78 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه:
باب الخروج في طلب العلم ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد
(78) – حَدَّثَنا أبُو القاسِمِ خالِدُ بْنُ خَلِيٍّ قاضِي حِمْصَ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حَدَّثَنا الأوْزاعِيُّ، أخْبَرَنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -[(27)]- بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ تَمارى هُوَ والحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الفَزارِيُّ فِي صاحِبِ مُوسى، فَمَرَّ بِهِما أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابْنُ عَبّاسٍ فَقالَ: إنِّي تَمارَيْتُ أنا وصاحِبِي هَذا فِي صاحِبِ مُوسى الَّذِي سَألَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ شَانَهُ فَقالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ شَانَهُ يَقُولُ: «بَيْنَما مُوسى فِي مَلَإٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، إذْ جاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ: أتَعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنكَ قالَ مُوسى: لاَ، فَأوْحى اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إلى مُوسى: بَلى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَألَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ لَهُ: إذا فَقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فَإنَّكَ سَتَلْقاهُ، فَكانَ مُوسى صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ فِي البَحْرِ، فَقالَ فَتى مُوسى لِمُوسى: (أرَأيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فَإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ مُوسى: (ذَلِكَ ما كُنّا نَبْغِي فارْتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَانِهِما ما قَصَّ اللَّهُ فِي كِتابِهِ»
فوائد الباب:
1 – قوله (باب الخروج في طلب الحديث) أي فضله والحث عليه وقد صنف فيه الخطيب البغدادي في ذِكْر الرِّحْلَةِ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ وَالْأَمْرِ بِهَا وَالْحَثِّ عَلَيْهَا وَبَيَانِ فَضْلِهَا.
2 – عن مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ، هَلْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ: نَعَمْ، ” أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة: 122] أخرجه الخطيب البغدادي في الرحلة في طلب الحديث 10
3 – ذكر البخاري في أثناء الترجمة قبل تسعة أبواب في باب العلم قبل القول والعمل قال ” ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة” وذكرنا هناك أن الأمام مسلما أخرجه في صحيحه. وذكرنا أيضا حديث أبي الدرداء مع الرجل الذي سافر إليه ليطلب علما.
4 – قوله (ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد) أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده 851 والإمام أحمد في مسنده 16042 والبخاري في الأدب المفرد 970 وابن أبي عاصم في السنة 514 والطبراني في المعجم الكبير 14914 والحاكم في المستدرك 3695 كلهم من طريق همام عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ عبد الله بن محمد بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ فذكر الحديث مطولا. فيه عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه قال الحافظ في التقريب “صدوق في حديثه لين ويقال تغير بأخرة” انتهى قلت هناك يذكر قصة والقصة غالبا تضبط، وفي الإسناد أيضا القاسم بن عبد الواحد، تابعه “الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كان بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه في القصاص وكان صاحب الحديث بمصر فاشتريت بعيرا فسرت حتى وردت مصر” أخرجه الطبراني في مسند الشاميين 156 وتمام في فوائده 928 فالطريقان يقوي أحدهما الآخر لذا ذكره البخاري بصيغة الجزم معلقا هنا وحسنه الحافظ ابن حجر والألباني
5 – فيه طلب علو الإسناد قاله الحافظ في الفتح
6 – فيه ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من الحرص على تحصيل السنن النبوية قاله الحافظ في الفتح.
7 – فيه مشروعية المعانقة قاله البخاري في الأدب المفرد وذلك حيث لا تحصل الريبة قاله الحافظ في الفتح.
8 – حديث ابن عباس سبق قبل ثلاثة أبواب فيما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وسلم في البحر. وذكرنا فوائده هناك.
9 – و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» متفق عليه.
10 – وأخرج البيهقي وابن عبد البر عن عَطاءَ بْنَ أبِي رَباحٍ أنَّ أبا أيُّوبَ الأنْصارِيَّ رَحَلَ إلى عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ الجُهَنِيِّ يَسْألُهُ عَنْ حَدِيثٍ سَمِعَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَبْقَ أحَدٌ سَمِعَهُ مِن رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- غَيْرَهُ، فَلَمّا قَدِمَ أتى مَنزِلَ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ الأنْصارِيِّ – وهُوَ أمِيرُ مِصْرَ – فَخَرَجَ إلَيْهِ فَعانَقَهُ، ثُمَّ قالَ: «ما جاءَ بِكَ يا أبا أيُّوبَ » فَقالَ: «حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَتْرِ المُؤْمِنِ»، قالَ: «نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَن سَتَرَ مُؤْمِنًا فِي الدُّنْيا عَلى كُرْبَتِهِ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيامَةِ» ثُمَّ انْصَرَفَ أبُو أيُّوبَ إلى راحِلَتِهِ فَرَكِبَها راجِعًا إلى المَدِينَةِ فَما أدْرَكَتْهُ جائِزَةُ مَسْلَمَةَ إلاَّ بَعَرِيشِ مِصْرَ.
