81 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2598): قال ابن القيم رحمه الله -وهو يتكلم عن خصائص يوم الجمعة-: أنه اليوم الذي يستحَبُّ التفرُّغُ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّةٌ بأنواعٍ من العبادات واجبةٍ ومستحبَّةٍ. فالله سبحانه جعل لأهل كلِّ ملَّة يومًا يتفرَّغون فيه لعبادته، ويتخلَّون فيه عن أشغال الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة. وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان. ولهذا من صحَّ له يومُ جمعته وسلِمَ سلِمَتْ له سائرُ جمعته. ومن صحَّ له رمضانُ وسَلِم صحَّت له سائرُ سَنته. ومن صحَّت له حجَّته وسلِمَتْ صحَّ له سائر عُمره. فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر.
زاد المعاد في هدي خير العباد – ط عطاءات العلم ١/٤٩٢
______________
(2599): ﴿يا يَحيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا﴾ [مريم: ١٢]
تيسير الكريم الرحمن (السعدي):
دلَّ الكلام السابق على ولادة يحيى وشبابه وتربيته، فلما وصل إلى حالةٍ يفهم فيها الخطاب؛ أمره الله أنْ يأخذ الكتاب بقوَّة؛ أي: بجدٍّ واجتهادٍ، وذلك بالاجتهاد في حفظ ألفاظه وفهم معانيه والعمل بأوامره ونواهيه، هذا تمامُ أخذِ الكتاب بقوَّة، فامتثل أمر ربِّه، وأقبل على الكتاب فحفظه وفهمه، وجعل الله فيه من الذَّكاء والفطنة ما لا يوجد في غيره، ولهذا قال: ﴿وآتَيْناه الحكم صبيًّا﴾ [أي: معرفة أحكام اللَّه والحكم بها وهو في حال صغره وصباه].
______________
(2600): قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى:
من كان قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء وحصول مطلوبه ، فهو أكمل بكثير ممن لايقصد إلا حصول مطلوبه فقط كحال أكثر الناس ، وهذا من ثمرات العلم النافع ، فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة ووسائل جميلة.
الفتاوى السعدية (٥١)
______________
(2601): قال بعض العارفين :
” إذا تكلمت ، فاذكر سمع الله لك ،
وإذا سكت ، فاذكر نظره إليك . “..
جامع العلوم والحكم | 1 – 287 |
______________
(2602): (يُكْرَهُ لِمَنِ اعْتَادَ التَّهَجُّدَ أَنْ يَتْرُكَهُ بِلاَ عُذْرٍ لِقَوْلِهِ ﷺ لاِبْنِ عَمْرٍو يَا عَبْدَ اللَّهِ لاَ تَكُنْ مِثْل فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْل فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْل) أخرجه البخاري (الفتح ٣ / ٣٧ – ط السلفية)
الموسوعة الفقهية الكويتية ١٤/٨٩
______________
(2603): قال الفضيل بن عياض: أدركت أقوامًا يستحيون من الله في سواد الليل من طول الهجعة, إنما هو على الجنب, فإذا تحرك قال: ليس هذا لك, قومي خذي حظك من الآخرة.
صفة الصفوة ١/٤٣٠ — ابن الجوزي (ت ٥٩٧)
______________
(2604): ومن أنواع الدلائل والحجج التي ذكر الله في القرآن لبيان أنه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ما يلي:
1- تفرُّدُه تبارك وتعالى بالربوبية لا شريك له، فهو الخالق وحده، الرازق واحده، المنعم وحده، المتصرِّف في هذا الكون وحده لا شريك له في شيء من ذلك، فهو الرب الحق لا شريك له.
ومن لوازم معرفته بذلك والإقرار له به أن يُفرَد بالعبادة، وأن يخص وحده بالخضوع والطاعة، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿٦١﴾ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٦٢﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴿٦٣﴾ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿٦٤﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿٦٥﴾ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ} [الحج: 61-66]، وقال تعالى: {قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّن يَملِكُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَمَن يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمرَ فَسَيَقولونَ اللَّـهُ فَقُل أَفَلا تَتَّقونَ﴿٣١﴾ فَذلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ} [يونس: 31-32].
