72 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم – رقم 72
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
( ألقاه الأخ : سيف بن دورة الكعبي)
وممن شارك صاحبنا أبوصالح ومصطفى الموريتاني وإبراهيم البلوشي.
بفوائد قيمة.
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1 ، والاستفادة
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مختصر عبدالحق الأشبيلي
بَاب فِي تَأْوِيلِ الرُّؤْيَا
عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( رأيت ذات ليلة، فيما يرى النائم، كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت الرفعه لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب )
——————
-قال صاحب أسد الغابة : عقبة بن رافع وقيل : ابن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن عامر بن فهر القرشي الفهري
شهد فتح مصر وولي الإمرة على المغرب واستشهد بإفريقية قاله أبو نعيم
وقال أبو موسى : عقبة بن رافع جمع أبو نعيم بينه وبين عقبة بن نافع والظاهر أنهما اثنان
قال ابن حجر في الأصابه :
عقبة بن رافع الأنصاري له ذكر ورواية ففي صحيح مسلم من طريق ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت كأني في دار عقبة بن رافع… وأخرجه بن منده في ترجمة عقبة بن نافع فصحفه وتعقبه أبو نعيم .
فوائد :
-يستأنس بالأسماء التي ترى في الرؤى على تأويلها، ويسترشد ، وكذلك يستأنس أحياناً بالألوان التي ترى في الرؤى، وبالأشخاص الذين يرون فيها وبالكلمات التي تقال في الرؤيا.
-دين الإسلام دين فيه الرفعة، ودين كامل قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْت لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكمْ نِعْمَتِي وَرَضِيت لَكم الْأِسْلامَ دِيناً} (المائدة: من الآية3)
-قال ابن القيم كما في تحفة المودود : تستحب التسمية بالأسماء ذات المعاني الحسنة الطيبة، فإن الإسم له مدلول على المسمى، ولما قدم سهيل بن عمرو في صلح الحديبية كي يتفق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام -فيما رواه البخاري من طريق عكرمة مرسلاً- : ( قد سهل لكم من أمركم ) أي: كان متفائلاً باسم سهيل بن عمرو ، وقال عليه الصلاة والسلام في القبائل: ( أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله ورسوله ) ؛…. فللمسمى صلة بالإسم حتى في الرؤيا
وإذا أردت أن تعرف تأثير الأسماء في مسمياتها، فتأمل حديث سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال: أتيت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما اسمك؟)) قلت: حزن، فقال: ((أنت سهل)) ، قال: قلت: لا أُغيِّر اسماً سمّانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت تلك الحزونة فينا بعد. رواه البخاري في صحيحه، والحزونة: الغلظة، ومنه أرض حزنة وأرض سهلة. …ومن البلاء الحاصل بالقول: قول الشيخ البائس، الذي عاده النبي – صلى الله عليه وسلم – فرأى عليه حمى فقال: ((لا بأس طهور إن شاء الله)) فقال: بل حمى تفور، على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال عليه الصلاة والسلام: ((فنعم إذاً)). انتهى بتصرف يسير
-العاقبة للتقوى، قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : { وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } أي: وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وهي الجنة، لمن اتقى الله. ثم ذكر حديث الباب.
–فيه تعبير الرؤى بالأسماء ، وسبق أن صهيب رضي الله عنه رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وفي يده غل عند باب أبي الحشر فأولها أبوبكر بأن الله يجمع له دينه إلى يوم الحشر .
