83 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم -رقم 83
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
(ألقاه الأخ: سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة. والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
وممن شارك أصحابنا أحمد بن علي وأبو تيسير وعبدالرحمن المشجري وسعيد الجابري والأخ توفيق من جمهورية بنين وعبدالله البلوشي ومصطفى الموريتاني وسيف بن غدير. وعبدالله الديني
وراجعه سيف بن غدير النعيمي
من وجد فائدة أو تعقيب فليفدنا
————————-
كتاب الفضائل
باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم.
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن مثل ما بعثني الله به عزوجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
————-
تخريجه:
أخرجه البخاري “79” في العلم: باب من علم وعلم،، ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في “شرح السنة” “135”.وأخرجه أحمد 4/ 399، والنسائي في العلم من “الكبرى” كما في “التحفة” 6/ 439، والرامهرمزي في “الأمثال” ص24، والبيهقي في “دلائل النبوة” 1/ 368 من طرق عن أبي أسامة، به.
تمهيد:
قال ابن باز:
إن العلم بأحكام الله أمر ضروري على كل مسلم ومسلمة في كل ما لا يسعهما جهله , ليسيرا في عبادتهما لربهما على هدى وبصيرة.
يقول الله سبحانه: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} يعني: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه , ومحكمه ومتشابهه , ومقدمه ومؤخره , وحلاله وحرامه وأمثاله … قال ابن عباس: فإنه قد قرأه البر والفاجر. رواه ابن مردويه , وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني بالحكمة: الإصابة في القول.
وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} ليست بالنبوة , ولكنه العلم والفقه والقرآن , وقال أبو العاليه: الحكمة: خشية الله … ). ا. هـ كلام ابن كثير رحمه الله.
وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» متفق عليه.
ويقول – صلى الله عليه وسلم -: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه.
وقال لابن عباس «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»
شرح الألفاظ:
قال صاحبنا مصطفى الموريتاني – والشرح للألفاظ سواء التي وقعت في مسلم ولغيره:
بوب البخاري على الحديث فقَالَ البُخَارِي: باب فَضْلِ مَنْ عَلِمَ وَعَلَّمَ
قال ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث فوائد منها:
قوله: «مثل»:المراد به الصفة العجيبة لا القول السائر.
قوله: «الهدى»: أي الدلالة الموصلة إلى المطلوب، والعلم المراد به معرفة الأدلة الشرعية.
قوله: «نقية» كذا عند البخاري في جميع الروايات التي رأيناها بالنون من النقاء وهي صفة لمحذوف، لكن وقع عند الخطابي والحميدي وفي حاشية أصل أبي ذر «ثغبة» بمثلثة مفتوحة وغين معجمة مكسورة بعدها موحدة خفيفة مفتوحة، قال الخطابي: هي مستنقع الماء في الجبال والصخور.
قال القاضي عياض: هذا غلط في الرواية، وإحالة للمعنى. لأن هذا وصف الطائفة الأولى التي تنبت، وما ذكره يصلح وصفا للثانية التي تمسك الماء.
قال: وما ضبطناه في البخاري من جميع الطرق «نقية» بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء التحتانية، وهو مثل قوله في مسلم: «طائفة طيبة».
قلت: وهو في جميع ما وقفت عليه من المسانيد والمستخرجات كما عند مسلم. ثم قرأت في شرح ابن رجب أن في رواية بالموحدة بدل النون قال: والمراد بها القطعة الطيبة كما يقال فلان بقية الناس، ومنه: «فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية».
قوله: «قبلت»: من القبول.
قوله: «الكلأ والعشب»: هو من ذكر الخاص بعد العام، لأن الكلأ يطلق على النبت الرطب واليابس معاً، والعشب للرطب فقط.
قوله: «إخاذات»: جمع إخاذة وهي الأرض التي تمسك الماء. وفي رواية غير أبي ذر وكذا في مسلم وغيره: «أجادب» جمع جدب وهي الأرض الصلبة التي لا ينضب منها الماء.
قوله: «وزرعوا» كذا له بزيادة زاي من الزرع، ولمسلم والنسائي وغيرهما «ورعوا» بغير زاي من الرعى، قال النووي. كلاهما صحيح.
قوله: «قيعان» جمع قاع وهو الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت. انتهى كلام ابن حجر.
قال النووي و ((العشب والكلأ والحشيش)) كلها اسم للنبات، لكن الحشيش مختص باليابس، والعشب والكلا – مقصوراً – مختصان بالرطب، والكلأ – بالهمزة – يقع على اليابس والرطب،
((فقه)) بضم القاف وكسرها، والمشهور الضم، إذا فهم وأدرك الكلام.
