9 – بَابُ إِثْبَاتِ حَوْضِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِفَاتِهِ
25 – (2289) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ»
25 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِشْرٍ جَمِيعًا، عَنْ مِسْعَرٍ، ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ كِلَاهُمَا، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ
26 – (2290) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ» قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا يَقُولُ؟ قَالَ فَقُلْتُ: نَعَمْ.
26 – قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فَيَقُولُ «إِنَّهُمْ مِنِّي»، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: «سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي»
26 – وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ يَعْقُوبَ
27 – (2292) وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَا يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَدًا»
قَالَ:
27 – وَقَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسَيُؤْخَذُ أُنَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَمَا شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ وَاللهِ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ” قَالَ: فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ أَنْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا»
28 – (2294) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ ” إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، فَوَاللهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ، فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: «إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ»
29 – (2295) وحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرًا، حَدَّثَهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَذْكُرُونَ الْحَوْضَ، وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَارِيَةُ تَمْشُطُنِي، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ» فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي، قَالَتْ: إِنَّمَا دَعَا الرِّجَالَ وَلَمْ يَدْعُ النِّسَاءَ، فَقُلْتُ: إِنِّي مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنِّي لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ، فَإِيَّايَ لَا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ فَيُذَبُّ عَنِّي كَمَا يُذَبُّ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، فَأَقُولُ: فِيمَ هَذَا؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا ”
29 – وحَدَّثَنِي أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَهُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهِيَ تَمْتَشِطُ: «أَيُّهَا النَّاسُ» فَقَالَتْ لِمَاشِطَتِهَا: كُفِّي رَأْسِي، بِنَحْوِ حَدِيثِ بُكَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ
30 – (2296) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَإِنِّي، وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا»
31 – (2296) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا وَهْبٌ يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ:، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، فَقَالَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ، إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» قَالَ عُقْبَةُ: «فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ»
32 – (2297) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازِعَنَّ أَقْوَامًا ثُمَّ لَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ «
32 – وَحَدَّثَنَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ» أَصْحَابِي، أَصْحَابِي ”
32 – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كِلَاهُمَا، عَنْ جَرِيرٍ، ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ جَمِيعًا، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، وَفِي حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ.
32 – وَحَدَّثَنَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ كِلَاهُمَا، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، وَمُغِيرَةَ
33 – (2298) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَزِيعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَوْضُهُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ» فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ قَالَ: «الْأَوَانِي»؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ الْمُسْتَوْرِدُ: «تُرَى فِيهِ الْآنِيَةُ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ»
33 – وحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَذَكَرَ الْحَوْضَ بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ الْمُسْتَوْرِدِ وَقَوْلَهُ
34 – (2299) حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا، مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ»
34 – حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ» وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْمُثَنَّى «حَوْضِي»
34 – وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَزَادَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ قَرْيَتَيْنِ بِالشَّأْمِ، بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بِشْرٍ: ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.
34 – وحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ
35 – (2299) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ، فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا»
36 – (2300) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ – وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا، أَلَا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أَيْلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ»
الفوائد
——–
جواب نورس الهاشمي حيث نقل:
مقالاً لبعض الباحثين وشاركه حسين البلوشي في كثير منها في تعليقه على الإجماع للكرماني:
مبحث في حوض النبي صلى الله عليه وسلم ?
أولا: تعريف الحوض في اللغة والاصطلاح:
الحوضُ في اللغة يُطلق ويُرادُ به: مجمع الماء , وجمعه: حياض و أحواض , قال الليث ” الحوضُ معروف. والجمع: الحياض و الأحواض. والفعل: التحويض , واستوحضَ الماء , أي أتخذ لنفسه حوضاً ” (تهذيب اللغة 5/ 158).
والمرادُ بالحوض في الشرع: هو ما جاء الخبر به , من أن لنبينا محمد ? حوضاً , تردْ عليه أمتهُ يوم القيامة , جعله الله غياثاً لهم وإكراماً لنبينا محمد ?.
عقيدة أهل السنة والجماعة في الحوض:
لقد ثبتَ الحوض بالنصوص الصحيحة الصريحة المتواترة , واعتقدَ بثبوتهِ جميع سلف هذه الأمة , ولم ينكر إثباته إلاَّ الخوارج وبعض المعتزلة.
قال السفاريني: ” والحوض و الكوثر ثابتٌ بالنصِ وإجماع أهل السنة والجماعة , حتى عدَّه أهل السنةِ في العقائد الدينية لأجل الرد على أهلِ البدعِ والضلال ” (شرح ثلاثيات المسند 1/ 537)
وقال ابن كثير رحمه الله: ” ما وردَ في الحوض النبوي المحمدي – سقانا الله منه يوم القيامة – من الأحاديث المتواترة المتعددة من الطرق الكثيرة المتضافرة , وإنْ رغمت أُنوف كثير من المبتدعة المعاندة المكابرةِ , القائلين بجحوده , المنكرين لوجوده , وأخْلِقْ بهم أن يُحال بينهم وبين وروده.
كما قال بعض السلف: ” مَنْ كذب بكرامةٍ لمْ ينالها ” (البداية والنهاية 2/ 29)
وقال القاضي عياض – رحمه الله – فيما ينقله عن النووي: ” أحاديثُ الحوض صحيحة والإيمان بهِ فرض , والتصديق به من الإيمان , وهو على ظاهِرهِ عند أهل السنة والجماعة لا يتأول ولا يُختلف فيه “. (شرح النووي المسلم 5/ 150)
مما تواتر حديث من كذب ,, ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ,, ومسح خفين وهذي بعض
وذكر القرطبي في المفهم أن عدد من روى أحاديث الحوض عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة نيف وثلاثون منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين
وذكر الحافظ في الفتح (11/ 467) أنه أوصلها إلى خمسين صحابيا قال: وقد بلغني عن بعض المتأخرين أنه أوصلها إلى ثمانين صحابيا اهـ.
