77 . فتح الأحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وعبدالله المشجري وإبراهيم المشجري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
77 – قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 78): حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ قَالَ «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ».
هذا حديث صحيحٌ. وقد رواه النسائي كما في “تحفة الأشراف” عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن ابن مهدي به.
ورواه الإمام أحمد (ج 3 ص 127) فقال رحمه الله: ثنا عبد الصمد، ثنا عبد الرحمن بن بديل العقيلي به.
وقال رحمه الله في هذه الصفحة: ثنا أبو عبيدة الحداد، ثنا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة به.
والدارمي (ج 2 ص 525) فقال رحمه الله: حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الحسين بن [ص: 76] أبي جعفر، ثنا بديل به.
————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
أعله ابن معين بقوله حين سأل عن عبدالرحمن بن بديل قال : عبدالرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس أن لله أهلين ضعيف .
* قال البزار في مسنده 7369: ” وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه إلا بديل بن ميسرة، عن أنس.”
* قال الحاكم في المستدرك 2046: ” وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ عَنْ أَنَسٍ هَذَا أَمِثْلُهَا”.
* قال العراقي في تخريج الإحياء (2/30): ” أخرجه النسائي في الكبرى وابن ماجه والحاكم من حديث أنس بإسناد حسن “.
* قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/29): ” هذا إسناد صحيح رجاله موثقون، رواه النسائي في الكبرى في فضائل القرآن عن أبي قدامة عن عبيد الله بن سعيد عن ابن مهدي به، ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن عبد الرحمن بن بديل بإسناده ومتنه “.
* صحح الحديث الشيخ الألباني في سنن ابن ماجه 215.
* قال محققو سنن ابن ماجه (1/146): ” إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن بديل، فإنه لا بأس به كما قال ابن معين وأبو داود والنسائي.وأخرجه النسائي في “الكبرى” (7977) عن عبيد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن ابن ، بهذا الإسناد. وهو في “مسند 1279). ”
* قال الشيخ محمد علي آدم الإتيوبي رحمه الله في شرح سنن ابن ماجه (4/283): ” (عَبْدُ الرحمَنِ بن بُدَيْل) بن ميسرة الْعُقيليّ البصريّ، لا بأس به .
رَوَى عن أبيه، وعَوْسَجة الْعُقَيليّ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
ورَوَى عنه ابن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، والأصمعي، وأبو عُبيدة الحداد، وغيرهم.
قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين، وأبو داود، والنسائي: ليس به بأس. وقال أبو داود الطيالسي: ثنا عبد الرحمن بن بُديل، وكان ثقةً صدوقا. وذكره ابن حبان في “الثقات”. وقال ابن أبي خيثمة أيضا عن ابن معين: ضعيف. وقال أبو الفتح الأزدي: فيه لين”.
* وقال الإتيوبي في نفس المصدر أيضًا: ” حديث أنس بن مالك -صلى الله عليه وسلم- هذا صحيح، قال البوصيريّ في “مصباح الزجاجة”: وهذا إسناد صحيح، رجاله موثّقون. انتهى، وهو من أفراد المصنّف أخرجه هنا 38/ 215 بهذا السند فقط، لم يُخرجه من أصحاب الأصول غيره، وأخرجه (أحمد) في “مسنده” (3/ 127 و 242) و (الدارميّ) في “سننه” (3329) و (النسائيّ) في “فضائل القرآن” من “الكبرى” (56)، والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: هذا الحديث صحيح، كما مرّ آنفا، وهذا مما يُفنّد قول من زعم أن كلّ حديث انفرد به ابن ماجه عن بقية الأصول، فهو ضعيف، فإن هذا قول صدر من غير تأمّل، وقد مرّ تفنيده غير مرّة، فلا تنس، والله تعالى أعلم”.
ثانياً: دراسة الحديث درايةً:
1- تبويبات الأئمة على الحديث:
* بوب ابن ماجه على الحديث باب فضل من تعلم القرآن وعلَّمه، وأورد تحته من الأحاديث غير حديث أنس:
- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ شُعْبَةُ «خَيْرُكُمْ» وَقَالَ سُفْيَانُ، «أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». [البخاري (5027) و (5028)]
- عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ، قَالَ: «وَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا أُقْرِئُ» [ قال الألباني: حسن صحيح راجع الصحيحة 1172، وقال محققو سنن ابن ماجه (1/145): إسناده ضعيف جدًا، الحارث بن نبهان متروك. ].
