8.لطائف السنة
جمع عبدالله البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا)
——–‘——-‘——-”
——-‘——–‘——-‘
لطيفة
*ليس التعوذ من الدين، خشية ضيق الحال، وإنما خشية أن يفضي العجز عن أدائه إلى المحرمات من الكذب وإخلاف الوعد*
في صحيح البخاري، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة ويقول: اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم؟ قال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف.
*قال الشيخ محمد الأثيوبي حفظه الله في ذخيرة العقبى:*
والحاصل أن المراد هنا هو الدين المفضي إلى المعصية بواسطة العجز عن الأداء. (وَالْمَاثَمِ) “المأثم” -بفتح الميم، وسكون الهمزة، وفتح المثلثة، آخره ميم-: هو الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه. قالت عائشة رضي الله تعالى عنها (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْثَرَ مَا تَتَعَوّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ؟) بفتح الراء منْ “أكثر” عَلَى التعجّب، و”ما” مصدريّة، كأنها تعجّبت لأجل أن الدين يكرهه منْ يحبّ التوسّع فِي الدنيا، ولا يرضى بضيق الحال، وليس ذلك منْ صفات الرجال (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّهُ) الضمير للشأن (مَنْ غَرِمَ) بكسر الراء، منْ باب تعب (حَدَّثَ فَكَذَبَ) بفتح الذال المعجمة، منْ باب ضرب (وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ) حاصل ما أجابها به أنّ الاستعاذة منه ليس بحب التوسّع، وإنما هو لأجل ما يفضي إليه الدين، منْ الخلل فِي الدين حيث إنه يؤدي إلى الكذب، ووعد الخلف. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.