شرح الحديث:
قال صاحبنا مصطفى الموريتاني: قال ابن حجر:
قال القرطبي وغيره: ضرب النبي – صلى الله عليه وسلم – لما جاء به من الدين مثلاً بالغيث العام الذي يأتي في حال حاجتهم إليه، وكذا كان الناس قبل مبعثه، فكما أن الغيث يحيي البلد الميت فكذا علوم الدين تحيي القلب الميت. ثم شبه السامعين له بالأرض المختلفة التي ينزل بها الغيث، فمنهم العالم العامل المعلم. فهو بمنزلة الأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها وأنبتت فنفعت غيرها.
ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه فيه غير أنه لم يعمل بنوافله أو لم يتفقه فيما جمع لكنه أداه لغيره، فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء فينتفع الناس به، وهو المشار إليه بقوله: «نضر الله امرءا سمع مقالتي فأداها كما سمعها».
ومنهم من يسمع العلم فلا يحفظه ولا يعمل به ولا ينقله لغيره، فهو بمنزلة الأرض السبخة أو الملساء التي لا تقبل الماء أو تفسده على غيرها. وإنما جمع المثل بين الطائفتين الأوليين المحمودتين لاشتراكهما في الانتفاع بهما، وأفرد الطائفة الثالثة المذمومة لعدم النفع بها. والله أعلم.
ثم ظهر لي أن في كل مثل طائفتين، فالأول قد أوضحناه، والثاني الأولى منه من دخل في الدين ولم يسمع العلم أو سمعه فلم يعمل به ولم يعلمه، ومثالها من الأرض السباخ وأشير إليها بقوله – صلى الله عليه وسلم -: «من لم يرفع بذلك رأساً» أي أعرض عنه فلم ينتفع له ولا نفع.
والثانية منه من لم يدخل في الدين أصلاً، بل بلغه فكفر به، ومثالها من الأرض الملساء المستوية التي يمر عليها الماء فلا ينتفع به، وأشير إليها بقوله – صلى الله عليه وسلم – «ولم يقبل هدى الله الذي جئت به».
وقال الطيبي: بقى من أقسام الناس قسمان:
أحدهما: الذي انتفع بالعلم في نفسه ولم يعلمه غيره.
والثاني: من لم ينتفع به في نفسه وعلمه غيره.
قلت: والأول داخل في الأول لأن النفع حصل في الجملة وإن تفاوتت مراتبه، وكذلك ما تنبته الأرض، فمنه ما ينتفع الناس به ومنه ما يصير هشيما.
وأما الثاني فإن كان عمل الفرائض وأهمل النوافل فقد دخل في الثاني كما قررناه، وإن ترك الفرائض أيضا فهو فاسق لا يجوز الأخذ عنه، ولعله يدخل في عموم: «من لم يرفع بذلك رأسا» والله أعلم. انظر فتح الباري.
وذكر البغوي نفس معنى ما قال القرطبي.
وكذلك النووي وذكر الطائفة الأولى بنفس المعنى السابق وكذلك قال في الطائفة الثانية والثالثة: وكذا النوع الثاني من الناس لهم قلوب حافظة، لكن ليست لهم أفهام ثاقبة، ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام، وليس عندهم اجتهاد في الطاعة والعمل به، فهم يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم، أهل للنفع والانتفاع، فيأخذه منهم فينتفع به، فهؤلاء نفعوا بما بلغهم.
والنوع الثالث من الأرض: السباخ التي لا تنبت ونحوها، فهي لا تنتفع بالماء، ولا تمسكه لينتفع بها غيرها، وكذا النوع الثالث من الناس ليست لهم قلوب حافظة، ولا أفهام واعية، فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به، ولا يحفظونه لنفع غيرهم. والله أعلم “شرح مسلم” 15/ 48.
قال صاحبنا عبدالله الديني:
قال ابن القيم:
شبه صلى الله عليه وسلم العلم والهدى الذي جاء به بالغيث لما يحصل بكل واحد منهما من الحياة والنافع والاغذية والادوية وسائر مصالح العباد فإنها بالعلم والمطر وشبه القلوب بالأراضي:
احدها: أهل الحفظ والفهم الذين حفظوه وعقلوه وفهموا معانيه واستنبطوا وجوه الأحكام والحكم والفوائد منه فهؤلاء بمنزلة الأرض التي قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير.