قال ابن أبي العز رحمه الله في شرح الطحاوية: الأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حد التواتر ورواها من الصحابة بضع وثلاثون صحابيا رضي الله عنهم ولقد استقصى طرفها شيخنا الكبير عماد الدين ابن كثير تغمده الله برحمته في آخر تاريخه الكبير المسمى بالبداية والنهاية اهـ.
وكذلك نقل الإجماع الحافظ الإمام الكرماني رحمه الله
قال الحافظ في الفتح بعد ذكر كلام للقرطبي:
أنكره الخوارج وبعض المعتزلة وممن كان ينكره عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده اهـ (11/ 467)
قلت (سيف): وقصته في استهزائه بأبي برزة في سنن أبي داود 4734 وسماه الدحداح ثم سأله عن الحوض فأخبره أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثا ولا أربعا ولا خمسا، فمن كَذَّبَ به فلا سقاه الله منه ثم خرج مغضبا. وهو على شرط كتاب أصحابنا الذيل على الصحيح المسند وراجع تحقيقنا للكشف 3470
ونقل صاحبنا الديني:
عن أنس رضي الله عنه قال: ” لقد أدركتُ عجائزَ بالمدينة ما تصلي واحدةٌ منهن صلاةً إلا سألتْ ربَها عزَّ وجل أن يُوردها حوض محمدٍ صلى الله عليه وسلم ”
أخرجه ابن المبارك في ” الزهد ” وأحمد وابن أبي عاصم في “السنة” وصحح إسناده الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني نقلا من كتاب: تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي
تنبيه: قال صاحبنا أبوصالح: من شؤم البعد عن دراسة علم الحديث التكذيب بالمتواتر.
الأدلة من السنة النبوية على إثبات الحوض:
قال النووي:
قال القاضي وحديثه متواتر النقل رواه خلائق من الصحابة فذكره مسلم من رواية بن عمرو بن العاص وعائشة وأم سلمة وعقبة بن عامر وبن مسعود وحذيفة وحارثة بن وهب والمستورد وأبي ذر وثوبان وأنس وجابر بن سمرة ورواه غير مسلم من رواية أبي بكر الصديق وزيد بن أرقم وأبي أمامة وعبد الله بن زيد وأبي برزة وسويد بن حبلة وعبد الله بن الصنابحي والبراء بن عازب وأسماء بنت أبي بكر وخولة بنت قيس وغيرهم قلت ورواه البخاري ومسلم أيضا من رواية أبي هريرة ورواه غيرهما من رواية عمر بن الخطاب وعائذ بن عمر وآخرين وقد جمع ذلك كله الامام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه البعث والنشور بأسانيده وطرقه المتكاثرات انتهى
ونسأل الله أن ييسر في العمر لتحقيقها
صفات الحوض ومزاياه:
وردت للحوض صفاتٌ كثيرة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ?:
1 – فهو حوضٌ عظيم وموْردٌ كريم.
2 – آنيته من ذهبٍ وفضة.
3 – وهو أطيب من ريح المسِك.
4 – من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.
5 – غاية في الأتساع، فكلما شُربَ منه زادَ واتسع.
قال صاحبنا أحمد بن علي: لم يجد دليل على ذلك.
6 – فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء في الليلة المظلمة المُصْحية
7 – ماؤه أشدُ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأشد برداً من الثلج.
8 – ينبت منِ خلالهِ المسك والرضراض من اللؤلؤ وقضبان الذهب، ويُثمر ألوان الجواهر.
” أنظر لتلك الصفات فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 3/ 146 “. ” شرح الطحاوية 251، لوامع الأنوار للسفاريني 2/ 196 – 197 “.
الأحاديث الواردة في صفات الحوض:
1 – وعن أنس رضي الله عنه? عن النبي صلى الله عليه وسلم ? قال: ” بينما أنا أسير في الجنةِ إذا بنهرٍ حافتاهُ قِبابُ قلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثرُ الذي أعطاك ربُّك، فإذا طيِبهُ – أو طينهُ – مسِكٌ أذخَرُ – شك الراوي – ” (صحيح البخاري 11/ 564)
ما جاء في مسافة الحوض والجمع بين الروايات التي وردت في تحديد المسافة:
1 – جاء أنه ما بين أيْلةَ إلى صنعاء:
2 – وجاء أنه ما بين المدينة وصنعاء
3 – وجاء أنه ما بين عدن وعمان:
عن أبي أُمامة أن يزيد بين الأخنس قال: يا رسول الله، فما سعة حوضك؟ قال: ” ما بين عدن إلى عمان، وإن فيه مثْعبين مِن ذهبٍ وفضة “، قال: فما ماء حوضك يا نبي الله؟ قال: ” أشدُّ بياضاً مِن اللبن، وأحلى مذاقه من العسل، وأطيبُ رائحةً من المسِك، مَن شَرِب منه لم يظمأ أبدا، ولم يسْودَّ وجْهُه أبداً “.
رواه أحمد ورواته محتجٌ بهم في الصحيح، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني صحيح الترغيب والترهيب (3/ 439).
4 – وجاء أنه بين الكوفة والحجر الأسود:
كما في حديث ابن عمر عن النبي ? قال: ” حوضي كما بين الكوفة إلى الحجر الأسود “.
(أخرجه الترمذي 4/ 630)، (أخرجه النسائي نحو هذا الحديث 8/ 225)
5 – وجاء أنه بين جرباء وأذرح وذكر الألباني في مختصر مسلم انه وقع في الحديث حذف والصحيح كما قال الدارقطني أنه ما بين المدينة وجرباء وأذرح. وأتى بشاهد عن أبي هريرة وفيه ( … ما بينكم وبين جرباء وأذرح) وكذلك محققو المسند 8/ 348 ونقله ابن حجر عن الضياء في جزئة.
راجع تخريجنا على سنن أبي داود 4731
6 – وجاء أيضاً أنه بين أيْلةَ إلى الجحفة: كما في حديث عقبة بن عامر ” المتقدم.
