77 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2419): قَالَ العلَّامةُ الألوسيّ رحمه اللَّهُ :
” المعهودُ من ذوي المروءةِ جبرَ قلوبِ النساءِ لضعفِهنَّ ؛ ولذا يُندبُ للرجلُ إذا أعطى شيئًا لولدِه أن يبدأ بأنثاهم ”
[ روح المعاني : ٣٦/٨ ]
______________
(2420): قال العلامةُ زيد المدخلي رحمه الله:-
لا يجوزُ لأحدٍ أن يَعتذرَ بدُنياه أو أنه أُمّيٌّ أو أن له مشاغل كذا وكذا ؛ بل يجعلُ في رأس القائمة لأعماله:
التّفقُّه في دين ﷲ ونشر ما عَلِمَه….
شرح الجوهرة الفريدة ٥٠٣.
______________
(2421): أهل الكلام عيّروا أهل الأثر بأنهم مقلدون، ومُتبعون لما لا يفهمون
وهم [أي: أهل الكلام] إذا سمع الواحد منهم أئمته يقولون: المقوم والمقسم والمادة والهيولي، وأنواع ذلك من العبارات عظّمها قبل أن يتصور معانيها، وإذا طلب معرفتها لم يكن عنده إلا التقليد لهم، ويُسمونها عقليات وإنما هي تقليدات!
درء التعارض لابن تيمية 5/316
______________
(2422): *من أحكام الحيوان*
*سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : *
أيحل أكل الحيوانات الآتية : السلحفاة ، فرس البحر ، التمساح ، القنفذ ، أم هي حرام أكلها ؟
*فأجابوا : “القنفذ* حلال أكله ؛ لعموم آية : ( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) ، ولأن الأصل الجواز حتى يثبت ما ينقل عنه .
*وأما السلحفاة* فقال جماعة من العلماء : يجوز أكلها ولو لم تذبح ؛ لعموم قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر : (هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته ) لكن الأحوط ذبحها خروجا من الخلاف .
*أما التمساح* فقيل : يؤكل كالسمك ؛ لعموم ما تقدم من الآية والحديث ، وقيل : لا يؤكل ؛ لكونه من ذوات الأنياب من السباع ، والراجح الأول .
*وأما فرس البحر* فيؤكل لما تقدم من عموم الآية والحديث ، وعدم وجود المعارض ، ولأن فرس البر حلال بالنص ، ففرس البحر أولى بالحل ” انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (22/319)
______________
(2423): قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة؛ إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلا، ولا تكون باطلا محضا لا حق فيها؛ إذ لو كانت كذلك لم تخفَ على الناس؛ ولكن تشتمل على حق وباطل، فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل؛ إما مخطئا غالطا، وإما متعمدا لنفاق فيه وإلحاد.
*درء تعارض العقل والنقل جـ٢صـ١٠٤*
______________
(2424): قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
إذا أُصبت بمرض جسمي فإنك تطرق باب كل طبيب لعلاجك، وتصبر على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مداواة الداء، فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟ . تفسير العثيمين : الأنعام ( ١٩٤).
______________
(2425): وصية…
قال سفيان الثَّوريُّ رحمه الله:
دخلت على جعفر بن محمَّد فقال لي:
يا سفيان!
إذا أنعم الله عليك نعمةً فاحمد الله
وإذا استبطأت رزقًا فاستغفر الله
وإذا حَزَبك (أي صعب واشتدَّ عليك) أمرٌ فقل: لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله ثمَّ قال لي: يا سفيان! ثلاثٌ وأيُّ ثلاثٍ.
[ بهجة المجالس (١٩٩) ]
______________
(2426): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
المؤمن يحب المؤمن ، وينصره بظهر الغيب ، وإن تناءت بهم الديار وتباعد الزمان .