2- ذكرُه سبحانه لأسمائه الحسنى، وصفاته العلى الدالَّة على كماله وجلاله وعظمته، وأنّه المستحق للعبادة وحده دون سواه، ومن الأمثلة على ذلك آية الكرسي التي أخلصت لبيان التوحيد وتقريره، حيث ذُكر فيها من أسماء الله الحسنى خمسةُ أسماء، وذكر من صفاته العظيمة ما يزيد على العشرين صفة.
3- ذكره تبارك وتعالى لتعدد نعمه على العباد وتوالي مننه، وفي سورة النحل – التي يسمِّيها بعض أهل العلم “سورة النعم” لكثرة ما عدّ فيها سبحانه من النعم على العباد – أكبر شاهد على أنه المعبود بحق، ولذا ختم هذه النعم بقوله: {كَذلِكَ يُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلَّكُم تُسلِمونَ ﴿٨١﴾ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ المُبينُ ﴿٨٢﴾ يَعرِفونَ نِعمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنكِرونَها وَأَكثَرُهُمُ الكافِرونَ} [النحل: 81-83].
4- ذكره سبحانه لإجابته المضطرين وكشفه كربات المكروبين، ولا يقدر على ذلك أحدٌ سواه، قال تعالى: { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62].
5- إخباره عن نفسه بأنه النافع الضار، المعطي المانع، وأنَّ مَن سواه لا يملك شيئاً من ذلك لنفسه ولا لغيره، قال تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 38].
6- إخباره سبحانه عن دقة صنعه للمخلوقات، وبديع إيجاده للكائنات، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64].
7- إخباره عن حقارة الأوثان وعجزها، وأنها لا تملك شيئاً، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾ مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73-74].
إلى غير ذلك من الدلائل البيِّنات، والحجج الواضحات، التي سيقت في القرآن الكريم مبينة أن الله عز وجل هو الإله الحق المبين، وأن ألوهيَّة من سواه كفر وطغيان، وضلال وبهتان.
فقه الأسماء الحسنى (ص ٢٤٥-٢٤٧)
______________
(2605): ٥٧٣- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ ﵂: لَمَّا حَضَرَ أَبِي ﵀ دَعَانِي، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ، إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُكِ تَمْرَ خَيْبَرَ، وَلَمْ تَكُونِي أَخَذْتِيهَا، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَرُدِّيهَا عَلَيَّ» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَتِ، وَاللَّهِ، لَوْ كَانَ خَيْبَرُ ذَهَبًا جَمِيعًا لَرَدَدْتُهَا عَلَيْكَ» فَقَالَ: «هِيَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ ﷿ يَا بُنَيَّةُ، إِنِّي كُنْتُ أَتْجَرَ قُرَيْشٍ وَأَكْثَرَهُمْ مَالًا، فَلَمَّا شَغَلَتْنِي الْإِمَارَةُ، رَأَيْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ مَا شَغَلَنِي، يَا بُنَيَّةُ هَذِهِ الْعَبَاءَةُ الْقَطْوَانِيَّةُ وَحِلَابٌ، وَعَبْدٌ، فَإِذَا مُتُّ، فَأَسْرِعِي بِهِ إِلَى ابْنِ الْخَطَّابِ، يَا بُنَيَّةُ، ثِيَابِي هَذِهِ، فَكَفِّنُونِي بِهَا» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ، وَقُلْتُ: «يَا أَبَتِ، نَحْنُ مِنْ ذَلِكَ» فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكِ، وَهَلْ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُهْلِ؟» قَالَتْ: «فَلَمَّا مَاتَ، بَعَثْتُ بِذَلِكَ إِلَى ابْنِ الْخَطَّابِ» فَقَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَاكِ لَقَدْ أَحَبَّ أَنْ لَا يَتْرُكَ لِقَائِلٍ مَقَالًا»..
الزهد لأحمد بن حنبل ١/٩١
______________
(2606): قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : وأما ما ورد عن بعض السلف رحمهم الله من الإنكار على من يتزوج أو يعدد الزواج بأنه يحب النساء ، فهذا مثل ما فعل بعض الصحابة ، حتى أقسم بعضهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( لا أتزوج النساء ) .
