77 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم -رقم 77
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2 والمدارسة ، والاستفادة،
وتعاون معي أبوصالح وعبدالله المشجري وحسين ورامي وأحمد الغفلي وأحمد بن علي وأبو معاذ وأبو عبدالله البريكي وعبدالله الديني وعلي البلوشي.
من وجد فائدة أو تعقيب فليفدنا
وراجعه إملائياً عبدالله الديني
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مختصر مسلم لعبدالحق
كتاب الفضائل
باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة
عن جابر بن سمرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأعرف حجرا بمكة يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن )
——————-
-أخرجه الترمذي ( 3630 ) عن علي رضي الله عنه بلفظ “ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة , فخرجنا في بعض نواحيها , فما استقبله جبل و لا شجر إلا و هو يقول : السلام عليك يا رسول الله “ . ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة 2670: وذكر الدارقطني الخلاف على السدي ولم يرجح، وإحدى الطرق حسنه وهي ما أخرجه الطبراني في “ الأوسط “ من طريق زياد بن خيثمة عن السدي عن أبي عمارة الخيواني عن علي به . والخيواني هو عبد خير بن زيد الهمداني , ثقة معروف بالرواية عن علي رضي الله عنه. وهو يصلح لكتابنا الذيل على الصحيح المسند.
-في رواية “ ليالي بعثت “ . و هو في “ الضعيفة “ برقم (6574 ) .
-قال جل ذكره: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاتُبْصِرُونَ} [الذاريات:21]. وقال سبحانه: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ الله السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ}[الروم: 8].
وقال سبحانه {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الألباب * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[آل عمران: 191].
وقال تعالى: {الله الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }[الرعد: 3].
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ }[النحل: 11].
وهذا بحث أختصرته من بحث لأحد الأخوة بعنوان عجائب المخلوقات :
أقسام عجائب المخلوقات
اعلم أن عجائب المخلوقات تنقسم إلى قسمين:
الأول: عجائب دنيوية.
والثاني: عجائب أخروية.
والعجائب الدنيوية تنقسم إلى قسمين:
1 عجائب علوية: وهي التي تتعلق بالعالم العلوي من سموات وكواكب ونجوم وسحب وملائكة ونحو ذلك
2 عجائب سفلية: وهي قسمان:
الأول: عجائب تتعلق بالمخلوقات الحية من إنسان وحيوان وأشجار وبحار وما يدور فيها.
الثاني: عجائب تتعلق بالجمادات كالأحجار والأرض وما يدور نحو ذلك.
من فوائد معرفة عجائب المخلوقات
1- زيادة الإيمان بالله.
2- معرفة عظمة الله تعالى.
العجائب العلوية :
-بعض العجائب في عالم الملائكة:
(حديث الأطيط)وما ورد في وصف جبريل عليه السلام وأن له ستمئة جناح قد غطى الأفق، والبيت المعمور يدخله كل يوم سبعمئة ملك.
تنبيه : ما ورد أن هناك ملك كهيئة الديك لا يصح .
قال صاحبنا الديني :
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ” رواه أبو داود وهو في الصحيح المسند ( ٢٤٨ )
أما رواية إسحاق بن منصور عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه من الأرض السابعة, والعرش على منكبه ,وهو يقول : سبحانك أين كنت وأين تكون ”
وفي رواية : ” …عن ديك رجلاه في الأرض, وعنقه مثنية تحت العرش, وهو يقول : سبحانك ما أعظم ربنا. قال : فيرد عليه : ما يعلم ذلك من حلف كاذبا ” وهو في ا يرويه إسرائيل واختلف عنه فرواه إسحاق بن منصور السلولي عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف.انتهي
قلت : فيكون حديث أبي هريرة ضعيف بلفظ الملك والديك، أما حديث جابر فصحيح.
-من عجيب خلق الله سدرة المنتهى
-ومن عجيب خلق الله البراق .
-من عجيب أمر السحب، وأن هناك ملك يزجره.
وتكلم باحث على أسانيدها وحكم عليها بالضعف، ويحتاج مراجعة نسأل الله عزوجل أن ييسر ذلك، وجاء أن رجلاً سمع صوتاً يقول للسحابة اسق أرض فلان.
