89 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————
3054 – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى أَبُو صَخْرٍ الْمَدِينِىُّ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ آبَائِهِمْ دِنْيَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوِ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وقال الألباني (2626):. صحيح، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 5/ 185) برقم 445
قال الشيخ الألباني: قال الحافظ العراقي في فتح المغيث: وهذا إسناد جيد وإن كان فيه من لم يسم، فإنهم عدة من أبناء الصحابة يبلغون حد التواتر الذي لا يشترط فيه العدالة.
وقال السخاوي في ” المقاصد ” وسنده لا بأس له، ولايضره جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة، فإنهم عدد ينجبر به جهالتهم، ولذا سكت عليه ابو داود.
الجواب (سيف): على شرط المتمم على الذيل
وحميد بن زياد مختلف فيه، والأقرب أنه حسن الحديث
وللحديث شواهد منها حديث أبي بكر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً في غير كنهه حرم الله عليه الجنه اخرجه ابو داود 7/ 441عون المعبود واخرجه النسائي 8/ 24 بلفظ من قتل معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنه ان يشم ريحها وسند الحديث بهذين اللفظين صحيح.
واخرجه البخاري رقم 3166 من حديث عبدالله بن عمر بن عمروبن العاص في كتاب الجزيه والموادعه من صحيحه باب اثم من قتل معاهداً بغير جرم.
———-
[التغليظ في ظلم المعاهد و الاعتداء عليه في ماله و غيره بغير حق]
“المعاهد” بفتح الهاء، وكسرها: الذميّ، قَالَ الفيّوميّ رحمه الله تعالى: العهد: الأمان، والْمَوْثِقُ، والذمّة، ومنه قيل للحربيّ، يدخل بالأمان: ذو عهد، ومعاهد أيضًا بالبناء للفاعل والمفعول؛ لأن الفعل منْ اثنين، فكلّ واحد يفعل بصاحبه مثل ما يفعله صاحبه به، فكلّ واحد فِي المعنى فاعلٌ، ومفعولٌ، وهذا كما يقال: مكاتِبٌ، ومكاتَبٌ، ومضارِبٌ، ومضارَبٌ، وما أشبه ذلك، والمعاهدة: المعاقدة، والمحالفة. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب. ذكره العلامة الأتيوبي في شرح المجتبى
قال الطيبي في شرح المشكاة: قوله: ((أو انتقصه)) قال في الاساس: استنقصه وانتقصه عابه وما فيه نقيصة ومنقصة. وقوله: ((فأنا حجيجه)) ((نه)): أي محاجه ومغالبه بإظهار الحجج عليه, والحجة الدليل والبرهان, يقال: حاججته حجاجا ومحاجة وأنا حجاج, وحجيج فعيل بمعنى فاعل.
قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح: صفوان بن سليم: عن أنس بن مالك ونفر من التابعين، كان من خيار عباد الله الصالحين، يقال: إنه لم يضع جنبه على الأرض أربعين سنة، ويقولون: إن جبهته نقبت من كثرة السجود، وكان لا يقبل جوائز السلطان ومناقبه كثيرة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، روى عنه ابن عيينة. (عن عدة) أي: جماعة (من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم): يحتمل كونهم من الصحابة، أو التابعين (عن آبائهم): يعني الصحابة (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا): للتنبيه (من ظلم معاهدا): بكسر الهاء أي: ذميا، أو مستأمنا (أو انتقصه) أي: نقص حقه. وقال الطيبي أي: عابه لما في الأساس استنقصه وانتقصه عابه اهـ. ولا يخفى بعده ; لأنه مخالف للحقيقة اللغوية مع أنه غير ظاهر في المعنى من المنهيات الشرعية، وفي نسخة بالضاد المعجمة أي: نقض الأجل المضروب لأمنه وأمانه (أو كلفه) أي: في أداء الجزية، أو الخراج (فوق طاقته): بأن أخذ ممن لا يجب عليه الجزية على ما سبق، أو أخذ ممن يجب عليه أكثر مما يطيق، أو فوق نصف العشر من مال تجارته إن كان ذميا. وفوق عشر مال تجارته إن كان حربيا مستأمنا (أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس): تعميم بعد تخصيص، أو تقييد وتأكيد (فأنا حجيجه) أي: خصمه ومحاجه ومغالبه بإظهار الحجج عليه (يوم القيامة): والحجة الدليل والبرهان، يقال: حاججه ومحاجه، فأنا محاج وحجيج فعيل بمعنى فاعل كذا النهاية. (رواه أبو داود).
قوله: [(أو انتقصه)] يعني: انتقص حقه أو تنقصه أو عابه بشيء يسيء إليه ويلحقه بسببه أذى. وقوله: [(أو كلفه فوق طاقته)]. يعني: كلفه ما لا يطيق من العمل. قوله: [(أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس)] يعني: ونفسه غير طيبة في الشيء الذي أخذ منه مكرهاً. قوله: [(كنت حجيجه يوم القيامة)] يعني: خصمه يوم القيامة. شرح سنن ابي داود للعلامة العباد