وأما ما ورد عن بعضهم في قوله : ( العلم لا يناله من همه أفخاذ النساء ) .
فليس صحيحا ، بل قد يكون من همه أفخاذ النساء أقوى علما من الثاني ، فينال شهوته التي أباحها الله ، ويقرأ في العلم ، ومثل هذه الأشياء وردت عن بعض الزهاد ، وبعض العباد ، لا سيما في عهد التابعين ، من الأشياء التي يعذرون فيها بالجهل ، لكنهم لا يشكرون عليها ؛ لأنها مخالفة للسنة ، فنقول : ياحبذا الإنسان يعطيه الله قوة على النساء ، لكنه لا يدع الواجب ، بل إن العلماء يقولون : النكاح مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ، فلو أن الإنسان معه شهوة ، ويريد أن يتمتع بأهله ، ويحب أن يقوم بالليل ، نقول له : تمتع بأهلك ، وأما مايرد عن بعض الزهاد من التابعين وغيرهم ، فإنه يعرض على الكتاب والسنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أولئك القوم ، وقال : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) .
شرح قواعد الأصول ومعاقد الفصول (ص 112 )
______________
(2607): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
“وَالنَّاسُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ يَكُونُ فِي قُلُوبِهِمْ
مِنْ التَّوَجُّهِ وَالتَّقَرُّبِ وَالرِّقَّةِ مَا لَا يُوجَدُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ الْوَقْتِ”. ..
الفتاوى (32 / 6)
______________
(2608): قَالَ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:
“*إذَا تَأمَّلتَ السَّبعَةَ الَّذِينَ يُظِلُهُم اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ في ظِلِّ عَرْشِهِ يَومَ لا ظِلَّ إلا ظِلِّهِ ، وجَدتَهُم إنَّما نَالُوا ذَلِكَ الظِّلَّ بِمُخَالفَةِ الهوَىٰ*:
*•* فَإنَّ الإمامَ المُسَلِّط القَادِرُ لا يَتَمَكَّنُ مِن العَدلِ إلا بمُخالفَةِ هَوَاهُ ،
*•* والشَّابُّ المُؤثِرُ لِعِبَادَةِ اللَّهِ عَلى دَاعِي شَبَابُه لَولا مُخَالفَةِ هَوَاهُ لم يَقدِر عَلى ذَلِكَ ،
*•* والرَّجُلُ الَّذي قَلبُهُ مُعَلَّقٌ بالمَساجدِ إنَّمَا حَملَهُ عَلى ذَلِكَ مُخَالفَةُ الهَوَىٰ الدَّاعِي لهُ إلىٰ أمَاكِنِ اللَّذَّاتِ ،
*•* والمُتَصَدِقُ المُخْفِيُّ لِصَدَقَتِهِ عَن شَمَالِهِ لَولا قَهْرُهُ لِهَّواهُ لَم يَقدِر عَلىٰ ذَلِكَ ،
*•* والَّذي دَعَتْهُ المَرأةُ الجَمِيلَةُ الشَّرِيفَةُ فَخافَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وخَالفَ هَوَاهُ ،
*•* والَّذِي ذَكرَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ خَالِيًا فَفَاضَت عَينَاهُ مِن خَشيَتِهِ إنَّما أوصَلهُ إلىٰ ذَلِكَ مُخالفَةُ هَوَاهُ ،
*فَلَم يَكُن لِحَرِّ المَوقِفِ وعَرَقِهِ وشِدَّتِهِ سَبِيلٌ عَلَيهُم يَومُ القِيامَةِ* “.
رَوْضَةُ المُحِبِيْنَ
ج١ ص٤٧٥
______________
(2609): قال الشيخ الألباني – رحمه الله “يجب أن تعرف المرأة أنها خُلِقت لِتلزم بيتها وتخدم زوجها وتربي أولادها” سلسلة الهدى والنور 30.
