8 – بَابُ إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةَ أُمَّةٍ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا
24 – (2288) وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، وَمِمَّنْ رَوَى ذَلِكَ عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ، قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ، عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَهْلَكَهَا وَهُوَ يَنْظُرُ، فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ»
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
معاني الكلمات:
مشاركة أحمد بن علي:
قال الملا القاري في مرقاة المفاتيح:
(وعن أبي موسى، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: («إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا»): أي: سابقا ومقدما وشفيعا (بين يديها)، أي قدامها حين مات راضيا عنها
وقوله (عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر)، أي: إليها أو إلى قدرة خالقها
وقوله (حين كذبوه)، أي من الكفار (وعصوا أمره). أي من الفجار. انتهى باختصار
فوائد في الحديث:
قلت (سيف): وفي مختصرنا لابن كثير:
{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ}
أَيْ: لَا بُدَّ أَنْ نَنْتَقِمَ مِنْهُمْ وَنُعَاقِبَهُمْ، وَلَوْ ذَهَبْتَ أَنْتَ، {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ} أَيْ: نَحْنُ قَادِرُونَ عَلَى هَذَا وَعَلَى هَذَا. وَلَمْ يَقْبِضِ اللَّهُ رَسُولَهُ حَتَّى أَقَرَّ عَيْنَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ، وَحَكَّمَهُ فِي نَوَاصِيهِمْ، وَمَلَّكَهُ مَا تَضَمَّنَتْهُ صَيَاصِيهِمْ. هَذَا مَعْنَى قَوْلِ السُّدِّيُّ، وَاخْتَارَهُ ابْنِ جَرِيرٍ.
وَروى ابْنُ جَرِيرٍ: تَلَا قَتَادَةُ: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ}
فَقَالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَقِيَتِ النِّقْمَةُ، وَلَمْ يُرِ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، حَتَّى مَضَى، وَلَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا وَرَأَى الْعُقُوبَةَ فِي أُمَّتِهِ، إِلَّا نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثُمَّ رَوَى ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ نَحْوَ ذَلِكَ أَيْضًا.
وَفِي الْحَدِيثِ: “النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أمَنَة لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ”. أخرجه مسلم 2531 انتهى من المختصر
تنبيه: حذفت هنا حديث من تفسير ابن كثير ذكره قتادة وأخرجه الطبري 11/ 190 وهو مرسل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما يصيب أمته من بعده فما رؤي ضاحكاً.
قال القرطبي في المفهم:
ومن باب: إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها
إنما كان موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أمته رحمة لأمته؛ لأنَّ الموجب لبقائهم بعده إيمانهم به، واتباعهم لشريعته، ثم إنهم يصابون بموته، فتعظم أجورهم بذلك؛ إذ لا مصيبة أعظم من فقد الأنبياء، فلا أجر أعظم من أجر من أصيب بذلك، ثم يحصل لهم أجر التمسك بشريعته بعده، فتتضاعف الأجور، فتعظم الرحمة، ولهذا قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((حياتي لكم رحمة، ومماتي لكم رحمة))، وأما إذا أهلكها قبله فذلك لا يكون إلا لأنهم لم يؤمنوا به، وخالفوه، وعصوا أمره، فإذا استمروا على ذلك من عصيانهم، وتمرُّدهم أبغضهم نبيهم، فربما دعا عليهم فأجاب الله دعوته فأهلكهم، فاقرَّ عينه فيهم، كما فعل بقوم نوح وغيره من الأنبياء، وقد تقدَّم القول في الفرط؛ وأنه المتقدِّم.
قلت: وحديث أبي موسى: هو من الأربعة عشر حديثًا المنقطعة. الواقعة في كتاب مسلم؛ لأنَّه قال في أول سنده: حُدِّثت عن أبي أسامة، وممن روى عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري. قال: حدثنا أبو أسامة، ثم ذكر السند متصلاً إلى أبي موسى ـ رضى الله عنه ـ. انتهى كلام القرطبي
تنبيه: حديث حياتي لكم رحمة … لم أجده هكذا إنما وجدته بلفظ حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم رواه البزار وضعفه الألباني في الضعيفة 975
قال الشيخ مقبل اسنده عبدالمجيد بن أبي رواد وبقية الرواة يرسلونه
ويخالف حديث: إنك لا تدري ما احدثوا بعدك، وذكر ابن كثير وغيره أحاديث في عرض أعمال الأحياء على الأموات وتحتاج بحث مفرد لعل الله ييسر ذلك.
