71 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري كما في كتاب العلم من صحيحه:
باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
71 – حدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله
——-
فوائد الباب:
1 – حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه وأشار إليه الترمذي بقوله: وفي الباب عن معاوية. والحديث أشار إليه البخاري في الترجمة قبل ثلاثة أبواب.
2 – وفي الباب عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم.
3 – قوله (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) أي يفهمه في الدين “التفهم أبلغ من الإفهام، وهو يشعر بتكرار الإفهام، وكأن معناه: يجعل الفقه عادته وديدنه. روى بعض السلف: عودوا ألسنتكم خيراً”. قاله نجم الدين الغزي (ت 1061 ه) في ” حسن التنبه لما ورد في التشبه”.
4 – وقوله (في الدين) يفهم على ضوء حديث جبريل الطويل وهو الإسلام والإيمان والإحسان.
5 – فيه فضل العلماء على سائر الناس قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
6 – فيه فضل الفقه في الدين على سائر العلوم قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
7 – إنما ثبت فضل العلم، لأنه يقود إلى خشية الله، والتزام طاعته، وتجنب معاصيه، قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر: 28] قاله ابن بطال في شرحه.
8 – عن عمران القصير قال الحسن البصري رحمه الله تعالى:”إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه”. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 35188 والدارمي في سننه 302 وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على الزهد للإمام أحمد والآجري في أخلاق العلماء 47 وأبو نعيم في الحلية إسناده صحيح.
فالحسن البصري وغيره من أئمة السلف تواضعوا فجعل الله عزوجل لهم القبول
9 – وذكر الذَّهَبِيّ فِي تذكرة الحفاظ: الطبعة الهِنْدِيَّة (79) / (1) من طَرِيق أبي نعيم، حَدثنا أبُو الجابة الفراء قالَ: قالَ الشّعبِيّ: (إنّا لسنا بالفقهاء ولَكنّا سمعنا الحَدِيث فَرويناهُ، الفُقَهاء من إذا علم عمل)
وأخرجه أبُو نعيم فِي الحِلْية (311) / (4) عَن الشّعبِيّ بِلَفْظ: (يا معشر العلماء، يا معشرالفقهاء، لسنا بفقهاء، ولا عُلَماء، ولَكنّا قوم قد سمعنا حَدِيثا فَنحْن نحدثكم بِما سمعنا … إلَخ).
10 – قوله (وإنما أنا قاسم والله يعطي) ترجم البخاري في صحيحه في موضع آخر فقال باب قول الله تعالى {فأن لله خمسه وللرسول} يعني للرسول قسم ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنا قاسم وخازن والله يعطي.
11 – قوله (ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله). فيه أن أمته صلى الله عليه وسلم آخر الأمم، وأن عليها تقوم الساعة.
12 – قال البخاري: هم أهل العلم. وقال أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فما أدري من هم، قال عياض: وأراد أحمد بأهل الحديث أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهبهم قاله ابن الملقن في التوضيح
13 – فيه أن الإجماع حجة قاله ابن الملقن في التوضيح.
14 – فيه إخباره -عليه السلام- بالمغيبات، وقد وقع ما أخبر به، ولله الحمد، فلم تزل هذه الطائفة من زمنه وهلم جرا، ولا تزول حتى يأتي أمر الله تعالى قاله ابن الملقن.
15 – فيه فضيلة لأهل الشام كما ورد في بعض طرقه قال معاذ ” هم بالشام” كما عند البخاري 3641
16 – أقسام علوم الشريعة. قال الحافظ البغوي رحمه الله تعالى:
العلوم الشرعية قسمان: علم الأصول، وعلم الفروع، أما علم الأصول فهو: معرفة اللَّه سبحانه وتعالى بالوحدانية والصفات وتصديق الرسل، فعلى كل مكلف معرفته ولا يسع فيه التقليد لظهور آياته ووضوح دلائله، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} وقال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}
وأما علم الفروع: فهو علم الفقه ومعرفة أحكام الدين؛ فينقسم إِلى فرض عين، وفرض كفاية، أما فرض العين: فمثل علم الطهارة والصلاة والصوم، فعلى كل مكلف معرفته، قال النبي صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”، وكذلك كل عبادة أوجبها الشرع على كل واحد، فعليه معرفة علمها مثل علم الزكاة إن كان له مال وعلم الحج إن وجب عليه.
