(69) (943) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان/ ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(بإشراف: سيف بن دورة الكعبي)
هذا الحديث يشرحه مجموعة مصطفى الموريتاني وفيصل الشامسي.
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3،والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
——————–
943 – قال الامام محمد بن حبان رحمه الله كما في الاحسان: أخبرنا عبدالله بن محمد بن سلم, حديثنا حرمله هو ابن يحاو حدثنا ابن وهب, أخبرني عمرو بن الحارث, وذكر ابن سلم آخر معه عن يزيد بن أبي حبيب, عن عبدالرحمن بن شماسة, أنه سمع عقبة بن عامر يقول: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطال القيام-وكان اذا صلى لنا خفف- ثم لا نسمع منه شيئا غير أنه لا نسمع منه شيئا غير أنه يقول: ((رب وأنا فيهم)) , ثم رأيته أهوى بيده ليتناول شيئا, ثم ركع, ثم أسرع بعد ذلك, فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس وجلسنا حوله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد علمت أنه راعكم طول صلاتي وقيامي)) قلنا: أجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد علمت أنه راعكم طول قيامي)). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده ما من شيء وعدتموه في الآخرة الا قد عرض علي في مقامي هذا, حتى لقد علي النار, فأقبل الي منها شيء حتى دنا بمكاني هذا, فخشيت أن تغشاكم, فقلت: رب رب وأنا فيهم, فصرفها عنكم, فأدبرت قطعا كأنها الزرابي , فنظرت اليها نظرة, فرأيت عمرو بن حرثان أخا بني غفار متكئا في جهنم على قوسه, واذا فيها الحمرية صاحبة القطة التي ربطتها, فلا هي أطعمتها, ولا هي أرسلتها)).
هذا حديث حسن.
مجموعة فيصل الشامسي ومصطفى الموريتاني
———————-
وورد في صحيح الجامع من حديث جابر وعزاه لمسلم:
– يا أيها الناس! إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله و إنهما لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي إنه ليس من شيء توعدونه إلا و قد رأيته في صلاتي هذه و لقد جيء بالنار حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها حتى قلت: يا رب و أنا فيهم؟ ; و رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن به قال: إنما تعلق بمحجني! و إن غفل عنه ذهب به حتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها و لم تتركها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ; و جيء بالجنة فذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي فمددت يدي و أنا أريد أن أتناول من ثمرها شيئا لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل
(حم م) عن جابر.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 7866 في صحيح الجامع
وهو في مسلم 904، وأخرجه أحمد 3/ 217، ومن طريقه أبوداود، 1178
ورد في صحيح الجامع:
9262 – لقد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها و دنت مني النار حتى قلت: أي رب! و أنا فيهم؟ و رأيت امرأة تخدشها هرة لها فقلت: ما شأن هذه؟ قال: حبستها حتى ماتت جوعا لا هي أطعمتها و لا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض
(حم هـ) عن أسماء بنت أبي بكر.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 5131 في صحيح الجامع
قال الأصحاب مصطفى الموريتاني وفيصل الشامسي:
ذكر صاحب الاحسان في تقريب ابن حبان الحديث وترجم قبله ذِكْرُ عَرْضِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وَعَدَ أُمَّتَهُ فِي الْآخِرَةِ
بعض معاني الكلمات في الحديث:
(الزرابي): البسط، وكل ما يُبسط ويُتكأ عليه.
– (فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا نَظْرَةً، فَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرْثَانَ أَخَا بَنِي غِفَارٍ)
(تحرفت في الأصل إلى “عفان”، والتصويب من “التقاسيم” 3/لوحة 281.)
مُتَّكِئًا فِي جَهَنَّمَ عَلَى قَوْسِهِ، وَإِذَا فِيهَا الْحِمْيَرِيَّةُ صَاحِبَةُ الْقِطَّةِ (في الأصل و “التقاسيم”: “القط”، والصواب ما أثبت، وصاحبة القطة هي التي قَالَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “دَخَلْتُ امرأة النار فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تأكل من خشاش الأرض” متفق عليه من حديث ابن عمر، ومن حديث أبي هريرة.) الَّتِي رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلْتَهَا» (إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطبراني في “الكبير” 17/ (872): حدثنا أحمد ابن رشدين، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في “مجمع الزوائد” 2/ 88، وقال: رواه الطبراني في “الكبير”، ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن رشدين. وأورده أيضاً 10/ 386، وقال: رواه الطبراني في “الأوسط” وفي “الكبير”، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف وقد وثق، وكذلك بكر بن سهل، وبقية رجاله وثقوا. قلتُ: وقد تقدم نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (2838) و (5622)، ومن حديث ابن عباس برقم (2832) و (2853)، ومن حديث عائشة برقم (2841).).