راجع السلسلة الصحيحة (2341) حيث ذكر للقصة طريقين وذكر للمرفوع شواهد
11 – قال سعيد بن المسيب رأس التابعين رحمه الله: [إن كنت لأسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الليالي والأيام]. أخرجه الخطيب في الرحلة عن مالك انه بلغه فذكره
12 – وقال الشعبي: لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن، فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبله من عمره، رأيت أن سفره لا يضيع. أخرجه الخطيب في الرحلة في طلب الحديث برقم 27
13 – عن أبي قلابة قال لقد أقمت في المدينة ثلاثا مالي حاجة الا وقد فرغت منها الا أن رجلا كانوا يتوقعونه كان يروي حديثا فأقمت حتى قدم فسألته أخرجه الدارمي في سننه 562 والخطيب في الرحلة في طلب الحديث 53
14 – عن عكرمة، مولى ابن عباس في قوله تعالى {السائحون} [التوبة: 112] قال: «هم طلبة الحديث».
شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي (1) / (60)
15 – وأخرج الإمام أحمد في مسنده … (18090) – حَدَّثَنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنا هَمّامٌ، حَدَّثَنا عاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، حَدَّثَنِي زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ قالَ: وفَدْتُ فِي خِلافَةِ عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، وإنَّما حَمَلَنِي عَلى الوِفادَةِ لُقِيُّ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وأصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَلَقِيتُ صَفْوانَ بْنَ عَسّالٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قالَ: «نَعَمْ، وغَزَوْتُ مَعَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً»
وهو في الصحيح المسند 506
16 عن أبي العالية، قال: ” كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام؛ لأسمع منه فأول ما أفتقد منه صلاته، فإن أجده يقيمها أقمت وسمعت منه، وإن أجده يضيعها رجعت، ولم أسمع منه، وقلت: هو لغير الصلاة أضيع ”
بغية الطلب فى تاريخ حلب (8) / (3683)، والرحلة في طلب العلم 22
17 – عن محمد بن يونس القرشي، قال: سمعت ابن داود وهو عبد الله بن داود الخريبي يقول كان سبب دخولي البصرة، لأن ألقى ابن عون، فلما صرت إلى قناطر بني دارا تلقاني نعي ابن عون، فدخلني ما الله به عليم.
الرحلة في طلب الحديث 75
ومحمد بن يونس هو الكديمي حيث نقل الأثر المزي تهذيب الكمال في أسماء الرجال (14) / (462)
وعلقه إلى الكديمي … . وعزاه المحقق إلى تاريخ دمشق. وهو فيه (28) / (24)
18 – قال ابن رجب
وقال أبو الدرداء:
«لوْ أعْيتْنِي آيةٌ مِن كِتابِ اللهِ فلمْ أجِذ أحدًا يفْتحُها عليّ إلاّ رجُلٌ بِبرْكِ الغِمادِ لرحلْتُ إليْهِ».
وبرك الغماد أقصى اليمن.
وخرج مسروق من الكوفة إلى البصرة لرجل يسأله عن آية من كتاب الله فلم يجد عنده فيها علمًا، فاُخْبِر عن رجل من أهل الشام فرجع إلى الكوفة ثم خرج إلى الشام إلى ذلك الرجل في طلبها.
ورحل رجل من الكوفة إلى الشام إلى أبي الدرداء يستفتيه في يمين حلفها.
ورحل سعيد بن جبير من الكوفة إلى ابن عباس بمكة يسأله عن تفسير آية.
ورحل الحسن إلى الكوفة إلى كعب بن عجرة يسأله عن قصته في فدية الأذى.
واستقصاء هذا الباب يطول.
مجموع رسائل ابن رجب (1) / (9) —
19 – عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ عَمَّنْ طَلَبَ الْعِلْمَ تَرَى لَهُ أَنْ يَلْزَمَ رَجُلًا عِنْدَهُ عِلْمٌ، فَيَكْتُبُ عَنْهُ أَوْ تَرَى أَنْ يَرْحَلَ إِلَى الْمَوَاضِعِ الَّتِي فِيهَا الْعِلْمُ فَيَسْمَعُ مِنْهُمْ ، قَالَ: يَرْحَلُ يَكْتُبُ عَنِ الْكُوفِيِّينَ وَالْبَصْرِيِينَ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ يُشَامُّ النَّاسَ يَسْمَعُ مِنْهُمْ أخرجه الخطيب في الرحلة في طلب الحديث 12 وهي في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (1) / (439)
برقم 1588
يشام الناس: أي: ينظر ما عندهم، ويدنو ويقرب منهم. «القاموس المحيط» ((4) / (137)).
ووقع في الفتح طبعة دار السلام التي عندي: فيشافه … وقال المحقق وقع في نسختي (ص، ق) فيشام.