-والشمس ومسيرها حيث تذهب تسجد تحت العرش وتستأذن بالشروق ويوشك أن لا يؤذن لها يقال :اطلعي من حيث أتيت فتصبح طالعة للناس من المغرب.
-وقوف الشمس وثبت أن نبياً قال لها إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا شيئاً، أخرجه مسلم 1774
تنبيه : ما ورد أن هذا النبي الذي حبست له الشمس هو يوشع بن نون لا يصح أعله أحمد كما في علل الخلال ، وكذلك لم يصح أنها حبست لعلي بن أبي طالب.
من العجائب السفلية :
-خلق طول آدم عليه السلام
تنبيه : قصة النفر من اليهود الذين دعوا الله أن يريهم ميت يقوم ليخبرهم عن الموت فدعوا الله فأحيا الله عزوجل لهم رجل؛ لا تصح. مدرجة( راجع أهوال القبور لابن رجب 67)
-عجائب من خلق الحيوان:
-بقرة تتكلم وذئب يتكلم أخرجه البخاري 3471،
-مسخ من خلق إلى خلق:
فمنه قصة القرية التي مسخت قردة، والصواب وقفه وله حكم الرفع. وكان تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم الضباب فيقول :إن أمه من بني إسرائيل مسخت دواب، وكان يظن أنها هي. وكذلك الفأرة مسخ (البخاري 3305، ومسلم 2997)
تنبيه :سيأتي إن شاءالله مناقشة مسألة :هل المسخ يتناسل؟ وهل يعيش أكثر من ثلاثة أيام؟
-جمل يبكي ويشتكي وسيأتي إن شاءالله في الباب التالي.
-بُدْن يُقدِّمْنَ أنفسَهن للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأيها يبدأ كهدي.
تنبيه : حديث الجمل الذي سجد للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. لا يصح.
-شاة يدر ضرعها في وقت لا در فيه، ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
تنبيه :حديث( الجراد من جند الله الأعظم )لا يصح
– عجيب أمر القردة وإقامتها حد الرجم.
-قصة ذاك القرد الذي غش سيده اللبن فأخذ النقود فكان يلقي منها دينار في البحر ودينار في السفينة .
-من عجيب أمر الأنهار وأن أربعة منها من أنهار الجنة أخرجه البخاري 3207، ومسلم 2839
عجيب خلق الجمادات :
-منه قوله تعالى( فما بكت عليهم السماء والأرض… )
يقول تعالى مخبرا عن حال المجرمين
– قال ابن كثير :{قالوا أنطقنا اللّه الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة}، أي فهو لا يخالف ولا يمانع وإليه ترجعون، عن أنّس بن مالك رضي اللّه عنه قال: ضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم وتبسم، فقال صلى اللّه عليه وسلم: “ألا تسألوني عن أي شيء ضحكت؟” قالوا: يا رسول اللّه من أي شيء ضحكت؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: “عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول: أي ربي أليس وعدتني أن لا تظلمني، قال: بلى، فيقول: فإنني لا أقبل عليَّ شاهداً إلا من نفسي، فيقول اللّه تبارك وتعالى: أو ليس كفى بي شهيداً والملائكة الكرام الكاتبين – قال – فيردد هذا الكلام مراراً – فيختم على فيه، وتتكلم أركانه بما كان يعمل، فيقول: بعداً لكُنَّ وسحقاً، عنكن كنت أجادل” (أخرجه الحافظ البزار، ورواه مسلم والنسائي بنحوه)
مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله
سورة فصلت. الآية ٢١ نقله صاحبنا علي البلوشي
-شجرة آذنت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالجن. أخرجه البخاري 3859،ومسلم 450
-وشجرة استأذنت أن تسلم على النبي صلى الله عليه وسلم.
-شجرة انساقت للنبي صلى الله عليه وسلم (وصححه مقبل في الدلائل )
تنبيه : حديث الرحى الذي يطحن بغير طاحن، لا تصح.
-روى البخارى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ” لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ”
– حنين الجذع الذى كان يخطب إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه البخارى.
حتى قال الحسن البصري :عجبا لكم جذع يحن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم لا تحنون.
– اهتز العرش لموت سعد بن معاذ( البخاري 3592 ،ومسلم 2466)
-الذراع المسمومة أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بأن اليهود وضعوا فيها سم.
