75 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
ومشاركة محمد بن إبراهيم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري كما في كتاب العلم من صحيحه:
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم علمه الكتاب
75 – حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم علمه الكتاب
——
فوائد الباب:
1 – حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى.
2 – قوله (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم علمه الكتاب) فيه فضل تعلم الكتاب.
3 – باب قول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللهمّ علّمه) أي حفظه أو فهمه (الكتاب) أي القرآن، والضمير يحتمل أن يكون لابن عباس لسبق ذكره في الحديث السابق إشارة إلى أن ما وقع من غلبته للحرّ بن قيس إنما كان بدعائه له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أو استعمل لفظ الحديث الآتي ترجمة إشارة إلى أن ذلك لا يختص جوازه به، والضمير على هذا لغير مذكور.
قاله القسطلاني في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري. وابن حجر في فتح الباري
4 – فيه فضل ابن عباس ورفعة ذكره وشأنه.
5 – فيه وضع الماء عند الخلاء قاله البخاري في صحيحه.
6 – فيه الاعتصام بالكتاب والسنة قاله البخاري في صحيحه.
7 – قوله (ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم) وزاد البخاري 3756 من طريق مسدد (إلى صدره).
قال ابن حجر: فيستفاد منه جواز احتضان الصبي القريب على سبيل الشفقة …. ثم ذكر الروايات ومعاني الحكمة.
8 – وعند الإمام أحمد في مسنده 1840 عن هشيم عن خالد ” مسح على رأسي”.
9 – قوله (علمه الكتاب) وفي رواية عند البخاري (علمه الحكمة) قال البخاري والحكمة الإصابة في غير النبوة. وعند ابن ماجه كما ورد في بعض النسخ ” اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب”.
10 – قال ابن بطال كما في شرح صحيح البخاري ” والكتاب هاهنا القرآن عند أهل التأويل”.
11 – ورد من طريق أخرى كما عند الإمام أحمد في المسند 3060 ” والحاكم في المستدرك 6358 عن كريب أنَّ ابْنَ عَبّاسٍ، قالَ: أتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِن آخِرِ اللَّيْلِ، فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ، فَأخَذَ بِيَدِي، فَجَرَّنِي، فَجَعَلَنِي حِذاءَهُ، فَلَمّا أقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلى صَلاتِهِ، خَنَسْتُ، فَصَلّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمّا انْصَرَفَ قالَ لِي: «ما شَانِي أجْعَلُكَ حِذائِي فَتَخْنِسُ »، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أوَيَنْبَغِي لِأحَدٍ أنْ يُصَلِّيَ حِذاءَكَ، وأنْتَ رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي أعْطاكَ اللَّهُ قالَ: فَأعْجَبْتُهُ، فَدَعا اللَّهَ لِي أنْ يَزِيدَنِي عِلْمًا وفَهْمًا …
وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ووافقه الألباني كما في الصحيحة 2590 وأورده الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 601 وأورده الضياء في المختارة على الصحيحين 80
12 – وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كنت في بيت ميمونة ابنة الحارث فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهوره فقال: «من وضع هذا »، فقالت ميمونة: عبد الله، فقال: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2397 و 2879 وابن أبي شيبة في المصنف 32223 واللفظ له – وابن حبان في صحيحه 7055 من طريقه وإسحق بن راهويه في مسنده 2038 والحارث بن أبي أسامة في مسنده 1006 وابن أبي عاصم في الاحاد والمثاني 380 والبزار في مسنده 5075 من طريق عبد الله بن خثيم عن سعيد به. فيه ابن خثيم قال الحافظ في التقريب صدوق. وأورده العلامة الألباني في الصحيحة 2589 والشيخ مقبل في الصحيح المسند 697
13 – “فيه: بركة دعوة النبي، (صلى الله عليه وسلم)، لأن ابن عباس كان من الأخيار الراسخين في علم القرآن والسنة، أجيبت فيه الدعوة” قاله ابن بطال.
14 – فيه: الحض على تعلم القرآن والدعاء إلى الله في ذلك. قاله ابن بطال
15 – (الحكمة) هي كتاب الله وسنة نبيه، (صلى الله عليه وسلم)، فالمعنى واحد وإن اختلفت الألفاظ. قاله ابن بطال، وقال الحافظ ابن حجر الفهم في القرآن.
