84 عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–
سنن أبي داود
50 حدثنا محمد بن عيسى أخبرنا عنبسة بن عبدالواحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر فأوحي إليه في فضل السواك أن كبر، أعط السواك أكبرهما)
قلت سيف: هو على شرط الذيل على الصحيح المسند
ثم رأيت في علل ابن أبي حاتم ذكر لأبيه حديث عبدالله بن محمد بن زاذان المديني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم به فقال: هذا خطأ إنما هو عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم. .. ، مرسل وعبدالله ضعيف الحديث. انتهى وذكر المحقق أن رواية الإرسال أخرجها معمر في جامعه 19604 عن هشام بن عروة به
ولا أدرى هل رواية الإرسال تعل رواية عنبسة بن عبدالواحد أم محفوظ من الوجهين
وصححه الألباني ومحقق سنن أبي داود ط المعارف. وذكر له الألباني شاهد عن ابن عمر أخرجه مسلم.
وظاهر حديث عائشة أنه في اليقظة وورد عن ابن عمر في مسلم 2271 وعلقه البخاري بنحوه 246 وفيه أن ذلك في المنام. وذكر ابن حجر اختلاف الالفاظ وحمله على واقعتين واستدل بحديث عائشه أن ذلك ايضا وقع في اليقظة.
———–
توقير الكبير في السواك و غيره
قال العيني في شرح أبي داود (1/ 155 – 156): قوله: ” يستن ” من الاستنان، وهو الاستياك، وهو دلك الأسنان وحكها بما يجلوها، مأخوذ من السن، وهو إمرار الشيء الذي فيه خشونة على شيء آخر، ومنه المسن الذي يُشحذ به الحديد ونحوه
وقال ابن الأثير: ” الاستنان استعمال السواك، افتعال من الأسنان،
أي: يُمرُهُ عليها “: قوله: ” وعنده رجلان ” جملة حالية. قوله: ” فأوحي إليه ” من الإيحاء، والوحي: الرسالة،/ويجيء بمعنى الإلهام والإشارة.
قوله: ” أن كبّر ” ” أن ” هاهنا مفسرة، بمنزلة ” أي “، والمعنى: فأوحي إليه أي: كبر، من قبيل قوله تعالى: (فأوْحيْنا إليْه أن اصْنع
الفُلك)، وقوله: (ونُودوا أن تلكُمُ الجنةُ)، ويحتمل أن تكون مصدرية، والمعنى: فأوحي إليه التكبير ومعنى ” كبر “: قدم السن ووقره.
واستفيد من هذا الحديث فوائد: الأولى: ” تقديم حق الأكابر من جماعة الحضور، وتبديته على من هو أصغر منه، وهو السُنة أيضاً في السلام، والتحية، والشراب، والطّيب، ونحو ذلك من الأمور، وفي هذا المعنى تقديم ذوي السن بالركوب، وشبهه من الإرفاق.
الثانية: أن استعمال سواك الغير ليس بمكروه، إلا أن السُنة فيه أن يغسله، ثم يستعمله “.
الثالثة: أن هذا صريح في فضيلة السواك.
قال الطيبي في شرح المشكاة: وفيه من الأدب تقديم حق الأكبر من الحاضرين على من هو أصغر منه في السلام، والشراب، والطيب ونحوها، وفيه استعمال سواك الغير برضاه ليس بمكروه على ما يذهب إليه بعض من يتقذر، إلا أن السنة فيه أن يغسله أولاً ثم يعطيه لغيره. قوله: ((أن كبر)) هو الموحى به، أي أوحي أن فضل السواك أن تقدم من هو أكبر من الآخر.
قال العلامة العباد: وقوله: (أن كبر) يعني: أن يعطي السواك لغيره ولكن يعطيه للكبير، وهذا يدلنا على توقير الكبار وتقديمهم على غيرهم، وقد جاء في حديث حويصة ومحيصة أنهما أتيا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأراد أصغرهما أن يبدأ بالكلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كبر) يعني: دع الأكبر يتكلم.