-قول الحجر والشجر للمسلم :هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ( مسلم 2922)
-روى ابن ماجه فى سننه ومالك فى موطئه قول النبى صلى الله عليه وسلم ” لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر ولا شىء إلا شهد له يوم القيامة ” .
-منه حديث( أحد جبل يحبنا ونحبه ) البخاري 2732، ومسلم 1365، واختار النووي أنه حب حقيقي، وكذلك ابن حجر ذكر أن الحب من الجانبين على حقيقته. انتهى باختصار
ثم النبي صلى الله عليه وسلم خاطبه خطاب من يعقل فقال:أثبت أحد فإنما عليك نبي أو صدِّيق أو شهيد.
-ذكر القرطبى فى تفسير قوله تعالى : { وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } الصحيح أن الكل يسبح ، للأخبار الدالة على ذلك ، ولو كان التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود؟ وإنما ذلك تسبيح المقال ، بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح ، وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شىء ، فالقول به أولى .
قال الشنقيطي في أضوائه :
وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ تَسْبِيحَ الْجِبَالِ وَالطَّيْرِ مَعَ دَاوُدَ الْمَذْكُورَ تَسْبِيحٌ حَقِيقِيٌّ؛ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَجْعَلُ لَهَا إِدْرَاكَاتٍ تُسَبِّحُ بِهَا، يَعْلَمُهَا هُوَ جَلَّ وَعَلَا وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُهَا. كَمَا قَالَ: {وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَات وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} .
ثم ذكر حنين الجذع وغيره وقال :
وَأَمْثَالُ هَذَا كَثِيرَةٌ، وَالْقَاعِدَةُ الْمُقَرَّرَةُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ: أَنَّ نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَا يَجُوزُ صَرْفُهَا عَنْ ظَاهِرِهَا الْمُتَبَادِرِ مِنْهَا إِلَّا بِدَلِيلٍ يَجِبُ الرُّجُوعُ إِلَيْهِ، وَالتَّسْبِيحُ فِي اللُّغَةِ: الْإِبْعَادُ عَنِ السُّوءِ، وَفِي اصْطِلَاحِ الشَّرْعِ: تَنْزِيهُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَنْ كُلِّ مَا لَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلَالِهِ.
مسألة إثبات الكلام لله عزوجل :
-فيه إثبات الكلام لله عزوجل ويتكلم لا كتكلمنا، بل كلامه سبحانه وتعالى يليق به، فلا تلازم بين الإثبات والتشبيه.
وقولهم: إننا لا نتصور كلاماً إلا أن يكون بهذه الطريقة المعروفة في المخلوقين من أنه يكون بحنجرة ولهاة ومخارج حروف وشفتين ولسان غير سديد؛ إذ ليس بلازم أن يكون الكلام بهذه الطريقة التي نعرفها ونعقلها، فقد وجد الكلام في الدنيا -وسيوجد في الآخرة- بدون هذه الطريقة التي نعقلها، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل البعثة)، فكان إذا مر به قال: السلام عليك يا محمد.
فقد تكلم الحجر وليس له لسان ولا شفتان ولا حنجرة ولا مخارج حروف.(قرره عبدالمحسن العباد)
وقال عبدالرزاق العباد :
وقول القائل “: أي من المعتزلة ومن تأثر بهم من الكلابية والأشاعرة والماتريدية.
” بأنَّ الحرف والصوت لا يكون إلا من مخارج ” شبهتهم في إنكار الحرف والصوت في كلام الله لما قام في أنفسهم من التشبيه، حيث قاسوا الخالق على المخلوق، ثم نزهوا الخالق عن هذا التشبيه فعطلوا صفته سبحانه.
وقد أَوْدتْ هذه القاعدة بالمعتزلة إلى جحد كلام الله بالكلية، وأفضت بالكلابية إلى نفي الحرف والصوت. وامتن الله على أهل السنة فأثبتوا الكلام لله عز وجل بحرف وصوت كما دلت عليه النصوص، بدون تشبيه لكلام الباري بكلام خلقه سبحانه.
ثم شرع عبدالغني المقدسي ـ رحمه الله ـ بذكر هذه الأدلة فقال:
” قال الله عز وجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} . وكذلك قال عز وجل ـ إخباراً عن السماء والأرض أنهما ـ: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} . فحصل القول من غير مخارج ولا أدوات. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كلمه الذراع المسمومة. وصح أنَّه سلم عليه الحجر. وسلمت عليه الشجرة “(ذكرة المؤتسي في عقيدة عبدالغني المقدسي) نقله صاحبنا أبوصالح وحسين.
