75 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم -رقم 75
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1 ، والاستفادة
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
4218 – عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ فَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِطْعَةُ جَرِيدَةٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ قَالَ لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ أَتَعَدَّى أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ وَإِنِّي لَأُرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ أَرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنْ بَعْدِي فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ
4219 – عن أبي هُرَيْرَةَ قال َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ خَزَائِنَ الْأَرْضِ فَوَضَعَ فِي يَدَيَّ أُسْوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ
4220 – عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ الْبَارِحَةَ رُؤْيَا
———————-
– قد فسر أهل العلم بالتعبير هذه الرؤيا على هذه الصورة فقالوا:
إن نفخه ، لهما يدل على أنهما يقتلان بريحه، لأنه لايغزوهما بنفسه، وإن وَصْفَه لهما بأنهما من ذهب دلالة على كذبهما؛ لأن شأنهما زخرف وتمويه، كما دل لفظ السوارين على أنهما ملِكَان؛ لأن الأساورة هم الملوك، ودلّا بكونهما يحيطان باليدين أن أمرهما يشتد على المسلمين فترة، لكون السوار مضيقاً على الذراع.
وعُبَّر : بأن طيرانهما بالنفخ دلالة على ضعف كيدهما، فشأنهما زبد لابد أن يؤول الى جُفاء مادام هذا الكيد مستمداً من الشيطان.
واستشكل ذلك بأن صار لهما أتباع فكيف يقال :أن كيدهما ضعيف، وأجاب ابن حجر بأن المقصود الضعف المعنوي لا الحسي.
قلت : ويمكن أن نقول أن ضعفهما من حيث عدم طول مدتهما، فمسيلمه الكذاب أطولهما مدة ومع ذلك لم تزد مدته على سنتين.
وقالوا : وكونهما من ذهب دلالة على أنهما يقصدان من عملهما الدنيا؛ لأن الذهب رمز لحطامها الذي يسعى المغترون بها خلفه.
وأنهما سواران إشارة الى محاولتهما الإطاحة بكيان المسلمين عن طريق الإحاطة بهم من كل جانب، تماماً كم يحيط السوار بالمعصم.
قلت : ويمكن أن يقال أيضا أن ما كان في اليمين أشد خطرا فيتأول أن السوار الذي في اليد اليمنى هو مسيلمة.
وإن كان كلاهما صار له قوة لكن ذكروا أن الأسود العنسي قتله فيروز بدون قتال ، إنما قال له امدد يدك لإبايعك فقتله أما مسيلمة فاشتدت فتنته حتى قتل في الحرب معه كثير من القراء حتى قتله وحشي.
-فيه فضيلة للصديق والصحابة الذين قاتلوا هذين الكذابين ؛ لأنهم أي الصحابة هم الهواء الطيب في الرؤية ، الذي خرج من النبي صلى الله عليه وسلم فقضى على الباطل بإذن الله. وقد رد ابن تيمية على المفترين الذين تنقصوا الصحابة واستدل بهذا الحديث. وراجع كتابه المنهاج
– حروب الردة كانت على أقسام منهم مانعوا الزكاة ،وهم باقون على إسلامهم وقسم ارتدوا عن الإسلام وبوب البيهقي : باب مَا جَاءَ فِى قِتَالِ الضَّرْبِ الأَوَّلِ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم. قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : هُمْ قَوْمٌ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ مِثْلَ طُلَيْحَةَ وَمُسَيْلِمَةَ وَالْعَنْسِىِّ وَأَصْحَابِهِمْ.
– في قوله ( إن جعل لي محمد الأمر بعده تبعته ) فظاهره أن مسيلمة لم يدخل في الإسلام خلافا لما قرره القاضي أنه كان يظهر الإسلام.
وممن ذهب إلى عدم إسلامه الطحاوي حتى استشكل عدم قتل النبي صلى الله عليه وسلم له، قال الطحاوي : وكيف لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيلمة بإبائه الدخول في الإسلام فكان جوابنا له في ذلك: أنه قد يحتمل أن يكون جاءه فيمن جاء معه من قومه على جِوَار ليخاطبه بما يجيبه إليه أو يمتنع عليه منه فلم يقتله لذلك، واتبع ما أمره الله به في مثله بقوله ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه )التوبة6
-فيه أن كل رؤى النبي صلى الله وسلم من الرحمن ؛ لأن الله حفظه من تلعب الشيطان ، فيحمل كلام ابن القيم الذي نقلناه أن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وحي ما خلا هذه الرؤية …
بمعنى أن هذه الرؤية وأمثالها تحتاج لتأويل بخلاف الصريحة فهي تشريع.