-بوب ابن حبان ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَوَّلَ حَادِثَةٍ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْحَوَادِثِ قَبْضُ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
6646 – فعن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “تَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً، إِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً، وتتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض”. الصحيحة 851، والصحيح المسند 1194
ثم بوب ابن حبان ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا وَصَفْنَا مِنْ أَوَّلِ الْحَوَادِثِ هُوَ مِنْ أَمَارَةِ إِرَادَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْخَيْرَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ وذكر حديث الباب
ومرة بوب على هذا الحديث برقم 7215 باب ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ قَبَضَ نَبِيَّهُ قَبْلَهُ حَتَّى يَكُونَ فَرَطًا لَهُ
وذكر قبله وبعده أبواب في فضائل هذه الأمة
-فيه من محاسن الإسلام:
وأن الله أراد بالمسلمين خيرًا
قال الله تعالى {يرِيد الله بِكم الْيسْرَ وَلا يرِيد بِكم الْعسْرَ} (البقرة: 185) وذكر البيهقي في الاسماء والصفات هذه الآية وآيات أخرى في معناها وذكر هذا الحديث وأحاديث أخرى.
وقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)! فكانت حياته رحمة، ومماته رحمة
وقيل:
كما في تفسير القرطبي الآية: 41 سورة الزخرف {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ، أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ}
قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} يريد نخرجنك من مكة من أذى قريش. {فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ، أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ} وهو الانتقام منهم في حياتك. {فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ} قال ابن عباس: قد أراه الله ذلك يوم بدر؛ وهو قول أكثر المفسرين.
وقال الحسن وقتادة: هي في أهل الإسلام؛ يريد ما كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن. و {نذهبن بك} على هذا نتوفينك. وقد كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نقمة شديدة فأكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم وذهب به فلم يره في أمته إلا التي تقر به عينه وأبقى النقمة بعده، وليس من نبي إلا وقد أري النقمة في أمته. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما لقيت أمته من بعده، فما زال منقبضا، ما انبسط ضاحكا حتى لقي، الله عز وجل. وعن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أراد الله بأمة خيرا قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا. وإذا أراد الله بأمة عذابا عذبها ونبيها حي لتقر عينه لما كذبوه وعصوا أمره”. انتهى
تنبيه: سبق تضعيف حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما لقيت أمته من بعده.
وفي تفسير روح المعاني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم “من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب” – وقال عليه السلام: “من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة” فقالت له عائشة رضي الله عنها فمن كان له فرط من أمتك قال: “أنا فرط لأمتي لن يصابوا بمثلي”
تنبيه: قال صاحبنا أبوصالح وطلبنا بحث الأحاديث منهم:
حديث ابن عباس مرفوعا من كان له فرطان ….
أخرجه الترمذي، وفيه عبد ربه حفيد سماك الحنفي مختلف فيه وقد تفرد بهذا الحديث
وضعفه الالباني
-وفي فيض القدير قال في شرح حديث348 – إِذا أصابَ أحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فإِنَّها مِنْ أعْظَمِ المَصائِبِ (عد هَب) عَن ابن عباس (طب) عن سابط الجمحي. [حكم الألباني] (صحيح) انظر حديث رقم: 347 في صحيح الجامع وهو في الصحيحة.
– (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر) أي يتذكر (مصيبته بي) أي بفقدي من بين أظهر هذه الأمة وانقطاع الوحي والإمداد السماوي (فإنها من أعظم) (المصائب) بل هي أعظمها بدليل خبر ابن ماجه إن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي … مقصود الحديث أن يذكر المصاب وقوع المصيبة العظمى العامة بفقد المصطفى صلى الله عليه وسلم يهون عليه ويسليه فلا ينافي ذلك الخبر الآتي إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها لاختلاف الاعتبار.
تنبيه: حديث (فليذكر مصيبته بي) ذكرنا أن ضعفه أقرب خاصة أنه ذكر في الكتب التي تجمع المنكرات كضعفاء العقيلي وغيره، ووردت مراسيل لا تقويه وراجع تعليقنا على الصحيح المسند 1289.
ويذكر بعض أهل أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عَظُمَ أجرها؛ لأنها أصيبت بموت النبي صلى الله عليه وسلم وموت أخواتها.
وقال مرة في شرح حديث 11746 – (النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يوعدون) (أخرجه مسلم) عن أبي موسى
ثم هذا لا تعارض بينه وبين الحديث المار إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها لاحتمال كون المراد برحمتهم أمنهم من المسخ والقذف والخسف ونحو ذلك من أنواع العذاب وبإتيان ما يوعدون من الفتن بينهم بعد أن كان بابها منسدا عنهم بوجوده. انتهى
– قال الشيخ السعدي في تفسيره:
فمنذ قالوا: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الآية، علم بمجرد قولهم أنهم السفهاء الأغبياء، الجهلة الظالمون، فلو عاجلهم الله بالعقاب لما أبقى منهم باقية، ولكنه تعالى دفع عنهم العذاب بسبب وجود الرسول بين أظهرهم، فقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} فوجوده صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم أمنة لهم من العذاب.
وكانوا مع قولهم هذه المقالة التي يظهرونها على رءوس الأشهاد، يدرون بقبحها، فكانوا يخافون من وقوعها فيهم، فيستغفرون الله [تعالى فلهذا] قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الأنفال 33 فهذا مانع يمنع من وقوع العذاب بهم، بعد ما انعقدت أسبابه.