وقد ذكر ابن حجر والبرديسي وغيرهما عدة روايات في تحديد مسافة الحوض وهي إجمالاً تصل إلى ثلاثة عشر رواية وقد ذكر النووي بعضاً مِنْ تلك الروايات ”
وللجمع بين تعدد الروايات فقد بذل كثير من العلماء جُهدهم للتوفيق بين تلك الروايات المتعددة.
ويمكن تلخيص ما جمع به تلك الروايات فيما يلي:
1 – كان يخاطب في كل مرةٍ السائل، مقدراً له مسافة الحوض بما يعرف من الجهات على وجه التقريب.
وراجع التذكرة للقرطبي
2 – أن الرسول صلى الله عليه وسلم ? ما كان يقصد ذِكر المسافة بين كل جهةٍ وجهة بالتحديد الدقيق
3 – قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم ? أخبر بالقليل ثم زاده الله.
4 – أن ذلك الاختلاف إنما هو بحسب الطول والعرض.
5 – أن ذلك يختلف بحسب اختلاف السير قوة وبطأ.
قال الراجحي وذكر عدة قولين وتعقبهما وذكر ثلاثة لم يتعقبها:
3 – منها: أن اختلافها بحسب ما يعرفه السائل من حجازي أو يماني أو شامي
4_ ومنها: أن اختلافها إنما هو بالنسبة للمُجَدّ في السير والبطيء فيه.
5_ ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بالمسافة القريبة أولا ثم أعلمه الله بالزيادة فضلا منه ورحمة.
أما القول الأول من هذا الاختلاف: وهو أنها على وجه التقريب لا التحديد ….. -إلى أن قال- …
لكن يجاب عن هذا القول بأن ضرب المثل والتقدير إنما يكون فيما يتقارب وأما هذا الاختلاف والمتباعد الذي يزيد تارة على ثلاثين يوما وينقص إلى ثلاثة أيام فلا يتأتى.
وأما القول الثاني: وهو أن الاختلاف بالنسبة إلى الطول والعرض فيرده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: [حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء] وبهذا يكون هذان القولان ضعيفين وأرجح هذه الأقوال:
الثلاث الأخيرة اهـ (شرح الطحاوية:1/ 308)
وأرجحها الخامس. انتهى كلام الراجحي.
مسألة ….
هل الحوض قبل الصراط؟
بعض العلماء استنبط مِن بعض الأحاديث أن الحوضَ يكون في الموقف قبل الصراط، وبعضهم رأى أنه بعد الصراط.
قال القرطبي في التذكرة: ” واختُلِفَ في الميزان والحوض أيهما قبل الآخر فقيلَ: الميزان قبل , وقيلَ: الحوض.
قال أبو الحسن القابسي: والصحيحُ أن الحوض قبل “.
قال القرطبي: والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عِطاشاً من قبورهم فيقدم قَبْل الصِراط والميزان والله أعلم.
وقال أبو حامد في كتاب (كشف علوم الآخِرة): وحَكَى بعض السَّلف مِنْ أهل التصنيف: أنَّ الحَوْض يُورد بعد الصراط وهو غلطٌ من قائله “.
قد روى البخاري عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال:” بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرَج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم. فقلتُ: إلى أين؟. فقال: إلى النار والله. قلتُ: ما شأنهم؟ فقال: إنهم قدْ ارتدوا على أدبارهم القهقرى؟ ثم إذا زمرة أُخرى حتى إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم رَجُل فقال لهم: هلم , فقلتُ إلى أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: ما شأنهم , قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص مِنهم إلاَّ مِثْل همل النعم ”
(القهقرى = الرجوع إلى الوراء , المهل = الإبل بلا راع) رواه البخاري (6587)
قال القرطبي في التذكرة معلقاً على الحديث: فهذا الحديث مع صحتِه أدَّل دليل على أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط , لأن الصراط إنما هو جسر على جهنم ممدود يجازَ عليه. فمن جازه سلم من النار. ولا يخطر ببالك أو يَذْهبُ وهْمَكْ إلى أن الحوض يكون على وجه هذه الأرض وإنما يكون وجوده في الأرض المبدلة على مسافة هذهِ الأقطار, أو في الموضع تكون بدلاً من هذه المواضِع في هذه الأرض , وهي أرضٌ بيضاء كالفضة لم يُسفك فيها دم ولم يُظلم على ظهرها أحد قط , تطهر لنزول الجار جل جلاله لفصل القضاء ” انتهى كلامه (التذكرة ص338).
قال صاحبنا حسين:
وهذا ترجيح الحافظ ابن كثير رحمه الله في النهاية (1/ 208)
قلت (سيف):أما حديث سؤال أنس من النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فقال اطلبني عند الصراط ثم ذكر الميزان وفيه (فأنا عند الحوض لا أخطئ هذه الثلاث مواطن) قال محققو المسند إسناده صحيح ومتنه غريب وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
حيث انفرد به حرب بن ميمون وهو صدوق رمي بالقدر
وللتوسع في الجمع بين الروايات راجع فتح الباري لابن حجر.
من أول من يرد الحوض؟
عن ثوبان مولى رسول الله ? قال: ” إنَّ حوضي ما بين عدن إلى أيله أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل أكاويبه كعدد نجوم السماء مَنْ شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً , وأول الناس من يرد على الحوض فقراء المهاجرين: الدنس ثياباً الشعث رُؤُوساً الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد قال: فبكى عمر حتى ابتلت لحيته , فقال: لكني نكحت المتنعمات وفتحت لي أبواب السدد لا جرمَ أنَّي لا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ ولا أدهَن رأسي حتى تشعث ” (رواه الترمذي في صفة القيامة (2444) , وابن ماجة في الزهد (4303) , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1082).
وأعله الشيخ مقبل في أحاديث معلة 67 حيث نقل عن ابن معين وابن المديني أن أبا سلام لم يسمع من ثوبان وتوقف أبوحاتم كما في جامع التحصيل.