والمقصود هنا أن هذا السواك الذي استاك به رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه لأكبرهما ليستاك به! ويدل هذا الحديث على استياك الرجل بسواك غيره، وكذلك سيأتي في حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم أعطاها سواكه لتغسله، فبدأت واستاكت به، ثم غسلته وأعطته إياه، فدل على جواز الاستياك بسواك الغير.
وذكر الرجل -كما ذكرت مراراً- لا مفهوم له، فيدخل في هذا الرجل وكذلك المرأة، ففي حديث عائشة الذي سيأتي أنها استاكت بسواك الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد الرجلين الذي هو الأكبر استاك بسواك الرسول، فلا يختص الحكم بالرجال دون النساء إلا إذا وجد دليل في أمر من الأمور أو في حكم من الأحكام على أن هذا الحكم يخص الرجال أو يخص النساء، وإلا فإن الأصل هو تساوي الرجال والنساء في الأحكام، وهذه قاعدة من قواعد الشرع، وقد أشرت إليها مراراً وتكراراً. [شرح سنن أبي داود]
[و هناك بحث لأخينا الفاضل سعيد الجابري حول السواك يرجع اليه]
((كنوز نبوية في السواك))
——–
((السواك)) سُنة مؤكدة، ولكن للأسف الشديد تم هجرها بحجة ظهور معاجين الأسنان التي يظن البعض أنها تغني عنه.
((14)) حديث نبوي في السواك وهناك أحاديث أخرى لم أنقلها. حتى يتبين لكم عِظَم هذه السُنة.
————–
• عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)).
[صححه الألباني / صحيح النسائي ((5))].
———-
- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد أُمرت بالسواك حتى ظننت أنه سينزل علي به قرآن أو وحي)).
[صحيح الترغيب والترهيب ((213))].
———-
• عن واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت بالسواك حتى خشيت أن يُكتب عليَّ)).
[صحيح الجامع ((1376))].
———
• عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أُمِرت بالسواك حتى خفت على أسناني)).
[الصحيحة ((1556)) / صـ (434) / طـ. المعارف].
———
• عن ابن عمر: ((كان صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا والسواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسواك)).
[الصحيحة ((2111)) / صـ (438) / طـ. المعارف].
———
• عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: ((كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يتعار من الليل ساعة إلا أجرى السواك على فيه)).
[صحيح الجامع ((4842))].
———-
• عن حُذيفة، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قام ليتهجد يَشُوصُ فاه بالسواك)).
[صحيح مسلم ((255))].
———–
• عن ابن عباس، أنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل، فخرج فنظر في السماء، ثم تلا هذه الآيه في آل عمران {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} حَتَّى بَلَغَ {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ، ثم قام فصلى، ثم اضطجع، ثم خرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآيه، ثم رجع فتسوك فتوضأ، ثم قام فصلى.
[صحيح مسلم ((256))].
———-
• عن علي: أمرنا صلى الله عليه وسلم بالسواك، وقال: ((إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو، فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك)).
[الصحيحة ((1213)) / صفحة (109) / طـ. المعارف].
———
• عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو لا أن أشق على أمتي؛ لفرضت على أمتي السواك كما فرضت عليهم الوضوء)).
[الصحيحة ((3067)) / صـ (439) / طـ. المعارف].
———-
• عن أبي هُريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لولا أن أشق على أمتي – أو على الناس – لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)).
[صحيح البخاري ((887))].
———–
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع كل وضوء بسواك …. )).
[صحيح الجامع ((5318))].
———-
• عن المقداد بن شريح، عن أبيه، قال: ((سألت عائشة، قُلت بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك)).
[صحيح مسلم ((253))].
———-
• عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثرت عليكم بالسواك)).
[الصحيحة ((3995)) / صـ (434) / طـ. المعارف].
قوله صلى الله عليه وسلم (أكثرت عليكم بالسواك). أي: في شأنه وأمره وبالغت في تكرير طلبه منكم , وحق له ذلك , لكثرة فوائده وجموم فضائله.
———
• قال ابن القيم – رحمه الله -:
((في السواك عدة منافع، يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات)).
[زاد المعاد لابن القيم / ((4) / (296)) طـ. الرسالة].