القسم الثاني: أهل الحفظ الذين رزقوا حفظه ونقله وضبطه ولم يرزقوا تفقها في معانيه ولا استنباطا ولا استخراجا لوجوه الحكم والفوائد منه، فهم بمنزلة من يقرأ القرآن ويحفظه ويراعي حروفه واعرابه ولم يرزق فيه فهما خاصا عن الله كما قال على ابن ابي طالب رضى الله عنه: إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه والناس متفاوتون في الفهم فهؤلاء بمنزلة الأرض التي أمسكت الماء للناس، فانتفعوا به هذا يشرب منه وهذا يسقى وهذا يزرع فهؤلاء القسمان هم السعداء والأولون أرفع درجة وأعلى قدرا.
القسم الثالث: الذين لا نصيب لهم منه لا حفظا ولا فهما ولا رواية ولا دراية بل هم بمنزلة الأرض التي هي قيعان لا تنبت ولا تمسك الماء وهؤلاء هم الأشقياء. والقسمان الأولان اشتركا في العلم والتعليم كل بحسب ما قبله ووصل اليه فهذا يعلم الفاظ القرآن ويحفظها وهذا يعلم معانيه واحكامه وعلومه والقسم الثالث لا علم ولا تعليم فهم الذين لم يرفعوا بهدى الله راسا ولم يقبلوه وهؤلاء شر من الانعام وهم وقود النار
وفيه دلالة على ان حاجة العباد الى العلم. قال الامام أحمد: الناس محتاجون الى العلم اكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب لان الطعام والشراب يحتاج اليه في اليوم مرة او مرتين والعلم يحتاج اليه بعدد الأنفاس.
وقد قال تعالى (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل) فآيات القرآن تحيي القلوب كما تحيا الأرض بالماء، وتحرق خبثها وشبهاتها وشهواتها وسخائمها كما تحرق النار ما يلقى فيها وتميز جيدها من زبدها كما تميز النار الخبث من الذهب والفضة والنحاس ونحوه منه فهذا بعض ما في هذا المثل العظيم من العبر والعلم قال الله تعالى (وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون).انتهى مختصرا
مفتاح دار السعادة ((1) / (143))
نقل صاحبنا مصطفى الموريتاني عن بعض الشراح أنه قال: وإنما اختير الغيث على سائر أسماء المطر ليؤذن باضطرار الخلق إليه حينئذ، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} وقد كان الناس في الزمان الأول قبل المبعث وهم على فترة من الرسل، وقد امتحنوا بموت القلب ونضوب العلم، حتى أصابهم الله برحمة من عنده، فأفاض عليهم سجال الوحي السماوي، وإنما ضرب المثل بالغيث للمشابهة التي بينه وبين العلم، فإن الغيث يحيي البلد الميت، والعلم يحيي القلب الميت. انتهي
*فوائد مع ما مضى:
-أهمية العلم، والفقه
قال صاحبنا سيف بن غدير النعيمي:
قال ابن سعدي: العلم يقصر التعبير عن وصف كنه فضله. ثم ذكر فضائل العلم وأن الإيمان والجهاد يرجعان للعلم.
بمعناه (وراجع فتح الرحيم الملك العلام، وراجع نضرة النعيم خصلة (الفقه))
ونبه ابن باز أن أهم علم هو التوحيد:
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وأنت مأمور بها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} والرسل بعثوا بها والدعوة إليها، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ولا سبيل إلى هذه العبادة وأدائها على الوجه المطلوب إلا بالله ثم بالعلم والتفقه في الدين، وهذه العبادة هي دين الإسلام، هي الإيمان والهدى، هي طاعة الله ورسوله، هي توحيد الله واتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام، هي الهدى الذي بعث الله به نبيه في قوله جل وعلا: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} هذه العبادة هي توحيد الله وطاعته، هي اتباع الرسل، هي الانقياد لشرع الله، هي الإسلام، هي الإيمان، هي الهدى، هي التقوى
– الطائفة الثانية من أهل السعادة أيضاً خلافاً لما يعتقده بعض طلاب العلم المبتدئين أنهم منافقون، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ) رواه أبو داود (3660)
-الواعي أفضل من الناقل:
قال الرامهرمزي (ت 360هـ) رحمه الله: ” ففرَّق النبي صلى الله عليه وسلم بين ناقل السنة وواعيها، ودل على فضل الواعي بقوله: (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه غير فقيه) وبوجوب الفضل لأحدهما يثبت الفضل للآخر. انتهى.
“المحدث الفاصل” (1/ 169 – 170).
-الحديث فيه معنى قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شئ حي)
– في معنى قول بعض السلف، إذا أراد الله بطالب العلم خيرا وفقه لصاحب سنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن مثل ما بعثي الله به من الهدى والعلم … ) ولم يذكر علوم الفلاسفة وأهل الأهواء.
