89 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم – رقم 89
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
(ألقاه الأخ: سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
وممن شارك وسيف بن غدير النعيمي وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وراشد الشامسي
وراجعه إملائيا سيف بن غدير النعيمي
—————
4256 – عَنْ ثَوْبَان أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ
وفي رواية: أَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ عُقْرِ الْحَوْضِ.
4257 – عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنْ الْإِبِلِ
4258 – عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْرُ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنْ الْيَمَنِ وَإِنَّ فِيهِ مِنْ الْأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ
4259 عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي فَلَأَقُولَنَّ أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي فَلَيُقَالَنَّ لِي إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
4260 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ، وفي رواية: أَوْ مِثْلَ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ
وفي لفظ آخر: تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ
وَزَادَ في أخرى: أَوْ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
جواب سيف بن غدير النعيمي مع إضافة لي في الحكم على الحديث:
فائدة: اعلم أن لكل نبي حوضاً كما ورد ذلك في الأخبار، والأحاديث، والآثار، فقد أخرج الترمذي عن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارداً، وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارداً))
رواه الترمذي (2443).
وقال: هذا حديث غريب وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ولم يذكر فيه عن سمرة وهو أصح.
قال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح.
وسبق أن قلنا يشهد له حديث لأبي سعيد وفيه عطية العوفي وشاهد من حديث ابن عباس. كما في الصحيحة 1589، قال الألباني: وفيه الزبير ومحصن لم أجد من ترجمهما. ثم صححه أو حسنه الشيخ الألباني بمجموع طرقه.
-قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:
خالف في الحوض طوائف من أهل البدع، خالف فيه المعتزلة والخوارج والرّافضة.
1 – المعتزلة:
أما المعتزلة فخالفوا في إنكاره أصلاً فأنكروا الحوض، وقالوا هذه الصفة التي وردت لا تُعْقَلْ، فردُّوا الأحاديث المتواترة المتطابقة المتتابعة لفظاً ومعنىً، رَدُّوهَا بالعقل.
قالوا: فكيف يكون الحوض قبل الصراط، وبين الناس وبين الجنة جهنم الكبيرة، ويكون الحوض يُغْذَى من الجنة، والصراط على جهنم؟
ومن المعلوم أنَّ السنة إذا ثبتت ولو بالآحاد، فكيف إذا كانت بالتواتر اللفظي والمعنوي، إذا ثبتت فلا يجوز أن يُسَلَّطَ عليها العقل؛ لأنّ الأمر أمرٌ غيبي.
والمعتزلة كما هو معلوم في قاعدتهم يُؤَوِّلُونَ الغيبيات: فأنكروا الصراط وأوّلوا الميزان وأوّلوا الصحف وأوّلوا الحوض إلى غير ذلك، على أساس قاعدتهم من تسليط العقل على النّقل.
وقال بعض أهل العلم: من أنكر الحوض بعد علمه بالتواتر فإنّه يكفر.
ولكن هذا فيه نظر من جهة تطبيقه لأنَّ التواتر قسمان: تواتر لفظي وتواتر معنوي، وقد يُسَلِّمُونَ بصحة النقل لكن لا يُسَلِّمُونَ بصحة الدّلالة.
2 – الخوارج والرافضة:
أما الخوارج والرافضة فقالوا:
إنَّ الذين ارْتَدُّوا فلم يَرِدُوا على الحوض هم الصحابة، وأولئك جمع كبير من الصحابة.
-الرد على شبهة أن الصحابة ارتدوا إلا نفر يسير مستدلين بحديث الحوض:
يستدل بعض الشيعة على ارتداد أغلب الصحابة بحديث الحوض حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجلونَ عَن الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى»
والجواب عن ذلك أن يقال:
أولاً:: إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلمهم، فمن الذي حددهم لكم وعيَّنهم بأسمائهم؟!