اقتضاءالصراط المستقيم ١٠٥/1
______________
(2427): قال ابن جهضم: سمعت ابن سَمعون رحمه الله يقول في مجلسه: ما سمعتَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنّ الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة أو تمثال ” ؟ فإذا كان الملكُ لا يدخل بيتًا فيه صورة أو تمثال، فكيف تدخل شواهدُ الحقِّ قلبًا فيه أو صافُ غيرِه منَ البشر؟!. قال ابن القيم رحمه الله: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) إذا كانت الملائكة المخلوقون يمنعها الكلب والصورة عن دخول البيت، فكيف تلج معرفة الله عز وجل، ومحبته، وحلاوة ذكره، والأنس بقربه، في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات وصورها. ومن هذا: أن طهارة الثوب الطاهر والبدن إذا كانت شرطًا في صحة الصلاة، والاعتداد بها، فإذا أخَلَّ بها كانت فاسدة، فكيف إذا كان القلب نجسًا ولم يُطَهِّره صاحبه؟ فكيف يُعْتَدُّ له بصلاته، وإن أسقطت القضاء؟ وهل طهارة الظاهر إلا تكميلا لطهارة الباطن؟. ومن هذا: أن استقبال القبلة في الصلاة شرط لصحتها، وهي بيت الرب، فتوجُّه المصلي إليها ببدنه وقالَبِه: شرط، فكيف تصح صلاة من لم يتوجه بقلبه إلى رب القبلة والبدن؟ بل وجَّه بدنه إلى البيت ووجْهُ قلبه إلى غير رب البيت. ا.هـ بتصرف.
مدارج السالكين 3/250-251
______________
(2428): تأملات في اية
يَا أَيهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِیكُمۡ نَارࣰا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَیۡهَا مَلَـٰۤىِٕكَةٌ غِلَاظࣱ شِدَادࣱ لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ﴾
قَوْله تَعَالَى: ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا قوا أَنفسكُم وأهليكم نَارا﴾ أَي: بفعلكم طَاعَة الله، وأمركم إياهن بِطَاعَة الله.
وَيُقَال: أدبوهن وعلموهن ودلوهن على الْخَيْر. وَفِي بعض الغرائب من الْأَخْبَار: ” علق السَّوْط حَيْثُ يرَاهُ أهلك ” يَعْنِي: بالتأديب.
*وَعَن عَمْرو بن قيس الْملَائي قَالَ: ” إِن الْمَرْأَة لتخاصم زَوجهَا يَوْم الْقِيَامَة عِنْد الله فَتَقول: إِنَّه كَانَ لَا يؤدبني، وَلَا يعلمني شَيْئا، كَانَ يأتيني بِخبْز السُّوق*.
وَقيل: قوا أَنفسكُم وأهليكم نَارا أى: قوا أَنفسكُم نَارا وقوا أهليكم نَارا بِمَا ذكرنَا، وَهُوَ تَقْدِير الْآيَة.
” تفسير السمعاني “.
______________
(2429): وَقَوْلُهُ: ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ﴾ أَيْ: مَكْتُوبٌ عَلَيْهِمْ فِي الْكُتُبِ الَّتِي بِأَيْدِي الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ﴾ أَيْ: مِنْ أَعْمَالِهِمْ ﴿مُسْتَطَرٌ﴾ أَيْ: مَجْمُوعٌ عَلَيْهِمْ، وَمُسَطَّرٌ فِي صَحَائِفِهِمْ، لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا.
وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ -وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا-عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ: “يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ ومُحَقِّرات الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِبًا”.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ الْمَدَنِيِّ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ هَذَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، ثُمَّ قَالَ سَعِيدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَامِرَ بْنَ هِشَامٍ فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ يَا سَعِيدُ بْنَ مُسْلِمٍ! لَقَدْ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَنَّهُ عَمِلَ ذَنْبًا فَاسْتَصْغَرَهُ، فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ: يَا سُلَيْمَانُ:
لَا تَحْقِرنَّ مِنَ الذنوبِ صَغِيرا … إِنَّ الصَّغير غَدًا يَعُودُ كَبِيرَا …إِنَّ الصَّغِيرَ وَلَوْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ … عِنْدَ الْإِلَهِ مُسَطَّرٌ تَسْطِيرَا …
فَازْجُرْ هَوَاكَ عَنِ الْبَطَالَةِ لَا تَكُنْ … صَعْبَ الْقِيَادِ وَشَمِّرَنْ تَشْمِيرَا …
إِنَّ المُحِبَّ إِذَا أَحَبَّ إلههُ … طَارَ الْفُؤَادُ وأُلْهِم التَّفْكِيرَا …
فَاسْأَلْ هِدَايَتَكَ الْإِلَهَ بِنِيَّة … فَكَفَى بِرَبّكَ هَادِيًا وَنَصِيرَا
تفسير ابن كثير
______________
(2430): قالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ -رحمه الله-:
❞إِذا غُذِيَ القَلبُ بالتَّذَكُّرِ، وَسُقِيَ بالتَّفَكُّرِ، ونُـقِّيَ مِن الدَّغَلِ؛ رَأَى العَجَائِبَ، وأُلهِمَ الحِكمَةَ❝.