[(28) تعليق الألباني]
صحيح –
ومن فوائد الحديث:
1 – فيه طول القيام أحيانا.
2 – أن الأصل في الإمامة التخفيف.
3 – جواز مخاطبة الله تعالى في الصلاة.
4 – الإيمان باليوم الأخر.
5 – جواز الصلاة إلى النار والبعد أورع.
6 – الخوف من النار وعدم الأمن منها.
7 – التمثيل في الكلام.
8 – تحريم حبس الحيوأن حتى يموت.
9 – شمول الإسلام محاسنه.
10 – فيه قسم النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع باحث كتاب بعنوان (ما أقسم به النبي صلى الله عليه وسلم)
قال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه:
1255 – قَوْله (لَقَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّة)
عَلَى بِنَاء الْفَاعِل مِنْ الدُّنُوّ قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر مِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى أَنَّ الْحُجُب كُشِفَتْ لَهُ دُونهَا فَرَأَىهَا عَلَى حَقِيقَتهَا وَطُوِيَتْ الْمَسَافَة بَيْنهمَا حَتَّى أَمْكَنَهُ أَنْ يَتَنَاوَل مِنْهَا وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى أَنَّهَا مَثَلَتْ لَهُ فِي الْحَائِط كَمَا تَنْطَبِع الصُّورَة فِي الْمِرْآة فَرَأَى جَمِيع مَا فِيهَا
قَوْله (بِقِطَافِ)
ضُبِطَ بِكَسْرِ الْقَاف
(أَيْ رَبّ وَأَنَا فِيهِمْ)
أَيْ فَكَيْف تُعَذِّبهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ وَقَدْ قُلْت {وَمَا كَانَ اللَّه لِيُعَذِّبهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} وَهَذَا مِنْ بَاب الْفَزَع فِي حَضْرَته وَإِظْهَار فَقْر الْخَلْق وَأَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ مِنْ عَدَم الْعَذَاب مَا دَامَ فِيهِمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْكِن أَنْ يَكُون مُقَيَّدًا بِشَرْطِ وَلَيْسَ مِثْله مَبْنِيًّا عَلَى عَدَم التَّصْدِيق بِوَعْدِهِ الْكَرِيم وَهَذَا ظَاهِر
قَوْله (خُشَاش الْأَرْض)
أَيْ هَوَامّهَا وَحَشَرَاتهَا وَاللَّهُ أَعْلَم. انتهى
تنبيه: سيأتي في كلام ابن رجب أن الظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم رآى الجنة والنار بعين رأسه، وذكر: أنه يحتمل أن يكون جلي ذَلِكَ لقلبه.
قلت سيف:
قال ابن رجب في شرح حديث أسماء في شرحه للبخاري 745:
وفي هَذَا الحَدِيْث فوائد كثيرة:
مِنْهَا: مَا يتعلق بصفة صلاة الكسوف، ويأتي الكلام عَلِيهِ فِي موضعه – إن شاء الله – سبحانه وتعالى -.
ومنها: أَنَّهُ يدل عَلَى وجود الجنة والنار، كما هُوَ مذهب أهل السنة والجماعة.
ومنها: مَا يدل عَلَى تحريم قتل الحيوان غير المؤذي، لغير مأكله.
ومنها: مَا هُوَ مقصوده بإيراد الحَدِيْث فِي هذا الباب: أن المصلي لَهُ النظر فِي صلاته إلى مَا بَيْن يديه، وما كَانَ قريباً، ولا يقدح ذَلِكَ فِي صلاته.
ولكن المنظور إليه نوعان:
أحدهما: مَا هُوَ من الدنيا الملهية، فهذا يكره النظر إليه فِي الصلاة؛ فإنه يلهي.
وقد دل عَلِيهِ حَدِيْث الإنبجانية، وقد سبق.
والثاني: مَا ينظر إليه مِمَّا يكشف من أمور الغيب، فالنظر إليه غير قادح فِي الصلاة؛ لأنه كالفكر فِيهِ بالقلب، ولو فكر فِي الجنة والنار بقلبه فِي صلاته كَانَ حسناً.
وقد كَانَ ذَلِكَ حال كثير من السلف، ومنهم من كَانَ يكشف لقلبه عَن بعض ذَلِكَ حَتَّى ينظر إليه بقلبه
بنور إيمانه، وَهُوَ من كمال مقام الإحسان.
