80 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم -رقم 8٠
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2 والمدارسة ، والاستفادة،
من وجد فائدة أو تعقيب فليفدنا
————————-
مختصر مسلم لعبدالحق الأشبيلي :
4227 – عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الْأُدْمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدْمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَصَرْتِيهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا
4228 – عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَطْعِمُهُ فَأَطْعَمَهُ شَطْرَ وَسْقِ شَعِيرٍ فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ مِنْهُ وَامْرَأَتُهُ وَضَيْفُهُمَا حَتَّى كَالَهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَكِلْهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ وَلَقَامَ لَكُمْ
———————-
-ورد قصة شبيهه عن عائشة أخرج البخاري في الجهاد (3097) باب: نفقة نساء النبي-صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، وفي الرقاق (6451) باب: فضل الفقر، ومسلم في الزهد (2973) من طريق أبي أسامة، وأخرجه أحمد 6/ 108 من طريق سريج، حدثنا ابن أبي الزناد، كلاهما: عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. ولفظ مسلم: “توفي رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-وما في رفي من شيء يأكل ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته، ففني”.
وفي رواية عند ابن حبان بسند جيد ( حَتَّى كَالَتْهُ الْجَارِيَةُ فَلَمْ يَلْبَثْ أَن فَنِيَ، وَلَوْ لَمْ تَكِلْهُ، لَرَجَوْنَا أن يَبْقَى أَكْثَر )
-مختلف الحديث : يبدو أن هناك تعارضاً بين حديث عائشة هذا، وبين حديث المقدام بن معدي كرب عند البخاري في البيوع (2128) باب: ما يستحب من الكيل، بلفظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: “كيلوا طعامكم يبارك لكم “. وزاد كثير من رواته في آخره “فيه”.
وفي دفع هذا التعارض. قال المهلب: “ليس بين هذا الحديث، وحديث عائشة … معارضة، لأن معنى حديث عائشة أنها كانت تخرج قوتها- وهو شيء يسير- بغير كيل، فبورك لها فيه مع بركة النبي -صلى الله عليه وسلم-فلما كالته علمت المدة التي يبلغ إليها عند إنقضائه”.
وقال المحب الطبري: “لما أمرت عائشة بكيل الطعام ناظرة إلى مقتضى العادة، غافلة عن طلب البركة في تلك الحالة ردت إلى مقتضى العادة”.
وقال الحافظ في “فتح الباري” 4/ 346: “والذي يظهر لي أن حديث المقدام محمول على الطعام الذي يشترى، فالبركة تحصل فيه بالكيل لامتثال أمر الشارع، وإذا لم يمتثل الأمر فيه بالاكتيال، نزعت منه لشؤم العصيان. وحديث عائشة محمول على أنها كالته للاختبار، فلذلك دخله النقص وهو شبيه بقول أبي رافع لما قال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: في الثالثة (ناولني الذراع، قال: وهل للشاة إلا ذراعان؟. فقال: لو لم تقل هذا لناولتني ما دمت أطلب منك)، فخرج من شؤم المعارضة انتزاع البركة.
ويشهد لما قلته حديث (لا تحصي فيحصي الله عليك) الآتي.
والحاصل أن الكيل بمجرده لا تحصل به البركة ما لم ينضم إليه أمر آخر، وهو امتثال الأمر فيما يشرع فيه الكيل. ولا تنزع البركة من المكيل بمجرد الكيل ما لم ينضم إليه أمر آخر كالمعارضة، والاختبار … “. انتهى
تنبيه :نقل صاحبنا أبوتيسير :أن الشيخ الألباني ضعف حديث أبي رافع.
-قال النووي في “شرح مسلم” 5/ 139: ” قال العلماء: الحكمة في ذلك أن عصرها، وكيله مضادة للتسليم والتوكل على رزق الله تعالى. ويتضمن التدبير والأخذ بالحول والقوة، وتكلف الإحاطة باسرار حكم الله تعالى وفضله، فعوقب فاعله بزواله”.
وقال القرطبي: “سبب رفع النماء من ذلك عند العصر والكيل- والله أعلم- الالتفات بعين الحرص مع معاينة إدرار نعم الله، ومواهب كراماته، وكثرة بركاته، والغفلة عن الشكر عليها، والثقة بالذي وهبها، والميل إلى إلأسباب المعتادة عند مشاهدة خرق العادة.
ويستفاد منه أن من رزق شيئاً، أو أكرم بكرامة، أو لطف به في أمر، فالمتعين عليه موالاة الشكر، ورؤية المنة لله تعالى، ولا يحدث في تلك الحالة تغييراً، والله أعلم”. وانظر” تحفة الأحوذي ” 9/ 209.
-ورد كذلك قصة مشابهه لأم أوس في عكة وأنها أكلت منه في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان فلما حصل بين على ومعاوية ما حصل نفد، لكن خلف بن خليفة اختلط، وأوس بن خالد البهزي لم أجد له ترجمه.