[ الفوائد ( ١٤٣) ]
______________
(2431): قال ابن عباس: إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة
شرح أصول السنة اللالكائي 1957
______________
(2432): قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان، أو من عنده إيمان بلا علم وقرآن
تفسير ابن تيمية ص 149)
______________
(2433): قَـالَ الشَّيخ ابـنُ بَـازٍ -رحِمَه اللَّه تعالَى- :
« وأكْثر من سؤال ربّكَ الثّبات على الهُدى والحق ؛ ثُمّ إذا وقعتَ في معصية ؛ فبادر بِالتّوْبة » .
مجموع الفتاوى (٢٧/٢)
______________
(2434): قال خلف بن هشام البزاز القارئ:
كنت أقرأ على سليم بن عيسى فلما بلغت ” ويستغفرون للذين آمنوا ” بكى ثم قال:
يا خلف: ما أكرم المؤمن على الله نائما على فراشه والملائكة يستغفرون له.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٢٩٥/١٥..
______________
(2435): أَهلكوا الشيطان؛ قبل أن يُهلككم..
جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: ((يقول الشيطان: أهلكتُ الناس بالذنوب، وأهلكوني بلا إله الا الله وبالإستغفار ))
مسند الإمام أحمد (٢٤٨/١)
______________
(2436): قال الإمام حماد بن سلمة(ت ١٦٧هـ):
“من طلب الحديث لغير الله مُكر به”
“سير أعلام النبلاء” ٧/ ٤٤٨
______________
(2437): روى مسلم (14) في مقدمة صحيحه أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: (مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً).
_____________
(2438): قال العلامة ابنُ مُفلِح رحمه الله:
«لولا المصائب لَبَطِرَ العبدُ وبغى وطغى فيحميه بها من ذلك ويطهره مِمَّا فيه.
فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه.»
[الآداب الشرعية (191/2)]
______________
(2439): عن ابنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال: (يضحكُ اللهُ إلى رجلَيْن ، رجلٌ لَقي العدوَّ وهو على فرسٍ من أمْثَلِ خيلِ أصحابِه فانهزموا، وثبت، فإن قُتِل استُشهِد، وإن بَقي فذاك الَّذي يضحكُ اللهُ إليه ، ورجلٌ قام في جوْفِ اللَّيلِ لا يعلمُ به أحدٌ فتوضَّأ فأسبغ الوضوءَ، ثمَّ حمِد اللهَ ومجَّده، وصلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واستفتح القرآنَ، فذاك الَّذي يضحكُ اللهُ إليه، يقولُ: انظُروا إلى عبدي قائمًا لا يراه أحدٌ غيري).
قال السخاوي في “القول البديع” (ص 264): إسناده صحيح، وحسنه الألباني في “السلسلة الضعيفة” (3453).
______________
(2440): فصل
وقد كان في السلف (قدس الله أرواحهم) من إذا عرف أنه قد أخطأ لم يستقر حتى يظهر خطأه ويعلم من أفتاه بذلك.
٣٤- أخبرنا ابن عبد الخالق اليوسفي، نا أبو الحسن الزعفراني، نا أحمد بن علي بن ثابتٍ الخطيب، نا القاضي أبو عبد الله الصيمري، نا العباس بن أحمد الهاشمي، نا أحمد بن محمد المسكي، نا علي بن محمد النخعي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد، عن أبيه، أن الحسن بن زيادٍ اللؤلؤي أستفتي في مسألة فأخطأ، فلم يعرف الذي أفتاه، فاكترى منادياً فنادى: أن الحسن بن زياد أستفتي يوم كذا وكذا في مسألة فأخطأ، فمن كان أفتاه بشيء فليرجع إليه، فمكث أياماً لا يفتي حتى وجد صاحب الفتوى، فأعلمه أنه قد أخطأ، وأن الصواب كذا [وكذا] .