______________
(2610): [منْ أفضلِ الصّدقاتِ]
-قال الإمامُ ابنُ رجبٍ:
“أفضلُ الصَّدقةِ:
تَعليمُ جَاهلٍ أو إيقاظُ غَافِلٍ”
(لطائف المعارف)(ص٥٤)
______________
(2611): عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
( كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ لَهُمْ جَمَلٌ يَسْنُونَ عَلَيْهِ – أي : يستقون عليه -، وَإِنَّ الْجَمَلَ استَصْْعَبَ عَلَيْهِمْ فَمَنَعَهُمْ ظَهْرَهُ ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : إِنَّهُ كَانَ لَنَا جَمَلٌ نُسْنِي عَلَيْهِ ، وَإِنَّهُ استَصْْعَبَ عَلَيْنَا ، وَمَنَعَنَا ظَهْرَهُ ، وَقَدْ عَطِشَ الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : قُومُوا . فَقَامُوا ، فَدَخَلَ الْحَائِطَ وَالْجَمَلُ فِي نَاحِيَةٍ ، فَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْكَلْبِ الْكَلِبِ ، وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ صَوْلَتَهُ . فَقَالَ : لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ . فَلَمَّا نَظَرَ الْجَمَلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتَّى خَرَّ سَاجِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاصِيَتِهِ أَذَلَّ مَا كَانَتْ قَطُّ ، حَتَّى أَدْخَلَهُ فِي الْعَمَلِ .
فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَذِهِ بَهِيمَةٌ لَا تَعْقِلُ تَسْجُدُ لَكَ ، وَنَحْنُ نَعْقِلُ ، فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ .
فَقَالَ : لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ – أي : تتفجر – بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ )
رواه الإمام أحمد في ” المسند ” (20/65)، ومن طريقه الضياء في ” المختارة ” (5/265)، ورواه ابن أبي الدنيا في ” العيال ” (رقم/527)، والنسائي في ” السنن الكبرى ” (5/363)، والبزار في ” المسند ” (رقم/8634)، وأبو نعيم الأصبهاني في ” دلائل النبوة ” (رقم/277)
قال محققو المسند:
” صحيح لغيره ، دون قوله : ( والذي نفسي بيده لو كان من قدمه…الخ) ، وهذا الحرف تفرد به حسين المروذي عن خلف بن خليفة ، وخلف كان قد اختلط قبل موته ” انتهى.
” مسند أحمد ” طبعة مؤسسة الرسالة (20/65) .
______________
(2612): ﴿وَلا يَأتونَكَ بِمَثَلٍ إِلّا جِئناكَ بِالحَقِّ وَأَحسَنَ تَفسيرًا﴾ [الفرقان: ٣٣]
تيسير الكريم الرحمن (السعدي):
ولهذا قال: ﴿ولا يأتونَكَ بِمَثَلٍ﴾: يعارضون به الحقَّ ويدفعون به رسالتك، ﴿إلاَّ جئناك بالحقِّ وأحسنَ تفسيرًا﴾؛ أي: أنزلنا عليك قرآنًا جامعًا للحقِّ في معانيه والوضوح والبيان التامِّ في ألفاظِهِ؛ فمعانيه كلُّها حقٌّ وصدقٌ لا يشوبها باطلٌ ولا شبهةٌ بوجه من الوجوه، وألفاظُهُ وحدودُهُ للأشياء أوضحُ ألفاظًا وأحسنُ تفسيرًا، مبين للمعاني بيانًا كاملًا.
وفي هذه الآية دليلٌ على أنَّه ينبغي للمتكلِّم في العلم من محدِّث ومعلِّم وواعظٍ أن يقتدي بربِّه في تدبيره حال رسوله، كذلك العالم يدبِّر أمر الخلق، وكلَّما حدث موجبٌ أو حصل موسمٌ؛ أتى بما يناسب ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبويَّة والمواعظ الموافقة لذلك.
وفيه ردٌّ على المتكلِّفين من الجهميَّة ونحوهم ممَّن يرى أنَّ كثيرًا من نصوص القرآن محمولةٌ على غير ظاهرها، ولها معانٍ غير ما يُفْهَم منها؛ فإذًا على قولهم لا يكون القرآن أحسنَ تفسيرًا من غيره، وإنما التفسير الأحسن على زعمهم تفسيرُهم الذي حرَّفوا له المعاني تحريفًا!