وعله أخرى كذلك ذكرها الشيخ مقبل أن العباس قال نبئت.
قلت (سيف) ولكنه متابع وراجع علل ابن أبي حاتم 2128، قال أبوحاتم وسأل عن حديث أبي سلام عن أبي إمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض: …. رواه يحيى بن الحارث وشيبة بن الأحنف وشداد أبو محمد وعباس بن سالم كلهم عن أبي سلام عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض وهو الصحيح.
قال صاحبنا أبوصالح:
حديث ثوبان في الحوض ذكره الشيخ مقبل في أحاديث معلة ظاهرها الصحة برقم 65، وفي الشاملة (67) فذكر علتين للإسناد الذي ذكره
الاولى العباس بن سالم لم يسمعه من أبي سلام
والثانية أن أبا سلام قد لا يكون سمع من ثوبان رضي الله عنه.
قلت أما الاولى فأكدها الالباني كما في الصحيحة 1082، وإنما ذكر متابعات جبر بها الانقطاع.
بقيت العلة الثانية، وهي مسألة مختلف فيها. أثبتها قوم ونفاها آخرون. ومن يكتفي بالمعاصرة أظنه يمشيها. انتهي
تنبيه: كنت ظننت أن عمر هو ابن الخطاب رضي الله عنه فاستنكرته لذلك، لكن ارسل لي صاحبنا أحمد بن علي أن عمر بن عبد العزيز هو الذي طلب من أبي سلام أن يحدثه بحديث الحوض. وصححه الألباني بشواهده كما في المشكاة،
وذكر أبو داود الطيالسي: قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعتُ أبا حمزة عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم ? قال: ما أنتم بجزء من مائة ألف أو سبعين ألف جزء ممْن يرد على الحوض , وكانوا يومئذٍ ثمانمائة أو تسعمائةِ ” والله أعلم. (رواه الطيالسي (677) والسجستاني في سننه (4746) , وأحمد (4/ 349) , والطبراني في الكبير (5/ 197) , والحاكم (1/ 76) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (123).
بينما ضعفه محققو المسند 19268،ووهمو ابن حجر في نقله توثيق النسائي لطلحة مولى قرظة
ثم وجدته في الصحيح المسند للشيخ مقبل 344، ونقلنا في تعليقنا عليه تضعيف محققو المسند،
مَنْ الذي يُطردْ عن الحوض؟
– عن أنس رضي الله عنه عن النبي ? قال: ليردن عليَّ ناسٌ من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول أصحابي , فيقال لي: لا تدري ما أحدثوا بعدك ” رواه البخاري (6582) في الرقاق
وغيرها من الأحاديث.
قال السفاريني في لوامع الأنوار: ” الحاصل أن الذين يذادون عن الحوض مِن جنس المفترينَ على الله تعالى , وعلى رسوله ? , من المحدثين في الدين من الروافض والخوارج وسائر أصحاب البدع والأهواء والبدع المضلة , وكذلك المسرفون من الظلمة المفرطون في الظلم والجوْر وطمس الحق , وكذلك المتهتكون في ارتكاب المناهي , المعلنون في اقتراف المعاصي ”
لوامع الأنوار (2/ 197).
قال القرطبي رحمه الله: ” قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين , فكل مَنْ ارتد عن دين الله أو حدثَ فيه مالا يرضاه الله ولم يأذن بهِ الله فهو من المطرودين عن الحوض المُبعدين عنه , وأشدهم طرداً من خالفَ جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها , والروافض على تباين ضلالها , والمعتزلة على أصناف أهوائها فهؤلاء كلهم مبدلون , وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهلِهِ وإذلالهِم , والمعلنون بالكبائر المُسْتَخِفُون بالمعاصي , وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع. ثم: إن البعد قدْ يكونُ في حالٍ ويقربون بعد المغفرة إن كان التبديل في الأعمال ولم يكن في العقائد. وعلى هذا التقدير يكونُ نور الوضوء يُعرفونَ به ثم يقال لهم سحقاً. أما إن كانوا من المنافقين الذين كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ? يُظهرون الإيمان ويُسرون الكفر فيأخذهم بالظاهر. ثم يكشف لهم الغطاء فيقولُ لهم: سحقاً سحقاً. ولا يخلد في النار إلاَّ كافر جاحدٌ مُبطل ليس في قلبهِ مثقال حبةٍ من خردلٍ من إيمان ” التذكرة (340 – 341).
قال صاحبنا حسين:
قال ابن عبد البر رحمه الله (20/ 262):
كل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله عز وجل فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وأصحاب الأهواء وكذلك الظلمة المترفين في الجور وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي وجميع أهل الزيغ والأهواء والبدع فكل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا ممن عنوا بهذا الخبر اهـ.
وهكذا قال السفاريني راجع لوامع الأنوار:2/ 197
قلت (سيف)
قال النووي في باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فيه:
أقوال أحدها:
أن المراد به المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل فيناديهم النبي صلى الله عليه و سلم للسيما التي عليهم فيقال ليس هؤلاء مما وعدت بهم أن هؤلاء بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ما ظهر من اسلامهم.
والثاني: أن المراد من كان في زمن النبي صلى الله عليه و سلم ثم ارتد بعده فيناديهم النبي صلى الله عليه و سلم وان لم يكن عليهم سيما الوضوء لما كان يعرفه صلى الله عليه و سلم في حياته من اسلامهم فيقال: ارتدوا بعدك.