وقيل الذى رأى الرؤيا سلمان رضي الله عنه ، وروي الحديث مرفوعا وموقوفا، وابن حجر قال : أخرجه أبوبكر بن أبي شيبة بسند صحيح عن مسروق قال : مرَّ صهيب بأبي بكر فأعرض عنه… فذكره موقوفاً كما ذكرناه ( راجع كتاب الرؤيا للدينوري، وفتح الباري باب القيد في المنام )
-وهذا الحديث ذكر صاحب مرقاة المصابيح أنه يمكن يأول على العدو؛ فيأخذ من عقبة العقوبة لهم، من قوله تعالى( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم ) فله وجه أن يكون بمعنى العقوبة، ويأخذ من رافع رفعهم- يعني أظنه يقصد للموت – وطاب موتهم. انتهى بمعناه
– يأخذ من هذا الحديث وغيره من الأحاديث أن الرؤيا الطيبة تعبر، والسيئة لا تعبر خاصة إذا كانت تسبب فتنة، وسيأتينا في هذا الباب حديث أنه صلى الله عليه وسلم ( هز سيفاً فانقطع صدره…. ورأيت بقراً، والله خير ) فلم يعبرها، وورد في الصحيحة 1340 ” إذا رأى أحدكم الرؤيا تعجبه فليذكرها و ليفسرها و إذا رأى أحدكم الرؤيا تسوءه، فلا يذكرها و لا يفسرها ” .
ولو كانت، رؤيا إنذار ، ومنه قوله تعالى( ياأيها الذين ءآمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )، لكن يوصى المسلم بتقوى الله والانكفاف عن معصيته، وكان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا فلا يعبرها إنما يوصي صاحبها بتقوى الله، وأنها لن تضرك.
وكما قدمنا لا يسأل إلا عالم أو ناصح، ومنه أن يوسف عليه السلام إنما سأل يعقوب عليهما الصلاة والسلام، فعلم ما فيها من الخير فأرشده أن لا يقصها على إخوته لكي لا يحسدوه.
وفي التمهيد، قال مالك : لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيراً أخبر به وإن رأى مكروهاً فليقل خيراً أو ليصمت، وقيل له فهل يعبرها على خير وهي عنده مكروه،لقول من قال :أنها على ما أولت عليه فقال : لا، ثم قال : الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة
-وانظر لكلمات النبي صلى الله عليه وسلم حين تذكر له رؤيا، فقال لمن رأى الأذان( إن هذه الرؤيا حق إن شاءالله ) وقال( فلله الحمد )، وقال في رؤيا عبدالله بن سلام( رأيت خيراً )
ويمكن إجمال شروط المعبر : أن يكون عالم؛ لأنها من أجزاء النبوة. وأن يكون ناصحاً فلا يحمله بغض شخص على تعبيرها بالسوء. ويعبر وفق أصول الشريعة، ويعبر الخير دون الشر، وأن يكون تعبيره مستند إلى أمور معتبرة، ويلزمه معرفة أحوال الرائي.انتهى من بحث لأحد المعاصرين
حتى قال ابن بطال : والمحفوظ عن الأنبياء وإن كان أصلاً فلا يعم أشخاص الرؤيا، فلا بد للبارع في هذا العلم أن يستدل بحسن نظره فيرد ما لم ينص عليه إلى حكم التمثيل ويحكم له بحكم النسبة الصحيحة فيجعل أصلا يلحق به غيره كما يفعل الفقيه في فروع الفقه.
قال البغوي في شرح السنة بعد أن ذكر التأويل بالقرآن وبالسنة وبالأمثال : التَّأْوِيلُ بِالأَسَامِي، كَمَنْ رَأَى رَجُلا يُسَمَّى رَاشِدًا يُعَبَّرُ بِالرُّشْدِ، وَإِنْ كَانَ يُسَمَّى سَالِمًا يُعَبَّرُ بِالسَّلامَةِ. وذكر الحديث
ثم قال البغوي بعد أن ذكر تأويل بعض الأسماء مثل الأترج وغيره :
، وَأَمَّا التَّأْوِيلُ بِالضِّدِّ وَالْقَلْبِ، فَكَمَا أَنَّ الْخَوْفَ فِي النَّوْمِ يُعَبَّرُ بِالأَمْنِ، لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} [النُّور: 55]، وَالأَمْنُ فِيهِ يُعَبَّرُ بِالْخَوْفِ….