وأما فرض الكفاية فهو: أن يتعلم ما يبلغ به رتبة الاجتهاد ودرجة الفتيا، فإذا قعد أهل بلد عن تعلمه عصوا جميعا، وإذا قام واحد منهم بتعلمه سقط الفرض عن الآخرين، وعليهم تقليده فيما يعن لهم من الحوادث، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. انتهى
(شرح السنة – طبعة دار الكتب العلمية (1) – (231))
17 – بوب المنذري في كتاب العِلم
1 – (الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمه، وما جاء في فضل العلماء والمتعلمين). وساق أحاديث
18 – قال ابن سعدي في «بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد» (ص (32)):
هذا الحديث من أعظم فضائل العلم، وفيه: أن العلم النافع علامة على سعادة العبد، وأنّ الله أراد به خيراً.
والفقه في الدين يشمل الفقه في أصول الإيمان، وشرائع الإسلام والأحكام، وحقائق الإحسان.
فإن الدين يشمل الثلاثة كلها، كما في حديث جبريل لما سأل النبي صلّى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وأجابه صلّى الله عليه وسلم بحدودها. ففسر الإيمان بأصوله الستة. وفسر الإسلام بقواعده الخمس. وفسر الإحسان بـ “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فيدخل في ذلك التفقه في العقائد، ومعرفة مذهب السلف فيها، والتحقق به ظاهراً وباطناً، ومعرفة مذاهب المخالفين، وبيان مخالفتها للكتاب والسنة.
ودخل في ذلك: علم الفقه، أصوله وفروعه، أحكام العبادات والمعاملات، والجنايات وغيرها.
ودخل في ذلك: التفقه بحقائق الإيمان، ومعرفة السير والسلوك إلى الله، الموافقة لما دل عليه الكتاب والسنة.
وكذلك يدخل في هذا: تعلُّم جميع الوسائل المعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها.
فمن أراد الله به خيراً فقهه في هذه الأمور، ووفقه لها.
ودلّ مفهوم الحديث على أن من أعرض عن هذه العلوم بالكلية فإن الله لم يرد به خيراً، لحرمانه الأسباب التي تنال بها الخيرات، وتكتسب بها السعادة. اهـ
19 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
فيه جواز التحديث على المنبر – أي إلقاء الدروس والأحاديث على المنبر.
20 – فيه دليل على حرص معاوية – رضي الله عنه – على نشر العلم.
21 – الحث على الفقه في الدين عموماً سواءً ما يسمى فقه في الإصطلاح أو ماهو أعم، وعلم من ذلك أن الفقه في الدين خير من الفقه في الواقع فالفقه في الواقع وفي أحوال الناس فهذا وسيلة إلى معرفة مايناسبه من الأحكام وليس هو الغاية، الغاية هو الفقه في الدين.
22 – فيه إثبات الإرادة لله وهي نوعان: كونية وشرعية.
وفي هذا الحديث المراد الإرادة الكونية، نظير قوله تعالى: (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا .. ) الآية
الإرادة الكونية بمعنى المشيئة والإرادة الشرعية بمعنى المحبة.
الإرادة الكونية تكون في ما يحبه الله ومالايحبه الله حتى المعاصي أرادها الله كوناً.
والإرادة الشرعية لاتكون إلا في ما يحبه.
الإرادة الكونية لابد فيها من وقوع المراد، فإذا أراد الله شئ كوناً فلا بد أن يقع، والإرادة الشرعية قد تقع وقد لاتقع. أ ه
23 – تنبيه: أهمية العلم وفضله شرحناه في الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم.
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن مثل ما بعثني الله به عزوجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به
24 – وراجع كذلك التعليق على الصحيح المسند
1380 – قال الامام أحمد رحمه الله: (ج2 ص481): حدثنا وكيع، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن أبي هـريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” خيركم في الإسلام أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا ”
25 – قوله (حدثنا ابن وهب) هو عبد الله تابعه عبد الله بن المبارك كما عند البخاري 3116 تابعه يونس كما عند البخاري 3116
26 – قوله (ابن شهاب) هو الزهري الإمام المعروف
27 – قوله (قال حميد بن عبد الرحمن) وعند البخاري 7312 ” حدثني حميد بن عيد الرحمن “هو ابن عوف صرح به مسلم في رواية، تابعه عمير بن هانئ كما عند البخاري 3641 تابعه عبد الله بن عامر اليحصبي كما عند مسلم في صحيحه 1037 تابعه يزيد بن الأصم كما عند مسلم 1037 تابعه يونس بن ميسرة بن حلبس كما عند ابن ماجه 221 تابعه محمد بن كعب القرظي كما عند مالك في الموطأ 1599