80 جامع الأجوبة الفقهية ص133
بإشراف سعيد الجابري و ناصر الريسي وسيف بن دورة الكعبي
تحت صفة الوضوء في حديث عثمان رضي الله عنه مسائل:
– مسألة: غسل الكفين قبل الوضوء.
‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘
– مشاركة مجموعة ناصر الريسي:
– الكف: هو ما كان من أطراف الأصابع إلى الرسغ، يقولون: سميت الكف كفاً لأنها تكف الأصابع داخلها؛ لأن الأصابع تأتي منفرجة، وكف الشيء: ثناه، ويكف بها عن نفسه، أي: يدفع الغير عن نفسه، قالوا: وتكفيه في حمل الأشياء الأخرى، ومنه: كفة الميزان تحفظ الشيء وتتعادل معه.
(شرح بلوغ المرام لعطية سالم) (14/ 11)
– فإذا كان غسل اليدين ليس على إثر نوم، فإنَّ غسْلهما فيه قولان:
– الأول: أنه سنة من سنن الوضوء، وفي مذهب الحنفية ثلاثة أقوال في حكم غسل …
– الثاني: أنه سنة مستقلة عند الوضوء، لا من الوضوء كالسواك، اختاره الخرسانيون من الشافعية، المجموع (1/ 328،388)
– الدليل على أن غسل الكفين سنة من الكتاب والسنة والإجماع:
– أما الكتاب: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق}
[المائدة: 6]
فلم يذكُر غسل اليدين، ولو كان غسلهما فرضًا لذَكَره فيما ذكر.
– وأما السنة، فأحاديث كثيرة في صفة وضوء النبي – صلى الله عليه وسلم -، منها:
الأول: عن عثمان بن عفان أنه دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق. الحديث.
(متفق عليه)
الثاني: عن عبد الله بن زيد لما سئل عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم – فأكفأ على يديه من التور، فغسل يديه ثلاثاً، ثم أدخل يده في التور، فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث غرفات، ثم أدخل يده، فغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم أدخل يده فمسح رأسه، فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين.
(متفق عليه)
وغيرها من الأحاديث كلها تذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغسل كفيه في وضوئه، وفعلُ الرسول صلى الله عليه وسلم دالٌّ على السنية إن كان على وجه التعبُّد كما هو الحال هنا.
– وقد ذهب إلى هذا الرأي أبو حنيفة ومالك والشافعي وعطاء وإسحق وابن المنذر وابن قدامة. انظر: المغني (1/ 73)
– وأما الإجماع، فقد نقله طائفة من أهل العلم:
– قال ابن المنذر: أجمع كل مَن نحفظ عنه من أهل العلم على أن غسْل اليدين في ابتداء الوضوء سنة، يستحب استعمالها، وهو بالخيار إن شاء غسلها مرة، وإن شاء غسلها مرتين، وإن شاء ثلاثًا، أي ذلك شاء فعل، وغسلهما ثلاثًا أحبُّ إليَّ، وإن لم يفعل ذلك فأدخل يده الإناء قبل أن يغسلها فلا شيء عليه، ساهيًا ترك ذلك أم عمدًا إذا كانتا نظيفيتين. الإجماع لابن المنذر (ص: 34)
– وقال ابن قدامة: وليس ذلك يعني غسل الكفين في الوضوء بواجب عند غير القيام من النوم بغير خلاف نعلمه.
(المغني) (1/ 110).
‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘
– جواب سعيد الجابري:
– أقول كما تبين لنا في هذا البحث الذي جمعه ناصر الريسي أن غسل الكفين مستحب وكما ذكر البعض منهم الإجماع على ذلك.
– فإن قيل: لماذا لا يقال: إن غسلهما واجب لمداومة النبي صلى الله عليه وسلم؟
– فالجواب: أن الله يقول: {ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم}
ولم يذكر الكفين.
(الشرح الممتع)
—–‘—–‘——‘——
جواب سيف: ممن نقل الإجماع على الاستحباب النووي في شرح مسلم قال: غسلهما سنة باتفاق العلماء. معنى كلامه
وغسلهما بعد الاستيقاظ من النوم سيأتي إن شاء الله الخلاف فيه، لكن لا يدل على وجوب غسلها قبل الوضوء غايته الوجوب إذا استيقظ من النوم
قال الألباني: غسل الكفين وهما سنة (الثمر المستطاب)