قال الشيخ أبو الفرج: وبلغني نحو هذا عن بعض مشايخنا أنه أفتى رجلاً من قريةٍ بينه وبينها أربعة فراسخ، فلما ذهب الرجل، تفكر، فعلم أنه أخطأ، فمشى إليه فأعلمه أنه أخطأ، فكان بعد ذلك إذا سئل عن مسألة توقف، وقال: ما في قوة أمشي أربعة فراسخ؟!
تعظيم الفتيا – ابن الجوزي ص٩١
______________
(2441): [ انك تجد أهل العلم والإيمان إلا وهم أقل الناس انزعاجًا عند المصائب، وأحسنهم طمأنينة ]
قال الشيخ حسن بن حسين بن الشيخ محمد، يعزي بعض إخوانه:
المأمول فيكم الصبر والاحتساب، والتعزي بعزاء الله تعالى، فقد قال بعض العلماء:
إنك لن تجد أهل
العلم والإيمان إلا وهم أقل الناس انزعاجًا عند المصائب، وأحسنهم طمأنينة، وأقلهم قلقًا عند النوازل، وما ذاك إلا لما أوتوا مما حرمه الجاهلون،
قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [سورة البقرة آية: ١٥٥-١٥٦]؛
فهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في العاجلة والآجلة؛ فإنها تضمن أصلين عظيمين، إذا تحقق العبد بمعرفتها تسلى عن مصيبته:
أولا: أن العبد وأهله وماله ملك لله تعالى يتصرف فيه، حيث جعله ﵎ عند عبده عارية، والمعير مالك قاهر قادر. وهو محفوف بعدمين: عدم قبله، وعدم بعده، وملك العبد متعة معارة.
الثاني: أن مصير العبد ومرجعه ومرده إلى مولاه الحق، الذي له الحكم والأمر، ولا بد أن يخلف ما خوله في هذه الدار وراء ظهره، ويأتي فردًا بلا أهل ولا مال ولا عشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات؛ ومن هذه حاله، لا يفرح بموجود ولا يأسف على مفقود.
الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( 5/ 164).
______________
(2442): قَالَ الشيخ محمد بن إبراهيم:
والمقصود بالعلم: العلم الشرعي؛ الذي هو نور القلوب وحياتها، والذي غيره علمٌ نِسْبيٌ إضافي؛ إما أمور دنيوية؛ أو علومٌ حسابيةٌ وصناعية: وأهله ليسوا من أهل العلم الذين استشهد الله، فلا يُطلق هذا العلم إلا على العلم الشرعي الديني.
شرح الأصول الثلاثة ص117
______________
(2443): أفضل شروح العقيدة الواسطية
قال معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ :
”هذه العقيدة المباركة لها شروحٌ كثيرة، ومن أعظمها نفعاً وأدقها لفظاً: الشرح المسمى
بـ(التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية) للشيخ العلامة عبدالعزيز ابن رشيد رحمه الله تعالى.
______________
(2444): قال ابن الجوزي رحمه الله :
وقد كان السلف إذا نشأ لأحدهم ولد؛ شغلوه بحفظ القرآن وسماع الحديث، فيثبت الإيمان في قلبه.
صيد الخاطر ( 1/ 491).
______________
(2445): فتنة الغنى أعظم من فتنة الفقر فالسالم منها أقل؛
ومن سلم منها كان أفضل ممن سلم من فتنة الفقر فقط”.
«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (131/11)
______________
(2446): قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
أن يحذر الإنسان عقوبة الله ﷿ إذا منَّ الله عليه بتيسير أمور الدنيا من مأكل ومشرب ونكاح ومركب ومسكنٍ، فلا يغتر بهذا؛ لأنه قد يكون استدراجًا، ولهذَا رُوي «إذا رأيت الله ﷿ يُعطي العبدَ من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج» ، وصدقوا، فلا تغتر أيها الإنسان فقد تبتلى بالنعم كما تبتلى بالنقم، وقد تكون البلوى بالنعم أشد من البلوى بالنقم . تفسير العثيمين : الأنعام ( ٢٢٦).