ومن بدأ بغير الكتاب والسنة فمن الصعوبة أن يتخلص من الشبهات، ومن تخلص لا بد أن تبقى معه رواسب، حتى يتصور الأدلة تنصر ما تقرر عنده إلا من رحم الله.
-يذكر الأئمة أن الناس في العلم أما حافظ للحديث لا يفهم المعاني أو حافظ فقيه.
ومنه حديث (نضر الله امرءا سمع مقالتي … )
-وفيه ذم المعرضين عن الكتاب والسنة ومنه قوله تعالى (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون) وقوله تعالى (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) وقوله تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) وراجع نضرة النعيم (خصلة الجهل)
-القلوب كالأوعية فخيرها أوعاها. ومنه حديث القلوب وفيه ( … وقلب اسود مرباد لا يعرف معروف ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه كالكوز مجخيا … ).
-العلم والعقل يقبل الزيادة والنقص (وراجع لهذا المعنى مجموع الفتاوى 9/ 305)
-الفائدة من العلم أن يستعمل وقت الحاجة.
-من عقل العلم أفضل ممن حفظ العلم (مجموع الفتاوى 9/ 309)
-الحديث ذكره البيهقي في دلائل النبوة. باب ما جاء في مثله ومثل أمته ومثلهم ومثل ما جاء به من الهدى والبيان … 1/ 367
-أهمية العمل بالعلم وتعليمه.
– لا يجوز أن تضيع عمرك في تعليم الذي لا يرفع به رأسا، والسلف كانوا لا يحبون أن يعلموا أهل البدع إلا لمصلحة، أو دفع مفسدة كالخوف من أن يرتكب أحموقة كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما في جوابه لنجده الخارجي.
-ذم كتمان العلم.
-بوب ابن حبان على الحديث باب الإعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً.
-ضرب الأمثال، وهناك كتب ألفت في أمثال القرآن، وأمثال السنة.
-وهذا بحث الأخوة حول مسألة: هل صحيح أنه لم يأت المطر في القرآن إلا للعذاب، وأن الغيث للرحمة.
قال صاحبنا عبدالله البلوشي:
الشعراء الاية173 مطر العذاب
والشورى الآية28 الرحمة.
قلت (سيف) بلفظ الغيث.
قال صاحبنا توفيق:
منه قوله تعالى: ” (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [سورة الشورى 28]
وقال صاحبنا أحمد بن علي: (وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين)
(وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ)
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا)
(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) (29)
قال الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن:
” مطر: المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر، وواد مطير. أي: ممطور، يقال: مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، قال تعالى: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِين) َ [الشعراء:173 [الأعراف:84]، (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً) [الحجر:74] …
وقال صاحب المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (م ط ر): مَطَرَتْ السَّمَاءُ تَمْطُرُ مَطَرًا مِنْ بَابِ طَلَبَ فَهِيَ مَاطِرَةٌ فِي الرَّحْمَةِ وَأَمْطَرَتْ بِالْأَلِفِ أَيْضًا لُغَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ يُقَالُ نَبَتَ الْبَقْلُ وَأَنْبَتَ كَمَا يُقَالُ مَطَرَتْ السَّمَاءُ وَأَمْطَرَتْ وَأَمْطَرَتْ بِالْأَلِفِ لَا غَيْرُ فِي الْعَذَابِ ثُمَّ سُمِّيَ الْقَطْرُ بِالْمَصْدَرِ وَجَمْعُهُ أَمْطَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَمْطَرَ اللَّهُ السَّمَاءَ بِالْأَلِفِ وَاسْتَمْطَرْتُ سَأَلْتُ الْمَطَرَ.
وقال صاحبنا عبدالرحمن المشجري:
(الغيث) ورد في قوله تعالى
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ … } [لقمان: 34]
(المطر) ورد في قوله تعالى:
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 84]
وقال صاحبنا طارق شديد أبوتيسير: ورد في السلسلة الصحيحة – رقم الحديث: 2286 [مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره] (صحيح).
قلت (سيف) والعقيلي نقل عن الإمام أحمد إعلاله لحديث أنس وبأن الصواب أنه عن الحسن، ولم يذكر العقيلي أن له طرقا صحيحة، وكذلك لم يشر أن له طرق أخرى لينه كعادته فالأمر محتمل.
وأشار الإمام أحمد لعلته في المسند 3/ 143 حيث أردف الرواية المرسلة بالمتصلة.
