(9) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف الكعبي)
بالتعاون مع الأخوة بمجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1
(من لديه فائده أو تعقيب فليفدنا)
859 – حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس تطلع حين تطلع بين قرني شيطان». قال: فكنا ننهى عن الص?ة عند طلوع الشمس وعند غروبها ونصف النهار.
______________
الفوائد:
– الحديث الراجح فيه الوقف حيث رواه زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله قال: (إن الشمس تطلع بين قرني شيطان فلا ترتفع قصبه إلا فتح لها باب من أبواب جهنم، وإذا انتصف النهار فتحت لها أبواب جهنم، فكان عبدالله ينهانا عن صلاتين في هاتين الساعتين: حين تطلع الشمس حتى ترتفع، ونصف النهار).
ثم وقفت عليه موقوفاً في مصنف ابن أبي شيبة 7357، وذكره ابن رجب في الفتح 3/ 289 موقوفاً، وعزاه ليعقوب بن شيبة في مسندة، وتابع ابن أبي شيبة على الوقف أحمد بن منيع كما في إتحاف الخيرة 866،وعلي بن معبد كما في مشكل الآثار للطحاوي، فلعل رفعه وهم. لكن بمعناه أحاديث.
فقد أخرج مسلم من حديث عبدالله بن عمرو مرفوعاً أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلوات، فقال «وقت ص?ة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس ا?ول، ووقت ص?ة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء، ما لم يحضر العصر، ووقت ص?ة العصر ما لم تصفر الشمس، ويسقط قرنها ا?ول، ووقت ص?ة المغرب إذا غابت الشمس، ما لم يسقط الشفق، ووقت ص?ة العشاء إلى نصف الليل»
وفي رواية (فإذا، طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني شيطان).
ومنها حديث أبي أمامة عن عمرو بن عبسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له «صل ص?ة الصبح، ثم أقصر عن الص?ة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الص?ة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الص?ة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الص?ة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الص?ة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان)
وفي حديث (ثلاثُ ساعاتٍ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ينهانا أن نُصلِّيَ فيهنَّ. أو أن نَقبرَ فيهن موتانا: حين تطلعُ الشمسُ بازغةً حتى ترتفعَ. وحين يقومُ قائمُ الظهيرةِ حتى تميلَ الشمسُ. وحين تَضيَّفُ الشمسُ للغروبِ حتى تغربَ). صحيح مسلم –
– بيان الأوقات التي ينهى عن الصلاة فيها.
– منة الله عزوجل على عباده حيث الأوقات المأذون بالصلاة فيها أكثر.
-صفة الشيطان، وقرنيه هما جانبا رأسه.
– عدم جواز التشبه بالكفار، ولابن تيمية كتاب عظيم في هذا بعنوان اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم.
– فيه دليل من دلائل النبوة حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمغيبات.
– عداوة الشيطان وأنه حريص على إغواء بني آدم.
****************************
860 – حدثنا أبو بكر، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن علي بن صالح، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهـما أشار إليهم أن دعوهـما، فإذا قضى الص?ة وضعهما في حجره. قال: «من أحبني فليحب هـذين»
_______________
الفوائد:
– الحديث أعله الدارقطني كما في العلل 709، وذكر فيه أوجه الخلاف وأنه يروى موصولا ومرسلا.
ثم قال: وهذا يشبه أن يكون من عاصم، يصله مره ويرسله أخرى.
ولقصة الوثوب إسناد آخر في مسند أحمد 10659 لكن فيه ابوالعلاء؛ صدوق يخطئ وتفرد عن أبي صالح، وتابع أبي العلاء عليه الأعمش لكن الراوي عن الأعمش هو موسى بن عثمان الحضرمي؛ متروك.
وورد عن البراء في الأوسط 3987 وفيه ثلاثة رواه من الشيعة، وأحدهم رافضي، وشيخ الطبراني فيه كلام، وعن أنس عند أبي يعلى وفيه ضعف.
لكن ورد بإسناد صحيح عن شداد بن أوس؛ وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء وهو حامل حسن أو حسين، وسجد سجده طويلة، وقال: (إن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) أخرجه أحمد، وهو في الصحيح المسند 475.
– فيه الحث على الرفق والرحمة بالصغار.
– الحركة اليسيرة لا تبطل الصلاة.
– فضيلة الحسن والحسين، وورد في فضائلهما أحاديث.
*************************
861 قال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا هاشم، حدثنا شيبان، عن عاصم.
وحدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا عاصم عن زر، عن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار ”
_______________
الفوائد:
– فيه أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، بل قد يصل للكفر.
– الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، أعظم من الكذب على الناس، وفيه حديث. حتى فرق بعض علماء المصطلح، فحكموا على الذي يكذب في حديث الناس بأنه متروك، والذي يكذب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه كذاب.
– ذكر الشيخ الألباني أنه يخشى أن يدخل في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من يروي الأحاديث النبوية ويجهل درجتها، ويعلم أن فيها الصحيح وفيها المكذوب، وقد أشار إلى هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) رواه مسلم في مقدمة صحيحة وغيره من حديث أبي هريرة.
ثم روى عن الإمام مالك أنه قال: اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع.
وقال الإمام ابن حبان في صحيحه: فصل: ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشئ إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو غير عالم بصحته وذكر حديث: من قال علي ّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ثم ذكر حديث سمرة: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. انتهى باختصار وتصرف من مقدمة الصحيحة ص49