______________
(2447): قال ابن الجوزي رحمه الله:
«مجالسة الْعُقَلَاء تزيد فِي العقل، ومجالسة الْجَاهِلين تزيد في الجَهْل، ومخالطة الْمَسَاكِين تُذْهِب الكِبْر.»
[التذكرة في الوعظ ( 1).
______________
(2448): .
*ما معنى السّلام عليكم* ؟
*قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( السّلام بمعنى الدّعاء بالسّلامة من كل آفة, فإذا قلت لشخص: “السّلام عليك” فهذا يعني أنك تدعو له بأن اللّه يسلّمه من كل آفة : يسلّمه من المرض من الجنون ، يسلّمه من شر الناس ، يسلّمه من المعاصي وأمراض القلوب ، يسلمه من النار*)
شرح رياض الصالحين 380/5
______________
(2449): محل خشوعك أَطِلْ منه :
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله :
« إذا لذَّت لك القراءة فلا تركع ولا تسجد ، وإذا لذَّ لك السجود فلا تركع ولا تقرأ ، الأمر الذي يُفتَح لك فيه فالزمْه .»
[حلية الأولياء(265/9)]
______________
(2450): وَعَظمٌ يَلِي الإبهامَ كُوعٌ ومَا يَلِي
لِخِنصَرِهِ الكُرسُوعُ وَالرُّسْغُ مَا وَسَطَ
وعَظمٌ يَلِي إبهَامَ رِجْلٍ مُلَقَّبٌ
بِبُوعٍ فَخُذْ بِالعِلمِ وَاحذَر مِن الغَلَطِ
______________
(2451): قال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله:
«حافظوا على قلوبكم إن كنتم تقبلون نصيحتي … العلم يحتاج أن تكون بعيدا عن الأشياء المفرحة، والأشياء المحزنة، والأشياء الباهرة»
[البشـائر في السمـاع المبـاشر (12)]
______________
(2452): قال ﺍﺑﻦ ﺳﺤﻨﻮﻥ المالكي ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻛﻞ ﺩﺍﺑﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺒﻊ ،
ﺇﻻ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﺫﺍ ﺷﺒﻊ ﺭﻗﺪ .
[ترتيب ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻙ للقاضي عياض (٨١/٤)]
______________
(2453): “قال سفيان بن عيينة: كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه. رواه ابن أبي الدنيا في «كتاب الإخلاص».”
______________
(2454): Abu Ubayd al-Qasim ibn Salam, a contemporary of Imam Ahmad, said:
القاسم بن سلام من أقران الامام أحمد:
«الوصاوِصَ والبراقع كَانَت لِبَاس النِّسَاء ثمَّ أحدثن النقاب بعد ذَلِك».
‘Veils and burqas were the clothing of women, then they innovated the niqab after that.’
(4/464)غريب الحديث – ط الهندية
الوصاوِص: نقابٌ الرجلُ من القُرِّ أَو الحرِّ حتى لا يُرى منه غير عينيْه. يقال: تَوصْوص حتى ما يُرى غَيرُ عيْنَيْه.
[الجيم 3/ 297]
______________
(2455): أن المصائب من حيث هي رحمة للمؤمن وزيادة في درجاته، كما قال بعض السلف: «لولا مصائب الدنيا، لوردنا الآخرة مفاليس».
والرب سبحانه لم يرسل البلاء إلى العبد ليهلكه، ولا ليعذبه، ولكن امتحانًا لصبره ورضاه عنه، واختبارًا لإيمانه، وليراه طريحًا ببابه لائذًا بجنابه، منكسر القلب بين يديه; فهذا من حيث المصائب الدنيوية.
الدرر السنية ( 5/ 165).
______________
(2456): يقول ابن قتيبة:
وأنشدني الرياشي :ولا تكتب بخطك غير شيء … يسّرك في القيَّامة أن تراه
تأويل مختلف الحديث(ص/112)
______________
(2457):
ذكر السفاريني رحمه الله :
”عَن بعضِ الصّحابة رضي الله عنهم:
أنّ تَرك الدُّعاء للوالدين يُضيّق العَيش على الولد.