وكذلك ورد لأم شريك قصة مشابهة لعكة لها وفيها قصة إسلامها وأن يهودي وافق على مرافقتها ثم لم يسقها ماء حتى تتهود وأن الله عزوجل أنزل لها قربة. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها، فطلبت أن يزوجها لبعض أصحابه. ولا تصح ففيها عبدالأعلى بن أبي المساور كذبه ابن معين.
وربما الشيخ مقبل أعرض عن هاتين القصتين في كتابه الصحيح المسند من دلائل النبوة لضعفهما
وكذلك مما يذكر قصة السبع التمرات التي كفتهم في سفر وقول النبي صلى الله عليه وسلم لولا أني استحي من ربي لأكلتم منها حتى تتدخلوا المدينة، وفيها الواقدي كذب
وكذلك قصة رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه في ثلاثين صاعاً وأنها كفتهم ضعفها الألباني تحت رقم 2625 من الصحيحة
في حديث جابر من الفوائد :
-فضيلة الصدقة، وكرم النبي صلى الله عليه وسلم.
– عدم النظر للشئ بعين الحرص، بل المطلوب التوكل على الله عز وجل.
-فضيلة الضيافة ولو بالقليل وأنه من أسباب البركة.
ومن أسباب البركة في الرزق والعمر صلة الرحم وفيه حديث، ومنها الصدق والبيان في التجارة وفيه حديث أيضاً.
قال ابن القيم : إن بركة الرجل تعليمه للخير ونصحه لكل من اجتمع به قال تعالى( وجعلني مباركاً أين ما كنت ) وحذر من الذين يضيعون الأوقات قال تعالى(ولا تطع من أغفلنا قلبه ) انتهى بمعناه.
ومن جعل مباركاً بارك الله عز وجل في عمره وأهله وماله.
ولعل الله عزوجل ييسر فنفرد موضوع البركة ببحث.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
4229 – عن مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ َُ قَالَ :خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ يَجْمَعُ الصَّلَاةَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا أَخَّرَ الصَّلَاةَ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ قَالَ فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ مَسَسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا قَالَا نَعَمْ فَسَبَّهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ قَالَ ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ الْعَيْنِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ قَالَ وَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا فَجَرَتْ الْعَيْنُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ أَوْ قَالَ غَزِيرٍ شَكَّ أَبُو عَلِيٍّ أَيُّهُمَا قَالَ حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ ثُمَّ قَالَ يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا
——————
-تبض :يعني تسيل وراجع لضبطها شرح النووي
-بوب ابن خزيمة باب في الجمع وإن كان المرء نازلا غير سائر وقت الصلاتين، وقريب منه تبويب ابن حبان، وقال به الشافعي وابن عبدالبر( وراجع رسالة الجمع بين الصلاتين للشيخ مقبل).
-نقل القاضي عياض تواتر مثل هذه الأحاديث من تكثير الماء والطعام؛ حيث حضرها الجم الغفير، والصحابي يحدث بها وتنتشر من غير أن ينكره أحد.
-وفي الحديث آية للنبي صلى الله عليه وسلم، فكم كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة، ومع ذلك كفاهم ذلك الماء.
وفيه معجزة وهي إخباره معاذ بأمر مستقبلي وقد وقع كما أخبر.
– للإمام أن يمنع من الأمور العامة كالمياه والكلأ.
– وفيه أن المخالفة والحرص تذهب البركة.
-يحتمل أن الذين خالفوا من المنافقين لكن خيب الله سعيهم وأظهر بركة نبيه واستحقا السب ، ويحتمل أنهم من المؤمنين لكن لعلهم حملوا النهي على الكراهة مع وجود قرينة أن النهي للتحريم وهو أن الماء قليل، لذا سبهما النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يحمل أنه سب ليس فيه بذاءه، بل ثبت أنه قال( اللهم إن لي عندك عهد إني بشر أغضب فإيما مسلم سببته، آذيته، جلدته أن تجعلها له كفارة وقربة…)أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-فيه الغلظة على المخالف، وإن كان الأكثر من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم اللين والتسامح لكنه يغلظ أحيانًا إذا ناسب الحالة الغلظة.
-على القول بأنهما نسيا، فإن الناسي يلام على تفويت محروس عليه.
قال بعض أهل العلم :ولعل تخصيص معاذ بالحديث لأنه استوطن الشام، وحصل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقد نقل ابن عبدالبر أن ابن وضاح رأى ما حول العين جناناً.
-التعبير ب( قليلا قليلا )دلالة على منتهى القلة، وكذلك قول( تبض بشئ من ماء ) وقول ( حتى أجتمع في شئ )تدل على منتهى القلة. وعكسه( فجرت العين بماء منهمر ) دلالة على عظم الآية.