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ، وَلَا رِيحَ لَهَا» [البخاري (5520)، ومسلم (797)]
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، كُلُّهُمْ قَدِ اسْتوْجَبَ النَّارَ» [قال الألباني: ضعيف جدا]
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، واقْرأوهُ وَارْقُدُوا، فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ وَمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ كُلَّ مَكَانٍ، وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَرَقَدَ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ، أُوكِيَ عَلَى مِسْكٍ» [ضعفه الألباني]
وفي سنن الترمذي تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فاقْرأوه وأقرؤوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه به …..
وفي جامع الأصول وعزاه للترمذي : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، وعلموه واقْرأوه ….
وليس ابن ماجه من شرطه ….
وما وقع في سنن ابن ماجه المطبوع فهو تصحيف
قال السندي : وارقدوا أن قارئ القرآن لا يمنع من النوم ولا يعاقب عليه إذا كان مع أداء حق القرآن. …..
والسيوطي كذلك قال مثل هذا التوجيه وزاد توجيها آخر وهو أن الواو في وارقدوا أو كقوله تعالى ءامنوا أو لا تؤمنوا .
في «شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه» (٢/ 256):
«وقوله: (وارقدوا) أي: ناموا بعض لياليكم ولا تسهروا طول الليل، ذكره للتنبيه على أن قارئ القرآن لا يمنع من النوم ولا يعاقب عليه إذا كان مع أداء حق القرآن، وإنما يعاقب عليه إذا لزم عليه عدم أداء حق القرآن.»
وفي تحفة الأشراف :
وعزاه لابن ماجه بلفظ وارقدوا فيكون الخلاف بين الرواه وليس تصحيفا.
لكن اتضح برواية ابن خزيمة أن لفظة وارقدوا هي الأرجح لأنه ذكر سبب الحديث :
1509 – أخرج ابن خزيمة في صحيحه قال
نا أبو عمار الحسن بن حريث نا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا و هم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ماذا معك من القرآن ؟ فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم و هو من أحدثهم سنا قال : ماذا معك يا فلان ؟ قال : معي كذا و كذا و سورة البقرة قال : معك سورة البقرة ؟ قال : نعم قال : اذهب فأنت أميرهم فقال رجل ـ هو من أشرفهم ـ و الذي كذا و كذا يا رسول الله ما منعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن لا أقوم به قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تعلم القرآن فاقرأه و ارقد فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه و قام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه على كل مكان و من تعلمه و رقد و هو في جوفه كمثل جراب أوكئ على مسك
- عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ عُمَرُ، فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى، قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَاضٍ، قَالَ عُمَرُ، أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» [أخرجه مسلم (817)]
- عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ، وَلَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ، عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ» [ضعفه الألباني]
* بوب المنذري في الترغيب والترهيب في كتاب قراءة القرآن: الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها، وفضل تعلمه وتعليمه، والترغيب في سجود التلاوة، ومما أورده في الأحاديث التي صححها أو حسنها الشيخ الألباني غير ما سبق:
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”. رواه الترمذي وقال: “حديث حسن صحيح غريب”.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”. رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن في الصفة فقال: “أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى (بطحان) أو إلى (العقيق) فيأتي منه بناقتين كوماوين، في غير إثم، ولا قطع رحم؟ “. فقلنا: يا رسول الله! كلنا يحب ذلك. قال: “أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل؛ خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل؟! “. رواه مسلم وأبو داود، وعنده: “كوماوين زهراوين، بغير إثم بالله عز وجل، ولا قطع رحم”. قالوا: كلنا يا رسول الله. قال: “فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيعلم آيتين من كتاب الله، خير له من ناقتين، وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن”
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران”.
وفي رواية: “والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران”. رواه البخاري ومسلم -واللفظ له- وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أوصني. قال: “عليك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كله”. قلت: يا رسول الله! زدني. قال: “عليك بتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء”. رواه ابن حبان في “صحيحه” في حديث طويل.
- وعن جابر رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار”. رواه ابن حبان في “صحيحه”.
- وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “اقروا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه” الحديث. رواه مسلم.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول القرآن: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ، وارق، ويزاد بكل آية حسنة”. رواه الترمذي وحسنه، وابن خزيمة والحاكم وقال: “صحيح الإسناد”.
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها”. رواها الترمذي وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في “صحيحه” وقال الترمذي: “حديث حسن صحيح”.
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله هذا الكتاب، فقام به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أعطاه الله مالا، فتصدق به آناء الليل وآناء النهار”. رواه البخاري ومسلم
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان؛ فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالا، فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان؛ فعملت مثل ما يعمل”. رواه البخاري.
- وعنه [يعني عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما]؛ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه، فيشفعان”. رواه أحمد، وابن أبي الدنيا في “كتاب الجوع”، والطبراني في “الكبير”، والحاكم واللفظ له، وقال: “صحيح على شرط مسلم”.
