83 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة مجموعة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
83 – قال الامام ابويعلى رحمه الله {ج6ص83}:دثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن ثابت البناني: عن أنس بن مالك أن رجلا كان يلزم قراءة {قل هو الله أحد} في الصلاة في كل سورة وهو يؤم أصحابه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ما يلزمك هذه السورة؟) قال: إني أحبها قال: (حبها أدخلك الجنة).
*-وأسنده الترمذي فقال رحمه الله {ج6ص83}: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ فَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ فَقَرَأَ بِهَا افْتَتَحَ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ يَقْرَأُ بِسُورَةٍ أُخْرَى مَعَهَا وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا إِنَّكَ تَقْرَأُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ بِسُورَةٍ أُخْرَى فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأَ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِسُورَةٍ أُخْرَى قَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِهَا إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِهَا فَعَلْتُ وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ وَكَانُوا يَرَوْنَهُ أَفْضَلَهُمْ وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ فَلَمَّا أَتَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَقَالَ يَا فُلَانُ مَا يَمْنَعُكَ مِمَّا يَامُرُ بِهِ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ أَنْ تَقْرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ حُبَّهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ
*-قلت: وحديث المبارك بن فضالة عن ثابت قد اخرجه الامام احمد رحمه الله {ج3ص141}:حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا المبارك عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه وسلم اني أحب هذه السورة قل هو الله أحد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حبك إياها أدخلك الجنة.
…………………….
أخرجه الترمذي (2901)، وابن خزيمة (537)، وابن حبان (794)، وأبو يعلى (3335)، والحاكم (1/ 240 – 241)، والبيهقي (2/ 60 – 61)، والطبراني في “الأوسط” (898) من حديث عبد العزيز بن محمد عن عبيد اللَّه بن عمر عن ثابت عن أنس مطولًا، وقال الترمذي: “حديث حسن غريب صحيح”، وصحّحهُ الحَاكم على شرط مسلم، ووافقَه الذهبي. وقال الطبراني: “لم يرو هذا الحديث عن عبيد اللَّه إلا عبد العزيز”، وعبد العزيز بن محمد هو الدراوردي، صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد اللَّه منكر، كما في “التقريب”. على أنه لم يتفرد به عن عبيد اللَّه بن عمر، فأخرجه أحمد (12432) و (12433) والترمذي إثر حديث (2901)، وأبو يعني (3336)، وابن حبّان (792) من طرق عن مبارك قَالَ سمعت ثابتًا عن أنس، فذكره مطولًا.
ومبارك هو ابن فضالة وهو ليّن الحديث يعتبر به، كما قال الدارقطني، وصرح بالتحديث في رواية أحمد (12433).
وقال الحافظ في “تغليق التعليق” (2/ 317): “وروي عن سليمان بن بلال عن عبيد اللَّه بن عمر مختصرًا أيضًا، فان كان محفوظًا فهو يرد على الطبراني في دعواه تفرد الدراوردي به”.
(نقلا من محقق كتاب المقرر على أبواب المحرر)
وقد جاء في الصحيحين نحوه عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بقل هو الله أحد، فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟» فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخبروه أن الله يحبه»
بوب ابن خزيمة باب إباحة ترداد المصلي قراءة السورة الواحدة في كل ركعتين من المكتوبة
بوب ابن حبان ذكر البيان بأن حب المرء سورة الإخلاص بالمداومة على قراءتها يدخله الجنة
بوب البخاري باب الجمع بين السورتين في ركعة.
بوب النووي: بَاب جَوَاز تَكْرِير السُّورَة فِي الصَّلَاة الْوَاحِدَة وَالْجمع بَين سور فِي رَكْعَة (خلاصة الكلام)
قال ناصر الدين بن المُنَيِّر:
” في هذا الحديث أن المقاصد تغير أحكام الفعل؛ لأن الرجل لو قال: إن الحامل له
على إعادتها أنه لا يحفظ غيرها؛ لأمكن أن يأمره بحفظ غيرها. لكنه اعتل بحبه؛
فظهرت صحة قصده؛ فَصَوَّبَه “. قال:
” وفيه دليل على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس إليه، والاستكثار منه،
ولا يعد ذلك هجراناً لغيره “.