وقال :وَقَدْ يَتَغَيَّرُ التَّأْوِيلُ عَنْ أَصْلِهِ بِاخْتِلافِ حَالِ الرَّائيِ كَالْغُلِّ فِي النَّوْمِ مَكْرُوهٌ، وَهُوَ فِي حَقِّ الرَّجُلِ الصَّالِحِ قَبْضُ الْيَدِ عَنِ الشَّرِّ، وَكَانَ ابْنِ سِيرِينَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يُصِيبُ سُلْطَانًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ يُصْلَبْ، وَسَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ سِيرِينَ، قَالَ: رَأَيْت فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أُؤَذِّنُ.قَالَ: تَحَجُّ. وَسَأَلَهُ آخَرُ، فَأَوَّلَ بِقَطْعِ يَدِهِ فِي السَّرِقَةِ، فَقِيلَ لَهُ فِي التَّأْوِيلَيْنِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ الأَوَّلَ عَلَى سِيمَاءَ حَسَنَةٍ، فَأَوَّلْتُ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الْحَج: 27]، وَلَمْ أَرْضَ هَيْئَةَ الثَّانِي، فَأَوَّلْتُ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يُوسُف: 70]، وَقَدْ يَرَى الرَّجُلُ فِي مَنَامِهِ فَيُصِيبُهُ عَيْنُ مَا رَأَى حَقِيقَةً مِنْ وِلايَةٍ، أَوْ حَجٍّ، أَوْ قُدُومِ غَائِبٍ، أَوْ خَيْرٍ، أَوْ نَكْبَةٍ، فَقَدْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحَ، فَكَانَ كَذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} [الْفَتْح: 27].انتهى كلام البغوي
-قال ابن القيم : رُؤْيا الْأَنْبِيَاء وحى فَهُوَ على ظَاهرهَا لَا كنحو مَا روى عَنهُ أَنه قَالَ رَأَيْت كَأَن سَيفي انْقَطع فَأَوَّلْته كَذَا وَكَذَا وَرَأَيْت بقرًا تنحر وَرَأَيْت كأنا فِي دَار عقبَة بن رَافع.
ومن الأحاديث التي عبرها النبي صلى الله عليه وسلم:
-فورد من رواية الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء – امرأة من الأنصار بايعت النبي – صلى الله عليه وسلم} – أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة ً قالت فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:وما يدريك أن الله أكرمه فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي، قالت: فوالله لا أزكي بعده أحداً يا رسول الله قال البخاري :وقال نافع بن يزيد عن عقيل ما يفعل به، قال :وتابعه شعيب وعمرو بن دينار ومعمر وفي حديث الليث ومعمر نحوه وزاد قالت :وأريت لعثمان في النوم عيناً تجري فجئت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكرت ذلك له فقال: ذاك عمله، وفي حديث إبراهيم بن سعد وشعيب بن أبي حمزة
فأحزنني ذلك فنمت فرأيت لعثمان عيناً تجري
– وأخرج البخاري ومسلم عن قيس بن عباد قال: كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع فقال بعض القوم :هذا رجل من أهل الجنة هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين يتجوز فيهما ثم خرج فاتبعته، فدخل منزله ودخلت فتحدثنا فلما استأنس قلت له: إنك لما دخلت قبل قال رجل: كذا وكذا قال: سبحان الله ما ينبغي لأحد ان يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ذلك رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه رأيتني في روضة ذكر سعتها وعشبها وخضرتها ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي: إرقه فقلت له: لا أستطيع فجاءني منصف – قال بن عون: والمنصف الخادم فقال بثيابي من خلفي وصف أنه رفعه من خلفه بيده فرقيت حتى كنت في أعلى العمود فأخذت بالعروة فقيل لي: استمسك فلقد استيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى وأنت على الإسلام حتى تموت قال: والرجل عبد الله بن سلام
– ومن ذلك أيضًا رؤياه أنه ضرب له مثل آخر، وقد جاء ذلك فيما رواه البخاري 7281 والبيهقي في “دلائل النبوة” من طريق سعيد بن مِيْنَاء حدثنا – أو سمعت – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: «جاءت ملائكة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو نائم فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً، قال: فاضربوا له مثلاً، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارًا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيًا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة والداعي محمد – صلى الله عليه وسلم – فمن أطاع محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فقد أطاع الله، ومن عصى محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس». قال البخاري: تابعه قتيبة عن ليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر، خرج علينا النبي – صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن بطال قوله: “أوّلوها” يدل على أن الرؤيا على ما عبرت في النوم.