غذاء الأَلباب (١/ ٣٠٠).
______________
(2458): التقوى تفتح المضائق
قال العلامة ابن باز رحمه الله:
الإنسان قد تضيق أمامه الدروب وتُسَدُّ في وجهه الأبواب في بعض حاجاته، فالتقوى هي المفتاح لهذه المضائق وهي سبب التيسير لها، كما قال عز وجل:
﴿ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾، وقد جرَّب سلفنا الصالح وحصلوا بالتقوى على كل خير، وفتحوا بها باب السعادة.
مجموع الفتاوى ( 2/286).
______________
(2459): قال ابن القيم رحمه الله:
لا يختلف المسلمون أنَّ ترك الصَّلاة المفروضة عمدًا من أعظم الذُّنُوب، وأكبر الكبائر. وأنَّ إثمه عند الله *أعظم من إثم قتل النَّفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزِّنا، والسَّرقة، وشرب الخمر.* وأنَّه متعرِّضٌ لعقوبة الله وسخطه وخِزْيه في الدُّنيا والآخرة.
الصلاة – ابن القيم – ط عطاءات العلم ١/٥ — ابن القيم (ت ٧٥١)
______________
(2460): قــــال ابـــن حـــزم (رحمه الله تعالى):
”وَإِيَّاك وذم أحد لَا بِحَضْرَتِهِ وَلَا فِي مغيبه فلك فِي إصْلَاح نَفسك شغل”.
مداواة النفوس: صــ ٧٨
______________
(2461):
قال ابن القيم رحمه الله:
أين أنت؛ والطريقُ طريقٌ تعبَ فيه آدمُ، وناحَ لأجلِهِ نوحٌ، ورُمِيَ في النار الخليلُ، وأُضْجِعَ للذبح إسماعيلُ، وبِيع يوسفُ بثمنٍ بَخْس ولَبِث في السجن بضعَ سنين، ونُشِرَ بالمنشار زكرِيَّا، وذُبح السيدُ الحصورُ يحيى، وقاسَى الضُّرَّ أيوبُ، وزاد على المقدار بكاءُ داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقرَ وأنواعَ الأذى محمدٌ ﷺ؛ تُزْهَى أنت باللهوِ واللعب؟!
فيا دارَها بِالحَزْنِ إنَّ مزارَها … قريبٌ ولكن دون ذلك أهوالُ
الفوائد لابن القيم – ط عطاءات العلم ١/٥٦
______________
(2462): قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى
الإخلاص هو عتبة العبودية، ولولا الإخلاص لما
استشعر المرء بِأنّهُ عبْدٌ لله، وكُلّما تحققت العبودية
في القلب كُلّما أحسن المرء عِبادة ربّه.
الفتاوى (187/10).
______________
(2463): عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ أَبِي رَجَاءٍ الْهَرَوِيِّ، قَالَ: لَا تَجِدُ سَيِّئَ الْمَلَكَةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ مُخْتَالًا فَخُورًا، وَتَلَا: ﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء: ٣٦]
وَلَا عَاقًّا إِلَّا وَجَدْتَهُ جَبَّارًا شَقِيًّا، وَتَلَا: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ [مريم: ٣٢] ”
تفسير الطبري جامع البيان – ط هجر ٧/٢٠ — أبو جعفر ابن جرير الطبري (ت ٣١٠)
______________
(2464): فإن قال قائل : وهل الله تعالى قريب من المؤمن على كل حال ؟ .
قلنا : بل في بعض الأحوال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته » . فهذا قربٌ في حال الدعاء ، مصداق ذلك قوله تعالى :{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون }. كذلك هو قريب من المؤمن في حال السجود ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد » . وعلى هذا فيكون المؤمن قريباً من الله تعالى حال عبادته لربه ، وحال دعائه لربه ، أما القرب العام فإن المراد به القرب بالملائكة على القول الراجح .
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين – المجلد 1 – الصفحة 331
______________
(2465): احذر لسانك أن تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
——–
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين – المجلد 1 – الصفحة 333