______________
(2613): {فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا (٣٠)}
عن عبد الله بن عمرو، قال: “لم تنزل على أهل النار آية أشد من هذه: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا)؛ قال: فهم في مزيد من العذاب أبدًا”.
الطبري: ٢٤/١٦٩.
______________
(2614): قال الشيخ العلامة بن السعدي رحمه الله-:
”لا طريق للفلاح، سوى الإخلاص في عبادة الخالق، والسّعي في نفع عبيده، فمن وُفّق لذلك ، فله القدح المُعَلّى، من السّعادة والنّجاح والفلاح”.
تفسير السعدي صـ (575)
______________
(2615): قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
« أعظم ما تجاهد به أعداء الله جل وعلا والشيطان نشر العلم ، فانشره في كل مكان بحسب ما تستطيع » .
[ الوصايا الجلية : ٤٦].
______________
(2616): فضل نشر العلم
قال ابن المبارك رحمه الله :
لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم
تهذيب الكمال ٢٠/١٦.
وقال ابن الجوزي رحمه الله :
من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم
التذكرة صـ ٥٥
______________
(2617): قوله «مادام في مصلاه ما لم يحدث» وفيه زيادة على ما هنا وأن المراد بالحدث حدث الفرج لكن يؤخذ منه أن اجتناب حدث اليد واللسان من باب الأولى لأن الأذى منهما يكون أشد أشار إلى ذلك ابن بطال. (الفتح ٢/١٦٧)
______________
(2618): حديث ٦٥٥ عن أنس بن مالك قال: قال النبي ﷺ: يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم. وقال مجاهد: في قوله: «ونكتب ما قدموا وآثارهم» قال: خطاهم.
٦٥٦ – عن أنس أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي ﷺ قال: فكره رسول الله ﷺ أن يعروا المدينة فقال: ألا تحتسبون آثاركم، قال مجاهد: خطاهم آثارهم، أن يمشى في الأرض بأرجلهم.
الفوائد:
١- الاحتساب وإن كان أصله العد لكنه يستعمل غالبًا في معنى طلب تحصيل الثواب بنية خالصة.
٢- أن أعمال البر إذا كانت خالصة تكتب آثارها حسنات.
٣- استحباب السكنى بقرب المسجد إلا لمن حصلت به منفعة أخرى أو أراد تكثير الأجر بكثرة المشي.
واختلف فيمن كانت داره قريبة من المسجد فقارب الخطا بحيث تساوي خطا من داره بعيدة هل يساويه في الفضل أو لا؟ وإلى المساواة جنح الطبري، وروى ابن أبي شييبة من طريق أنس قال: مشيت مع زيد بن ثابت إلى المسجد فقارب بين الخطا وقال أردت أن تكثر خطانا إلى المسجد، وهذا لا يلزم منه المساواة في الفضل وإن دل على أن في كثرة الخطا فضيلة لأن ثواب الخطا الشاقة ليس كثواب الخطا السهلة.
واستنبط منه بعضهم استحباب قصد المسجد البعيد ولو كان بجنبه مسجد قريب، وإنما يتم ذلك إذا لم يلزم من ذهابه إلى البعيد هجر القريب وإلا فإحياؤه بذكر الله أولى وكذا إذا كان في البعيد مانع من الكمال كأن يكون إمامه مبتدعًا. (الفتح ٢/١٦٤)
______________
(2619): قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
إن للمِحَن آجالًا وأعماراً كأعمار ابن آدم ، لابد وأن تنتهي .
المدارج ( ٣٧٤)
______________
(2620): قال ابن تيمية رحمه الله:
” إن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمتى خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب.“
[جامع المسائل ٢٨٠/٧]
_____________
(2621): من فضائل الشام المروية في الأحاديث الصحيحة
قال النبي ﷺ : إن الله -عز وجل- قد تكفل لي بالشام وأهله.
(أخرجه أحمد 5/33)
قال النبي ﷺ : إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان -إذا وقعت الفتن- بالشام.
(المستدرك 4/509)
قال النبي ﷺ: لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما توجهوا، لا يضرهم من خذلهم من الناس حتى يأتي أمر الله، أكثرهم أهل الشام.