وفي تفسير ابن كثير: وذكر عن ابن عباس أن أهل مكة كانوا يقولون لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك فيقول صلى الله عليه وسلم: قد قد، ويقولون: لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك. ويقولون: غفرانك. غفرانك فأنزل الله …
قلت (سيف) لكنه من رواية عكرمة عن سماك وهي مضطربة
ثم قال ابن كثير: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} يَقُولُ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَ قَوْمًا وَأَنْبِيَاؤُهُمْ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} يَقُولُ: وَفِيهِمْ مَنْ قَدْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ الدخولُ فِي الْإِيمَانِ، وَهُوَ الِاسْتِغْفَارُ -يَسْتَغْفِرُونَ، يَعْنِي: يُصَلُّونَ -يَعْنِي بِهَذَا أَهْلَ مَكَّةَ.
وَرُوِيَ عَنْ مُجاهد، وعِكْرِمَة، وَعَطِيَّةَ العَوْفي، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، والسُّدِّيّ نَحْوُ ذَلِكَ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَأَبُو مَالِكٍ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} يَعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا بِمَكَّةَ.
ونقل ذلك عن أبي موسى الأشعري مرفوعا: أنزل الله عليَّ أمانين لأمتي … فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة. ويشهد له حديث أبي سعيد مرفوعا إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك … فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني) انتهى كلام ابن كثير مختصرا وراجع الصحيحة 104
وحديث أبي موسى ذكر من تفسير أبي هريرة من قوله
وذكر موقوفا على أبي هريرة
-النبي صلى الله عليه وسلم: هو أول السلف الصالح وهو سلف صالح لأمة الإسلام بما فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم السلف أنا لك)) البخاري.
-في أعلام السنة المنشورة:
[دليل المرتبة الثالثة وهي الإيمان بالمشيئة]
س: ما دليل المرتبة الثالثة وهي الإيمان بالمشيئة؟
ج: قال الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] وقال تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا – إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23 – 24] وقال تعالى: {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَا يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: 39] …. وذكر أحاديث منها: … وقال صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين» … وذكر حديث الباب. وغير ذلك من الأحاديث في ذكر المشيئة والإرادة ما لا يحصى.
-في منهج السلف في فهم اسماء الله الحسنى:
الاسم السابع والثمانون من أسماء الله الحسني هو اسم الله القابض، فقد سماه به النبي صلي الله عليه وسلم علي سبيل الإطلاق مرادا به العلمية ودالا علي الوصفية في بعض النصوص النبوية، وقد ورد المعني محمولا عليه مسندا إليه، كما في الأحاديث التي وردت في اسم الله المسعر: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ) وقد ورد الوصف في قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) … وعند البخاري من حديث أَبِى قَتَادَةَ حِينَ نَامُوا عَنِ الصَّلاَةِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ)،ثم ذكر حديث الباب
-فيه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}.
-الكلام حول إسناد الحديث، وإنما جعلته آخراً وحقه أن يكون أولاً؛ لأن كثير من الطلاب إلا من رحم الله صاروا يتركون قراءة البحث إذا بدأنا بالأسانيد:
قال محقق صحيح ابن حبان طبعة الرسالة في حاشية صحيح ابن حبان – (ج 15 / ص 23)
وفي صحيح مسلم “2288” في الفضائل: باب “إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها”؛ قال مسلم: وحدثت عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة بهذا الحديث، وزاد فيه: “فأهلكها وهو ينظر”. قال المازري والقاضي عياض: هذا الحديث من الأحاديث المنقطعة في مسلم؛ فإنه لم يسم الذي حدثه عن أبي أسامة.
وقد جاء في حاشية بعض نسخ الصحيح المعتمدة: قال الجلودي “وهو راوي الصحيح عن مسلم”: حدثنا محمد بن المسيب الأرغياني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري بهذا الحديث عن أبي أسامة بإسناده.
وفي النكت الظراف 6/ 445 للحافظ ابن حجر: قال أبو عوانة في مستخرجه: روى مسلم عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة … فذكره، قال الحافظ: ولم أقف في شيء من نسخ مسلم على ما قال، بل جزم بعضهم بأنه ما سمعه من إبراهيم بن سعيد، بل إنما سمعه من محمد بن المسيب.
قال: ابن طاهر هذا حديث عزيز فرد غريب.
هذا الحديث أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/ 426 بإسناده إلى أحمد بن محمد البالويي، حدثنا محمد بن المسيب، به. ثم قال الذهبي: وبالإسناد: قال ابن المسيب: كتب عني هذا الحديث ابن خزيمة، ويقال: إبراهيم الجوهري تفرد به.
وكان ابن المسيب شيخ خراسان ولم يجتمع عليه الناس حتى كتب عنه ابن خزيمه هذا الحديث
وراجع الحكاية في تاريخ دمشق ترجمة محمد بن المسيب.
تنبيه: نبهني صاحبنا أبوصالح أن ظاهر عبارة مسلم تدل أن إبراهيم لم يتفرد به حيث قال (ممن رواه)