ثانياً: يقال أيضاً: أنتم بين أمرين:
[1] إما أن تجعلوا حديث الحوض يشمل الخلفاء الثلاثة، ولفظ الحديث يدل على أن التغيير محصور فيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل قوله: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
فيلزم من هذا:
1 – أنهم كانوا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الإيمان … وبالتالي يلزم بطلان ما نُسب إليهم من كُفر أو نِفاق أو استحقاق لِلَّعن ونحو ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
2 – وإما أن لا تدخلوهم ضمن حديث الحوض، وهذا هو المطلوب.
ثالثاً: لو قال لنا قائل: إن النص عام، فيشمل أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه، وكذلك يشمل المقدادَ وعماراً وسلمانَ وأبا ذر رضي الله عنهم، فما الجواب؟
أمّا أصحاب الشبهة فليس عندهم جواب.
أما أهل السنة فيبرؤون الصحابة عن الردة.
والأدلة التي دلت على خروج هؤلاء دلت كذلك على خروج باقي إخوانهم من المهاجرين والأنصار.
وكذلك لا يمكن أن يراد به السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ لأن الله أخبر ووعد بأن لهم: ((جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)) [التوبة:100].
رابعاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإذا رهط» ولم يقل: فإذا أكثر أصحابي، والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة، فدل على أن الذين يمنعون عن الحوض قليل، ومثله يقال في قوله: «فإذا زمرة».
فإن قيل: إن هذا الحديث يدل على أن أكثر الصحابة يُرَدّون عن الحوض، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ».
فالجواب ظاهر: وهو أن هؤلاء الذين يخلصون (مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ)، هم من بين تلك الزمر التي عرضت عليه صلى الله عليه وآله وسلم،
قال الشيخ صالح آل الشيخ في رده لشبهتهم:
الألفاظ المختلفة تدلُّ على تقليل العدد، فقال صلى الله عليه وسلم:
– «فيُذاد قوم عن حوضي» هذا في لفظ.
– والثاني «فيذاد أناس عن حوضي».
– وفي الثالث قال «فأقول يا ربي أصحابي».
– وفي الرابع قال «فأقول يا ربي أصيحابي».
فإذا أتت الجملة الكثيرة ثم أُستثني قوم دلَّ على قلة أولئك كيف وقد جاء الحديث فيه ذكر التقليل لقوله «أصيحابي أصيحابي».
خامساً:
قال صالح آل الشيخ:
أنَّ الذين نقلوا أحاديث الحوض عن النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين زعمت الرافضة أنهم كَفَرُوا، وهم جمعٌ كبيرٌ أكثر من خمسين صحابياً يقول الرافضة إنَّ هؤلاء كفروا، وهم الذين نقلوا أحاديث الحوض.
فنقول: إن كنتم صَدَّقْتُم بأنَّ ما نقله هؤلاء من صفة الحوض وأحاديث الحوض وأنها صحيحة، فكيف تقبلون أحاديث من كفر عندكم؟
وإنّ كان النقل عندكم إنما هو للتكاثر، فكيف يَنْقُلُ هؤلاء الجلة من الصحابة والعدد الغفير أحاديث فيها تكفيرُهم؟
لا شك أنَّ فهم الجمع الغفير، بل عامة الصحابة، بل كل الصحابة لأحاديث الحوض، وكونهم رَوَوهَا وتناقَلُوهَا جميعاً -جميع الصحابة وجميع التابعين- نَقَلُوهَا وتَنَاقَلُوهَا مع تَرَضِّيهِمْ عن الخلفاء الأربعة جميعاً وعن العشرة المبشرين بالجنة ما يَدُلُّ دَلَالَةً قاطعةً على أَنَّ هذا الفهم لتلك الأحاديث لم يكن معروفاً عند الصحابة ولا التابعين ولا تبع التابعين.
والذين ارتدوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يدخل الإيمان في قلوبهم نفر قليل ممن قاتلوا مع مسيلمة أو كَفَرُوا بعد إسلامهم من شذاذ الأعراب وطوائف ممن قال الله فيهم {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة:101].