والثالث: أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الاسلام وعلى هذا القول لا يقطع لهؤلاء الذين يذادون بالنار بل يجوز أن يزادوا عقوبة لهم ثم يرحمهم الله سبحانه وتعالى فيدخلهم الجنة بغير عذاب قال أصحاب هذا القول ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل ويحتمل أن يكون كانوا في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وبعده لكن عرفهم بالسيما وقال الامام الحافظ أبو عمرو بن عبد البر … فنقل ما سبق
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على الطحاوي: أما كون العصاة يذادون فهذا محل النظر ويحتاج إلى دليل والله أعلم اهـ (1/ 319)
تنبيه: راجع حديث معل في ضعفاء العقيلي ترجمة سليمان بن جعفر الأسدي. حول تسمية بعض أهل البدع الذين يمنعون الحوض
تنبيه آخر: قال صاحبنا أبوصالح: في قول ابن أبي مليكة الذي نقله الإمام مسلم هنا: (اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن عن ديننا)
رد على الرافضة الذين حملوا أحاديث الإبعاد عن الحوض على الصحابة وأنهم ارتدوا إلا نفراً يسيراً
وسيأتي في تتمة مبحث الحوض الرد التفصيلي عليهم إن شاء الله.
إشكالٌ في أهل الكبائر، وكيف من أدخل النار، وشرب من الحوض، لا يظمأ؟:
قال النووي نقلاً عن القاضي عياض ” قال: ويحتمل أن مَنْ شرب منه من هذه الأمة وقُدَّر عليه دخول النار لا يُعذبُ فيها بالظمأ , بل يكون عذابه بغير ذلك لأن ظاهر هذا الحديث ” ومن شرب لم يظمأ أبداً ” أن جميع الأمة يشرب منه إلاَّ مَنْ أرتدَّ وصار كافراً. (شرح النووي المسلم 15/ كتاب الفضائل).
وقال القرطبي في التذكرة: وقد يُقال: إن مَنْ أنفذ الله عليه وعيده من أهل الكبائر أنه وإن وردَ الحوض وشرب منه فإذا دخل النار بمشيئة الله تعالى لا يُعذب بعطشٍ والله أعلم ” (التذكرة ص 341).
قال القرطبي:
“فمن بدَّل أو ابتدع في دين الله ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبتعدين منه المسودي الوجوه”
تفسير القرطبي 4/ 168
والصنف الثاني الذي يُذادُ عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم ? , كما يذودُ الرجل الإبل الغريبة عن إبله. كما في روايةٍ عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? يقول: لأذودن عن حوضي رجالاً كما تُذادُ الغريبةً من الإبل ” (صحيح مسلم 11/ كتاب الفضائل).
هُمْ مَنْ ليس من أمتهِ ?. والحكمةُ مِن هذا الذود كما يقول الحافظ ابن حجر ” أنه ? يُريد أن يرشدْ كل واحدٍ إلى حوض نبيهِ , على ما تقدم أن لكل نبي حوضاً , وأنهم يتباهون بكثرةِ من يتبعهم , فيكونُ ذلك من جملةِ إنصافهِ ورعاية إخوانهِ من النبيين , لا أنه يطردهم بخلاً عليهم بالماء ويحتمل أنه يطرد من لا يستحق الشرب من الحوض. والعلم عند الله ”
فتح الباري (11/ 577).
فائدةٌ مستنبطةٌ من كلام ابن حجر السابق:- وهو إثباتُ أن لكل نبي حوضاً اعتماداً على حديث أبي هريرة المتقدم.
وقال السفاريني: ” ووردَ في بعض الأخبار أن لكل نبي حوضاً إلاَّ صالحاً ? , فإن حوضه ضرع ناقته ” لوامع الأنوار (2/ 203)
وبهذا يقول ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية: ” وقد وردَ في أحاديث أن لكل نبي حوضاً , وأن حوض نبينا محمد ? أعظمها وأحلاها وأكثرها وارداً – جعلنا الله منهم بفضله وكرمه – ” (شرح العقيدة الطحاوية –250).
ويقول القرطبي في التذكرة: ” روى الترمذي عن سمرةَ قال: قال رسول الله ?: إنَّ لكل نبي حوضاً , وأنهم يتباهون أيهم أكثر وارده وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارده ”
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسن غريب , رواه قتادةَ عَنْ الحسن عن ٍسَمُرَة , وقد رواه الأشعث ابن عبد الملك عن الحسين ? عن النبي صلى الله عليه وسلم ? ولم يذكر فيه غيره سمرة “. صحيح لشواهده. رواه ابن أبي عاصم في السنة (734) , والطبراني في الكبير (6881) , والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 1/44) , وصححه الألباني في صحيح الجامع (2156).
قلت (سيف): وذكر لحديث لكل نبي حوض له شاهد بمعناه من حديث أبي سعيد
تنبيه: حديث أن حوض نبي الله صالح عليه السلام هو ضرع ناقته قال عنه العقيلي غير محفوظ، وضعفها الألباني في الضعيفة.
الفرق بين الحوض المورود ونهر الكوثر
(للعلامة ابن باز)
تقول السائلة: ما هو الحوض المورود؟ وما الفرق بينه وبين نهر الكوثر؟
الجواب:
(الحوض المورود حوض في الأرض للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، والكوثر في الجنة يصب منه ميزابان في الأرض في هذا الحوض الذي وعد الله به نبيّه عليه الصلاة والسلام، ويَرِد عليه المؤمنون من أمته وهو حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر يَرد عليه أهل الإيمان، فمن شَرِبَ منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، وآنيته عدد نجوم السماء، وماؤه من الجنة ينزل من نهر الكوثر، هذا هو تفصيل هذا الأمر.
والمقصود بالأرض أرض المحشر، والنهر موجود في الجنة حالياًَ؛ لقوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [1]، وهو نهر عظيم في الجنة. انتهى مختصراً.
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
(ورود الناس الحوض وشربهم منه يوم العطش الأكبر بحسب ورودهم سنة رسول الله ?وشربهم منها)
اجتماع الجيوش الإسلامية / ص 85
تتمات للفوائد من أحاديث الباب:
-الراجح أن الآنية كعدد نجوم السماء على الحقيقة وليس التشبيه للمكاثرة. بل ورد في مسلم (لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها) ورجحه النووي.
– راجع لمعرفة المناطق التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم شرح النووي وغيره من الشروح.
-حديث عقبه وفيه قوله: فكانت آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر. أن هذا من آخر الحديث.