16 – وعند النسائي والترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أوتي الحكمة مرتين، وفي رواية: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)) وفي رواية عند ابن ماجه ((اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب)).
واسانيدها صحيحة وصححها الألباني
17 – والفقه هو الفهم؛ قال تعالى: {لا يكادون يفقهون حديثا} [النساء: 78] يقال: فَقُه بفتح الفاء وضم القاف إذا صار الفقه له سجية، وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم وفقه بالكسر إذا فهم.
وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {ولكن كونوا ربانيين} [آل عمران: 79] قال: كونوا حكماء فقهاء ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ويقال: لا يقال للعالم: رباني حتى يكون عالما معلما عاملا.
فالفقه هو الفهم، والفهم فطنة يفهم بها صاحبها من الكلام ما يقترن به من قول أو فعل واختلف في المراد بالحكمة في دعوة ابن عباس فقيل: القرآن وهو المراد بالكتاب الوارد في بعض الروايات أي فهم المراد من آياته وقيل: العمل بالقرآن وقيل: السنة وقيل: الإصابة في القول وقيل: الخشية وقيل: الفهم عند الله وقيل: العقل وقيل: ما يشهد العقل بصحته وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس وقيل: سرعة الجواب مع الإصابة.
[انتظر: المنهاج للنووي، إرشاد الساري، وفتح المنعم]
18 – بوب عليه الآجري في كتاب الشريعة فقال ” باب فضل عبد الله بن عباس رضي الله عنه وما خصه الله الكريم به من الحكمة والتأويل الحسن للقرآن”.
19 – “عن مجاهد قال: كان بن عباس يسمى البحر من كثرة علمه” أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1920 و1927 والطبري في تهذيب الآثار 276 والحاكم في المستدرك 6283و 6285 وأبو نعيم في الحلية كلهم من طريق أبي أسامة عن الأعمش به.
20 – قال الطبري رحمه الله تعالى كما في تهذيب الآثار ” فيه الإبانة عما خص الله تعالى ذكره به نبينا صلى الله عليه وسلم من الفضيلة بإجابته دعاءه وإعطائه مسألته وذلك أنه دعا عليه السلام لابن عمه عبد الله بن عباس بأن يعلمه الحكمة وتأويل القرآن وأن يفقهه في الدين فأعطاه ذلك وأجاب له دعاءه بما دعا به فيه فكان عالما بالحكمة وتأويل القرآن فقيها في الدين مقدما في ذلك نقابا مبرزا على أقرانه لا يتقدمه منهم أحد بل لا يدانيه ولا يقاربه منهم بشر في أيامه يشهد له بذلك الجلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان “.
21 – ذكر ابن القيم في «إعلام الموقعين عن رب العالمين ت مشهور» (2/ 31): فصل في
[فضلُ ابنِ عباس] وذكر آثار في الثناء عليه.
22 – ولابن عباس تراجم مطولة في كتب الرجال والسير وفيها ثناء الصحابة وغيرهم عليه وسيأتي النقل منها بإذن الله في كتاب الفضائل من صحيح البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما.
23 – -استحباب خدمة الأكابر؛ لأن ابن عبّاس حصل ذلك بسبب أنه وضع للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- ماء للوضوء لما دخل الخلاء، كما سبق بيانها.
قاله في مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه للأثيوبي
24 – لا يلزم من إثبات الفقه للعالم، الصحابي أو غيره، أن يصيب في جميع أقواله، فالفقهاء ما زالوا يصيبون ويخطئون، ولكن لا شك أن لابن عباس مزية بهذا الدعاء، فهو أقرب إلى الصواب من غيره، وإن كان في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، من هو أولى بالفقه والصواب منه، كأبي بكر، وعمر، بل وسائر الخلفاء الراشدين، رضوان الله عليهم جميعا. كما أن عدم إصابة العالم للحق أحيانا لا يخرجه من زمرة العلماء ولا ينزع عنه صفة العلم.
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
” والقاعدة الكلية في هذا أن لا نعتقد أن أحدا معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل الخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ ”
انتهى من ” منهاج السنة ” (6/ 196).
وقال رحمه الله تعالى:
” اتفق أهل العلم – أهل الكتاب والسنة – على أن كل شخص سوى الرسول فإنه يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، فإنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى “.