قال العراقي في تخريج الإحياء وذكر: حديث الآبار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويغتسل ويشرب منها وهي سبعة آبار قلت : وهي بئر أريس وبئر حا وبئر رومة وبئر غرس وبئر بضاعة وبئر البصة وبئر السقيا أو العهن أو بئر جمل
فحديث بئر أريس رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري في حديث فيه حتى دخل بئر أريس قال فجلست عند بابها …الحديث
وحديث بئر حا متفق عليه من حديث أنس قال كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا وكان أحب أمواله إليه بئر حا وكانت مستتقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب الحديث
قلت : ذكر ابن حجر أن هذا أحد وجه الضبط لها بلفظ البئر والإضافة كمثل حرف الهجاء( مقدمة الفتح )
ثم قال العراقي :وحديث بئر رومة رواه الترمذي والنسائي من حديث عثمان أنه قال أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال من يشتري بئر رومة ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين الحديث قال الترمذي حديث حسن وفي رواية لهما هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بالثمن… الحديث وقال حسن صحيح ،وروى البغوي والطبراني من حديث بشير الأسلمي قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة وكان يبيع منها القربة بمد الحديث
قلت( سيف ) قال الهيثمي في المجمع رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبدالأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف، قلت : بل كذب، وفي كل المصادر كتبوا عن أبي مسعود، لكن عند الطبراني قال :عن أبي مسعود يعني عبدالأعلى بن أبي المساور
وحديث بئر غرس رواه ابن حبان في الثقات من حديث أنس أنه قال ائتوني بماء من بئر غرس فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب منها ويتوضأ ولابن ماجه بإسناد جيد مرفوعا إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس وروينا في تاريخ المدينة لابن النجار بإسناد ضعيف مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ منها وبزق فيها وغسل منها حين توفي
قلت( سيف )الحديث الذي عزاه لثقات ابن حبان فيه ابن رقيش لم يوثقه معتبر، وفضيل بن سليمان كثير الخطأ، والحديث ذكره الدارقطني في العلل 2454 ورجح الموقوف، والموقوف أخرجه البيهقي في معرفة السنن 1976 من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ( رأيت أنس بن مالك أتى قباء فبال ثم توضأ ومسح على الخفين ثم صلى )، والحديث الذي عزاه لابن ماجه قال عنه الألباني :ضعيف( الضعيفة 1237) وراجع أيضا حديث موضوع فيها( الضعيفة 2683)
وحديث بئر بضاعة رواه أصحاب السنن من حديث أبي سعيد الخدري أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنتوضأ من بئر بضاعة وفي رواية أنه يستقى لك من بئر بضاعة الحديث قال يحيى بن معين إسناده جيد وقال الترمذي حسن وللطبراني من حديث أبي أسيد بصق النبي صلى الله عليه وسلم في بئر بضاعة ورويناه أيضا في تاريخ ابن النجار من حديث سهل بن سعد
قلت( سيف ) حديث إنه يستقى لك من بئر بضاعه صححه الألباني في صحيح أبي داود، ومحققو المسند 18/335، وراجع شرح مغلطاي على ابن ماجه، أما حديث بصقة في بئر بضاعة فورد عند الطبراني ولابن شبة في تاريخ المدينة بأسانيد ضعيفة.
وحديث بئر البصة رواه ابن عدي من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه يوما فقال هل عندكم من سدر أغسل به رأسي فإن اليوم الجمعة قال نعم فأخرج له سدرا وخرج معه إلى البصة فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وصب غسالة رأسه ومراق شعره في البصة وفيه محمد بن الحسن بن زبالة ضعيف
وحديث بئر السقيا رواه أبو داود من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له من بيوت السقيا زاد البزار في مسنده أو من بئر السقيا ولأحمد من حديث علي خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فلما توضأ قام الحديث
قلت( سيف ) حديث عائشة الذي أخرجه أبو داود صححه الألباني، ومحققو المسند وذكروا انها على بعد يومين من المدينة من طرف الحرة، لكن ذكر صاحب كتاب الأحاديث المعلة في كتاب الحلية قال أحمد : هذا أراه ريح، أنكره على الدراوردي لأنه حدث به من حفظه.