قال ابن دقيق العيد رحمه الله: هذا يدلّ على أنه كان يقرأ بغيرها، ثم يقرؤها في كل ركعة، وهذا هو الظاهر. ويحتمل أن يكون المراد أنه يختم بها آخر قراءته، فيختص بالركعة الأخيرة، وعلى الأول فيؤخذ منه جواز الجمع بين سورتين في ركعة. انتهى. (شرح الاثيوبي)
قال في تحفة الاحوذي: تنبيه روى الشيخان عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه والظاهر أن قصة حديث عائشة هذا وقصة حديث أنس رضي الله عنه المذكور في الباب قصتان متغايرتان لا أنهما قصة واحدة ويدل على تغايرهما أن في حديث الباب أنه كان يبدأ ب قل هو الله أحد
وفي حديث عائشة أن أمير السرية كان يختم بها وفي هذا أنه كان يصنع ذلك في كل ركعة ولم يصرح بذلك في قصة الآخر وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله وفي حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يسألوا أميرهم وفي هذا أنه قال إنه يحبها فبشره بالجنة وأمير السرية قال إنها صفة الرحمن فبشره بأن الله يحبه والله تعالى أعلم.
قال ابن رجب في الفتح (7/ 71):
وقد دل حديث أنس وعائشة على جواز جمع سورتين مع الفاتحة في ركعة واحدة من صلاة الفرض؛ فإن النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لم ينهه عن ذلك.
ويدل على أنه ليس هو الأفضل؛ لأن أصحابه استنكروا فعله وإنما استنكروه لأنه مخالف لما عهدوه من عمل النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وأصحابه في صلاتهم؛ ولهذا قال له النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟)).
فدل على أن موافقتهم فيما أمروه به كان حسناً، وإنما اغتفر ذلك لمحبته لهذه السورة.
وأكثر العلماء على أنه لا يكره الجمع بين السور في الصلاة المفروضة، وروي فعله عن عمر وابن عمر وعمر بن عبد العزيز وعلقمة، وهو قول قتادة والنخعي ومالك، وعن أحمد في كراهته روايتان. وكرهه أصحاب أبي حنيفة.
قال ابن الملقن في التوضيح:
واختلف العلماء في جمع السورتين في كل ركعة، فأجاز ذلك ابن عمر، وكان يقرأ بثلاث سور في ركعة (2)، وقرأ عثمان بن عفان، وتميم الداري القرآن كله في ركعة (3)، وكذا سعيد بن جبير، وأبو حنيفة، وكان عطاء يقرأ سورتين في ركعة أو سورة في ركعتين من المكتوبة (4).
وعند ابن أبي شيبة: كره أبو جعفر أن يقرن بين سورتين في ركعة، وزيد بن خالد الجهني، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو العالية (5).
وقال مالك: لا بأس أن يقرأ سورتين وثلاثا في ركعة، وسورة أحب إلينا، ولا يقرأ بسورة في ركعتين، فإن فعل أجزأه، وقال مرة: لا بأس به، وما هو من الشأن (1)، وأجاز ذلك كله الكوفيون (2)، وروي ذلك عن الربيع بن خثيم، والنخعي، وعطاء (3)، زاد ابن حزم: وعمر بن الخطاب، وطاوس (4). وقال عطاء: كل سورة حظها من الركوع والسجود. وروي عن ابن عمر أنه قال: إن الله فصل القرآن؛ لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود، ولو شاء لأنزله جملة واحدة (5).
والقول الأول أشبه بالصواب لحديث ابن مسعود الآتي.
ثم ساق البخاري من حديث شعبة، ثنا عمرو بن مرة، سمعت أبا وائل قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال هذا كهذ الشعر، لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة.
ومن فوائد الحديث:
1 – أن تفضيل بعض القرآن على بعض، عائد لما يحتوى عليه المفضَّل من تمجيد الله والثناء عليه. فهذه السورة الكريمة الجليلة تشمل توحيد الاعتقاد والمعرفة وما يجب إثباته للرب من الأحدية المنافية للشريك و الصمدية المثبتة لله تعالى جميع صفات الكمال ونفي الوالد والولد، الذي هو من لوازم غناه ونفى الكفء المتضمن نفي المشابه والمماثل والنظير ولذا فهي تعدل ثلث القرآن.
2 – أن الأعمال يكتب ثوابها بسبب ما يصاحبها من نية صالحة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن القصد من تكريرها.
3 – أنه من أحب صفات الله وَتَذوَّق حلاوة مناجاته بها فالله يحبه، لأن الجزاء من جنس العمل.
” تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ” (1/ 150)
سئل الشيخ العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في الشريط الحادي والعشرين من سلسلة فتاوى جدة:
يقول السائل / جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرتم في كتابكم المبارك [صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم] أنه صلى الله عليه وسلم قام ليلة بآية يرددها وهي قوله تعالى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]. السؤال / هل يجوز للمفترض إماما كان أو مأموما أو منفردا أن يردد آية واحدة فقط مع الفاتحة في كل ركعة؟ أو بعض الركعات أم أن هذا خاص به صلى الله عليه وسلم؟ أم أن ذلك خاص لصلاة النفل؟ وهل ما قيل من القاعدة الفقهية: أن ما شرع في النفل يشرع في الفريضة هل هذه القاعدة صحيحة؟
الجواب / قال رحمه الله: أما القاعدة فصحيحة بقيد أن لا تكون السنة العملية مخالفة لها. وهنا الجواب من الأقوال التي ذكرت أن هذا الترداد والتكرار للآية إنما هي في النافلة، وليس في النافلة مطلقا بل وفي نافلة الليل هذا هو الراجح، والدليل ما أشرت إليه آنفا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس إماما لصلوات الفرائض وصلى في بعض السنن المختلف في سنيتها أو في وجوبها جماعة كصلاة الكسوف مثلا وصلاة التراويح فلم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم مثل هذا الترداد إلا حينما قام يصلي لوحده في تلك الليلة فقد أصبح يردد هذه الآية لكن قد جاء في صحيح البخاري أن رجلا من الأنصار كان يؤمهم وكان كلما فرغ من قراءة الفاتحة بقراءة سورة (قل هو الله أحد) ويكررها وكان الذين يصلون خلفه يعلمون أن هذا من خيرهم وأفضلهم فكانوا يكرهون أن يؤمهم غيره ولكن مع ذلك كان في قلوبهم شيء من وراء تكراره لهذه السورة (قل هو الله أحد) فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله عن السبب فقال: إني أحبها قال: حبك إياها أدخلك الجنة] وهم حينما كانوا يطلبون منه أن لا يكرر هذا الشيء يلاحظون أن التكرار قد يمل بعض الناس فكان يقول لهم: (إن أعجبكم أممتكم وإلا فليؤمكم غيري) فذكروا ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فأقره عليه السلام على ذلك بل قال: حبك إياها أدخلك الجنة] يمكن أن نأخذ من هذا الحديث أنه يشرع تكرار آية ما في الفريضة إذا كان ذلك يرضى الجماعة وليس سنة مضطردة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في الفرائض ولذلك كان ترداد هذا الإمام لـ (قل هو الله أحد) موضع استنكار من بعض أصحابه حتى وصل الأمر بالإمام أن يقول لهم إن أعجبكم هذا فأنا أؤمكم وإلا فلا) فلما ذكروا أمره إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك وقال: [حبك إياها أدخلك الجنة] فيمكن أن نأخذ من هذا الحديث حكما خاصا بجماعه يقتدون بإمام قارئ مجود حسن الصوت يتغنى بالقرآن
كما جاء في الأحاديث الصحيحة فلا يرضون به بديلا لكن قد يأخذون عليه مثل هذا الترداد فالجواب أنه يجوز إذا ما رضوا إمامته بسبب حسن تلاوته هذا آخر ما عندي من الجواب. ا. هـ
قال شيخ الاسلام في شرح عمدة الفقه:
ولا بأس أن يقرأ سورتين وأكثر في ركعة في النافلة؛ لأن ابن مسعود قال: «إِنِّي لأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ, سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ» متفق عليه.
وروى عنه حذيفة رضي الله عنه: «أَنَّهُ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَالنِّسَاءَ وَآلَ عِمْرَانَ فِي رَكْعَةٍ». رواه مسلم.
وهل يكره ذلك في الفرض؟ على روايتين.
إحداهما: يكره؛ لما روى أبو العالية قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لِكُلِّ سُورَةٍ حَظُّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»
رواه أحمد.
والثانية: لا تكره, وهي أشهر وأصح؛ لما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ, فَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلاَةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ, حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا, ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا, فَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ, فَلَمَّا أَتَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرُوهُ بِالْخَبَرِ فَقَالَ: «وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟». فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا, فَقَالَ: «حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ» رواه الترمذي, والبخاري معلقاً مجزوماً به.
وروى مالك عن ابن عمر: أنه كان يقرأ أحياناً بالسورتين والثلاث في الركعة الواحدة في صلاة الفريضةِ, فأما تكرار الآية الواحدة أو السورة الواحدة في الركعتين, فلا يكره في الفرض ولا النفل, لما روى أبو داود عن رجل من جهينة أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ: «إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ, فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا». وعن أبي ذر رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ لَيْلَةً بِآيَةٍ يَرْكَعُ بِهَا, وَيَسْجُدُ حَتَّى أَصْبَحَ وَهِيَ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}» رواه الترمذي. ا. هـ