85 لطائف التفسير والمعاني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
جمع عبد الله البلوشي أبو عيسى وسيف بن دورة الكعبي
بإشراف الشيخ الدكتور سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——-‘——-‘
——‘——-‘——-‘
”””””””””'””””””””””””””
——-‘——-‘——
لطيفة:
قال تعالى (حَتَّى إِذَا جَا ءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِح ا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَا ى لُهَا وَمِن وَرَا ى هِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
[سورة المؤمنون 99 – 100]
قال تعالى
(* وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَاذَا عَذْب فُرَات وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاج وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخ ا وَحِجْر ا مَّحْجُور ا)
[سورة الفرقان 53]
وقال تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخ لَّا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلَا ءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)
[سورة الرحمن 19 – 21]
هل هناك اتفاق في المعنى بين البرزخ الذي وضع بين الأموات والأحياء وبين البحرين
—–‘—–‘—-
قال الطبري رحمه الله في تفسيره:
وقوله: (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ)، يقول تعالى ذكره: بينهما حاجز وبعدٌ، لا يُفسد أحدهما صاحبه فيبغي بذلك عليه، وكل شيء كان بين شيئين فهو برزخ عند العرب، وما بين الدنيا والآخرة برزخ.
وقال مجاهد،: (بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال: حجاب بين الميت والرجوع إلى الدنيا.
انتهى من ابن جرير
وفي لسان العرب لابن منظور رحمه الله:
“برزخ: البرزخ: ما بين كل شيئين، وفي الصحاح: الحاجز بين الشيئين. والبرزخ: ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إلى البعث، فمن مات فقد دخل البرزخ.
وفي حديث المبعث عن أبي سعيد: في برزخ ما بين الدنيا والآخرة؛ قال: البرزخ ما بين كل شيئين من حاجز
، وقال الفراء في قوله تعالى: ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
؛ قال: البرزخ من يوم يموت إلى يوم يبعث. وفي حديث علي، رضوان الله عليه: أنه صلى بقوم فأسوى برزخاً
؛ قال الكسائي: قوله فأسوى برزخاً أجفل وأسقط؛ قال: والبرزخ ما بين كل شيئين؛ ومنه قيل للميت: هو في برزخ لأنه بين الدنيا والآخرة؛ فأراد بالبرزخ ما بين الموضع الذي أسقط علي منه ذلك الحرف إلى الموضع الذي كان انتهى إليه من القرآن. وبرازخ الإيمان: ما بين الشك واليقين؛
وقيل: هو ما بين أول الإيمان وآخره. وفي حديث عبد الله: وسئل عن الرجل يجد الوسوسة، فقال: تلك برازخ الإيمان؛ يريد ما بين أوله وآخره، وأول الإيمان الإقرار بالله عز وجل، وآخره إماطة الأذى عن الطريق.
والبرازخ جمع برزخ،
وقوله تعالى: بينهما برزخ لا يبغيان
؛ يعني حاجزًا من قدرة الله سبحانه وتعالى؛ وقيل: أي حاجز خفي.
وقوله تعالى: وجعل بينهما برزخاً أي حاجزًا. قال: والبرزخ والحاجز والمهلة متقاربات في المعنى، وذلك أنك تقول بينهما حاجز أن يتزاورا، فتنوي بالحاجز المسافة البعيدة، وتنوي الأمر المانع مثل اليمين والعداوة، فصار المانع في المسافة كالمانع من الحوادث، فوقع عليها البرزخ.” انتهى
قال ابن سعدي:
{وَمِنْ وَرَاءِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أي: من أمامهم وبين أيديهم برزخ، وهو الحاجز بين الشيئين، فهو هنا: الحاجز بين الدنيا والآخرة، وفي هذا البرزخ، يتنعم المطيعون، ويعذب العاصون، من موتهم إلى يوم يبعثون، أي: فليعدوا له عدته، وليأخذوا له أهبته.
قال القرطبي: ومن ورائهم برزخ أي ومن أمامهم وبين أيديهم. وقيل: من خلفهم. برزخ أي حاجز بين الموت والبعث؛ قاله الضحاك، ومجاهد، وابن زيد. وعن مجاهد أيضا أن البرزخ هو الحاجز بين الموت، والرجوع إلى الدنيا. وعن الضحاك: هو ما بين الدنيا والآخرة. ابن عباس: حجاب. السدي: أجل. قتادة: بقية الدنيا. وقيل: الإمهال إلى يوم القيامة؛ حكاه ابن عيسى. الكلبي: هو الأجل ما بين النفختين، وبينهما أربعون سنة. وهذه الأقوال متقاربة. وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ. قال الجوهري: البرزخ الحاجز بين الشيئين. والبرزخ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث؛ فمن مات فقد دخل في البرزخ. وقال رجل بحضرة الشعبي: رحم الله فلانا فقد صار من أهل الآخرة! فقال: لم يصر من أهل الآخرة، ولكنه صار من أهل البرزخ، وليس من الدنيا ولا من الآخرة. وأضيف يوم إلى يبعثون لأنه ظرف زمان، والمراد بالإضافة المصدر