أما حديث علي فهو في الصحيح المسند 958
قال :وأما بئر جمل ففي الصحيحين من حديث أبي الجهم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بئر جمل الحديث وصله البخاري وعلقه مسلم
والمشهور أن الآثار بالمدينة سبعة وقد روى الدارمي من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه صبوا علي سبع قرب من آبار شتى الحديث وهو عند البخاري دون قوله من آبار شتى // وهي سبع آبار طلبا للشفاء
من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن زياد بن الحارث الصدائي في قصة وفادته فذكر حديثا طويلا فيه وذكر أن بئرهم لا تكفيهم في الصيف فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع حصيات ففركهن بيده ودعا فيهن ثم قال اذهبوا بهذه الحصيات فاذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة واذكروا الله عز وجل قال الصدائي ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد ذلك أن ننظر إلى قعرها يعني البئر وأصل هذا الحديث في المسند وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه وأما الحديث بطوله ففي دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله
قلت( سيف )عبدالرحمن بن زياد بن أنعم متكلم فيه
وخرجها المزي وغيره مطولة في ترجمة الصحابي، وهي مختصرة عند أحمد وابي داود وغيرهما وأكثرهم يذكر( إن أخا صداء أذن ومن إذن فهو يقيم… ) وهذا أحد الأحاديث الستة التي أنكرها الثوري على بن أنعم( تحقيق المسند، في مسند زياد الصدائي )
قال البيهقي : باب ما ظهر في البئر التي كانت بقباء من بركته
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ثنا أبو حامد بن الشرقي أنا أحمد بن حفص بن عبد الله نا أبي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد أنه حدثه أن أنس بن مالك أتاهم بقباء فسأله عن بئر هناك قال فدللته عليها فقال لقد كانت هذه وإن الرجل لينضح على حماره فينزح فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بذنوب فسقي فاما أن يكون توضأ منه وإما أن يكون تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر…
قلت( سيف )إسناده ظاهره الحسن، ويرجى البحث أكثر، ثم اتضح انه أحد أوجه الخلاف التي ذكر الدارقطني أن الراجح فيها الوقف( العلل 2454)
وقال أبو بكر البزار ثم الوليد بن عمرو بن مسكين ثنا محمد بن عبد الله بن مثنى عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا فسقيناه من بئر لنا في دارنا كانت تسمى النزور في الجاهلية فتفل فيها فكانت لا تنزح بعد ثم قال لا نعلم هذا يروى إلا من هذا الوجه
قلت( سيف )؛ وعبدالله بن المثنى صدوق كثير الغلط، وهذا السند مما تعقبه الدارقطني في حديث كتاب الزكاة على البخاري بعدم السماع كما في التتبع. ونقل ابن حجر في التلخيص عن ابن حزم أنه كتاب صحيح.
المهم يبقى العلة ما ذكرنا.
قال بعض الباحثين :في صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال: أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ألفا وأربعمائة أو أكثر، فنزلوا على بئر فنزحوها، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى البئر وقعد على شفيرها، ثم قال: (ائتوني بدلو من مائها). فأتي به، فبصق فدعا ثم قال: (دعوها ساعة). فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا.
وذكر بن حجر في الإصابة: عن ناجية بن جندب قال: كنا بالغميم فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد جريدة خيل يتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكره رسول الله أن يلقاه وكان بهم رحيما، فقال: من برجل يعدلنا عن الطريق؟ فقلت: أنا بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: فأخذت بهم في طريق قد كان بها فدافد وعقاب فاستوت لي الأرض حتى أنزلته على الحديبية وهي تنزح، قال: فألقى فيها سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا بها فعادت عيونها حتى إني أقول: لو شئنا لاغترفنا بأقداحنا
قلت( سيف ) فيه موسى بن عبيدة، والراوي عن الصحابي هو عبدالله بن عمرو بن أسلم لم أجد له ترجمه.
قال باحث آخر :
وللعلم هناك بئر على طريق الهجرة القديم بعد مدينة المسيجيد: (طريق وآدي الصفراء) يقصده الناس ويذكرون ان النبي بصق فيه
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
عن بئر واقعة بين المدينة المنورة وحائل، والناس يتجمعون من كل مكان إليها يريدون الشفاء من مائها، يزعمون أنها تزيل جميع الأمراض مثل الجرب والحساسية والشلل … الخ، يقول: أفيدونا مشكورين عن حكم التوجه إليها؟.
فأجاب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: هذه البئر الذي سأل عنها الأخ عيظة قد سأل عنها غيره، وقد تأملنا ما نقل عنها، وما رآه من يستعمل ماءها، فاتضح لنا من ذلك أنها تفيد في مواضع كثيرة، وأن الله -جل وعلا- قد جعل في ماءها شفاءً لبعض الأمراض الجلدية والحساسية، ولا نرى مانعاً من استشفاء الناس بهذا الماء الذي جعل الله فيه بركة ونفعاً للمسلمين، وإن كانت قد تضر آخرين لأنهم يستعملونها في أشياء لا تناسبهم. فالحاصل أن فيها فائدة لكثير من الأمراض، ولا حرج في الاستفادة منها لمن وجد منها فائدة وأحس بجدوى فلا حرج في ذلك، مثل ما يستعمل بقية الأدوية…و يسأل من جرب حتى لا يقع فيما يضره،