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده ، إذ جالت فرسه فقرأ، ثم جالت أخرى فقرأ، ثم جالت أيضا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى ، فقمت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها. قال: فغدوت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! بينما أنا البارحة في جوف الليل اقرأ في مربدي، إذ جالت فرسي، -فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “اقرأ ابن حضير! “.قال: -فقرأت، ثم جالت أيضا،- فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “اقرأ ابن حضير! “. قال: -فقرأت ثم جالت أيضا،- فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “اقرأ ابن حضير! “. قال: -فانصرفت وكان يحيى قريبا منها، خشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “تلك الملائكة [كانت]، تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس، ما تستتر منهم”. رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.
- وعن عمران بن حصين رضي الله عنه؛ أنه مر على قارئ يقرأ، ثم سأل، فاسترجع ثم قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “من قرأ القرآن فليسأل الله به؛ فإنه سيجيء أقوام يقرؤن القرآن، يسألون به الناس”. رواه الترمذي وقال: “حديث حسن”.
- وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به؛ ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن”. رواه الحاكم وقال: “صحيح على شرط مسلم”.
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر، وذلك قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين (5) إلا الذين آمنوا}، قال: [إلا] (2) الذين قرأوا القرآن. رواه الحاكم وقال: “صحيح الإسناد”.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من قرأ عشر آيات في ليلة؛ لم يكتب من الغافلين”.رواه الحاكم وقال: “صحيح على شرط مسلم”.
- وعنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مئة آية؛ كتب من القانتين”. رواه ابن خزيمة في “صحيحه”، والحاكم، واللفظ له، وقال: “صحيح على شرطهما”.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد؛ اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله، -وفي رواية: يا ويلي- أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فلي النار”. رواه مسلم وابن ماجه.
2- شرح الحديث:
* قال المناوي في فيض القدير (3/ 67): ” (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال بيت الله. قال الحكيم: وإنما يكون هذا في قارئ انتفى عنه جور قلبه وذهب جناية نفسه فأمنه القرآن فارتفع في صدره وتكشف له عن زينته ومهابته فمثله كعروس مزين مد يده إليها دنس متلوث متلطخ بالقذر فهي تعافه وتتقذره فإذا تطهر وتزين وتطيب فقد أدى حقها وأقبلت إليه بوجهها فصار من أهلها فكذا القرآن فليس من أهله إلا من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا وتزين بالطاعة كذلك فعندها يكون من أهل الله وحرام على من ليس بهذه الصفة أن يكون من الخواص وكيف ينال هذه الرتبة العظمى عبد أبق من مولاه واتخذ إلهه هواه؟ {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق}”.
* قال السندي في حاشيته على المسند (11/442): “قوله (هُمْ أَهْلُ اللهِ) إذ يجري بين الله تعالى وبينهم من الخطاب عند تلاوة القرآن مثل ما يجري بين أحد وأهله.” ؟ للبحث
* قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي في شرح سنن ابن ماجه (14/7)الشاملة: “وهذا في باب فضل القرآن، وهذا الحديث لا بأس بسنده، فسنده حسن، ويؤيده ما جاء في الختمة المنسوبة إلى شيخ الإسلام في الدعاء المعروف: (واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين!) إن صحت نسبته إلى شيخ الإسلام.
وقوله: (إن لله أهلين. قالوا: ومن هم؟ قال: هم أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته)، يعني: أولياؤه وأحبابه الذين يتلون القرآن ويعملون به، ويمتثلون أوامره وينتهون عن زواجره، ويقفون عند حدوده، ويؤمنون بمتشابهه، ويعملون بمحكمه، ويتعظون بمواعظه، هؤلاء هم أهل القرآن، وهم أهل الله وخاصته، وهم الذين يتلونه حق تلاوته، كما قال الله سبحانه: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة:121] يعني: يعملون به؛ لأن التلاوة نوعان كما سبق: تلاوة لفظية، وهذه يقرأها البر والفاجر، كما في حديث أبي موسى، فالمنافق يقرأ القرآن والمؤمن يقرأ القرآن.
والنوع الثاني: تلاوة حكمية، وهي تنفيذ أحكامه وتحقيق أخباره، وهذه هي المراد من الحديث، وهي المعول عليها، وهي التي عليها مدار السعادة والنجاة، والتلاوة الحكمية مذكورة في قول الله عز وجل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة:121]، يعني: يعملون به ويتبعون ما فيه، فهذه التلاوة هي الاتباع، ومن ذلك ما جاء في الحديث في قصة الرجل الفاجر الذي يوضع في قبره ويضرب بمرزبة من حديد ويقال له: لا دريت ولا تليت، لا دريت: أي: لا علمت الحق بنفسك، ولا تليت: ولا تبعت من يعمل بالحق، فأهل القرآن وخاصته هم الذين يقرءونه ويعملون به وينفذون أحكامه ويصدقون أخباره.