– ورد عن عبد الله بن زيد فرواه البخاري ومسلم عنه مطولا في قصة قسم غنائم حنين, وفي آخره قوله صلى الله عليه وسلم للأنصار رضي الله عنهم: “إنكم ستلقون بعدي أثرة, فاصبروا حتى تلقوني على الحوض” ففيه بشارة للأنصار وأنهم من الذين يشربون من حوضه صلى الله عليه وسلم.
37 – (2301) حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ – وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ – قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ». فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ: «مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ» وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ: «أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ»
37 – وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، بِإِسْنَادِ هِشَامٍ بِمِثْلِ حَدِيثِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «أَنَا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عِنْدَ عُقْرِ الْحَوْضِ»
37 – وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ الْحَوْضِ فَقُلْتُ: لِيَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ: هَذَا حَدِيثٌ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، فَقَالَ: وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا مِنْ شُعْبَةَ فَقُلْتُ: انْظُرْ لِي فِيهِ، فَنَظَرَ لِي فِيهِ فَحَدَّثَنِي بِهِ
38 – (2302) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الْإِبِلِ»
38 – وحَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ
39 – (2303) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْرُ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ»
40 – (2304) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي، أُصَيْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ”
40 – وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ جَمِيعًا، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْمَعْنَى وَزَادَ «آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ»
41 – (2303) وَحَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ التَّيْمِيُّ، وَهُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى – وَاللَّفْظُ لِعَاصِمٍ – حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ»
42 – (2303) وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، ح وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ كِلَاهُمَا، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُمَا شَكَّا فَقَالَا: أَوْ مِثْلَ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ «مَا بَيْنَ لَابَتَيْ حَوْضِي»
43 – (2303) وحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّزِّيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ»
43 – وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ وَزَادَ «أَوْ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ»
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
جواب سيف بن غدير النعيمي مع إضافة لي في الحكم على الحديث:
فائدة: اعلم أن لكل نبي حوضاً كما ورد ذلك في الأخبار، والأحاديث، والآثار، فقد أخرج الترمذي عن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارداً، وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارداً))
رواه الترمذي (2443).
وقال: هذا حديث غريب وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ولم يذكر فيه عن سمرة وهو أصح.
قال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
وسبق أن قلنا يشهد له حديث لأبي سعيد وفيه عطية العوفي وشاهد من حديث ابن عباس. كما في الصحيحة 1589، قال الألباني: وفيه الزبير ومحصن لم أجد من ترجمهما. ثم صححه أو حسنه الشيخ الألباني بمجموع طرقه.
-قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:
خالف في الحوض طوائف من أهل البدع، خالف فيه المعتزلة والخوارج والرّافضة.
1 – المعتزلة:
أما المعتزلة فخالفوا في إنكاره أصلاً فأنكروا الحوض، وقالوا هذه الصفة التي وردت لا تُعْقَلْ، فردُّوا الأحاديث المتواترة المتطابقة المتتابعة لفظاً ومعنىً، رَدُّوهَا بالعقل.
قالوا: فكيف يكون الحوض قبل الصراط، وبين الناس وبين الجنة جهنم الكبيرة، ويكون الحوض يُغْذَى من الجنة، والصراط على جهنم؟
ومن المعلوم أنَّ السنة إذا ثبتت ولو بالآحاد، فكيف إذا كانت بالتواتر اللفظي والمعنوي، إذا ثبتت فلا يجوز أن يُسَلَّطَ عليها العقل؛ لأنّ الأمر أمرٌ غيبي.
والمعتزلة كما هو معلوم في قاعدتهم يُؤَوِّلُونَ الغيبيات: فأنكروا الصراط وأوّلوا الميزان وأوّلوا الصحف وأوّلوا الحوض إلى غير ذلك، على أساس قاعدتهم من تسليط العقل على النّقل.
وقال بعض أهل العلم: من أنكر الحوض بعد علمه بالتواتر فإنّه يكفر.
ولكن هذا فيه نظر من جهة تطبيقه لأنَّ التواتر قسمان: تواتر لفظي وتواتر معنوي، وقد يُسَلِّمُونَ بصحة النقل لكن لا يُسَلِّمُونَ بصحة الدّلالة.
2 – الخوارج والرافضة:
أما الخوارج والرافضة فقالوا:
إنَّ الذين ارْتَدُّوا فلم يَرِدُوا على الحوض هم الصحابة، وأولئك جمع كبير من الصحابة.
-الرد على شبهة أن الصحابة ارتدوا إلا نفر يسير مستدلين بحديث الحوض:
يستدل بعض الشيعة على ارتداد أغلب الصحابة بحديث الحوض حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجلونَ عَن الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى»
والجواب عن ذلك أن يقال:
أولاً:: إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلمهم، فمن الذي حددهم لكم وعيَّنهم بأسمائهم؟!
ثانياً: يقال أيضاً: أنتم بين أمرين:
[1] إما أن تجعلوا حديث الحوض يشمل الخلفاء الثلاثة، ولفظ الحديث يدل على أن التغيير محصور فيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل قوله: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
فيلزم من هذا:
1 – أنهم كانوا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الإيمان … وبالتالي يلزم بطلان ما نُسب إليهم من كُفر أو نِفاق أو استحقاق لِلَّعن ونحو ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
2 – وإما أن لا تدخلوهم ضمن حديث الحوض، وهذا هو المطلوب.
ثالثاً: لو قال لنا قائل: إن النص عام، فيشمل أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه، وكذلك يشمل المقدادَ وعماراً وسلمانَ وأبا ذر رضي الله عنهم، فما الجواب؟
أمّا أصحاب الشبهة فليس عندهم جواب.
أما أهل السنة فيبرؤون الصحابة عن الردة.
والأدلة التي دلت على خروج هؤلاء دلت كذلك على خروج باقي إخوانهم من المهاجرين والأنصار.
وكذلك لا يمكن أن يراد به السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ لأن الله أخبر ووعد بأن لهم: ((جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)) [التوبة:100].
رابعاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإذا رهط» ولم يقل: فإذا أكثر أصحابي، والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة، فدل على أن الذين يمنعون عن الحوض قليل، ومثله يقال في قوله: «فإذا زمرة».
فإن قيل: إن هذا الحديث يدل على أن أكثر الصحابة يُرَدّون عن الحوض، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ».
فالجواب ظاهر: وهو أن هؤلاء الذين يخلصون (مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ)، هم من بين تلك الزمر التي عرضت عليه صلى الله عليه وآله وسلم،
قال الشيخ صالح آل الشيخ في رده لشبهتهم:
الألفاظ المختلفة تدلُّ على تقليل العدد، فقال صلى الله عليه وسلم:
– «فيُذاد قوم عن حوضي» هذا في لفظ.
– والثاني «فيذاد أناس عن حوضي».
– وفي الثالث قال «فأقول يا ربي أصحابي».
– وفي الرابع قال «فأقول يا ربي أصيحابي».
فإذا أتت الجملة الكثيرة ثم أُستثني قوم دلَّ على قلة أولئك كيف وقد جاء الحديث فيه ذكر التقليل لقوله «أصيحابي أصيحابي».
خامساً:
قال صالح آل الشيخ:
أنَّ الذين نقلوا أحاديث الحوض عن النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين زعمت الرافضة أنهم كَفَرُوا، وهم جمعٌ كبيرٌ أكثر من خمسين صحابياً يقول الرافضة إنَّ هؤلاء كفروا، وهم الذين نقلوا أحاديث الحوض.
فنقول: إن كنتم صَدَّقْتُم بأنَّ ما نقله هؤلاء من صفة الحوض وأحاديث الحوض وأنها صحيحة، فكيف تقبلون أحاديث من كفر عندكم؟
وإنّ كان النقل عندكم إنما هو للتكاثر، فكيف يَنْقُلُ هؤلاء الجلة من الصحابة والعدد الغفير أحاديث فيها تكفيرُهم؟
لا شك أنَّ فهم الجمع الغفير، بل عامة الصحابة، بل كل الصحابة لأحاديث الحوض، وكونهم رَوَوهَا وتناقَلُوهَا جميعاً -جميع الصحابة وجميع التابعين- نَقَلُوهَا وتَنَاقَلُوهَا مع تَرَضِّيهِمْ عن الخلفاء الأربعة جميعاً وعن العشرة المبشرين بالجنة ما يَدُلُّ دَلَالَةً قاطعةً على أَنَّ هذا الفهم لتلك الأحاديث لم يكن معروفاً عند الصحابة ولا التابعين ولا تبع التابعين.
والذين ارتدوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يدخل الإيمان في قلوبهم نفر قليل ممن قاتلوا مع مسيلمة أو كَفَرُوا بعد إسلامهم من شذاذ الأعراب وطوائف ممن قال الله فيهم {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة:101].
وكلام الرافضة لهم كلام طويل في الاستدلال بأحاديث الحوض على مسألة تكفير الصحابة ليس هذا محل بسطها وبيانها.
سادساً: قال بعض أهل العلم: إن لفظ الصحابي في اللغة – لا الاصطلاح الشرعي – يشمل المنافق، فيحتمل أن يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنافقين الذين لم يعرفهم أو لم يظهر له نفاقهم، وقد قال تعالى: ((لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ))، وإن كان يعلم غالبهم بالصفات التي وصفهم الله بها. ومنه حديث (لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه.
سابعاً: أخبر تعالى أنه غفر للمهاجرين والأنصار الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك: ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ)) [التوبة:117]، وقال تعالى ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].
منقول / موسوعة الرد على شبهات أعداء الإسلام وأضفنا له كلام صالح آل الشيخ.
مشاركة سلطان الحمادي:
وقال ابن أبي داوود في الحائية:
ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا ***ولا الحوض والميزان إنك تنصح …
قلت (سيف) لا يصح في تسمية الملكين بمنكر ونكير الحديث.
-وفي لامية ابن تيمية: وأقر بالميزان والحوض الذي … ***بأني منه ريا أنهل
قال أحد الباحثين في شرح البيت: قال العلامة الحافظ السيوطي الشافعي رحمه الله: ورد ذكر الحوض من رواية بضعة وخمسين صحابيا منهم الخلفاء الأربعة الراشدين وغيرهم. وقال أيضا: وقد ورد التصريح عند الحاكم وغيره بأن الحوض بعد الصراط انتهى.
قال بعضهم فإن قيل إذا خلصوا من الموقف دخلوا الجنة فلم يحتاجوا إلى الشرب منه؟ فالجواب: بل يحتاجون إلى ذلك لأنهم محبوسون لأجل المظالم، ويحتمل أن يقع الشرب قبل الصراط وبعده لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب والأوزار حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة.
قلت (سيف) سبق النقل في أن الأرجح أنه قبل الصراط أما ما ورد أنه بعده فنقلنا أن الترمذي استغربه. مع أنه في الصحيح المسند برقم 31 وعزاه للترمذي ولم أجد لي تعليق عليه إلا أن الإسناد على شرط مسلم. ولا ندري هل نستأنس على غرابته بعدم إيراد الإمام مسلم الحديث في صحيحة خاصة مع أهميته.
وسبق أوجه الجمع عن السيوطي وراجع فتح الباري
-نقل النووي أن ما ورد في الكتب المتقدمة أن النبي صلى الله عليه وسلم من صفته أنه صاحب الهراوة يعني العصا الراجح أنه في حياته كان يحمل معه عصا خلافا لمن قال أنه العصا التي عنده يذب الناس عن الحوض.
قال صاحبنا راشد الشامسي: والعصا التي مع النبي صلى الله عليه وسلم هي العنزة يستعملها لحاجته ويركزها كسترة.