لذا نقل ابن حجر أن تأويله صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا من باب طلب وقوعها على مسيلمة والعنسي ، وقيل كان تعبيرها بوحي.انتهى كلامه بمعناه
فعلى هذا لا يستدل بهذه الرؤية على تعبير الرؤى المكروهة ، فذكر صاحب التنوير أن هذه رؤيا وحي لابد من وقوعها .قلت : وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم به من باب الإخبار بالفتن التي تمر بها الأمة لتكون على حذر.
-فيه وصف أهل السوء وجرحهم بما يستحقونه ليحذرهم الناس .
-فيه ضرب مثل على عدم استحقاق شئ ولو كان قليلا بالجريدة.
-فيه لزوم أمر الله حتى مع الخصوم. وهذه الفائدة مستنبطة من أحد المعاني التي فسر النووي بها قوله صلى الله عليه وسلم :(ولن أتعدى أمر الله فيك) حيث قال : فهكذا وقع في جميع نسخ مسلم ووقع في البخاري( ولن تعدو أمر الله فيك) قال القاضي :هما صحيحان فمعنى الأول لن أعدو أنا أمر الله فيك من أني لا أجيبك إلى ما طلبته مما لا ينبغي لك من الاستخلاف أو المشاركة ومن أني أبلغ ما أنزل إلي وأدفع أمرك بالتي هي أحسن.
ومعنى الثاني:( ولن تعدو أنت أمر الله) في خيبتك فيما أملته من النبوة وهلاكك دون ذلك أو فيما سبق من قضاء الله تعالى وقدره في شقاوتك والله أعلم.
تنبيه : النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك أيضاً في ابن صياد( إخسأ فلن تعدوَ قدرك ).
-وقال النووي في قوله ( فأولتهما كذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما العنسى صاحب صنعاء والآخر مسيلمة صاحب اليمامة ) قال العلماء: المراد بقوله صلى الله عليه وسلم يخرجان بعدي أي يظهران شوكتهما أو محاربتهما ودعواهما النبوة وإلا فقد كانا في زمنه.
وتعقب أن العنسي المشهور أنه قتل في مرض موت النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : فيحتمل معناه أنهما يخرجان في آخر حياتي ، قال ابن حجر : المراد على التغليب . وبعضهم حمل قوله (بعدي) بمعنى بعد نبوتي .
-ذكر الطبري بإسناده :عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93] ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي مُسَيْلِمَةَ.
وقيل: نزلت فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، أَسْلَمَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ارتد،وقيل : النضر بن الحارث.
وذكر الطبري احتمال التعدد فقال : دَخَلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ كُلُّ مَنْ كَانَ مُخْتَلِقًا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا، وَقَائِلًا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَفِي غَيْرِهِ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي قِيلِهِ كَاذِبٌ لَمْ يُوحِ اللَّهُ إِلَيْهِ شَيْئًا. فَأَمَّا التَّنْزِيلُ فَإِنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ بِسَبَبِ بَعْضِهِمْ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ بِسَبَبِ جَمِيعِهِمْ ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ عُنِيَ بِهِ جَمِيعُ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْعَرَبِ، إِذْ كَانَ قَائِلُو ذَلِكَ مِنْهُمْ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، فَعَيَّرَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ وَتَوَعَّدَهُمْ بِالْعُقُوبَةِ عَلَى تَرْكِهِمْ نَكِيرَ ذَلِكَ. وَمَعَ تَرْكِهِمْ نَكِيرَهُ، هُمْ بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُكَذِّبُونَ، وَلِنُبُوَّتِهِ جَاحِدُونَ، وَلِآيَاتِ كِتَابِ اللَّهِ وَتَنْزِيلِهِ دَافِعُونَ، فَقَالَ لَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ادَّعَى عَلَى النُّبُوَّةِ كَاذِبًا وَقَالَ: {أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} [الأنعام: 93] ، وَمَعَ ذَلِكَ يَقُولُ: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 91] ، فَيَنْقُضُ قَوْلَهُ بِقَوْلِهِ، وَيُكَذِّبُ بِالَّذِي تَحَقَّقَهُ، وَيَنْفِي مَا يُثْبِتُهُ، وَذَلِكَ إِذَا تَدَبَّرَهُ الْعَاقِلُ الْأَرِيبُ عَلِمَ أَنَّ فَاعِلَهُ مِنْ عَقْلِهِ عَدِيمٌ…
– فيه زهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث اهتم بشأن الذهب، ومنه حديث (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا وتكون لنا الآخرة) ، وأن الذهب حرام على الرجال ، وهو في الرؤية مكروه إلا إذا كان مستورا كما سيأتي النقل عن ابن القيم . ولأهل التعابير في الذهب والحلي والدنانير والدراهم تعابير، تراجع في مظانها.