وكلام الرافضة لهم كلام طويل في الاستدلال بأحاديث الحوض على مسألة تكفير الصحابة ليس هذا محل بسطها وبيانها.
سادساً: قال بعض أهل العلم: إن لفظ الصحابي في اللغة – لا الاصطلاح الشرعي – يشمل المنافق، فيحتمل أن يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنافقين الذين لم يعرفهم أو لم يظهر له نفاقهم، وقد قال تعالى: ((لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ))، وإن كان يعلم غالبهم بالصفات التي وصفهم الله بها. ومنه حديث (لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه.
سابعاً: أخبر تعالى أنه غفر للمهاجرين والأنصار الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك: ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ)) [التوبة:117]، وقال تعالى ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].
منقول / موسوعة الرد على شبهات أعداء الإسلام وأضفنا له كلام صالح آل الشيخ.
…..
وقال ابن أبي داوود في الحائية:
ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا ***ولا الحوض والميزان إنك تنصح …
قلت (سيف) لا يصح في تسمية الملكين بمنكر ونكير الحديث.
لكن ينقله الأئمة في كتبهم وذكر له بعض أهل العلم شاهد من مرسل عطاء ومرسل عمرو بن دينار.
قال الإمام أحمد في اصول السنة (31) ( .. وأن هذه الأمة تفتن في قبورها، وتسأل عن الايمان والاسلام، ومن ربه ومن نبيه، وياتيه منكر ونكير، كيف شاء وكيف أراد .. )
وقال أبوبكر الاسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث (70):
(ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ماثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقال شيخ الاسلام في الأصفهانية (2/ 214):
(اذا ثبتت الرسالة ثبت ماأخبر به الرسول مماينكره بعض أهل البدع كعذاب القبر وسؤال منكر ونكير وكالصراط والشفاعة .. ) انتهى
…..
جاء في تسميتهما منكر ونكير أحاديث وفيها خلاف إلا أنه أمر مجمع عليه ذكره الكرماني في إجماع السلف وغيره.]
-وفي لامية ابن تيمية: وأقر بالميزان والحوض الذي … ***أرجو بأني منه ريا أنهل
قال أحد الباحثين في شرح البيت: قال العلامة الحافظ السيوطي الشافعي رحمه الله: ورد ذكر الحوض من رواية بضعة وخمسين صحابيا منهم الخلفاء الأربعة الراشدين وغيرهم. وقال أيضا: وقد ورد التصريح عند الحاكم وغيره بأن الحوض بعد الصراط انتهى.
قال بعضهم فإن قيل إذا خلصوا من الموقف دخلوا الجنة فلم يحتاجوا إلى الشرب منه؟ فالجواب: بل يحتاجون إلى ذلك لأنهم محبوسون لأجل المظالم، ويحتمل أن يقع الشرب قبل الصراط وبعده لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب والأوزار حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة.
قلت (سيف) سبق النقل في أن الأرجح أنه قبل الصراط أما ما ورد أنه بعده فنقلنا أن الترمذي استغربه. مع أنه في الصحيح المسند برقم 31 وعزاه للترمذي ولم أجد لي تعليق عليه إلا أن الإسناد على شرط مسلم. ولا ندري هل نستأنس على غرابته بعدم إيراد الإمام مسلم الحديث في صحيحه خاصة مع أهميته.
وسبق أوجه الجمع عن السيوطي.
-نقل النووي أن ما ورد في الكتب المتقدمة أن النبي صلى الله عليه وسلم من صفته أنه صاحب الهراوة يعني العصا الراجح أنه في حياته كان يحمل معه عصا خلافا لمن قال أنه العصا التي عنده يذب الناس عن الحوض.
…..
والعصا التي مع النبي صلى الله عليه وسلم هي العنزة يستعملها لحاجته ويركزها كسترة.