وأما النَّبِيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فإنه كشف ذَلِكَ لَهُ فرآه عياناً بعين رأسه، هَذَا هُوَ الظاهر، ويحتمل أن يكون جلي ذَلِكَ لقلبه.
وقوله: ((أي رب، وأنا معهم)) يشير إلى قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال:33]، فخشي أن يكون إدناؤها مِنْهُ عذاباً أرسل عَلَى الأمة، فاستفهم عَن ذَلِكَ، وَقَالَ: ((أتعذبهم وأنا معهم؟)) بحذف همزة الاستفهام.
وهذا القول، الظاهر: أَنَّهُ كَانَ بقلبه دون لسانه، وكذلك سؤاله عَن المرأة؛ فإن عالم الغيب فِي هذه الدار إنما تدركه الأرواح دون الأجساد – غالباً -، وقد تدرك بالحواس الظاهرة لمن كشف الله لَهُ ذَلِكَ من أنبيائه ورسله، ويحتمل أن يكون قوله:
((وأنا فيهم)) بلسانه؛ لأن هَذَا من بَاب الدعاء؛ فإنه إشارة مِنْهُ إلى أَنَّهُ موعود بأنه لا تعذب أمته وَهُوَ فيهم.
يدل عَلَى ذَلِكَ: مَا رَوَى عَطَاء بْن السائب، عَن أَبِيه، عَن عَبْد الله بْن عَمْرِو بْن العاص، قَالَ: كسفت الشمس عَلَى عهد رَسُول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فذكر الحَدِيْث بطوله، وفيه: فجعل ينفخ فِي آخر سجوده فِي الركعة الثانية، ويبكي، ويقول: ((لَمْ تعدني هَذَا وأنا فيهم، لَمْ تعدني هَذَا ونحن نستغفرك)) – وذكر بقية الحَدِيْث.
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.
وأما سؤاله عَن المرأة فلا يحتمل أن يكون بلسانه. والله أعلم.
وفي الجملة؛ فإن كَانَ البخاري ذكر هَذَا الباب للاستدلال بهذا الحَدِيْث عَلَى أن نظر المصلي إلى مَا بَيْن يديه غير قادح فِي صلاته، فَقَدْ ذكرنا أن الحَدِيْث لا دليل فِيهِ عَلَى النظر إلى الدنيا ومتعلقاتها، وإن كَانَ مقصوده الاستدلال بِهِ عَلَى استحباب الفكر للمصلي فِي الآخرة ومتعلقاتها، وجعل نظر النَّبِيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِيهِ إلى الجنة بقلبه كَانَ حسناً؛ لأن المصلي مأمور بأن يعبد الله كأنه يراه، فينبغي لَهُ أن يستغرق فكره فِي قربه من الله، وفيما وعد الله أولياءه، وتوعد بِهِ أعداءه، وفي الفكر فِي معاني مَا يتلوه من القرآن.
وقد كَانَ السلف الصالح ينجلي الغيب لقلوبهم فِي الصلاة، حَتَّى كأنهم ينظرون إليها رأى عين، فمن كَانَ يغلب عَلِيهِ الخوف والخشية ظهر لقلبه فِي الصلاة صفات الجلال من القهر والبطش والعقاب والانتقام ونحو ذَلِكَ، فيشهد النار ومتعلقاتها وموقف القيامة، كما كَانَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز – صاحب الأوزاعي – يَقُول: مَا دخلت فِي الصلاة قط إلا مثلت لِي جهنم.
ومن كَانَ يغلب عَلِيهِ المحبة والرجاء، فإنه مستغرق فِي مطالعة صفات الجلال والكمال والرأفة والرحمة والود واللطف ونحو ذَلِكَ، فيشهد الجنة ومتعلقاتها، وربما شهد يوم المزيد وتقريب المحبين فِيهِ.
وقد روي عَن أَبِي ريحانة – وَهُوَ من الصَّحَابَة -، أَنَّهُ صلى ليلة، فما انصرف حَتَّى أصبح، وَقَالَ: مَا زال قلبي يهوى فِي الجنة وما أعد الله فيها
لأهلها حَتَّى أصبحت.
وعن ابن ثوبان – وكان من عباد أهل الشام -، أَنَّهُ صلى ليلة ركعة الوتر، فما انصرف إلى الصبح، وَقَالَ: عرضت لِي روضة من رياض الجنة، فجعلت أنظر إليها حَتَّى أصبحت.
يعني: ينظرها بعين قلبه. انتهي