-في الحديث عدة معجزات منها إخباره بما سيكون من هذين الكذابين وما يؤول إليه أمرهما من الزوال، راجع لها شرح النووي.
– قال الحافظ في ” الفتح ” يؤخذ منه أن السوار وسائر أنواع الحلي تعبر للرجال بما يسوءهم، قال ابن القيم: ” ومن ها هنا دل لباس الحلي للرجل على نكد يلحقه وهمّ يناله.
-وقد ذكر ابن القيم لهذا الحديث في زاد المعاد فوائد:
فصل: فى فقه هذه القصة :
فيها: جوازُ مكاتبةِ الإمام لأهل الرِّدَّة إذا كان لهم شَوْكة، ويكتب لهم ولإخوانهم من الكفار : سلامٌ على مَن اتبَّع الهُدَى.
ومنها: أنَّ الرسول لا يُقتل ولو كان مرتداً، هذه السُّنَّة.
ومنها: أنَّ للإمام أن يأتىَ بنفسه إلى مَن قدم يُريد لقاءه من الكفار.
ومنها: أنَّ الإمام ينبغى له أن يستعينَ برجل من أهل العلم يُجيب عنه أهلَ الاعتراض والعِناد.
ومنها: توكيلُ العالِم لبعض أصحابِه أن يتكلَّم عنه، ويُجيب عنه.
ومنها: أنَّ هذا الحديثَ من أكبرِ فضائلِ الصِّدِّيق، فإنَّ النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفخ السِّوارين بروحه فطارا، وكان الصِّدِّيق هو ذلك الرُّوح الذى نفخ مُسَيْلِمَة وأطاره.
قال الشاعر:
فَقُلْتُ لَهُ ارْفَعْهَا إلَيْكَ فَأَحْيِهَا … بِرُوحِكَ واقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرَا
ثم نقل تعابير للشهاب العابِر فعبر بعض الذهب الظاهر بأمراض وسوء ، والذهب الخفي بامرأة حسناء
قال ابن القيم موضحًا : عبَّر له – يعني الشهاب العابر – السِّوار بالمرأة لما أخفاه، وستره عن الناس، ووصفها بالحُسن لحُسن منظر الذهب وبهجته، وبالرِّقة لشكل السوار.
والحلية للرجل تنصرف على وجوه. فربما دلَّت على تزويج العُزَّاب لكونها من آلات التزويج، وربما دلَّت على الإماء والسرارى، وعلى الغناء، وعلى البنات، وعلى الخدم، وعلى الجهاز، وذلك بحسب حال الرائى وما يليق به. انتهى باختصار
تنبيه : ورد أن الواقدي ذكر أن مسيلمة تخلف في الرحال لما وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهم خمسة أواق ، وأرسل له بها وقال: (إنه ليس بشركم ) فتأولها الكذاب أن الأمر جعله له بعده . والواقدي مجروح
…………………….
أما الحديث الثاني فسبق التنبيه على فوائده في الأبواب السابقة وهو مطول من حديث سمرة وأخرج البخاري هذا الحديث المطول في عدة مواضع من صحيحه، وفيه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يسبح في الدم…. وغيرها من الرؤى.
والذي يخص هذا المتن المختصر الذي ذكره مسلم من تبويبات البخاري : باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم ، وباب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح .
قال النووي: فيه دليل لجواز اطلاق البارحة على الليلة الماضية وان كان قبل الزوال وقول ثعلب وغيره انه لا يقال البارحة إلا بعد الزوال يحتمل أنهم أرادوا أن هذا حقيقته ولا يمتنع إطلاقه قبل الزوال مجازا ويحملون الحديث على المجاز وإلا فمذهبهم باطل بهذا الحديث وفيه دليل لاستحباب إقبال الامام المصلي بعد سلامه على أصحابه وفيه استحباب السؤال عن الرؤيا والمبادرة إلى تأويلها وتعجيلها أول النهار لهذا الحديث ولأن الذهن جمع قبل أن يتشعب باشغاله في معايش الدنيا ولأن عهد الرائي قريب لم يطرأ عليه ما يهوش الرؤيا عليه ولأنه قد يكون فيها ما يستحب تعجيله كالحث على خير أو التحذير من معصية ونحو ذلك وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ونحوهما بعد صلاة الصبح وفيه أن استدبار القبلة في جلوسه للعلم أو غيره مباح. انتهى