وهذا الحديث إسناده صحيح، قال البوصيري: في مصباح الزجاجة: هذا إسناد صحيح رجاله موثوقون، رواه النسائي في الكبرى في فضائل القرآن.
والتجويد من المحاسن والمستحبات، فإن تحسين القرآن مستحب، والواجب هو إخراج الحروف من مخارجها، فإذا أتقن القرآن وقرأه ولم يسقط شيئاً من حروفه فهذا هو الواجب، وما زاد على ذلك فمستحب ومن باب التحسين وليس بواجب، وأما قول الجزري: والأخذ بالقرآن حتم لازم من لم يجود القرآن آثم فهذا ليس بصحيح، وإنما هو مستحب، فأحكام التجويد والالتزام بها مستحب وليس بواجب، والواجب قراءة القرآن قراءة واضحة ليس فيها إسقاط شيء من حروفه.”
* قال الشيخ محمد علي آدم الإتيوبي في مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (4/ 284): ” (عَنْ أَنسِ بْنِ مَالك) -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ لله أَهْلِينَ) جمع أهل، يُرفع بالواو، ويجرّ ويُنصب بالياء؛ لكونه مُلحقًا بجمع الذكّر السالم، كما قال في “الخلاصة”:
وَارفَع بِوَاوٍ وَبَيَا اجْرُر وَانْصِبِ … سَالِمَ جمع عَامِرٍ وَمُذْنِبِ
وَشِبْهِ ذَيْنِ وَبِهِ عِشْرُونَا … وَبَابُهُ أُلحقَ وَالأَهْلُونَا
وإنما جمعه إشارةً إلى كثرتهم (مِنْ النَّاسِ) بيان لـ”أهلين” (قَالُوا) أي الصحابة السامعون لهذا الحديث (يَا رَسُولَ الله، مَنْ هم؟ قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (هُم أَهْلُ الْقُرآنِ) أي حفظته، الذين يقرءونه آناء الليل وأطراف النهار، ويعملون به (أَهْلُ الله) خبر لمحذوف، أي هم أهل الله (وَخَاصَّتُهُ) أي الذين اختصّهم بمحبّته، والعناية بهم، كاختصاص الإنسان بأهل بيته، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان”.
المسائل الأخرى:
* ينظر شرح الصحيح المسند برقم 931 شرح حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة).
وفيه اختصار لرسالة في آداب تلاوة القرآن الكريم.
ومن المباحث التي وردت في تلك الرسالة:
- الخيرية في تعلم القران وتعليمه
- الوصية بالقرآن
- سؤال الله أن يجعل القران ربيع قلب المؤمن:
- مشروعية القراءة كقراءة النبي صلى الله عليه وسلم (مفسرة) حرفاً حرفاً:
- من نام عن حزبه:
- نزول القرآن الكريم
- وجوب الإخلاص في قراءة القرآن الكريم وتحريم الرياء فيها
- قراءة القرآن الكريم مع الفة القلوب عليه وعدم الاختلاف عليه
- تحريم الغلو في القرآن الكريم والجفاء عنه والأكل والاستكثار به ومشروعية سؤال الله بالقرآن الكريم
- النهي عن التآكل بالقرآن
- تحريم ضرب القرآن الكريم بعضه ببعض ووجوب الايمان بمتشابهه
- الترهيب من المرآء في القرآن الكريم وهجره بترك العمل به والمروق من الدين
- العمل بالقرآن الكريم وثوابه
- رضى الله عن حامل القرآن ورقيه في درجات الجنة
- فضل الاجتماع على تلاوة القران
- مس القرآن الكريم (الطهارة) والنهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو
- قراءة القرآن الكريم في الصلاة
- قراءة المأموم الفاتحة فقط في الصلاة والاستماع إلى قراءة الإمام (في الجهرية)
- النهي عن قراءة القرآن الكريم في الركوع والسجود
- الرقية بالقرآن الكريم (بأُم القرآن)
- الاولى بإمامة الناس في الصلاة
- تربية الاولاد على حفظ القرآن
- فضل الماهر بالقرآن الكريم الحافظ له والمؤمن الذي يقرأ القرآن وتنزل السكينة للقرآن
- فضل العلم بالقرآن الكريم والدعوة اليه والتذكير به
- التحذير ممن يتخذون القرآن الكريم غناءا بلا فقه ولا عمل (أهمية الفقه والعمل)
- مشروعية غبطة حامل القرآن الكريم
- مشروعية التخلق بالقرآن الكريم
- القرآن والأمانة (والحذر يا أهل القرآن من الخيانة)
- النبي (أوتي القرآن وأوتي السنة فهي حجة
- تعاهد القرآن الكريم بالمراجعة والتدبر والاستذكار
- السجود عند آية فيها سجدة
- أخذ القرآن الكريم عن الصحابة رضي الله عنهم وتلقي القرآن
- البشارة بالقرآن والفرح به وان النجاة في التمسك به
- صلاة الليل (القيام) وترتيل القرآن وإذا استعجم القرآن على اللسان والتوسط في الصوت
- لا يقول نسيت آية كذا ولكن نسي والتذكير له
- التزويج بالقرآن إن لم يجد مالا ونحوه
- مشروعية تحسين الصوت بالقرآن وتطييب الفم
- مشروعية التوسل إلى الله بأنه منزل القرآن فقد قال تعالى:
- مشروعية الاستماع والإنصات لقراءة القرآن والبكاء
- اسم الله الأعظم في القرآن الذي إذا دعي به أجاب
- فضائل بعض سور القرآن وآياته
- فضل سورة الفاتحة وأنها أم القرآن
- فضل سور البقرة وآل عمران
- فضل سورة الكهف وقراءة القران
- فضل سورة الكافرون والقرآءة بها