وكلام الإمام أحمد الصريح في المنتخب من علل الخلال، وذكر المحقق أنه لا يصح في الباب شئ.
وقال بعض مشايخنا كما في تعليقي على شرح علل الترمذي: صححه الشيخ مقبل بمجموع طرقه لكن أحاديث الباب كلها تدور حول الأبح، والصواب أن حديثه مرسلاً فالحديث ضعيف.
وكذلك نقل بعض المشايخ المتخصصين في العلل: أن السخاوي قواه ونقل عن ابن عبدالبر أنه حسنه، والأقرب ضعفه.
وفصَّل باحث فقال: حديث عمار مضطرب ولعل الصواب فيه مرسل الحسن، وحديث ابن عمر فيه متروك، وحديث عمران مسلسل بالضعفاء، وحديث عقبه عن الحسن عن علي، الحسن لم يسمع من علي، ثم عقبه خالف ثابت وحميد ويونس حيث رووه مرسلا.
وعلى فرض تصحيحه فهناك توجيهات للأئمة.
وفي السلسلة رقم الحديث: 1469: (اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر] (حسن).
قلت (سيف) وهناك بحث توصل فيه الباحث لضعف أحاديث الباب:
فحديث سهل بن سعد رفعه معلول، وذكر المطر فيه منكر. وحديث ابن عمر منكر، وحديث عائشة منكر جدا، وموقوف أبي هريرة منكر، ومرسل مكحول الأرجح الرواية المتصلة عن مكحول عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء كان يستحب عند نزول القطر …. وهذا فيه احتمال إرسال مكحول ثم هو موقوف.
لكن لعله يستأنس للحكم بالعمومات، مثل أن المطر رحمة. (وراجع مجموع الفتاوى 27/ 129) وممن قال باستحبابه الشافعي والبيهقي والقرطبي والنووي وابن قدامة وابن تيمية. انتهى بتصرف
قال صاحبنا أحمد بن علي:
وورد في صحيح أبي داود 325 ـ وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ اسقنا غيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً, نافعاً غير ضارَّ, عاجلاً غير آجل)) قال: فأطبقت عليهم السماء.
قلت (سيف) حديث جابر أعله الدارقطني (العلل 13/ 391)، بالإرسال ونقل البيهقي إنكاره وذكر المرسل (السنن 3/ 355) وورد عن صحابة آخرين لا تخلو من ضعف، لكن قال محقق المنتخب من مسند عبد بن حميد حسن لغيره.
وقال ابن عبدالبر: أحسن شئ في الدعاء حديث جابر (وراجع تخرجنا لسنن أبي داود 1166)
وراجع، الدراري ص187 طبعة الآثار حيث نقل تعليل ابن رجب 6/ 284 لحديث ابن عباس، لكن لم يذكر المحقق الشواهد، وكذلك ابن رجب لم يذكرها.
وفي الصحيحة 326ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم شكوتم جَدْبَ دياركم, واستئخارَ المطرِ عن إبّانِ زمانه عنكم … )
وفي مختصر البخاري [476] عن أنس – رضي الله عنه – قال: أصاب الناس سنةٌ ( … فبينما النبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب على المنبر قائماً في يوم الجمعة قام (وفي رواية: دخل) أعرابي من أهل البدو من باب كان وجاه المنبر ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – قائم فقال: يا رسول الله! هلك المال وجاع العيال, فادع الله لنا أن يسقينا, فرفع يديه يدعو حتى رأيت بياض إبطيه: اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا)) ورفع الناس أيديهم معه يدعون …. ثم أمطرت …. )
وقال صاحبنا سعيد الجابري:
قال الداودي: أينما كان المطر في كتاب الله فهو العقاب، والمذكور في التفسير أنه يقال: أمطر في العذاب، ومطر في الرحمة، وأهل اللغة يقولون: مطرت السماء وأمطرت.
ومغيثا أي: مزيلا للشدة، وذلك لأن المطر قد ينزل ولا يزيل الشدة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: «ليست السنة ألا تمطروا، بل السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا» الممتع لابن عثيمين.
وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال: قال سفيان بن عيينة رحمه الله: ما سمى الله مطرًا في القرآن إلا عذابًا.
وجاء في فتح الباري لابن حجر (1/ 189):
يقال: مطرت السماء وأمطرت، ويقال: مطرت في الرحمة، وأمطرت في العذاب، وقال ابن عيينة: ما سمي الله مطرا في القرآن إلا عذابا. يعني: ما أطلق المطر في القرآن إلا على العذاب، وتعقب بقوله تعالى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ} سورة النساء. اهـ.