20 – وقال جعفر الطَّيالسي: سمعتُ يَحْيى بنَ مَعِين يَقُولُ: «أربعةٌ لا تُؤْنِسُ منهم رُشْدًا: حارسُ الدَّرْبِ، ومنادي القاضي، وابنُ المحدِّثِ، ورجلٌ يَكْتُبُ في بلده ولا يَرْحَلُ في طلب الحديث». «الرحلة في طلب الحديث» (ص (89)).
21 – وقالَ إبْراهِيمُ بْنُ أدْهَمَ: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ البَلاءَ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بِرِحْلَةِ أصْحابِ الحَدِيثِ. أخرجه الخطيب في الرحلة في طلب الحديث 15
22 – ومن العلماء من تطول رحلته:
قال الذهبي: محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني الحافظ الجوال، صاحب التصانيف …. وطوف الاقاليم، وكتب بيده عدة أحمال، وبقى في الرحلة نحوا من أربعين سنة، ثم عاد إلى وطنه شيخا، فتزوج ورزق الاولاد، وحدث بالكثير.
وكان من دعاة السنة وحفاظ الاثر.
قال الباطرقانى: حدثنا ابن مندة إمام الائمة في الحديث.
وقال ابن مندة: كتبت عن ألف شيخ وسبعمائة شيخ … ميزان الاعتدال 3/ 479
23 – من العلماء من يكتب رحلته في مصنف:
(رحلة ابن رشيد) أبي عبد الله محمد بن عمر بن رشيد أبو عبد الله الفهري السبتي المولود سنة سبعة وخمسين وستمائة.
قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة: «واحتفل في صباه بالأدبيات حتى برع في ذلك، ثم رحل إلى فاس، فأقام بها وطلب الحديث فمهر فيه، وصنف الرحلة المشرقية في ست مجلدات، وفيه من الفوائد شيء كثير – وقفت عليه وانتخبت منه». انتهى كلام ابن حجر
قال السيوطي عنه:
ورحل فأخذ بمصر والشام والحجاز عن الدمياطي والقطب القسطلاني وخلائق ضمنهم رحلته التي سماها «ملء العيبة» (1) وهي ست مجلدات قلت: وقفت عليها بمكة وعلقت منها فوائد واستفدت منها الحديث المسلسل بالنحاة، وعاد إلى غرناطة فنشر بها العلم، وقال ابن حجر طلب الحديث فمهر فيه وألف «إيضاح المذاهب فيمن يطلق عليه اسم الصاحب» و «ترجمان التراجم على أبواب البخاري» أطال فيه النفس ولم يكمل مولده سنة سبع وخمسين وستمائة بسبتة ومات بفاس في محرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي (1) / (236)
24 – من شاء الاستزادة فليراجع المصنفات التي عنيت بالرحلة في طلب الحديث، كالرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي، رحمه الله، رحمه الله، ومبحث الرحلة في طلب الحديث، في كتب المصطلح، ككتاب علوم الحديث لأبي عبد الله الحاكم، رحمه الله،
و ذكر الأثيوبي في «مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه» (4/ 533) فصلا
في ذكر رحلة أهل العلم في طلبه، ولا سيّما أصحاب الحديث، وما لاقوه من المشاقّ، والمحن في ذلك.
وقد أطال في ذكر القصص.
25 – ومن فوائد الرحلة في طلب الحديث
أن يثبت المحدث من مروياته التي سمعها في بلده والتي رواها أهل البلاد الأخرى، أو يسمع أحاديث أخرى في معنى ما يرويه فيطمئن قلبه، أو يرحل المحدث من أجل أن يحصل على إسناد عال قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: ” أجمع أهل النقل على العلو ومدحه، إذ لو اقتصروا على سماعه بنزول لم يرحل أحد منهم ” أو للبحث عن أحوال الرواة ومعرفة أحوالهم قال أحمد بن حنبل: ” في سبيل الله دراهم أنفقناها إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم ” أو لمذاكرة العلماء في الأحاديث ومعرفة عللها وتقصي الأسانيد والروايات. قال الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية: ” ولو كان حكم المتصل والمرسل واحدا لما ارتحل كتبة الحديث، وتكلفوا مشاق الأسفار إلى ما بعد من الأقطار للقاء العلماء والسماع منهم في سائر الآفاق، كل هذه الأسباب وغيرها جعلت العلماء الجهابذة يشدون الرحال من أجل سماع الحديث، وتلقيه من أهله” انتهى.
راجع مقدمة المحقق لكتاب سؤالات ابن أبي شيبة – لعلي بن جعفر المديني- ص (8): ”
ومنها: تكثير طرق الحديث الواحد بسماعه من عدد من الشيوخ في أماكن مختلفة، فقد يوجد في بعض الطرق ما لا يوجد في الطرق الأخرى، والحديث يتقوى بكثرة الطرق. قال الإمام أحمد بن حنبل: «الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضُه بعضًا
انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي: 2/ 212