وقال آخر :
أحدها: أنه يلزمهم في سائر الصفات التي سلموها، كالسمع والعلم والحياة، ولا يكون في حقنا إلا في جسم، ولا يكون البصر إلا من حدقة, ولا السمع إلا من انخراق، والله تعالى بخلاف ذلك.
قال السجزي في رسالته لأهل زبيد :
وأما الصوت: فقد زعموا أنه لا يخرج إلا من هواء بين جرمين وذلك لا يجوز وجوده من ذات الله تعالى.
والذي قالوه باطل من وجوه: ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر سلام الحجر عليه، وعلم تسليم الحصا في يده.
قال عبدالرزاق في كتاب ابن سعدي وجهوده :
فهذا الحديث ظاهر في أن التكليم حصل حقيقة من الذئب للراعي، وأنه كذلك يحصل حقيقة من السوط والنعل والعصا قبل قيام الساعة، إلا أن الشيخ ابن سعدي تأول هذا الحديث بما قد حصل في هذه الأزمان من الاتصالات التليفونية والهوائية والإذاعات وغيرها.
ولا ريب أن تأويل ابن سعدي هذا ظاهر البطلان، ويتنافى مع ما سبق أن قرره من وجوب فهم النصوص على ظاهرها من غير تكليف لتأويلها.
ويكفي في بيان بطلان هذا التأويل صدر الحديث حيث أن الراعي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذئب كلمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده”.
ثم ذكر بعض الأمثلة التي سبقت وقال :
ومثله أيضاً ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن المسلمين يقاتلون اليهود في آخر الزمان فيقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله. أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا أيضاً حق على حقيقته وسيتكلم الحجر والشجر وسيقع طبقاً لما أخبر به الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.
– حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد :
في مقابلة المسجد الحرام. والبيت والمقام جهة الشرق زقاق يقال له زقاق الحجر فيه حجر موضوع عرض الحائط يتمسحون به ويدعونه زاعمين أنه الذي سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو كذب وبهتان ليس هو، فإنه صلى الله عليه وسلم قال وهو في المدينة أني لأعلم حجراً بمكة يسلم عليّ ولم يعينه خشية الافتتان به، ولا يشرع التمسح إلاَّ بالحجر الأسود يقبل ، ومع ذلك قال عمر رضي الله عنه إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك.
فالحديث فيه تمييز الجمادات.
وأن هذا من دلائل النبوة
ومحبة الجمادات للنبي صلى الله عليه وسلم
وفضيلة السلام على النبي صلى الله عليه وسلم
وذكر صاحبنا ابومعاذ يوسف البلوشي أن فيه :
– أهمية التوحيد وأثره، فهذا الحجر باستسلامه لله وتسليمه على النبي صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتفع ذكره وعلا على صناديد الكفر.
– إثبات معجزة تكليم الجماد للنبي صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يسلم علي).
– شرف البلدة التي فيها هذا الحجر وهي مكة المكرمة زادها الله شرفاً وتكريماً.
– السلام ثابت في الأديان السابقة (قبل أن أبعث).
– إثبات العلم للنبي صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إني لأعرفه الآن).
– عدم تعظيم الآثار، فالنبي صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يزر هذا الحجر مع معرفته له.
قال صاحبنا أبوصالح :
فائدة : وقصة تعامل الصحابة مع جسد (دانيال) النبي عند فتح تستر زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيها من تعظيم جناب التوحيد وسد ذرائع الشرك.
هذه الفائدة أظنها تشبه فائدة ترك النبي صلى الله عليه وسلم تعيين الحجر الذي كان يسلم عليه بمكة.
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
وقال أبوعبدالله البريكي :
-اثبات ان الجماد يؤمن و يسبح كما ثبت في القران و هذا الحديث يثبت ذلك ايضا.
– وأن النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد بأشياء قبل البعثة( بمعناه)
لصحيح المسند ( ١٤٣٦ ) لكن ذكرنا أن الدارقطني
في العلل ( ١٤٧٥ ) قال :