انتهى من ” منهاج السنة ” (6/ 190 – 191).
25 – مواقف تدل على فقه ابن عباس
عند أحمد 3061 وهو في الصحيح المسند 601: عن ابْنَ عَبّاسٍ قالَ: أتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ فَأخَذَ بِيَدِي فَجَرَّنِي فَجَعَلَنِي حِذاءَهُ فَلَمّا أقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ عَلى صَلاتِهِ خَنَسْتُ فَصَلّى رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ فَلَمّا انْصَرَفَ قالَ لِي «ما شَانِي أجْعَلُكَ حِذائِي فَتَخْنِسُ » فَقُلْتُ يا رَسُولَ اللهِ أوَيَنْبَغِي لِأحَدٍ أنْ يُصَلِّيَ [ص (513)] حِذاءَكَ وأنْتَ رَسُولُ اللهِ الَّذِي أعْطاكَ اللهُ قالَ فَأعْجَبْتُهُ فَدَعا اللهَ لِي أنْ يَزِيدَنِي عِلْمًا وفَهْمًا قالَ ثُمَّ رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ وسَلَّمَ نامَ حَتّى سَمِعْتُهُ يَنْفُخُ ثُمَّ أتاهُ بِلالٌ فَقالَ يا رَسُولَ اللهِ الصَّلاةَ فَقامَ فَصَلّى ما أعادَ وُضُوءًا.
26 – وكان مقرَّبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس سأله رجل: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العيد أضحى أو فطرا قال: “نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته؛ يعني: من صغره”:
27 – مما يدل على علمه قصة مناظرته للخوارج
28 – مما يدل على كثرة علمه صدور كتاب موسوعة فقه ابن عباس رضي الله عنه
29 – مما يدل على علمه تفسيره سورة النصر بأنها أجل رسول الله صَلى الله عليه وسلم في مجلس عمر بن الخطاب وخفي ذلك على كبار الصحابة
30 – عن عاصم. عن أبي وائل. قال: شهدت الموسم مع ابن عباس فخطبنا أو فخطب فقرأ سورة البقرة. ففسرها. ووالله إني لأظن أن لو أن الترك شهدته ففقهوا ما قال لأسلموا أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 58 واللفظ له وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1936 من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم به
وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ والطبري في تفسيره من طريق سفيان – هو الثوري- عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُورَةَ النُّورِ- وعند الطبري سورة البقرة- ثُمَّ يُفَسِّرُهَا. فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ سَمِعْت هَذَا الدَّيْلَمَ لَأَسْلَمْت» قال الحافظ ابن حجر إسناده صحيح
تابعه محاضر بن المورع حدثنا الأعمش به نحوه أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 1934
تابعه جَابِرُبن نُوح، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، به أخرجه الطبري في تهذيب الآثار 288
تابعه موسى بن أعين عن بن كاسب الكوفي عن الأعمش به بأطول منه أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد فضائل الصحابة 1948
تابعه أبو معاوية عن الأعمش به أخرجه الطبري في تفسيره 85
والحاكم في المستدرك 6369 وأبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة ابن عباس
31 – مدح ابن مسعود ابن عباس في العلم وهو من هو في العلم
32 – قال الفضل بن ميمون: سمعت مجاهداً يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة، وعن مجاهد نفسه قال: قرأت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت
انظر: تاريخ الإسلام (7/ 235 – 236).
33 – قوله (حدثنا أبو معمر) تابعه مسدد كما عند البخاري 3756
تابعه عمران بن موسى كما عند النسائي في السنن الكبرى 8123
34 – قوله (حدثنا عبد الوارث) تابعه وهيب كما عند البخاري 7270 تابعه عبد الوهاب الثقفي كما عند الترمذي 3824 وابن ماجه 166 تابعه هشيم كما عند الإمام أحمد 1840 تابعه إسماعيل بن علية كما عند أحمد 3379 تابعه وهب بن بقية كما عند ابن حبان في صحيحه 7054.
35 – قوله (حدثنا خالد) وعند الترمذي وابن ماجه ” خالد الحذاء”
36 – قوله (عن عكرمة) تابعه عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا قال من وضع هذا فأخبر فقال اللهم فقهه في الدين أخرجه البخاري 143 واللفظ له ومسلم 2477 والنسائي في السنن الكبرى 8121