(ابن عساكر 1/245)
قال النبي ﷺ : هل تدرون ما يقول الله؟ يقول: يا شام يا شام! يدي عليك يا شام, أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي، أنت سيف نقمتي، وسوط عذابي، أنت الأندر، وإليك المحشر
ورأيت ليلة أسرى بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة, قلت: ما تحملون؟ قالوا: نحمل عمود الإسلام، أمرنا أن نضعه بالشام
(الهيثمي 10/58)
______________
(2622): قال ثابت البناني رحمه الله :
خدمة الله في الأرض الصلاة ، ولو علم الله شيئا أفضل منه ما قال { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب }
تفسير ابن أبي حاتم م٣ : ٤٥٥
______________
(2623): يقول ابن كثير عن الخوارج:
“إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها [[عراقاً وشاماً ]] ، ولم يتركوا طفلاً ولا طفلة ولا رجلاً ولا امرأة لأن الناس عندهم قد فسدوا فساداً لا يصلحهم إلاّ القتل جملة …”
البدايةوالنهاية
10/584-585.
______________
(2624): روى الترمذي وابن ماجه وغيرهما عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك. صححه الألباني.
قال العلماء: أخذ بهما- صلى الله عليه وسلم- وترك ما سواهما مما كان يتعوذ به من الكلام غير القرآن لما تضمنتاه من الاستعاذة من كل مكروه، ولما سحر استشفى بهما.
______________
(2625): عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: «اقتصادٌ في سُنَّة، خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ».
السُّنَّة، للمروزي (ص ٣٠)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ” والفرق بين الاقتصاد والتقصير: أن الاقتصاد هو التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وله طرفان هما ضدان له: تقصير، ومجاوزة، فالمقتصد قد أخذ بالوسط وعدل بين الطرفين…والدين كله بين هذين الطرفين، بل الإسلام قصد بين الملل والسنة، قصد بين البدع ودين الله، بين الغالي فيه والجافي عنه”.
الروح – ابن القيم – ط عطاءات العلم ٢/٧١٥
______________
(2626): ﴿وَلِلَّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَليمٌ﴾ [البقرة: ١١٥]
تيسير الكريم الرحمن (السعدي):
أي: ﴿ولله المشرق والمغرب﴾؛ خصهما بالذكر لأنهما محل الآيات العظيمة [فهما] مطالع الأنوار ومغاربها، فإذا كان مالكًا لها كان مالكًا لكل الجهات ﴿فأينما تولوا﴾؛ وجوهكم من الجهات إذا كان توليكم إياها بأمره، إما أن يأمركم باستقبال الكعبة بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس، أو تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها، فإن القبلة حيثما توجه العبد، أو تشتبه القبلة فيتحرى الصلاة إليها، ثم يتبين له الخطأ أو يكون معذورًا بصلب أو مرض ونحو ذلك، فهذه الأمور إما أن يكون العبد فيها معذورًا أو مأمورًا.
وبكل حال فما استقبل جهة من الجهات خارجة عن ملك ربه ﴿فثم وجه الله إن الله واسع عليم﴾؛ فيه إثبات الوجه لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى، وإن لله وجهًا لا تشبهه الوجوه، وهو تعالى واسع الفضل والصفات عظيمها عليم بسرائركم ونياتكم، فمن سعته وعلمه، وسع لكم الأمر، وقبل منكم المأمور، فله الحمد والشكر.
______________
(2627): اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالكَافِرِينَ مُلْحَقٌ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ، وَلاَ نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعُ مَنْ يَكْفرُكَ
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، وصحَّح إسناده، ٢/ ٢١١، وقال الشيخ الألباني في إرواء الغليل: «وهذا إسناد صحيح»، ٢/ ١٧٠. وهو موقوف على عمر.
______________
(2628): قال الله عز وجل ﴿ كَذلِكَ كِدنا لِيوسُفَ ﴾..
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله :
”وفيها تنبيه على أن المؤمنَ المتوكّلَ على الله إذا كاده الخلقُ فإنّ اللهَ سبحانه يَكيِدُ له وينتصِرُ له بغير حول منه ولا قوة”.
الفتاوى الكبرى (٦ / ١٣٢)