– وذكر صاحبنا مصطفى الموريتاني :ومن الرؤيا التي رآها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأَوَّلّها رؤياه في الغنم السود والبيض. وقد جاء فيها ثلاثة أحاديث. أحدها: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «رأيت غنمًا كثيرة سوداء دخلت فيها غنم كثيرة بيض»، قالوا: فما أوّلته يا رسول الله؟ قال: «العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم» رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهبي في تلخيصه
وهو في الصحيحة 1017،1018 انتهى
تنبيه : وفي الحديث زيادة منكرة ذكرها الألباني في الضعيفة 2052
قال صاحبنا أبوصالح :
1- ورد في إسناده عند الحاكم عن عبد الرحمن عن عبد الله بن دينار، واستظهر اﻷلباني أن الصواب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.
قلت يؤيده أن الحديث رواه إسماعيل بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم مرفوعا به مرسﻻ.
هكذا جاء في حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر.
2- ورد عند الحاكم في آخر الحديث
” أسعدهم به الناس” واستشكلها اﻷلباني رحمه الله وقال ولعل الصواب ” وأسعد بهم الناس”. قلت وردت في حديث إسماعيل بن جعفر ” أسعدهم به فارس” ولعلها اﻷقرب والله أعلم.
والحديث أورده اﻷلباني كما تفضل اﻷخ في الصحيحة1018 وحسن هذا اﻹسناد، ثم ذكر له شواهد صححه بها.انتهى
قلت : عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار لا يحتمل الإختلاف عليه في الوصل والإرسال أما عن شاهده من حديث عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر، رجح الدارقطني في العلل 80 فيه الإرسال.
أما عن حديث أبي هريرة فهو في فضائل الصحابة من زوائد عبدالله من طريق زائدة عن هشام عن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :رأيت كأني انزع على غنم سود فخالطها غنم عفر فأولت السود العرب والعفر من خالطهم من إخوانهم من العجم قال فبينما أنا كذلك إذ جاء أبوبكر فأخذ الدلو فنزع ذنوباً أو ذنوبين وهو ضعيف والله يغفر له ثم جاء عمر…. ) ومراسيل الحسن من أضعف المراسيل، وهذا المرسل يعلل الحديث المتصل عن أبي هريرة، ثم حديث أبي هريرة رضي الله عنه ورد في الصحيحين من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه بغير هذه الزيادة، وهو كذلك في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، ففي ثبوتها عندي نظر.
-وذكر التويجري في كتابه الأحاديث السابقة في فصول منها؛ فصل في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وفصل في رؤيا الصحابة، وفصل في ذكر ما رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – في منامه ولم يخبر بتأويله
فمن ذلك رؤياه في النزع من القليب وقد جاء ذلك في حديثين. أحدهما: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعفه، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربًا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريًا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن» رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وابن حبان…
وتأويله ظاهر من قيام النبي – صلى الله عليه وسلم – بالدعوة إلى الله تعالى وجهاد المشركين وبذل النصيحة للأمة وتعليمهم أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم وغير ذلك من الأمور العظيمة والمصالح العامة التي قام بها – صلى الله عليه وسلم – أتم القيام، ثم قام أبو بكر الصديق بما كان يتولاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أمور المسلمين أتم القيام وحارب أهل الردة حتى أدخلهم من الباب الذي خرجوا منه، ثم بعث الجيوش إلى الفرس والروم وحصل في زمانه عدة انتصارات عليهم، ثم كانت خاتمة أعماله الجليلة أَنْ عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فكانت ولاية عمر رضي الله عنه حسنة من حسنات أبي بكر رضي الله عنه