- فضل آية الكرسي وبعض الآيات في سورة البقرة
- فضل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة
- فضل سورة البينه
- فضل المعوذتين (الفلق-الناس- قل هو الله أحد) والتعوذ بهما عند النوم
- سور يشرع القرآءة بها في صلاة الجمعة
- يقرأ في الجمعة والعيد سبح والغاشية
- يشرع القرآءة في فجر الجمعة
- مشروعية مدارسة القرآن في رمضان
- عدم التشويش في القرآءة
- مشروعية تدبر القرآن في الصلاة وخارجها
- الاستكثار من قراءة القران (الحسنات)
- جواز اتكاء الرجل في حجر الحائض ثم يقرا القران
- صفة رسول الله في التوراة ببعض صفته في القرآن
- فضل الفهم في القران وقوله تعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة)
- مشروعية الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عبد قراءة القران
- حلاوة القرآن ومشروعية الاستكثار منه
- هل قمت بالنصيحة للقرآن؟
* مما جاء في فضل القرآن:
- قال تعالى: {الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه , هدى للمتقين}
- وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم , ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}
- وقال تعالى: {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم , وإنه لكتاب عزيز , لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , تنزيل من حكيم حميد}
- (خ م) , وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة “.
- وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما [إن تمسكتم بهما]: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ” [حسنه الألباني في المشكاة: 186، وصحيح الجامع: 2937 , 3232 , وكتاب “منزلة السنة في الإسلام ” ص18]
- وعن أبي شريح الخزاعي – رضي الله عنه – قال: ” خرج علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: أبشروا , أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله , وأني رسول الله؟ “، قالوا: نعم , قال: ” فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله , وطرفه بأيديكم , فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا ” [انظر صحيح الجامع: 34 , الصحيحة: 713]
- وعن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: ” أنزل القرآن على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتلاه عليهم زمانا “، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا، ” فأنزل الله: {الر , تلك آيات الكتاب المبين , إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون , نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن , وإن كنت من قبله لمن الغافلين , إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا , والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} فتلاها عليهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زمانا ” , فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، ” فأنزل الله: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني , تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم , ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله , ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد} ” , فقالوا: يا رسول الله ذكرنا، ” فأنزل الله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق , ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل , فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم , وكثير منهم فاسقون} كل ذلك يؤمرون بالقرآن ” [انظر صحيح موارد الظمآن: 1462 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.]
- وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ” [صحيح الجامع: 4443 الصحيحة: 2019]
* جاء في السلسلة الضعيفة 1582 – ( باطل ) آل القرآن آل الله . ( باطل ) وجاء بلفظ آخر صحيح ثابت إن لله أهلين من الناس قيل : من هم ؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
______________
في فوائده:
1 – (منها): ما ترجم له المصنّف، وهو واضح.
2 – (ومنها): بيان فضل القرآن، وأن قراءته أفضل العبادة؛ لأنه كلام الله تعالى.
3 – (ومنها): أن الله تعالى يخصّ بعض عباده، فيلهمهم العمل بأفضل الأعمال، حتى يرفع درجاتهم فوق كثير من الناس، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21]، {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: 105]، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.