْ مَالِ الْبَحْرَيْنِ وَالْجِزْيَةِ وَلِمَنْ يُقْسَمُ الْفَيْءُ وَالْجِزْيَةُ
3163 – عن أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ لِيَكْتُبَ لَهُمْ بِالْبَحْرَيْنِ فَقَالُوا لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَكْتُبَ لِإِخْوَانِنَا مِنْ قُرَيْشٍ بِمِثْلِهَا فَقَالَ ذَاكَ لَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ يَقُولُونَ لَهُ قَالَ فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ.
وحديث( أذود عنه الناس لأهل بيتي… ) الكشف 3483 وعلقت عليه بأن هذه اللفظة شاذة.
وورد في مسند أحمد 11863 (…خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه… إني الساعة لقائم على الحوض، قال إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة ) وقلنا على شرط الذيل على الصحيح المسند
-أمر الحوض من الأمور الآخرة الغيبية، ولا يجوز الخوض فيه بغير مستند.
– قد أنكر أعداء الرسل من المشركين والفلاسفة
وغيرهم حقيقة البعث بعد الموت والحساب والجنة والنار وجعلوا هذه الأشياء رموزاً
يفهمون منها غير ما يفهمه المؤمنون منها وهذا تكذيب لله تعالى وأنبيائه ورسله .
فالجنة والنار والصراط والميزان والحوض والعرش
والكرسي وغيرها هي أمور حقيقة ونؤمن بها على الحقيقة ولا نتلاعب بدلالة الألفاظ
عليها بل نؤمن بها صريحة كما وردت .
وسأل أحد المشايخ :
سؤال –
ما هو الكوثر ؟ وهل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟.
الحمد لله
الكوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة.
أما في الشرع فله معنيان :
المعنى الأول :
أنه نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وهذا
المعنى هو المراد في قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) الكوثر/1 ، كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما روى مسلم في صحيحه ( 607 ) عن أنس رضي الله عنه قال : ” بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم
إذ غفا إغفاءة , ثم رفع رأسه متبسما فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : نزلت علي سورة . فقرأ . بسم الله الرحمن الرحيم . ( إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها ) , ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي
عليه خير كثير , وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ” الحديث .
المعنى الثاني :
أنه حوض عظيم ـ والحوض هو : مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر
الكوثر الذي في الجنة ، ولذا يسمى حوض الكوثر والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه ( 4255 ) من حديث أبي ذر ” أن الحوض يشخب ( يصب ) فيه ميزابان من الجنة ”
وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها ” كما قال
ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 11 / 466 ) . والله أعلم .
وأما هل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء أم لا ؟
فأما نهر الكوثر الذي يُصب من مائه في الحوض فإنه لم يُنقل نظيره لغير النبي صلى الله عليه وسلم وامتن الله عليه به في السورة فلا يبعد أنه خاص نبينا صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء .
وأما حوض الكوثر فقد اشتهر عند العلماء اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم به وممن صرح بذلك القرطبي في المفهم .
وقد ورد في السنة الصحيحة ذكر صفات النهر الذي في الجنة والحوض
ورد في المسند ( 12084 ) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” أعطيت الكوثر ، فإذا هو نهر يجري على ظهر الأرض ، حافتاه
قباب اللؤلؤ ، ليس مسقوفاً فضربت بيدي إلى تربته ، فإذا تربته مسك أذفر ، وحصباؤه اللؤلؤ ” وصححه الألباني في الصحيحة ( 2513 )
وفي رواية عنه في المسند أيضا ( 12828 ) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْكَوْثَرِ فقَالَ : ” ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ( الإبل ) قال عمر إِنَّ تِلْكَ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا عُمَر ” وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3740 )
– روى مسلم في صحيحه ( 367 )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : ” السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ
وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا
إِخْوَانَنَا” قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَال :َ”
أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ” فَقَالُوا
كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
فَقَالَ : ” أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ
ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ ” قَالُوا : بَلَى يَا
رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : ” فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ
الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ
حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ فَيُقَالُ
إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا ”
ولعلنا نشرحه إن شاء الله في موضعه
تنبيه 1: سبق ذكر الراجح في البحوث السابقة وأن الحوض قبل الصراط.
تنبيه 2: ذكرنا أن حديث سمرة لكل نبي حوض أن الراجح فيه أنه من مراسيل الحسن، وقلنا يشهد له حديث أبي سعيد، لكن فيه تدليس عطيه وهو يدلس الكلبي، لكن أفادنا صاحبنا أحمد بن علي أنه صرح بأنه الخدري بقي التأكد هل يصح السند إليه.