44 – (2305) حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللهُ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ، كَأَنَّ الْأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ»
45 – (2305) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ، أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ»
———-
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:
أَنَّ الشرب من الحوض -ورود الحوض- له أسباب في هذه الدنيا ينبغي؛ يجب على كل مسلم أن يحرص عليها:
1 – أن يكون غير مُحْدِث في الدين حَدَثَاً؛ يعني كلُّ ما لم يكن على عهده صلى الله عليه وسلم من أنواع الاعتقاد والعلم؛ فإّنه لا يأمَن أن يكون داخلا في قوله «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، حتى إنَّ أهل العلم أدْخَلُوا في ذلك كما سمعت كل من أَحْدَثَ بِدْعَة في الاعتقاد من: المرجئة والخوارج والمعتزلة والكلاّبية والرّافضة والسّبئية إلى غيرها من الفرق الغالية والمتوسطة والخفيفة، كل من أحدث حدثَاً يدخل في ذلك.
2 – أن يُخَلِّصَ قلبه من الغش والغل لخيرة هذه الأمة وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم معه من أحب، والصحابة معه يوم القيامة كما ثبت «أنت مع من أحببت»، فلعله أن يرد حوض نبيه صلى الله عليه وسلم معهم.
3 – أن يكون بعيداً عن الافتراء في دين الله عزوجل؛ ففي الحديث «يكون بعدي أمراء فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد عليّ الحوض» الصحيح المسند 245،1092 وهذا الأمر شديد في أنَّ المرء لا يكذب على الله، وأيضاً إذا خالط أحداً فلا يصدقه على كَذِبِهْ، فلا يصدّق من يكذب على دين الله.
ولهذا ذكر السَّفَّاريني رحمه الله في عقيدته المعروفة في منظومته ذكر جملة هذه الصفات بقوله:
عنه يُذادُ المفتري كما ورد***ومن نحا سبل السلامة لم يُرَد
وقال تعالى:
{وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33]، فقَرَنَ بين الشرك وبين القول على الله بلا علم.
4 – أن يبتعد المرء عن الكبائر والذنوب؛ عن المداومة عليها، وإذا أَذْنَبَ يرجع ويستغفر، ففي الحديث «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، والناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا أذْنَبُوا اسْتَغْفَرُوا ولم يكن بينهم -يعني من الصحابة- ممن هو مداوم على الكبيرة غير تائب منها.
تنبيه: أعلَّ العقيلي حديث (أنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) وحدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن سعيد بن الاصبهاني قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم عرفة فقال في خطبته قد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسئولون عنى فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويكبها إلى الناس اللهم اشهد، وحديث جعفر بن محمد أولى ثم ذكر حديث أبي هريرة وفيه (كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)
وراجع ترجمة هارون بن سعيد أيضا في الضعفاء
ومن صححه يحمل على: إن عملتم بالقرآن واهتديتم بهدي عترتي العلماء العاملين لن تضلوا ومثلهم العلماء العاملين من غير العترة وإنما خص العترة؛ لأن التمسك بالعلماء منهم أقوى من غيرهم في التأثير بالقلوب (الفتح الرباني 1/ 186) ومن العترة ازواجه
وقيل المقصود بأهل البيت: العلماء العاملون قال أبو جعفر: العترة هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم على دينه وعلى التمسك بأمره
والحديث صححه الألباني وراجع تعليقه عليه
– كذلك أعلَّ العقيلي حديث (حوضي اشرب منه يوم القيامة ومن اتبعني من الأنبياء ويبعث الله ناقة ثمود لصالح فيحلبها ويشرب منها والذين ءامنوا معه .. ) ترجمة عبدالكريم بن كيسان
-ومنبر النبي صلى الله عليه وسلم على حوضه يوم القيامة وشرحه الديني في الصحيح المسند. وصححه العقيلي كما في ترجمة عباس بن عبدالرحمن بعد أن ضعف الحديث من طريقه من حديث جبير بن مطعم قال: وهذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد صالح.
وصححه مرة كذلك من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي) وهو في مسلم1391 باب فضل ما بين قبره صلى الله عليه وسلم وفضل موضع منبره
و البخاري 1196 من حديث أبي هريرة مرفوعا «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» وسوف ننقل إن شاء الله شرح صاحبنا الديني على الصحيح المسند إذا بلغنا هذا الحديث.
ومما لم ينقله: سؤال وجه للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ:
عن حديث: ” ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”.
جـ ـ ليس فيه دليل على أنه يدفن فيه.
ومن معناه أن هذه هي الروضة النبوية، وأن بها بدأ العلم، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم الشرع: بيان الكتاب والسنة، وأخذ الصحابة عنه ذلك. ثم كونه لا يزال كذلك موجودة، فإن العلم ولا سيما علم الشرع والعمل به روضة من رياض الجنة في الدنيا بالمعنى، ثم يحصل بحفظه حصول روضة من رياض الجنة حسية
وقد بين الوالد الجد الشيخ عبد اللطيف هذا المعنى في رده على ابن منصور، أو في أحد ردوده، وأظن معناه مأخوذ من كلام شيخ الإسلام. قريب منه في المعنى ما جاء ” ومنبري على حوضي” (تقرير)
وذكر الشيخ ابن عثيمين أنه يحتمل أن معنى: ومنبري على حوضي أنه على الحقيقة لكن؛ لأنه يتعلق بأمر غيبي لا نراه.
وقيل: المقصود الملازمة له، فيحمل على ملازمة العلم فيكون من السابقين في الورود.
تنبيه: أعل الألباني رواية ما بين منبري (وقبري) روضة من رياض الجنة.
-من لوازم الإيمان بالحوض الإيمان بالكوثر وتسمية الحوض بالكوثر أحياناً؛ لأنه هو أصله فمن الكوثر يصب ميزابان في الحوض:
مشاركة احمد بن علي:
وروى مسلم في “صحيحه” عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: “أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسما، فقال: إنه أنزلت عليّ آنفا سورة، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، حتى ختمها؛ قال: هل تدرون ما الكوثر؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هو نهر أعطانيه ربي في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيتة عدد الكواكب؛ يختلج العبد منهم، فأقول: يا رب! إنه من أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك”، ومعنى “يختلج”: يطرد عن ورود الحوض.